القصيدة 3
صحب الناس قبلنا ذا الزمانا .. أبو الطيب المتنبي
صَحِبَ الناسُ قَبلَنا ذا الزَمانا
وَعَناهُمْ مِن شَأنِهِ ما عَنانا
وَتَوَلَّوا بِغُصَّةٍ كُلُّهُم مِنـ
ـهُ وَإِن سَرَّ بَعضُهُمْ أَحيانا
رُبَّما تُحسِنُ الصَنيعَ لَياليـ
ـهِ وَلَكِن تُكَدِّرُ الإِحسانا
وَكَأَنّا لَم يَرضَ فينا بِرَيبِ الد
دَهرِ حَتّى أَعانَهُ مَن أَعانا
كُلَّما أَنبَتَ الزَمانُ قَناةً
رَكَّبَ المَرءُ في القَناةِ سِنانا
وَمُرادُ النُفوسِ أَصغَرُ مِن أَن
نَتَعادى فيهِ وَأَن نَتَفانى
غَيرَ أَنَّ الفَتى يُلاقي المَنايا
كالِحاتٍ وَلا يُلاقي الهَوانا
وَلَوَ أَنَّ الحَياةَ تَبقى لِحَيٍّ
لَعَدَدنا أَضَلَّنا الشُجعانا
وَإِذا لَم يَكُن مِنَ المَوتِ بُدٌّ
فَمِنَ العَجزِ أَن تَكونَ جَبانا
كُلُّ ما لَم يَكُن مِنَ الصَعبِ في الأَنـ
ـفُسِ سَهلٌ فيها إِذا هُوَ كانا
--------
نهاية عمره
فلما كان المتنبي عائدًا إلى الكوفة، وكان في جماعة منهم ابنه محمد وغلامه مفلح، لقيه فاتك بن أبي جهل الأسدي،
وهو خال ضبّة، وكان في جماعة أيضًا. فتقاتل الفريقان وقُتل المتنبي وابنه محمد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من
دير العاقول غربيّ بغداد.
قصة قتله أنه لما ظفر به فاتك أراد الهرب فقال له غلامه : أتهرب وأنت القائل :
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فرد عليه بقوله: قتلتني قتلك الله
------
في أمان الله |
__________________ "لبّيك إن العمر دربٌ موحشٌ إلا إليك "
يا رب |