أتذكر ذلك اليوم جيدا
حين بادرت إلى إنشاء موقع اخباري خاص بمدينتي
يجتمع فيه خيرة أبناء البلدة ومثقفيها حول منبر حر ومسؤول
يغطي كل جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والثافية والفنية
ويبادر إلى تنظيم حملات تطوعية تحسيسية خيرية للرقي بالبلدة
ومنه نؤسس مجموعة شباب ...(اسم المدينة).... الخيرية
اتصلت بالعديد من الشباب والفاعلين في المجتمع المدني
وكذلك بالسلطات المحلية لأحيطها علما بالمشروع
لكن للأسف لم أتلقى أي تجاوب ايجابي محفز
الكل ابتهج للفكرة وهلل لها ورحب بها
لكن لم يبادر أحد بفعل عملي
لترى فكرتنا النور
فقدت الأمل في كل من هم حولي وصرت أعيب
على مثقفي البلدة واطاراتها ونخبها هذا التنافر
والتخاصم الذي لا معنى له ولا سبب يبرره
وأدركت وقتها أن كل واحد منهم
يريد الظهور والبروز ويريد أن تكون الأسبقية والفكرة له
أما أن تكون من غيره فلا يشارك أبدا مهما كانت
فيها من خير كبير واضافة نافعة تبيض وجه البلدة الزاخرة
بالنخب والاطارات والمثقفين والمفكرين والكتاب
وحينها أيضا أدركت أن مرض بلدتي بهم
وليس في مسؤليها أو عامة الشعب
وجدت أن كل واحد منهم يتربص بأخيه ويتحين سقوطه
وبعد مدة من الزمن ظهر شاب
من اقاربي ،مستواه عادي جدا واقل بكثير ممن قصدتهم
هو هاوي حواسيب ومتعمق في عالم النت والقرصنة وما إلى ذلك
وصل إلى سمعه أنني في يوم من الأيام سعيت
لإنشاء موقع خاص بالبلدة ،جائني وطلب الاذن مني
أن يتبنى الفكرة وينطلق في تجسيدها
وقال لي :مصطفى لا تنتظر أحدا ،بادر بنفسك وانطلق
من التحق مرحبا به ومن أبى جدران المدينة كثيرة
ومتنوعة منها الحرشاء والملساء هههه فعلا هكذا قالها بالعامية طبعا
اذنت له وقلت امضي قدما وانا معك ،وهذه فكرتي بالتفصيل
بدأ في العمل فعلا وكل مرة يرسل لي رابط المدونة
حتى استقر على قالب جميل وجذاب
كتبت فيه مواضيع قليلة ،وبحكم علاقاتي بالسلطات المحلية
كنت مسؤولا عن قسم الأخبار السيواجتماعية ،إن صح التعبير
واضفنا شابا لامعا متحدثا بارعا منشطا فطنا كيس ذكي
مهتم ومتتبع للشأن الرياضي في البلدة
أدار القسم الرياضي بامتياز
وأيضا ضممت أستاذي ومعلمي وهو اطار في الشباب والرياضة
مفكر وفيلسوف وكاتب لا يمكنني وصفه
قد أنقل لكم يوما ما بعض كتاباته ها هنا واشير إليها انها منه
انتظرنا مدة من الزمن ونحن نكتب وننقل الخبر بمصداقية وأمانة
لكن المدونة لا تسجل زوارا كثرين على عكس صفحتنا بالفايسبوك
بدأ يستلل اليأس فينا شيئا فشيئا حتى انسحب استاذي والفتى اللامع
وبقيت انا وصديقي هذا ،عدنا من حيث انطلقنا
اختلفت انا وهو عن بعض الأشياء أهمها
أنني رفضت رفضا قاطعا أن أكرم مسؤولا باسم المدونة والصفحة
حتى أنه ليس لنا قاعدة جماهرية تعطينا تلك المصداقية والقوة
