ابدعت حرفيا
ميمي
-
مرحبا ’’
صاحبي كيف أنت ؟
حقيقة في أول الوهلة استغربت من الموضوع وأيضا من الدعوة التي وصلت لي
شعرت في الدعوة شيئا من الشدة ولكنها كانت في محلها ,,
وما طرحته أخي أمر عظيم ,, وواقع أليم ,, شاب عليه الصغير والكبير ,,
حتى أصبح أمرا معتادا ,, لا يلقي له أحد بالا ,,
نسينا حقا في ملهيات الدنيا ماضينا المشرق .. وكيف كان أسلافنا الأولون ,, متفانين في نصرة الدين,,
كم من دماء أهريقت لترفع راية الإسلام عالية ,, تلك الراية التي اختارها رب العالمين لسيد المرسلين ,,
ولا أعني حقا راية دولة الدواعش فهي راية فساد وعار وخزي وإنما أقصد راية التي أعطيها علي
عندما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[ انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الاسلام
وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله لأن يهدي بك خير من أن يكون لك حمر النعم ]
هي راية لم تكن متعطشة للدماء فلم يكن الإسلام يوما يريد دماء الناس
بل كانت الغاية أسمى وأجل من مجرد دماء ,,
كانت الرسالة في توحيد رب العالمين
واخراجهم من ظلمات عبادة الصلبان والأصنام إلى عبادة واحد الأحد الفرد الصمد ,,
فلم يكن الإسلام يقاتل مَن وحد الله وعبده وحده , أفرد له العبادة ,,
إنما كان الإسلام لارشاد الناس وبيان طريقهم ,,
هذه هي راية الإسلام ,, أتت إلى قلوب اجتالتها الشياطين وأفسدتها بغرس الكفر والشرك
جاءت لتطهيرهم من الأدران والأنجاس ,, جاءت لانقاذهم من رق عبادة البشر إلى الحرية الحقيقية ,,
حرية الروح قبل الجسد بالسجود إلى الواحد الأحد ,,
فلم يكن ديننا يوما دين سيف في الحقيقة ’’
لكن عندما لجأ القوم إلى رفض أوامر الرب العظيم الذي خلقهم لغاية مطلوبة مقصودة
غاية ما أجَلّها من غاية وما أحبها من غاية {{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }}
فلما تركوا هذه الغاية العظيمة ,,
وأعلنوا حرب الشرك والكفر والإلحاد ,,
أمر الله أنبياءه برفع السيف دحرا لتك الوثنية ونصرة للحق وإظهارا لكلمته جل جلاله ,,
فإسلامنا ,, دعوة إلى السلام الحقيقي ,
الذي رفضه البشر بجهالة عقولهم , فلم يكن هناك سوى إرجاعهم إلى ذاك السلام ولو بحمل السلاح ,,
ولو علم الناس حقيقة هذا الأمر لعلموا
أن الله أرحم بعباده من آبائهم وأمهاتم ,, يدعونهم إلى النار { وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ }
لكنه الجهل بمحاسن الدين وجهل بقدر رب العالمين وجهل بخلق سيد الأولين والآخرين ,, فداه بأبي وأمي ,,
هذا تمهيد لبيان أن الغاية لم تكن يوما قتل الناس إنما إرجاع الناس إلى الدين الحق ,,
ولا شك أن هذا الإرجاع وهذا السيف لم يرفع بلا ضوابط وبلا قيود لا , بل جعل الله لذلك الأمر قيودا وشروطا ,,
فكما أن الصلاة لا تصح بلا الشروط والأركان وهكذا الجهاد لا يصح بلا الشروط والأركان ’’
وضل وأضل من جعل الباب مفتوحا بمصراعيه ,, غير ملتفت إلى القيود والضوابط ’’
فأصبح يعلن الجهاد بغير إذن أئمة المسلمين الذين ولوا على أمر الأمة ’’
وهكذا بدأ بتقتيل المسلمين وترك الكافرين بحجة ان الأمة ارتدت وما بقيت منها إلا هو وطائفته ,,
بئس القوم هم تركوا الكفار وأراقوا دماء المسلمين صدق حبي رسول صلى الله عليه وسلم حينما قال:
إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ
يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ لَئِنْ لَقِيتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ ]
وهكذا لم يلتفتوا إلى إحترام خلق المسلمين فقتلوا النساء والأطفال والعجائز مع مجيء النهي عن ذلك ,,
فنحن نعوذ بالله من أن تأخذنا العواطف إلى مثل هذا المنحدر ,, فندمر أكثر من أن نصلح ,,
فنصبح من الهالكين المفسدين الذين , حرفوا الدين وبدلوه كما فعلت اليهود النصارى ’’
بل شوهوا سمعة الإسلام والمسلمين بجهلهم وعنادهم وقلة علمهم تحت مسمى الجهاد المزعوم ,,
وأما الجهاد الحق فنحن والله نعتز به ونمضي مع أئمتنا متى اعلنوا ونسأل الله الشهادة في ذلك ,,
هذه مقدمة قبل الجواب على الأسئلة رأيت الأهمية في ذكرها ,, خاصة في زمننا الذي أصبح الجهاد
دعوة إلى التحزبات والفرق كل يدعي نصرة الدين وهم ليسوا إلا أجندة للكافرين أو دعاة إلى السياسات ,,
فلم يكن دعواهم لرفع راية التوحيد بل لدحر تلك الراية تحت اسم الجهاد
وقد جاء عن أبي موسى الأشعري ، قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله
الرجل يقاتل شجاعة ، ويقاتل حمية ، يقاتل رئاء ، فأي ذلك في سبيل الله ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله '
هذا هو الجهاد ,, وأما التخبطات التي نجده في كثير من البلدان فوالله تحزن المرء ولا تفرحه
قالوا الله أكبر الموت لإسرائيل والموت لأمريكا ويقتلون أهل السنة البراءة !!
يهتفون بالله أكبر الله أكبر ,, وهم ينحرون أبناءنا في العراق والشام ,,
صرخوا بلا إله إلا الله ويفجرون المسلمين في مملكة التوحيد حرسها الله من كيد الفجار ,,
أهذا جهادكم لبئس الجهاد الذي تدعوننا إليه ,,
وهناك أمور لا أحب ذكرها لكن فيما ذكرت باختصار إشارة للبيب حتى يفهم ويعقل ,, وأما الأسئلة فلي عودة مرة أخرى ’’ بأجوبة مختصرة تنفع إذا شاء الله سبحانه وتعالى ’’
وشكر الله لك سعيك أخي أحمد على مثل هذه المناقشات الهادفة ’’’
__________________ رحمك الله يا لورين وغفر لك وتجاوز عنك
اللهم اجعل قبر وردة روضة من رياض الجنة يارب صراحة
التعديل الأخير تم بواسطة #MiMi ; 02-26-2018 الساعة 04:21 PM |