ما هي الاسباب يا اصدقائي التي تجعل العلاقات تتقطع هكذا؟!
هل السبب هو الاسره؟
او لعله سؤ التربيه و عدم زرع القيم في نفوس الاطفال؟!
ام هو حال المجتمع؟
ام ماذا؟
قبل الجواب أنبه إلى أمر قد نغفل عنه أحيانا
وهو أن التخاصم والتدابر بين الاخوة وبين الأهل هذا أمر لابد منه ,,
وقل من يسلم من هذا ,, فمن تعيش معه سنين طويلة
لابد تجد نفسك في يوم من الأيام أنك خاصمته ,,
فهذا أمر طبيعي ولا إشكالية فيه ,, لكن أين الإشكال ؟!
الإشكالية في التخاصم والتدابر الذي يكون بعده هجر
وتغير في حال الاخوة والأسرة فيستمر ذلك إلى سنين طويلة
هذه هي الإشكالية بأن يتسبب ذلك في هجر أبدي أو تقاطع يمر على سنين ,,
فتجد الأخ يرى أخيه وهو في شوق ولهفة إلى ضمه
لكنه لا يستطيع يمنعه كبرياء غضبه ,,
حتى بل إن جلس لوحده يبكي بكاء على هجره لأخيه
لكنه يأبى الرجوع فهو لا يريد كسر نفسه ,,
ولا شك أن هذا من عمل الشيطان وينبغي تجنبه
وكسر النفس في مثل هذا لا عيب فيه بل هو أمر محمود
بل هذا الزعم, كيف أذل نفسي وكيف أكسرها وأتصالح هذا كله من وسوسة الشيطان ’’
وإلا كيف طاقت نفسك أن تبتعد من هو من لحمك ودمك
من تربيت مع ونشأة معه من كنت ترجع إليه ,,!!
والله إن الأمر مؤلم جدا أكثر مما يتصوره الإنسان
فمن عاش في هذا يعلم ما أقصده بشعور الألم ,,
تدخل البيت فلا تجد الأخ بقي أخا بل لا يكاد يسلم عليك
ولا يكاد يخاطبك ولا يجلس معك !!
من كنت تأكل من يده أو تؤكله بيدك في الصغر
تجده يأبه الجلوس في مائدة أنت جالس فيه ,,
والله شعور لا يوصف
والأسوأ من ذلك إن ذهبت إليه واعتذرت منه عما بدر منك وهو لا يستجيب ولا يعذرك ,,
ففي مثل هذه الحالة لا تدري ما تفعل
تبذل أسباب الصلح والوصل ولا تجد لذلك أثرا ,,
حقا الشيطان كان حريصا في تفريقنا وكان حريصا أن لا نرجع كما كنا ,,
رسالة وأعلم أنها لا تصل ,,
اشتقت إليك , اشتقت لماض جمعنا , اشتقت لرؤية ضحكتك وإبتسامتك ,,
أصبحنا كالغرباء رغم أنه بيننا صلة ونسب ,,
نرجع إلى الموضوع ما هي أسباب تلك القطيعة ؟!
الأسباب كثيرة وهي لا تكاد تنحصر ,
فمن الأسباب بل هو السبب الرئيسي قلة الوعي الديني ,
قد يسأل سائل وما دخل هذا في ذاك فيقال له :
لو علم العبد حق أخيه وما يجب عليه تجاهه
وأنه بذلك فتح باب شر على نفسه وجعل يتبع خطوات قرينه لعلم سوء فعله
ولما هجر من كان له عونا وسندا في تلك السنوات السالفة ’’
ومن الأسباب أيضا , سوء التعامل وعدم معرفة أدب الحوار ,,
فنحن أحيانا نخاطب أخانا بكلمة أو بطريقة
هذه الطريقة أو الكلمة قد تؤثر في نفسه فتسبب القطيعة
وقد لا تؤثر في نفس الوقت أي أنها لا توجب القطيعة في نفس الوقت
ولكنها تؤثر حتى تتراكم الكلمات فينفجر عليك مرة واحدة
فلابد من حسن اختيار الكلمات خاصة مع من نخشى فقدانهم ’’
ومن الأسباب الغضب الشديد , وهذا حقيقة يرجع إلى السبب الماضي
من جهة الكلام ويتفرق عنه من جهة الفعل
فنحن في حالة الغضب نتلفظ بألفاظ قد تقطع جميع العلاقات
وهكذا قد نتصرف بتصرفات تهدم حياة أسرية كاملة
وأنا مررت بتجربة في مثل هذا
مرة غضبت غضبا شديدا فتكلمت بكلمات لم أعِ معانيها في ذلك الوقت
وبسببها فقدت شخصا عزيزا على قلبي
وسعيت جاهدا في إصلاح الأمور وقدمت بين أيديهم الأسف والاعتذار
وقدمت الغالي والثمين وقدمت الهدايا ,,
وبل سعيت في النصح والإرشاد لكن لم أفلح إلى يوم كتابتي هذه الأحرف’’
حقا ندمت على غضبي ندمت على كلمة لم أتمالك نفسي فيها ’’
لكن هل نفعني الندم ؟!!
