عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-11-2018, 12:23 PM
 
Arrow لمــــــــــن تــــــــدق الأجـــــــــراس ؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

عزعزعزعز








لمـــن تــــدق الأجــــراس ؟؟؟

نسمع الأجراس تدق .. ثم الأصوات تتبخر كماء المرجل .. وتتلاشى لتفقد الأثر .. فكأن الحروف تخطأ ولا تصل المقصد .. إمعان في عدم السمع .. والعلة لا تكمن في سلامة الحواس .. بقدر ما هي تكمن في عدم الرغبة .. والحصافة في الإصغاء وليست في الإلهاء .. ومهما كان حجم الأصوات فالعاقل من يقف ويستمع .. وعدم الإصغاء يعد جريمة اكبر من جريمة عدم التلبية في حد ذاتها .. وصوت نشاز في القطيع قد يتردد لحين .. وقد يزداد الأنين في القطيع .. وسرعان ما ينتقل العدوى للجميع .. وحينها قد لا تحتاج الأصوات لسامع .. وقد لا تبالي لمتجاهل .. فللضرورة أحكام .. وهي الضرورة التي قد تجمد العبادات ! .. وهي الضرورة التي قد تمنع الطاعات .. وهي الضرورة التي قد تجبر أهل الصبر والتحمل للانتهاكات .. وهي الضرورة التي قد ترفض سمة الاهانات .. وقد تطول حبال الصبر ولكن للحبال مدى ونهايات .. والعبرة ليست بتجارب الماضي .. فالجرة قد لا تسلم في كل المرات .. والتدارك يمثل حكمة الحكماء .. وعقلاء الناس يقولون : ( معظم النار من مستصغر الشرر ) .. والحصيف من يطفئ الشرارة عند الإشارة الأولى والبدايات .. والأحمق من يستهين بالأحجام والأوزان ثم يردد شذر العبارات .. وتلك موانئ التجارب تعج بأقوال النادمين في مشارق الأرض ومغاربها .. حيث يقولون دائماً : تمثلت أخطاءنا في الاستهانة وعدم الاستماع لتلك الأصوات .. ولم نوجد لها أوزاناً ومقامات .. وتلك الأصوات كانت عجيبة في شأنها .. كانت في البدايات تتردد خافتة حزينة داخل القماقم .. وكان في الإمكان إسكاتها بملاطفات القول والحسنى .. ولكن لم نعيرها قدرا من الاهتمام .. وكان حظها عدم المبالاة وعدم الإصغاء والاكتراث .. فإذا بتلك الأصوات تتعاظم شأنا يوما بعد يوم .. وتتعالى ضجيجا وعلواً .. وتزداد هديرا وقوة بالقدر الذي يهشم القماقم .. وتلك أصداءها تبلغ عنان السماء .. وحينها أدركنا أننا أخطأنا المواسم .. وتلاعبنا بالمقدرات.. وكنا نظن في مرحلة من المراحل أن المطرقة تكفي في إخراس تلك الأصوات .. فإذا بالتجارب تؤكد في مشارق الأرض ومغاربها أن تلك الأصوات إذا خرجت عن الطاعة فمن المستحيل إخمادها وإسكاتها .. ويقال في الأمثال ( الاستهانة تمكن العقارب ! ) .. فتلك العقارب حين تلد توجد من أرحامها ذرات مهينة لا يحسب لها حساب .. وإذا لدغت في حينها لا توجع بالقدر المخيف .. ولكن إذا تركت تعاظمت حجما وتكاثرت عدداً مع مرور الأزمان .. وحينها تشكل كارثة لبني الإنسان .. فمن شر الأمور الاستهانة بتلك الأصوات اعتمادا على المقدرات .. فلا بد من مبادرات تلطف الأجواء وتنقي الأنواء .. والمسألة ليست مسألة تحديات ومناكفات بقدر ما هي مسألة تفاهمات تيسر العيشة والحياة .. المطلوب أن يجلس الواقفون مع الجالسين في الأرض للاستماع .. وأن يتواجد الضاحكون في حضرة الباكين للتباكي ولو من قبيل المجاملة .. وأن لا يدير الكبار الأظهر للصغار الذين ينادون بالصيحات في الليل والنهار .. فمجرد الشكليات والتواضع قد ترطب الأجواء .. وقد تفيد فائدة تذهب الأحقاد والترسبات .. وعدم الاستماع يعد نوعاً من المكابرة كما يعد نوعاً من الازدراء .

التعديل الأخير تم بواسطة عمر عيسى محمد أحمد ; 02-11-2018 الساعة 12:37 PM
رد مع اقتباس