الموضوع: سماء العزلة
عرض مشاركة واحدة
  #134  
قديم 12-27-2017, 01:12 PM
 







عند كايت الذي كان يعزف على البيان الأبيض الموجود في الغرفة الكبيرة الواسعة في الطابق الثاني صدى أنغام البيان في الطابق الثاني أحضر عدد قليل من المشاهدين المستمتعين بألحان موسيقاه الهادئة انتهى من العزف على صوت الجد الذي قال بمرح: عزفك بهذه الروعة يذكرني بوالدتك كثيرا
قال روي: أذكر أنني استمعت إلى عزفها مرة واحدة كان مذهلا
لم يجب كايت بأي شيء لتلك التعليقات فقد ذكروا والدته التي لا تزال تجوب في ذاكرته تنهد بهدوء لينهض من على الكرسي الأبيض ليسير مغادرا الغرفة لحق به روي ليقول له: إلى أين أنت ذاهب كايت؟
قال كايت: سأذهب للحديقة المجاورة لن أتأخر في العودة و لا تتبعني روي
ابتسم روي بارتباك لمعرفته بمخططه توقف عن السير خلف كايت الذي مشى بخطوات هادئة مغادرا المنزل وصل للحديقة التي لم تبعد الكثير عن منزل جده جلس على أحد المقاعد البنية المتناثرة في أرجاء الحديقة ليأخذ نفسا عميقا و يزفره بأريحية تامة نظر للمكان الهادئ من حوله فالأطفال في المدارس في هذا الوقت من الصباح و العصافير تزقزق باستمتاع شديد جاب في ذاكرته لليوم الذي أخذته والدته لحديقة أطفال بعيدة عن منزلهم "جلست على القماش الأبيض المزين بالزهور الوردية و الفراشات الحمراء أخرجت من السلة البيضاء التي أحضرتها عدة أطباق صغيرة لتقول: انظر ماذا أعددت لك؟ ستحبه بالتأكيد
قال كايت بحماس: واو إنها أطباقي المفضلة هذا رائع للغاية
عانقها بمرح شديد ليقول لها: أنت أفضل أم في العالم كله
ضحكت والدته بمرح ليتناولا الطعام معا حتى أوقفها سماع محاولات فاشلة لأطفال يعزفون على البيان ابتسمت بمرح لتقف و تقترب منهم و تقول: سأعزف لكم لحنا ممتعا
نظر الأطفال إليها بمرح ليبتعدوا عن البيان الخشبي الشبه قديم حركت أصابعها النحيلة المزينة بخاتم زواجها الفضي على مفاتيح البيان لتعزف عليه ألحان جميلة أسعدتهم شاركها كايت اللحظة بالغناء لتلتفت نحوه و تتسع ابتسامتها تحلق حولهما الكثير من الأشخاص الموجودين هناك ليصفقوا لهما فور انتهائهما" ابتسم على تلك الذكرى السعيدة من بين ذكرياته الأخيرة سمع صوتها يرن في أذنيه و هي تقول: مهما مرت بك ظروف سيئة سيأتي اليوم الذي تنساها من أجل ذكريات أجمل
ظهرت تعابير ساخرة من حاله على وجهه ليقول بصوت منخفض: ربما ليس من المقدر لي أن أشعر بالسعادة يا أمي
نزلت عيناه للأرض و هو يفكر بما قاله نهض من هناك ليتجول في الأرجاء الساكنة لبعض الوقت رن هاتفه ليخرجه من جيبه و ينظر للشاشة انزعج ليرفع الخط و يقول: لقد مضت ربع ساعة فقط منذ خروجي لا تبالغ في أفعالك روي
قال روي و هو يضحك: آسف على ذلك لكن هناك زائر قدم لرؤيتك و قال بأنه يرغب برؤيتك لأمر ملح للغاية لذا عد سريعا أو هل تريد مني القدوم لأخذك معي؟
قال كايت بعد تنهيدة قصيرة: لا تتحرك من مكانك سوف أتي الآن
أغلق الخط مباشرة ليبدأ السير عائدا للمنزل وصل هناك لتأخذه الخادمة نحو الغرفة المطلوبة طرق الباب لكن لا يوجد مجيب تعجب ذلك ليطرق الباب مجددا سمع صوت خطوات مترددة تتجه نحو الباب فتح الباب ليظهر روي بابتسامة مرتبكة و عيناه لا تنظران إليه ليقول: لقد عدت أسرع مما توقعت هذا جيد....ربما
