حقيقة , موضوعك في غاية من الأهمية حيث تطرق لأمر يعاني منه كثير من الدول العربية
ولا أقول كلها ,, لأن هناك دولا قد وصلت في التقدم مراحل متقدمة جدا.
وقبل البدء بالجواب إني أعاتب شبابنا قبل كل شيء ,,
مهما كانت الدولة وكيفما كانت لن تتقدم بسبها وشتمها أو عمل الفوضى فيها ..
فنحن نواجه عدة مشاكل في هذا الجانب ,, قلة الوعي والإدراك من الشباب ,,
عندما نجد الدولة منهارة إن صح ذلك هل الانهيار يعالج بالسب واللعن ..!!
فهذا أمر ينبغي التفطن له.
ثم ننقل إلى ما هي الدولة المتقدمة ,,
حقيقة ما ذكر قد يكون صحيحا نوعا ما
كالإنتاج والاقتصاد وما شابه ذلك لكن هل التقدم خاص بمثل هذه الأمور ,,
الجواب ’ التقدم أكبر من ذلك
ولا يلزم أن الدولة تتقدم في جميع جوانب الحياة ,
بل قد تكون الدولة فاشلة في جهة من الجهات لكنها متقدمة على الدول الغربية من جهة أخرى
وهذا لابد أن نجعله في البال فنحن أحيانا نحكم بالتأخر على دولنا مع وجود تقدم ظاهر ,,
وما هذا إلا بسبب مقارنة دولنا بغيرها من الدول ’’ صحيح قد لا تكون بلغت تلك المبلغ
في التقدم والحضارة ولكن لا يعني أنها معدومة لا وجود لها ,,
فلا يخفى أن هناك أطباء وهناك مهندسين وهناك أمور ما بلغها الغرب إلا عن طريق الدول العربية
وأما ما يتعلق بنمو سكاني منخفض ,,
فحقيقة هذا قد يكون لا دخل له في التقدم فبعض الحضارات نموها بطيء جدا
بسبب عزوف الشباب عن الزواج وهذا حقيقة أمر سلبي تماما حيث أنه يؤثر على الأجيال القادمة
فسيأتي على الدولة وقت لا يوجد فيها إلا العجائز وقل فيها الشباب لقلة الإنجاب
وهذه مشكلة تعاني منها دولة اليابان مثلا
وهي تسعى بكل ما تستطيع أن تطمس هذه الظاهرة
فهذا في الحقيقة قد يكون أمرا سلبيا وليس إيجابيا
لكن إن عبرتم بأن الأفراد يعيشون في صحة جسدية بسبب البيئة الصحية فهذا صحيح
ولكن أن يعلق الأمر بنمو السكاني المنخفض فحقيقة هذا عيب في نظري القاصر.
وأما ما يتعلق بمن المنتج الحقيقي هل الحكومة أم الشعب ,,
حقيقة لكليهما دور عظيم في رفعة الدولة , فالشعوب تضيع بلا حكام
وفي نفس الوقت لا تتقدم الدول بغير شعوبها ,,
فحتى تنتج الدولة وتتقدم لابد من الاهتمام من جهتين ,,
ولا شك لكلهم وظيفة ويد في ذلك ,, فإن نظرنا
إلى جانب الترتيب والتنسيق والتسهيل والدعم المادي والمعنوي فهنا دور الحكومة أكبر
وإن نظرنا إلى الجهد والعمل الفردي أو الجماعي والتفكير الإبداعي فهنا دور الشعب أكبر وأعظم.
هل حقا نحن السبب في تأخر بلادنا المسلمة بعدم تمسكنا بتعاليمه و شرائعه؟
حقيقة هذا في نظري هو عين الصواب الذي لا أرى فيه شكا ولا ارتيابا
صحيح أننا لا نقول بعصمة الحكومات لكن ما كان ذلك إلا بتقصيرنا
فنحن نتكلم عن الأمجاد وعن الحكم الإسلامي في عهد الأولين
ونريد حكاما كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية ,,
ونحن لاهون غافلون لا نبالي بديننا
بل منا من لا يعرف حقيقة الدين
نحن نتكلم عن تلك الأزمان السالفة وتلك الأمجاد التي لا تنسى ؟!!
كيف سنكون مثلهم ونحن نربي أبناءنا على حب الغرب والغربيين
كيف سترجع الأمة إذا تربى الشباب والبنات على حب المغنيين والغنيات
بل أحدنا لا يعرف عشرة من الصحابة وهو يعرف مئات من المغنيين
حتى إذا سئل عن آية لم يضبطها وإذا سئل عن أغنية لسردها سردا ,,
نعم العيب حقيقة فينا نحن عندما نرجع إلى ديننا ونعتز به سيصلح الحال لا محالة
أسئلة كثيرة تقع تحت سؤال واحد كبير:
كيف تجعل دولتك متقدمه؟
والجواب على هذا يطول لكن سنختصر بعض الأمور لعلها تنفع ,,
قبل كل شيء على شبابنا أن يتركوا السباب واللعن فهذا لا يفلح ولا يقدم ولا يؤخر
وإن كان ولابد فعليهم بالدعاء فإن الأمور بيد الله ولا تدري متى يجاب دعاءك ادع لحكامك بالصلاح
ادع لهم بالتوفيق والسداد وأن يوفقهم الله لما فيه الخير للعباد والبلاد وأن يرزقهم البطانة الصالحة.