لنكرم مسؤولا كان مقصرا في أداء واجبه اتجاه أهله وبلدته
ورأيت أن تكريمه لغرض شخصي محض لا لانه قدم شيئا لبلدته
انسحبت من ادارة الصفحة والمدونة وبقي هو لوحده يجاهد
أغلق المدونة وبقية يعمل على الصفحة مع صديقين له
أرسل لي مرة رسالة يسألني فيها لماذا أكتب في صفحتي الشخصية بالفايسبوك
ولا أكتب في صفحتنا الاخبارية وسالني أيضا عن السبب الحقيقي
الذي جعلني أنسحب فقلت له:
هو أنك لا تفرق يين التدوين الشخصي والتدوين العام
الذي يعبر عن عامة الناس والتوجهات
في الصفحة يا أخي أنت تتكلم باسم مدينة كاملة
وتعبر عن أناس مختلفين ويختلفون في كل شيء
ووجب علينا التزام الحياد التام
فلكل مشربه ومذهبه وفلسفته وانتمائه
ووجب علينا أيضا أن نكون على مسافة واحدة من الجميع
ولا نميل إلى طرف على حساب الآخر
وأنت أخلطت بين رايك الشخصي والتوجه العام للصفحة
وهذا ما نفر الناس منك وضاعت مصداقية الصفحة
قال لي أنني خنته وتركته لوحده وأن الفكرة فكرتي
ولا يجب عليا التخلي عنها
أجبته وهذا قصدي من قصتي هذه كلها
أنه لا يهم الأشخاص بقدر ما تهم الأفكار
لا يهم من صاحب الفكرة بقدر ما تهم الفكرة نفسها
لا يهمني من يطبقها بقدر ما يهمني أن تطبق وتتجسد في الواقع
إن كانت فكرة بناءة تقدم الاضافة النافعة للناس
وهذا ينطبق على المنتدى أيضا ،فلا تقفوا عند الأشخاص
وتقتلوا أفكارا بناءة جميلة تهدف إلى الرقي بالمنتدى
خلافتنا الشخصية لا تمنع أبدا من أن نبدي آرائنا في مواضيع هادفة
وتظاهرات نافعة ومسابقات تحي فينا النشاط والهمة للعمل من أجل المنتدى
بالرغم من اختلافي مع صديقي إلا أنني لازلت أتابع صفحته
وأدعوا الناس لمتابعتها ،وأسجل اعجابي وأشارك بتعليقاتي عن ما ينشره
أصور بعض الأحدث وأرسل له الصور أعطيه أخبار حصرية
وشييئا فشيئا عادت علاقتنا أفضل مما كانت عليه ولله الفضل والمنة في ذلك
فاليكن هدفكم المنتدى ولا تقفوا عند الأشخاص وتفاهات الأمور وسفاسفها
أقسم بالله أن كل الخصومات هنا سببها سوء فهم وتسرع في الحكم
ومنها الصبيانية التافهة لو تمعن فيها صاحبها لشعر بالخجل من نفسه
أحبكم في الله جميعا ،وكلم اخوتي وأخواتي وأكره ان أرى احبتي متخاصمين
لاسباب تافهة لا معنى لها ،قد يندم عليها يوم ينضج ويشعر باخجل من نفسه
ويقول فعلا كنت صغيرا وما كان الأمر يستحق ويحز في نفسك أنك لم تعتذر لخصمك
الذي غيبته مشاغل الحياة أو غيبه الموت وفي نفسه شيئ منك
دعوا خصوماتكم للواقع واستمتعوا هنا وتعارفوا وكونوا صداقات جميلة
تعلموا وعلموا بعضكم اضحكوا ابتهجوا ساعة وساعتين
لي عودة إن شاء الله لأنهي تدوينتي هذه
فقط أنشرها لأني مستعجل وأيضا كي لا يذهب كل ما كتبته
لأنني هنا أكتب دون مراجعة ودون قراءة لما كتبته