12-25-2017, 08:46 PM
|
|
تحدي أماسيا
الكلمات
مخضب - عنجهية الكُبر والتعظم والجفاء غطرسة - شابٌ غرير " جاهل التجربة " - اتسق انتظم - إعفاء
توقفت سيارته عن الحركة عندما وصل إلى مراده ، إلى حيث يستطيع التنفس !
فتح النافذة بضغطة زر لتهب على وجهه المتعب قطرات المطر ، أخذ نفساً عميقاً
يخاطر نفسه بسخرية لإنتعاش روحه بتنفس أكسجين محيطها ، نفس الهواء المحمل بالإكسجين الذي كانت محبوبته تستنشقه
وكأنه بقي طويلاً ثابتاً بمكانه دون حراك وهجيان ، راقب بمقلتيه اتساق ألماسات المطر على زجاج سيارته
وما إن تتلقى نوراً في الطريق حتى تعكسه بالتماع في انخماد عينيه ، أشعل سيجارته ليحرق الرماد في داخله
تعلق ناظريه على النوافذ العلية للمبنى المهجور المقابل له تماماً ..
التقطت اذانه صوت خطوات راكضة وانفاس تلهث نحو موقعه ولكنه لم يآبه لأنه علم من يلاحقه في كل منطقة
اصطدم ذاك الرجل بزجاج النافذة يصيح " سيدي توقعت ان تكون هنا "
لم يتعب نفسه بالإصغاء إلى خادمه لأن العقل لا يعرف طريقه إليه في حالته هذه
" لقد فقدت صوابك تماماً تأتي إلى هنا كل ليلة منذ زواج الأنسة ماسا "
التقط انفاسه ونظمها ثم رفع رأسه إلى المبنى " أين ذهبت عنجهية اللورد ديف أمام ذكريات هذا المبنى الميت ؟ "
تحرك سيده اللورد أخيراً يؤكد على انه ما زال حياً ويتنفس وما كان ليتحرك ويرمي السيجارة لو لم تحرق يده بانتهائها وهو غافلٌ عن كل شيء حوله ، حرك رأسه بالأسى وبنبرة راقية
" إنك في الحب غُلاماً غرير .. لو أنك به عالماً لكنت توقفت عن سؤالي في كل مرة "
أشار بإصبعه نحو النافذة اليمنى في الطابق الأخير وزاوية ثغره يرتجف مبتسماً
" إن ظلها هناك يتمايل على ستارة غرفتها تُمسك فرشاتها ثم تسدل شعرها تصففه خصلةً خصلة
لا زلت اتذكر تموجاته المخضبة بفحمية مخملية "
تأثر خادمه حتى انه عض على شفته السفلى بأسى على حالة اللورد الذي يهابه الجميع الذي لا ينفك عن التغطرس والقوة ، تمكنت منه مشاعر قاتلة !
حرك رأسه مجيباً على سؤال غير منطقي وليس مطروح حتى " لا أراها يا سيدي "
تناول سيده زجاجة النبيذ المائلة باستناد على المقعد المجاور قائلاً ببرود " إذاً انت أعمى القلب يا ارثر "
وقبل ان يرتشف جرعةً من النبيذ كان خادمه قد أوقفه بقلق
" أرجوك يا سيدي كفاك شُرباً ، جُرعةً واحدة هي سُم بالنسبة لك "
دفع ذراع خادمه بسخط وضجر ثم لوح بزجاجة النبيذ لينسكب محتواها عليه جاعلةً خصلات شعره تنسدل على عينيه تخفي ملامحه البائسة
" والدي أخبرني ان اتركها ، ثم أنت تخبرني ان أُقلع عن الشراب الذي بالنسبة لي هو الطريقة الوحيدة لرؤيتها ، لم يتبقى سوى .. "
صمت لثواني ثم أكمل بسخرية " سوى ان تخبروني بأن اترك هذا العالم ! "
سارع خادمه بفتح باب السبارة يحاول إخراج سيده وهو يتوسل بقلق
" أرجوك عد لصوابك ، دعني أنا اقود عنك فإن رأتك الشرطة وانت ثمل فستقودنا لطريق المحاكم والاعتقال "
ما إن استطاع الخروج من سيارته حتى فقد القدرة على الحفاظ على توازنه واصبحت خطواته متمايلة وهو يتعثر ويضحك بأسى
ونظرات خادمه لم تنزاح عنه وتكاد الدموع تنساب من عينيه لرؤية الحال التي وصل لها هذا الرجل أمامه
" إنك تقسو على نفسك كثيراً "
رفع حاجبه بتعجب " أقسو على نفسي ، أتعلم لما ؟ "
أسقط القارورة من يده لتصبح حطام عند قدميه ما إن ارتطمت بالأرض فأكمل بضحكة خافتة
" هذا لأن قصة حبي تخضع كل يوم لمحاكمة ، الجماهير المرتصة تطالب بالعقاب والعقل يرفض ويصيح "
قال بصوت عالي ممثلاً " انا أرفض .. أنا أُطالب بالإعفاء "
لوح بيديه مكملاً يحدث نفسه " اخرس .. ديف محكوماً عليك بالعذاب حتى الموت "
" وما زلت مستمراً بالرفض والمطالبة بالإعفاء ؟ ما ذنبي ؟
ماذا فعلت لأتلقى كل هذا الألم ؟ "
جثى على ركبتيه والتمعت عينيه بالدموع يعتصره ألمه وأجاب على نفسه
" ذنبك انك أحببت ديف ...
ذنبك أنك أحببت " |