دخل كايت الغرفة ليدهش من الشخص الذي وقف فور رؤيته و عيناه تبحثان عن مكان للنظر ليقول بارتباك: صباح الخير كايت
لم يجب كايت بأي شيء ليستدير راغبا في مغادرة الغرفة أسرع ذلك الشخص في اتجاهه ليمسك بذراعه و يقول: أرجوك فقط استمع لما سأقوله و سأغادر على الفور
التفت كايت إليه لينظر بغضب شديد أخاف ذلك الشخص كثيرا حتى روي الواقف بالقرب من الباب يرى ذلك الغضب للمرة الأولى أراد التدخل لكن ذلك الغضب شنج أطرافه عن الحركة ليقول كايت: ماذا لديك بعد لتقوليه لي؟ يبدو أنك لم تكتفي بما فعلته آنسة بيرون
قالت لوسي و الدموع تجمعت في عينيها على الفور: أقسم أنني لم أرد لذلك أن يحصل
لم يهتم كايت بالاستماع لما لديها ليسحب ذراعه منها و يتابع المسير أوقفه روي بوقفه أمام الباب نظر كايت إليه بانزعاج ليقول روي: أعرف أنك لا تود الحديث إليها لكن أعطها فرصة ربما لديها ما يهمك
قال كايت: روي إن لم تكن ترد لعلاقتنا أن تفسد ابتعد عن الباب حالا
قال روي: حتى لو قلت ذلك لن تغادر الغرفة كايت عليك الاستماع للناس عندما يأتون للحديث إليك بأنفسهم
تبادلا النظرات لفترة قصيرة ليغير كايت اتجاهه نحو النافذة الكبيرة ليقفز من شرفتها دهش روي مما قام به لتنظر لوسي للأرض و الدموع تغادر عينيها لتقول في نفسها: لم أعلم أنه يكرهني لهذه الدرجة أنا حقا سيئة للغاية
غطت وجهها بكفيها لتجهش بالبكاء اقترب روي منها ليضع يده على رأسها بهدوء يمسح على شعرها المرفوع للأعلى و يقول: آسف لا أستطيع استقبالك هنا مجددا و لا أقدر على التحدث معه بالأمر لذا تقبلي الأمر
قالت لوسي من بين دموعها: أردت فقط الاعتذار عما فعلت و التوسط بينهما
قال روي: أتفهم الأمر لكن كايت عنيد جدا لا أعتقد أن المرة القادمة ستمر على خير
لم تستطع تحمل ذلك أكثر لتغادر الغرفة عائدة إلى منزلها كما فعل روي الذي توجه لغرفة كايت طرق الباب ليسمع كايت يقول: لا أهتم ما الذي تريده مني غادر من هنا
قهقه روي بمرح ليقول: و كيف عرفت أنه أنا؟
قال كايت بانزعاج: أنت الوحيد الذي يزعجني في كل وقت فقط دعني و شأني
قال روي: حسنا سأغادر على شرط أن تخبرني بأمر ما
قال كايت: و ما هو؟
قال روي: من أول شخص وقعت في حبه؟
لم يسمع روي أي إجابة منه فقط صوت خطوات سريعة قادمة في اتجاه الباب الذي فتح بقوة ليظهر وجه كايت المنزعج منه و هو يقول: أخبرتك ألف مرة توقف عن الحديث معي في هذه الأمور السخيفة
ابتسم روي بنصر ليفهم كايت لعبته أخيرا تنهد بقلة حيلة ليقول: حسنا ما الذي تريده مني الآن؟
قال روي و هو يبتسم: لا شيء رؤيتك أسعدتني كثيرا
نظر كايت إليه بانزعاج شديد ليقترب روي منه و يربت على رأسه بمرح و هو يقول: هذا جيد اعتقدت أنك غاضب جدا لكنك لست كذلك هذا جيد
قال كايت: هل تعتقد أنني طفل صغير؟
قال روي بمرح: هذا صحيح فأنت تصغرني على أي حال
قال كايت: تبا لك روي أنت بنفس عمري
قال روي و هو يضحك: لكنني أكبرك بشهرين و ثلاث أيام
بالرغم من أن الجو كان متوترا في البداية إلا أن السعادة طغى عليها بعض الشيء حتى تدخلت كاثرين لتقول بمرح: صباح الخير كايت لم أرك هذا اليوم سمعت أنك عزفت على البيان هذا اليوم هلا عزفت لي مقطوعة خاصة؟
