01-05-2018, 11:13 PM
|
|
الفصل الحادي والعشرين : قد يكون القاتل !
|
"وهل اكتشفتِ شيئاً ؟" "بالطبع ، بالرغم من أنني لم أكن مُتأكدة منه .. لذلك عزمت على مواجهة رينو لتفسيرٍ واضح ..
ولكن قبل محاولتي لمقابلته زارنا صديقهُ .. ذات مساءٍ بمفرده ، تساءلت عن سبب غيابه وقدومه فجأة دون مرافقه المعتاد ..فذهبت إحدى رفيقتاي بالعمل لتلبية طلبه ، وعندما انتهينا أخيراً وكنت
في طريقي للمنزل رأيته ينتظرني بالخارج " " وماذا حدث حينها ؟" " ماذا يمكن أن يكون ؟ غير أنه توعدني بالنذير المشؤوم متهماً إيـاي بالمرأة البغيضة ! التي عملها أن تفرّق بين أصدقاء الطفولة ..
كما هددني بالقتل في حال اقتربت من صديقه و أن أبحث عن مكانٍ آخر في أقرب وقت ، وبعدها وكأنه لم يعد يطيق النظر في وجهي أكثر .. فرحل" "ذلك شيء فظيع ! وماذا فعلتي ؟" "طلبت إجازة لمدة يوم ، وأقبلت أفكر بقرار جيد ، شعرت بالذنب لأنني كنت
سبباً في فراقهما .. ثم فكرت أنني لا أستطيع ترك العمل لحاجتي الماسة إليه ولكن بإمكاني تجاهل رينو تماماً لمصلحتهما " "وهل هددكِ صديقه مجدداً بعد ذلك اليوم ؟" "كلا ولكن الأمور تأزمت وتعقدت كثيراً بعد ذلك ، كنت أجد والد ليث دائم الحضور مساء كل يوم في عملي ، حتى بات أمر تجاهلي له
صعب ، فغيرت مواعيد مناوباتي لوقتٍ أكثر تأخُراً وفشلت محاولتي عندما انتظرني ذات يوم بالخارج بعد منتصف الليل ، حينها نظرت لوجهه بصمت
بدا شاحباً وحزيناً وتلك الهالات السوداء تحيط بعيناه العسليتان التي فقدت ذلك البريق سر جاذبيتهما .. تساءلت بأسى أهو على هذه الحال
بسببي أم صديقه أم لحيرته من كيفية جمعهِ لنا سوياً ؟ وقتها لم أتحمل تعذيبه أكثر فأخبرته بكل شيء .. غدا غاضباً في آن و متفهماً في حين
بينما حزيناً في الغالبية " " وهل توصلتما إلى حل ؟" "نعم .. طلبت منه أن يعود لحياته ويتخلى عني وأنني لن أنساه .. إلا أنه رفض ذلك وعزم على الزواج لأنه بـات جاهزاً ، و أمل في أن يتفهم صديقه سبب تعلقه بي في يومٍ مـا" "جيد أنـا سعيد لقراره الحكيم " "لم يكن قراراً حكيماً ، إنما في ذلك الوقت اعتقدنا نحن ذلك ..حيث شعرت بالسعادة في الأشهر الأولى بالرغم من محاولات صديقه للإفساد علينا ..