ومن الأسباب ,, المشاكل الأسرية , لأن المشاكل في الأسرة
تؤثر على الأطفال والأولاد سلبا فينشئ عن ذلك فكر
مبني على العلاقات السيئة فكر غذي بالعواطف السلبية
حتى أصبح صاحبه لا يرى الصواب أبدا
فتجد الإخوان بينهم تناحر وتقاطع
بسبب المشاكل التي كانت تواجه الأبوين ,,
لذلك ينصح الأبوين بأن يحلا مشاكلهما بعيدا عن نظر الأطفال
فمتى أراد الزوج يغاضب زوجته يبتعد عن الأبناء
لأن ذلك يؤثر على الطفل بل هذا سيؤثر على حياته في الأمام في جوانب كثيرة جدا ,,
وأيضا أحيانا السبب يكون في وجود خلل في أحدهما ,,
وأعني بذلك يكون أحدهما متصف بصفة سيئة فهذا يؤثر
أيضا على علاقتهما ومن تلك الأسباب السيئة
صفة الأنانية فهي صفة ذميمة ’’ تؤثر جدا على الرابطة الأخوية
وهذا علاجه صعب ,,
لذلك ينبغي على العوائل أن تربي أولادهم على خلق التآلف
والتضحية لأجل الآخر فيما يعقل.
والأسباب كثيرة حقيقة لكني ذكرت بعض ما خطر ببالي
وتركت البعض الآخر خشية الإطالة والإملال ,,
وفي النهاية إني أهنئكِ على طرحكِ الجميل الراقي ’’
فهو يدل على حرصك على التآلف والأخوة ,,
وأخذك هم مشاكل الأسرة
فنحن حقا بحاجة إلى فتيان وفتيات يأخذون هموم الأسرة
فهؤلاء غدا يربون أجيالا ,, فنعم الأجيال إن تربوا على أيدي هؤلاء ’’
أناس علموا خطورة هذه المشاكل
عرفوا خطورة التناحر والتباغض ,,
علموا بأن الأمة لا تنهض بالتهافت والصريخ في الشوارع
بل بالتربية وحل المشاكل وباختيار الطرق الصحيحة
التي بها نمكّن الأمة ونرجعها إلى سابق عهدها ,,
أجيال علموا أين الخلل فعالجوه من موضعه ,,
فإن كان الأمر هكذا ,, بإذن الله سيخرج جيل عاقل غير متهور,,
جيل يتحمل المسؤولية جيل يتفكر في حال إخوانه وإخوته ,,
وأشكركِ أيضا على المقدمة التي قدمتيها قبل الطرح,,
فكانت مقدمة مشجعة مقدمة بينت كيف كان تعامل الأنبياء والرسل
مع إخوانهم وكيف تعاملوا مع أخطائهم ’’ هكذا هم أشرف الناس وأفضلهم ,,
أناس اختارهم الله لحمل الرسالة ونشرها ’’
فلا يستبعد منهم مثل هذا الأخلاق الطيبة النقية عليهم الصلاة والسلام.
وهكذا عجبني التنسيق فهو تنسيق خفيف بسيط بلا تكلف
ولا تشويه لمنظر الموضوع فأحيانا يركز صاحب الموضوع
على التنسيق حتى ينسى بأن المقصود الأساسي هو الموضوع
وليس التنسيق وهذا أمر سلبي جدا
ينبغي للكتاب أن يعلموا أن التنسيق والترتيب والعنوان مهما كان ملفتا
إذا لم يكن هناك مضمون صحيح لما استفدنا من كل ما سبق ,,
خاصة ما يتعلق بعلم الروايات والنقاشات ’’ لأن المضمون أهم عن التنسيق ,,
فحقا أبدعتي ميمي في طرحكِ ,, ولكِ مني أجمل الشكر والتقدير ’’
وأرجو أن لا نحرم منكِ ومن قلمكِ
وقبل الختام أقدم نصيحة تتعلق بالموضوع ,,
لا تغضب أخي مهما كانت الأسباب وإن غضبت فلا تتكلم حينها
بل اخرج من البيت واذهب توضأ
ولا تجلس في مكانك وأنت في حالة الغضب
فهذا قد يؤثر في قراراتك وكلماتك وستندم على ذلك فيما بعد
فكم من شخص تكلم بكلمة ندم عليها ’’
وأيضا على الأزواج أن يعلموا أولادهم
كيف يتعاملون مع بعضهم البعض منذ الصغر
حتى إذا كبروا علموا كيف يتعاملون مع بعضهم البعض
ويتعلمون كيف يعالجون مشاكلهم ,,
وعليهم أن لا يظهروا مشاكلهم أمامهم فهذا سيؤثر على حياتهم في المستقبل ,,
وفي الأخير ربوا أبنائكم على الأخلاق الحسنة
وقبل ذلك على الدين القويم فهذا عصمة لهم من أمور كثيرة
في المستقبل سواء في حياتهم في البيت أو العمل أو مع الأصدقاء ,,
هذا ما لدي وأعتذر إن وجد تقصير أو خطأ فكلنا بشر نخطئ ونصيب ’’