دِيسَمبر أَيِّهَا الْعَائِم بَيْنَ شغَافِ الْقلبِ وَدَهَاليزِ اللَّهِفَةِ، يا طِفْلَ الْوَحْشَةِ الْجَائِعِ... كَكُل سَنَة تُطْبِقُ عَلَى نَافِذَتِي كَقَافِلَةِ الْأُفُول... أَهَرَعُ لِزَمْهَريرِ وَحِدَتِي... أَنَتْحِيّ زَاوِيَةِ الْهَذَيَان وَأَغْرَقُ فِي نَشِيجِ صَمتِيّ وَلَا أَفتَحُ لَك... تَنْسَابُ مِنْ فُسْحَة الْبَابِ لِتُطَوِّقَ أَوصَالَِيّ بِأَشْرِعَةِ الْبَوحِ الْخَافِت.
يَبْدَأُ سَفَرِي وَأَنَا أَتَرَنَّحُ عَلَى زنْد الْمَاضِي الْمَعْقُوفِ وَفِي اِنْدِفَاع رَصَّاصَةٍ اِسْتَقَرَّتْ بَيْنَ طَيَّات جَبِينِيّ أَقَعُ... وَلَكن بِينَ يَدِيهِ هُوَ... رَجُلُ الْعُشْب وَالنُورِ، أُشَاطَرهُ الْحُلَم وَالْوَرْد وَنَعْدُو خَلْفَ الْأُفُقِ وَالْمُسْتَحِيل .نُطْلِقُ أَرَانِب الْفَرِحَةِ عَلَى بَلاطَاتِ الشِّعْرِ الْبِلَّوْرِيَّةِ... نَقْرَعُ طُبُولَنَا.. نَرْقُصُ بَيْنَما تُخْبزُ أُغنِيَّةُ شغفِنَا بِتَنُّورِ الْوَلَهِ الْمُخْمَلِيّ. كَفَرِحَةٍ وَلِيدَة اِعْتَكَفْنَا عَلَى التِهَامِهَا فِي فَصْل وَاحِدٍ، لِنَقِفَ بَعْدهَا عَلَى خَشَبَة الْحُبّ المُتَآكل ثُنَائِيّ مَسَرحٍ سَاخِر بِأَلْوَانٍ وَأَقْنِعَةٍ مَشرُوخَة. كَيْفَ اِسْتَطَاعَ هَذَا الثَّلْجُ الْغَجَّرِيّ أَنْ يُحَاصِرَنَا بِسِيَاجِ الْخَوَاءِ الصَّدِئ دُونُمَا اِنْصِهَار مُرتَقب يَلُوح بِأُفقِ العُمِر، وَكَيْفَ لِقُلُوبِنَا أَنْ تُنْقَعَ بِخَابِيَةِ الظِّلَالِ خَلْفَ قُضْبَان الْكَلِمَاتِ الْمُتَقَاطِعَة. أَيّهَا المُتَوغِل فِي عَيْني وَدَمَي نَاخِرَاً عِظَامَ صَبرِي، كَيْفَ تَحرِّقُ رُومَا وَأَنَا مَاوَطَأتُها إلا لِأَجَلَّكَ وَتلوُّحُ بِشَالِ الْحُب الْمُتَوَحِّشِ لِاِمْرَأَةِ غَيْري تُرَاوِدُهَا عَنْ عُمرِهَا، حُلمِهَا وَأبطَالُ رِوَايَتِهَا يَتَسَاقَطُونَ كَالْنَّمْلِ فِي جَيْبِكَ الْمَسْمُومِ. مُجَرَّدُ تِمْثَالٍ أَنثْوِي جَديد تُشَكّلِهُ بأزميلِ بُرودَتك لِتُسكنَهُ دُرج ذِكْرَيَاتِكَ الْفَخَّارِي.
__________________
شكرا لكِ يُونا . على الطقم الأكثر من رائع
التعديل الأخير تم بواسطة باندورا/ραиɒσяα ; 12-24-2017 الساعة 05:09 PM |