خاصةً وأن رينو لم يعد برجل عصابات بل رجلٍ له مكانته وسمعته ، مع مرور الوقت لم أعد أطيق الحال من تهديدات صديقه المستمرة لنا ،
إلى أن غدوت حاملاً بليث .. وكم كنت قلقة عليه ، جاهد والده بدوره ليجعل الأمور تسير على ما يرام .. حتى أتى ذلك اليوم الذي كنت فيه
قد اتخذت قراري .. وقتها كان ليث بالرابعة من عمره .. أتذكر أنني ذات
مساء سرت حتى غرفته ثم طبعت قبلة على جبينه وكدت أرحل إلا أنه شعر بي فـمنعني من الرحيل ، جلست بجانبه وقرأت له بعض القصص
حتى غطّ في سباتٍ عميق ، خرجت بعدها من غرفته وفي طريقي ألقيت نظرة عابرة على غرفة رينو وتمنيت أن يسامحني ويفهم سبب
رحيلي المفاجئ " " كان عليك شرح الأمر لوالد ليث قبل ذلك ؟" " لو فعلت لمنعني من الرحيل فأنا أعرفه جيداً ، أردت أن يكونا بأمـانٍ
مع بعضهما لأنني كنت أعلم برغبة صديقه .. أنه يكرهني أنـا وليس هو" "ولكن ألم تفكري أنك منحتي ليث فكرة سيئة عنك ؟"
"بلى ، إلا أنني شجعت نفسي أن خطوتي خيراً من رؤيتهما يتعذبان لاحقاً
بسببي" "ولكنكِ عذبتهما بالفعل ! أحدهما لقي حتفه أمـا الآخر لا يزال معذباً" " لم أكن أتوقع أن تسير الأمور في الاتجاه المعاكس " " غلطتكِ الوحيدة كانت أن نظرتي للأمور من صوبٍ واحد .. على كلٍ من الجيد
أن كان موتاً طبيعياً لرينو" "بل متعمّد" " أتعنين مقتول ؟! " " لست واثقة من الأمر .. ولكن حسب ما ذكرته لي صديقتي أنها سمعت من الشرطة أن موته كان بفعل فاعل" " ولكن لمـاذا ؟ ألديه أعداء ؟" " لا ، باستثناء أتباع صديقه لأنهم رهن إشارته ولكنهم جبناء لا يفعلون سوى ما يأمرهم به رئيسهم" " أتشكين بأحدهم ؟" "نعم" " منْ ؟" " كـــــــــارلا" "كارلا ؟ ، ومنْ هو ؟" " صديق طفولته ؟" " أمر غريب ! ولماذا يفعل صديقه ذلك ؟" "لأنه يكرهني ! " "ولكن ألا يحب صديقه ؟! " " بلى ، بعض الأصدقاء يعتقدون أن في قتل منْ يحبون قد يسببون ضرراً أخف لأنفسهم " "لم أفهمك .. هل كان رينو يضايقه ؟" "في البداية لم يكن .. حتى تعْرّف ووقع في حبي أصبح كـارلا يكرهني باعتباري قد سلبته صديقه الوحيد " "ولكن ما زال الأمر غريباً .. ما دام يكرهكِ لماذا لم يفكر بقتلكِ أنتِ ؟! " " فكر بذلك مراتٍ عدة .. إلا أن رينو كان عقبةٍ في طريقه " "فهمت .. ليصل إليك كان لابد له من إزالة العقبة صحيح ؟" "أجل .. ولكن " "مـاذا ؟" "لقد هجرت ليث ووالده لأنني كنت خائفةٍ عليهما ولابد أنه قد علم بطريقةٍ مـا بهجري لهما .. وما دمت أنـا دافعهِ للقتل .. لا أفهم لماذا إذن
قتل رينو بدلاً عنــــــــي ؟! " " ذلك ما يحيرني أيضاً .. لعله فعل ذلك ليعذبك " " مستحيل ! إن فعل ذلك فهو مختلٌ عقلياً .. أيقتـل صديق طفولته ليعذبني ؟! ، لست متأكدة من الأمر ربما كارلا ذو صلةٍ بمقتل رينو إلا أنه ليس بالقاتل " " وقد يكون القـاتل ! "
فكرت ماري بابنتها وأنها وحيدة بالمنزل .. فهْمّـت بالرحيل " أيها العم .. لا تعلم بمدى راحتي لوجود منْ يستمع إلي .. ها قد علمت بقصتي الآن ، وعلي العودة فجين وحدها بالمنزل ولاشك أنها ستتساءل عن غيابي الطويل .. فوداعاً أراك قريباً " " وداعاً سيدتي .. سعدت بمساعدتك و زيارتك ، أتمنى أن تحل مشاكلك ويعود ليث إليك في يوما ما .. بالتوفيق"
|
|