وأنه إذا تمكن من إيصال نصيحة باللين وعدم الإشهار فليوصلها لعل الله ينفع بنصيحتك
أن يترك الشباب الاتكال على الناس
سواء على مستوى الأفراد أو الحكومات بل يسعى هو أن ينجز شيئا في حياته
ولو يبدأ من الصفر ولو يبدأ بشيء يسير ولا يمل ولا يكل فالدرهم اليوم
غدا دراهم عدة , وهذا يجعله غنيا في نفسه بعيدا عن ذل السؤال
وفي نفس الوقت هو تطوير لاقتصاد بلاده من حيث لا يشعر ,,
فإذا بدأ الشباب بالتجارات والصناعات ولو الصغيرة ولو يسيرة
ستتقدم الدولة مع مرور الأيام
ولا يقل سيأخذ هذا دهرا ,, فالإصلاح لا يأتي في يوم وليلة ’’ فإن كنت حقا تريد
صلاح بلادك فاسع وابذل جهدك فيما تتقن ,
وهناك جانب أساسي آخر وهو جانب التعامل
حقيقة كثير من الدول فسدت بسبب سو التعامل أو التعامل بالرشاوي والغش وما شابه ذلك
فلو رجع كل فرد في المجتمع إلى نفسه وعاهد نفسه بأنه سيتعامل مع الجميع بالصدق والأمانة
لازدهر البلاد وانتشر فيها الخير وظهرت آثار بركة الصدق والأمانة
ولكن عندما فقد كثير من الناس هذه الصفات النبيلة ظهر التفرق والجشع والركض خلف الأموال
ولو بغير حق شرعي
فلابد من الاهتمام إلى هذا الجانب.
وأيضا من جهة أخرى على الحكام ,,
أن يعينوا الشباب ويفتحوا لهم جوانب التي يتقنونها ويدعموهم بكل ما يستطيعون
فشبابنا فيهم الخير والبركة بل هم من أذكى أذكياء العالم لكنهم ما وجدوا
من يتمسك بهم ويرشدهم ويعينهم فضاعوا وتاهوا للأسف الشديد
وإلا فلننظر في التأريخ بل حتى في عصرنا , تجد أن كثيرا من المخترعات
والآلات والأدوات هي من صنع العرب إنما أخذها الغرب لأن المادة كانت معهم
وهذا لا يخفى حتى على الغرب
فكثير منهم يعترف بفضل العرب عليهم في بعض الأمور المهمة
هذا بعض ما لدي الآن باختصار ,, إلا أني قبل الختام أريد أنبه إلى أمر شغل ذهني ,,
بعض الدول حقيقة لم تبلغ في التقدم شيئا بل الحالة عندهم أشد عن حال بلداننا ,,
إلا أنهم رضوا بإخفاء العيوب وإظهار المحاسن فظن الظانون أن هذه الدول بلغت مبلغا
في التقدم والحضارة ولو علم حقيقتها لعلم حال من فيها ,,
ولو نحن اقتدينا بهم في هذه الطريقة لكان الناس يشيرون إلى بلداننا بالبنان
انظروا إلى هذه الدولة المتقدمة ’’
فحقيقة الإعلام في زماننا بيده الأمور وهو يحرك ويغر الشعوب ,,
فلو ستر كل عيبه وأظهر فضله لساد حسن الكلام وطغى على التعيير والتذمر
ثم هناك تقدم , حقيقته تأخر وتخلف
فتقدمهم في نشر الرذيلة في بلدانهم وسماحها
هي حقيقة تخلف وعار ,, ولكننا لا نلتفت إلى هذه الأمور كلها
بل نذهب وننظر إلى بعض الأمور التي لديهم ثم نغتر بهم ..
وفي الأخير أشكركِ على حسن اختيارك
وجميل أن نجد في الأمة من يهتم لهموم دولنا وحضارتنا
جميل نرى الفتيات والفتيان في زهرة شبابهم يسعون جاهدين لإصلاح الخلل المنتشر في البلدان
لكن هذا السعي لابد معه من عمل ونصح وإرشاد وتثقيف ونشر وعي ,,
فنحن للأسف وجدنا بعض الشباب تركوا الطريق الصحيح لإصلاح بلاده
وذهب سلك مسلكا يدمر البلاد والمجتمع
فخرج يتظاهر باسم السلمية حتى تحولت إلى حروب داخلية وفساد
منتشر وهكذا أفسدوا الدين والدنيا ,, لا بقي الدين قائما ولا دنيا ,,
وأشكركِ على حسن التنسيق والترتيب واختيار التصميم الجميل ,,
وإن دل ذلك على شيء فيدل على موهبتكِ وأنك مبدعة حقا ولست بهينة ,,
وإني أدعوا لك بمزيد تقدم ,
وأرجو تقبلي مروري المتواضع على موضوعكِ الكبير
تقبلي إحترامي ,, ذكريات باقية