[CENTER]الجزء 12 (( ألغـاز برايـن ! ))
اليوم حكاية من الخيال ... أنتِ تملكين ابتسامة .. تأخذني لكوكب آخـــر ~... اليوم حكاية من الخيال ~ "..
كانت تضحك و أنا أغني لها هذه الأغنية التي كانت أمي تغنيها لي دوماً ..!.
جيني ذات العيون التركوازية الخلابة الواسعة جداً و كذلك رموشها الكثيفة السوداء الجميلة ... مؤكد بأن فتاتي هذه ستصبح جميلة جداً عندما تكبر و حتى الآن ..
ضحكنا معنا و كنت أجلسها بحضني بين ذراعي ... غنيت لها مجدداً بصوت خافت ناعم لا يسمعه سوانا .. و جبيني على جبينها الناعم الرقيق بينما عينانا تلتقيان بعمق و تركيز شديد و كأنه لا يوجد أحد غيرنا في هذا العالم !.
" أنتِ تملكين ابتسامة .. تأخذني لكوكب آخر ~ .... اليوم حكاية من الخيال .. اليوم حكاية من الخيال ! ".
داعبتها أكثر و ضممتها لقلبي .. فتاتي الجميلة ... تشبة أمي .. أنها رائعة و ذكية..
كان بالردهة هذه فقط "دانييل" يجلس على أريكة في الزاوية قرب المصباح المنطفئ يراقبني بدقة و كأنني مجرم اخلي عنه للتو ..! .
كنت قبل يومين عند الطبيب لوك ليطمئن علي مجدداً كان لطيفا جداً كالعادة , رافقني والدي بالبداية لكنه غادر و تركني مع دانييل الذي اعادني بسيارته ..
ذلك الوقت سألته عندما كنا وحدنا : كم تبلغ من العمر ؟!.
ضاق جبينه ورد بلا مبالاة : سأبلغ العشرين بعد شهر ..
لم يخبرني تماما بالتاريخ لكنه يكبرني بسنتين فقط .. يبدو بأنه لا يعيش حياة عادية ..
.. ( الوقت يبطء جداً ... عندما تكونين معي ... اليوم هو حكاية من الخيــآل ~ ).
رددت مجدداً بهمس رقيق و أنا أضحك لضحكة جيني التي تركز عينيها الرائعة بعيني
" اليوم حكاية من الخيـــاااااال ~ ".
_ آوه بربك >< !! .
فجأة تحرك دانييل مقاطعني بوقفته السريعة من بعيد أنا و جيني حدقنا به بدهشة خفيفة .
قال بملل واضح : منذ يومين و أنت تغنين نفس المقطع حتى أنك لا تكملين الأغنية , كما أن رأسي سينفجر الآن .. افعلي شيئا آخر .. لم اعتقد بأني أراقب شخصا بمثل هذا الملل !.
اعطاني نظرة باردة ثم اشاح بوجهه و خرج من الردهة .. لن أكمل الأغنية و هي تتحدث عن شاب تحبه يرتدي تيشيرت رمادي , مثل الذي يرتديه دانييل هذا !!.
ربما ذهب للمطبخ لرؤية والدي و ليونارد و تيّـرآ فهم يصنعون أمراً سرياً لا يريدونني أن أكون معهم ...!
بينما أنا أعرف بأن ذاك الفتى الغريب المدعو رافييل و داليا يراقبان خارج المنزل ..
فكرت ببرود و أنا أترك جيني على الأرض كي تحبو كيفما شاءت بأننا لا يمكننا البقاء طوال الحياة تحت الحراسة ...!
جاهدت جيني وهي تتمتم مع نفسها برفع نفسها كي تقف واضعة يديها الرقيقتين على الأريكة كنت قد ألبستها بدلة وردية جميلة و أنا قد أرحت أبي و اصبحت اهتم بها كثيراً احممها ألاعبها و أطعمها مع أنه تيرآ و داليا يفعلان هذا غالباً فأجدها قد شبعت تماماً ... تبتسمت لها و شجعتها :
_ هيا جميلتي ... هيا فراشتي الجميلة ... قفي ..
