داست على التراب الرطب وعلى جذور الشجر بخطوات ثقيلة. راحت تصغي لشعورها بجسدها المنهك وروحها التي تحاول الإنسحاب.
بلعت ريقها تحاول تبليل حلقها الجاف، لا تدري ما حدث.. إستيقظت لتجد نفسها في الغابة التي تحد بلدتها من الشرق.
راحت تكافح لأيجاد نهايةٍ لطريقها هذا حتى ولو كانت مفارقة روحها لهذا العالم.
يلف الغابة ظلام لم يستطع نور البدر أن يطغى عليه.
أنفاسها بدت مسموعة فيما بدأ حلقها يتحطب من الجفاف.
لمحت من بين الأشجار قرص القمر في الأرض، أخذت تتمعن فيه لتدرك أنه مجرد إنعكاس على البحيرة التي كانت تقصدها. هرعت إليها جريًا وبالكاد وصلت لتجثو على ركبتيها عند الحافة وتجمع كفيها بلهفة لغرف الماء، أدخلتهما بهدوء تخترق سطح الماء البارد.
تسمرت مكانها فجأة قبل القيام بأي حركة، رفعت رأسها تتأكد من أنها تتوهم لكن ما تأكدت منه أنها واعيةة تمامًا ، لون زمردي يلف المكان بسبب القمر الذي تخلى عن لونه الشاحب.
شهقت منتفضة وإبتعدت دافعةً جسدها بساقيها إلى الخلف؛ وبؤبؤيها اللذان أخذا لون القمر الشاحب موجهان نحوه بفزع.
برزت أنيابها ومخالبها وتحولت ملامحها، لم ينحصر الأمر على ملامحها بل سرى بكامل جسدها الذي راح يتداعىٰ، بدأت تفقد كيانها، أطرافها ترتجف.
بطريقة واضحة بدأت تفقد هويتها تمامًا بل تفقد نفسها بالكامل، هي رحلت وسوف يعيش وحشها • .
التعديل الأخير تم بواسطة فاطِمةة الزَهرَاء ; 12-22-2017 الساعة 05:08 PM |