قال كايت: لن أفعل ذلك فقط ابتعدي عني
قالت كاثرين و هي تنفخ وجنتيها: و لماذا أخي قريب منك هكذا؟
أبعد كايت يد روي عن رأسه ليقول: أخبرتك أن تتركني و شأني روي
قال روي بحزن مصطنع: لماذا تحرضين كايت عليّ؟ أنت أخت شريرة
قالت كاثرين: ماذا؟ ألست أنت من تحاول إبعادي عنه؟
نظر كايت إليهما باستغراب ليتنهد و يدخل غرفته من جديد أغلق الباب خلفه ليجلس على الكرسي الموضوع بالقرب من النافذة يفكر بما حدث في منزل والده الذي لم يزره و لا مرة منذ مغادرته المنزل أخذ نفسا عميقا لينظر للحديقة التي تطل غرفته عليها سمع طرقا على الباب ليقول: اتركاني و شأني
فتح الباب لتدخل كاثرين بمرح شديد و تقول: آسفة لكنني لا أستطيع خاصة و أنني قطعت وعدا عليها
نظر إليها بانتظار تفسير لما قالته اقتربت منه لتقوم بمعانقته بهدوء و تقول هامسة: أقصد لوسي بيرون
قال كايت: إن كان هذا ما تريدين الحديث فغادري غرفتي رجاء
قالت كاثرين بابتسامة: أخبرتك أنني لا أستطيع قطعت وعدا لها بالحديث إليك
أبعد كايت يديها عنه لينظر إليها ببرود شديد و هو يقول: لا يهمني ما وعدتها بها و إن لم تريدي المغادرة سأفعل أنا
سار باتجاه الباب لتوقفه كاثرين باحتضانه و هي تقول: لا أحبك عندما تتصرف معي هكذا أنا أيضا لا أريد القيام بذلك لأجلها لكنني سأفعل لتنسى أمرها تماما
قال كايت و هو ينظر إليها بانزعاج: و هل قال لك أحدهم أنها تجوب فكري دائما؟
قالت كاثرين: إذا لم كل هذا الحزن الذي يحيط بك؟ أهو بسبب تركك المنزل؟ أنت لم تحبه يوما حتى لتحزن عليه هكذا
لم يجبها كايت بأي شيء لتسند رأسها على ظهره و تقول: لا أعرف لماذا تكره فكرة الوقوع بحبي ما الذي فعلته لك لتكرهني هكذا؟ تعلم جيدا أنني أحبك كايت لذا لا تتجاهل الأمر
انسابت دموعها على وجنتيها لتطبع على قميص كايت ابتعدت عنه بهدوء لتمسح دموعها و تقول: قالت أنها تريد الاعتذار إليك لما حدث لك بسببها و قالت أنها ستذهب للحديث مع والدك بشأنك
غادرت الغرفة فور إنهائها لرسالة لوسي و تعود الدموع لعينيها من جديد التقت بإحدى قريباتها لتستغرب من ذلك و تقول: هل أنت بخير كاثرين؟ ماذا حدث لك؟
ارتمت بين أحضانها لتبكي بشدة ربتت على شعرها بخفة علها تهدئها قليلا أخذتها لغرفتها و تطلب من الخادمة صنع كوب شاي لها جلست على الكرسي المقابل لسريرها لتقول لها: أخبريني ماذا جرى معك كاثرين؟ ليس من عادتك البكاء هكذا
قالت كاثرين: أتصدقين بأنه حتى الآن يرفضني؟ كنت أعتقد أنه يتصنع هذه القسوة و البرود كنت عمياء للغاية
عرفت قريبتها من محور الحديث و السبب في هذه الدموع لتقول لها: لا تهتمي له الآن فقط ارتاحي سيتغير مزاجك بعد قيلولة قصيرة
أغمضت عينيها لتغفو قليلا غادرت قريبتها الغرفة لتذهب لوالدتها و تخبرها بما جرى تنهدت والدتها بهدوء لتقول في نفسها: و أنا من اعتقدت أنها نسيت الأمر تماما
تنهدت من جديد لتفكر في الأمر قليلا حل المساء أخيرا لتحتفل أسرة جينجر بعيد مولد ماثيو الثاني برفقة تولاي التي أحضرت له مجموعة من السيارات الصغيرة الملونة استمتعوا بوقتهم كثيرا حتى غط الجميع في النوم






رد مع اقتباس