وقفت و نظرت إلي ضاحكة بعيونها اللامعة كالجواهر .. توسعت عيناي هل يمكنها المشي ...؟!
جلست على الأرض على ركبتي .. و مددت يدي لها كي احثها للسير نحوي ... قلت اشجعها بلهفة :
_ آووووه حبيبتي تعالي لـ كلالا .. تعالي لأختك ..^.^ تعالي حبيبتي ...!
حدقت بي قليلا لكنها تجاهلتني و أخذت تخطوة خطوة واحدة بمساعدة الأريكة إلى الجهة الأخرى ...
_ آآوه لا..لا لا إلي .. تعالي إلي حبيبتي ..
خطرت ببالي فكرة جهنمية ... جلست و وجعلت يدي على كل وجهي ... " آآه اهئ .. اهئ ... اهئ ... آآه اهئ... ".
فراقبت جيني تلتفت نحوي تحدق بي بدهشة و أنا أمثل البكاء .. تغيرت ملامح وجهها للأسى لأجلي ... كم هي رقيقة :قلب: .
أخذت تخطو باتجاهي و هي تتمتم " كلالا... تاتا... بابا ... كلالا... ! ".
راقبتها مدهوشة .. لقد سارت إلى بترنح و بلا مساعدة الآريكة .. ثلاث خطوات .. ثم كادت تقع عند قدمي .. امسكت بها وهي تلقي بنفسها في حضني مجدداً ... تلمست وجهي وهي تتمتم " كلالا ؟! ".
ترقرقت الدموعي بعيني آآوه هذا يعني الكثير .. لقد شعرت بحزني و خاطرت كي تأتي إلي ...!
ضممتها بقوة شديدة و قبلتها كثيراً , ربما اكتشفت خداعي فتذمرت مني و تركتها كي تذهب و لتلعب ..
دخل دانييل فجأة و قال : تعالي إلى المطبخ والدك يريدك .. و أنا سأحمل جيني ..
نهضت عن الأرض و أنا أنظر إليه , تقدم من جيني و كم كان طويلا للغاية بالنسبة لها .. مد لها ذاعيه بهدوء و لاحظت ابتسامة عينيه وهما تضيقان و تلمعان .. بالطبع جيني أمسكت به و رفعها عاليا وهي سعيدة تضحك .. وضعها جيداً بين ذراعيه ..
_ هيا تعالي ؟!.
ناداني وهو يسير و ينظر إلي باستغراب بارد , كنت واقفة أحدق بهما ببلاهة .. طرفت بعيني و قلت ببرود و أنا أسير ببطء:
_ أني خلفك..
دخل المطبخ بسرعة و أنا متمهلة أنظر للساعة الردهة خلفي , كانت تشير إلى الثامنة مساءاً...
اخذت أردد بقلبي تكلمة الأغنية دون أن أشعر ( الوقت يبطئ كلما كنت قريب , اليوم من الـ آآآه !!! )
صرخت مفزوعة برعب , عندما صرخ أحدهم عند باب المطبخ : مفـــــاجــــأة !!! .
فحدقت بهم برعب .. كانوا كلهم بالمطبخ .. أعني الحراس و أبي و.. الطبيب لوك !.
اتى والدي نحوي و قال بحب شديد وهو يجرني ليقربني من الطاولة : مفاجئة حبيبتي ....!
انتبهت إلى أنني أضم نفسي رعباً و عيني زائغة , ظننت بأن ظلا هجم علينا !!..
أجلسوني أمام الطاولة المليئة بالطعام و الكعكة الكبيرة و العصائر المنوعة..
قال لوك يهنئني : هذه مجرد حفلة تسبق واحدة أكبر سأقيمها أنا بمنزلي لأجل شفاءك عزيزتي ..
