وريث الظلام
الكاتبة : Đάrkήεss Άήgεlά
الموقع : منتدى ميكسات
.
.
.
هناك ذلك المصدر الغريب من البؤس ... يتدفق في الحياة ليشوبها ... لا ندري من أين يأتي ...
و ما سببه لكننا نضطر بقسوة على التعامل معه ... كل على حده ....
... و بالنسبة لحياتي , فقد ظهر النبع فجأة و أنا التي ظننت أني أعيش في مثالية حياة بسيطة مثالية .....
شوه لي صفحاتي و سبب لي تعثرات كثيرة .... كان من الواضح أنني لم أتعامل معه بشكل جيد ...
لقد تسبب في تغيير صقل شخصيتي و افسد لمعانها !, و ها أنا ذا أحاول تركيب حياتي مجدداً ,
لعله يتسنى لي العيش بسلام.. بعيداً عن نبع البؤس و تيار القسوة ومن .. حولي ..
------
يالا السخرية , الوضع من شدة بؤسه يدعو للضحك !, من شدة الألم تفقد الأحساس و تدور وسط هوة من الظلام ,
بلا بداية ... و لا نهاية ... ألم و تعاسة تستمر إلى الأبد ... تعايشنا معها بشكل مسكر ... نترنح بينهما ... بلا حول ولا قوة...
كان اليأس يدخل و يخرج كيفما يشاء , يصيبني لحد الاستنزاف و يقف عندما أصل إلى مرحلة الانطفاء الكلي...
أي أكون خالية من الحياة ...
و لولا والدي ... لمت منذ زمن بعيد ... و عندما كانت هناك "جيني" الصغيرة ... نقاء و براءة حقيقية ...
,,,
أخذت شهيقاً متقطعاً و أنا اشعر برئتيّ تنشقان وكأن سيكن يمر بهما .. فتوقفت بسرعة بمنتصف الطريق و الألم الحاد ضربني ,
اصابني الدوار حتى و أنا وسط هذه البركة من الظلام ... حاولت مجدداً و أنا لا أعي ما حولي ...
فقط الآلام متعددة في داخل جسدي و خارجة... زفرت أولاً ببطء .... ثم أخذت شهيقاً بطيئا قصيراً لا يكفيني ...
توقفت و أنا أشعر بألم في عيناي و ظهري كأنه منقسم نصفين ... زفرت بتعب و الحرارة تأكل وجهي....
آه لمَ عليّ المحاولة وسط هذه الآلام ! , سأترك الأمر و سأسبح في الفراغ الأسود المريح هذا...
لا أدري كم مر من الزمن دون محاولة مني لفعل شيء بسيط كالتنفس ... كنت فقط لا أفعل شيئا , و لكن الآن
هاجمتني ضربة قوية صعقت قلبي و شيء قويّ اضاء بعيني غير أني لم أرى سوى بقعة مؤلمة من الضوء الغبي
الذي اقتحم علي سباحتي وسط الظلام ... و طنين غريب ... ثم اقترب و اشتد الصوت حتى سمعت شيئا ما لا أفهمه ...
ترددت الصوت ضعيفاً بعيداً....
قلت بداخلي " آوه هذا لا يكفيني أحتاج لخارطة هنا..."
ضربة أخرى على قلبي وهذه المرة كانت قوية اهتز جسدي كله وانتفض فتأوهت رغما عني و انشقت
رئتاي بألم حاد و ظهري شعرت بأنه يتحطم ... آآه ساقاي تقتلانني و كأن عليهما تنهار السيوف !...
الطنين المزعج اشتد و اشتعل الضوء في عيني ... شعرت بالانزعاج و الألم الفظيع .. حاولت التحرك لكنني ضعيفة للغاية فلم أقدر...
. لم أقدر على المحاولة حتى...
الصوت الضعيف الذي كان قبلا ظهرت مجدداً و بوضوح سمعت صوته !!! , أنه أبي !! يناديني ... أبي ؟!...
جاءت صورته باهتة في عقلي المنهك و بصعوبة شهقت نفساً و حاولت مناداته ... لكن لا أمل ...
قطع النفس رئتيّ مجدداً....
صوت آخر ينادي ... ضربة قوية على رأسي جعلتني اصرخ بقوة متألمة , ما كان هذا ؟! تبا إلا يدعونني و شأني ؟؟!!
ببطء بعد صراخي , تلاشت الضربات و انحسرت الآلام ببطء... و كان ألم ساقاي ينحصر ببطء شديد...
و أحاطني الظلام الهادئ مجدداً , و أنا رحبت به بارتياح ...