عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-22-2018, 11:12 AM
 
Thumbs up قـــــــول البـــــــراءة والصــدق !!

بسم الله الرحمن الرحيم
دايدايدايدايداي


قـــــول البـــــراءة والصــدق !!
طفلة تناولت الأمر بجدية البراءة وقالت قولا لا يشوبه الرياء .. كانت صادقة في أقوالها ودموعها .. ومخلصة في نواياها .. أوجعت الأكباد بكلماتها .. أجبرتها الأحوال أن تزيل ثوب الطفولة عن كاهلها .. وأدهشت العالم بمصداقية حروفها .. حشرجة من صدر يافع يحمل الكثير من الأثقال والهموم .. تلك الأثقال التي وردت إلى سواحلها قبل مواسمها .. فهل وجدت كلماتها تلك الآذان الصاغية ؟؟.. وهل تمددت الأيدي لتزيل الدموع من عينها ؟؟ .. وهل وجدت الطمأنينة التي تذهب روعها ؟؟ .. لقد سكت الساكتون والحيرة تجتاح النفوس .. ذلك السكوت الذي يؤكد أن السند خلفها مجرد هاوية .. وأنها مثلها ومثل غيرها مشمولة في خندق الكادحين الأشقياء .. وهي تقف كغيرها في صفوف البؤساء .. لقد تبدلت معالم الضمائر والإنسانية .. وتلك القلوب قد تحولت إلى كتل من الجلاميد والصخور .. ونفوس البشر قد أصبحت في قسوتها بمثابة أبواب السنط .. لا تسمع طرقاتها الآذان .. والطارق لها بالمطارق آو بالحجارة لا ينال الاستجابة .. فيا عجبا من المآل الذي وصلت إليه أحوال البشر ! .. لا ضمائر تستجيب ولا عواطف تنساب رحمةً .. وأنامل المطبب المأمول تزيد الجروح ضغطاً ونزفاً ! .. وهي الأنامل التي كانت ترجو منها الشفاء .. لقد بكت تلك الطفلة في الخفاء طويلاً .. ثم جاهرت بالبكاء عندما فاقت الدموع حدها .. وعندما أطالت الظلمة مدها .. لم ينفعها السكوت والحياء .. كما لم ينفعها البكاء والعويل .. فهي تعيش في قوقعة الهوامش والنكران .. ولا يقف الأمر عند ذلك الحد .. بل يتعدى نطاق العدل والإنصاف .. فهنالك من لا يعاني بنفس القدر والمعيار .. كما أن هنالك من يستمتع في غرف الخصوصية لدى الجيرة .. فالعدالة مفقودة في كفة الميزان .. فيا أيها المنادي فوق المنابر كيف تطلب الغفران وآنت تغلق منافذ الآذان ؟ .. وتلك صيحات الطفولة تشق عباب الجوع وتتحدى موانع النسيان .. تبذل الوعظ والإرشاد والحقيقة مفقودة عند البيان ! .. ومهما تكون شدة الوعظ فإنها عقيمة إذا لم تطابق الأحوال .. ولا تستقيم الموعظة إذا كان الواعظ لا يصدق بالأقوال .. العدل والعدالة والإنصاف من صفات الرحمن .. والنفوس تقبل إذا التقى الكل في السراء والضراء .. وهي النفوس التي لا تقبل مفاضلة البعض عند السراء ثم تجاهل البعض عند الضراء .. وحيث لا تسري مفاهيم أسنان المشط بين الناس والرعية .. لو بكت ابنة الثري لبكى الحادبون .. ولكن أن تبكي ابنة الفقير فذاك أمر لا يعادل النقير .. وتلك صور تخلق الرواسب في النفوس .. والشقاق في القلوب .. كما توجد الاشمئزاز في الوجدان .


رد مع اقتباس