فجأة قالت تيّرآ بكل حماس مرح جميل و صوتها الناعم المبحوح : بالطبـع كلآرآ .. أنت تستحقين حفلة ضخمة !!.
وهي تكمل بمعنى آخر غامزةً لي : لقد واجهة صعوبات جمة .. و تخطيتها بشجاعة ..!
احمر وجهي بشدة و لم أدري ما أقول تخطيتها بشجاعة بل كنت جبانة جداً ...
قال والدي ضاحكاً وهو يدلك كتفي بيده : آآوه حبيبتي تحرج بسرعة , أنها لن تتكلم حتى الغد ...!
و قهقهوا جميعا علي .. المهم أني أخذت أتناول الطعام دون أن أدعوهم ..!!! :O
و عند الساعة التاسعة كان يجب أن أنام باكراً لأن الغد مدرسة .. و لكن فجأة رن الهاتف .. فأسرعت و رددت بهدوء ..
ظهر لي صوت امرأة هادئ لم اعرفه : مساء الخير , أهذا منزل السيد موند ؟!.
رددت بتوجس : أجل , من تكونين ؟!.
ردت بصوت متلهف ناعم : آوه أنا ليندآ ! , أنتِ كلآرآ بلا شك , كيف حالك عزيزتي ! , لقد سمعت الخبر الرائع من لوك !.
تجمدت قليلا... و آخ تذكرتها .. أنها أخت لوك , تلك الشقراء !
قلت بأدب بارد : شكراً أني بخير ..
قالت : أيمكنني الحديث مع والدك ؟!.
أجبت و أنا أرى أبي يقف عند المدخل ينظر إلي متعجباً , و من خلفه دانييل : حسنـاً...
اقترب أبي مني و قلت وأنا أمد السماعة إليه : أنها ليندآ فرانس , تريد الكلام معك ..
حمدا لله أن لوك غادر و لم يرني اتكلم بهذه اللهجة مع اخته ××"!.
أخذ والدي السماعة بعبوس و رد : مرحبـا ....
فقررت أن أخرج كي اجعله يتحدث براحته .. مررت من جانب دانييل و نظرت للمطبخ حيث كانت تيّرآ تهتم بـ جيني و معها ليونارد الذي يحيط ظهرها بذراعه .. كانا يتبسمان و ينظران لبعضهما و الطفلة بينهما تضحك...
ضيقت جبيني و عبست لا أدري لمَ , أنهما منسجمان جداً معاً ... ترى ما مدى قوة علاقتهما ...؟!
_ ألن تذهبي للنوم ؟!.
سألني دانييل من خلفي بنبرته الباردة العادية , رددت و أنا أعقد ذراعي فوق قلبي و نظرتي تحتد : لحظة ..
و أردت أن أسير إليهم بالمطبخ , لكن يده قبضت بقوة على كتفي ... قال بصوت حاد قليلاً : مهلك !!
لا أفهم مالذي..... حاولت أن ابعد يده بحده وأنا أرد : أريد أخذ جيني معي للنوم ! .
رد بحده خافته أيضا : لا يمكنك تخطين بغباء هكذا !, ليون و تيرّآ يحبان أن يمرحا مع الصغيرة ..! ما الأمر معك ؟!.
التفتُ بحده إليه و رددت : مالذي تقوله و كأنني على وشك الهجوم عليهما و افساد مرحهما .. أني فقط سألقى التحية ..!
_ كلآرآ لا تبين كشخص يريد ألقاء التحية فقط , لا يمكن أن تكوني منزعجة من تيّرآ ! , هل أنتِ ؟!.
توسعت عيناي و قلت بصوت يرتجف فاجئني : لـ... لا بالطبع , مالذي تقوله يا أحمق...!
رفع رأسه بشموخ و برود قائلاً : تيّرآ و ليونارد معاً منذ سنوات طويلة جداً .. أنهما مصاصي دماء , وهما مقربين جداً لذا كوني حذرة معهما .. لا يمكنك أن تغاري منها , هل يمكنك ؟!.
لا أصدق طريقه تفكيره !! ...
دفعته بقوة على صدره وأنا أٌقول بصراخ عالي سمعه الكل : ابــتعد عنــي !!!
لمحت من طرف عيني والدي يظهر من مدخل الردهة و تيّرآ و ليون تجمدا و حدقا عبر الباب باتجاهنا !
سرت ببرود لغرفتي .. و خبطت الباب خلفي ... حسنا.... خذي انفاسك كلارآ .. لقد صرخت بصوت حاد يرتجف و لا ادري ما خطبي ...
و مالذي ضايقني بالمشهد الذي رأيته حقاً....؟!
لكن أنفاسي لم تهدأ ... اخذ صدري يعلو و يهبط ... ماضايقني لم يكن ما رأيته بل ما تفوه به ذلك المغتر!!..
ثم .... مالذي يجعلني أغار من تيّـرآ أيها المعتوة !!... أني أحب تلك الفتاة ...و لا أغار منها ><"...!!!
أني فقط أردت أخذ جيني بحجري ...!
بعد دقائق لا أدري طولها ... طرق الباب بخفه ... طرقتين ...
ثم صوت والدي الحنون : حبيبتي , أريد رؤيتك قبل النوم ...
قلت بهدوء بارد وأنا أقبض على مقبض الباب : و أريد جيني أيضا..
_ هاهي معي هي تريد رؤيتك وتناجيك...
فتحت لهما الباب و أغلقه مباشرة من بعده ... قال والدي لجيني التي بين ذراعيه : قولي مرحباً لـ أختك الكبرى يا كعكتي !.
لوحت لي الطفلة بيدها الناعمة وعينيها الواسعة إلى : هاي ... كلالا ..!
ارتجفت شفتي السفلى و رددت بصوت ضعيف : هاي ...~~
صعد البكاء إلى حلقي ... لكني تمالكتُ نفسي... ما خطبي حقاً... ؟!! أشعر بالوحدة فجأة t^t ؟؟!!!
تقدم مني أبي و وضعها بين ذراعي , ثم ضمنا معاً و قبل رأسي وهو يردد : هل ستنامين معنا . سنحكي حكاية الأقزام ...
قلت بسرعة : أجل ...
فأنا لا أريد رؤية أي من الحراس... خاصة بارد الاحساس ذاك ....!
مشينا معا حتى الدرج و لا أثر لهم .... أحسن ... لا أحب رؤيتهم الآن...!
ظل والدي يحكي لنا أنا وجيني ونحن جميعا فوق السرير ... داهمني النعاس قبل جيني .. و نمت فسمعت صوتها وهي تلمس خدي بيديها تحدث أبي كما يبدو ...
_ كلالا ... اوووش... بابا.......!!
فضحك أبي قائلا : حسنا سنقف هنا و نكمل لاحقاً لقد نامت الأميرة الجميلة ... وبقي أنتِ يا كعكتي الحلوة إلى النوم...
سمعت صوت رنين المنبة بمكان ما لكن والدي من ايقظني بعد دقائق .. هامسا بلطف : كلارا افيقي .. الساعة قاربت السابعة .. هيا حبيبتي !.
افقت بصعوبة و رأيت جيني نائمة ملتصقة بي... فابتسمت و ابعدت يديها قليلا عني ... قادني والدي حتى الحمام ثم نزل إلى أسفل...
نظرت لنفسي في المرآة ثم قررت أن علي أن استحم سريعا...مع أن الجو بارداً...
عندما خرجت و جففت شعري و لبست معطف عادي رأيت ليونارد و دانييل فقط بالمطبخ .. لم يكن أبي هناك , رغم رائحة القهوة و الافطار مجهز ..!
توقفا عن الحديث و نظرا إلي , لكني تجاهلتهما و بينت أني فقط كنت أبحث عن أبي هنا بعيني ... فلتفت و عدت للممر....
لكن ..
_ كلآرا....!
لحق بي ليونارد بثانية و أمسك بلطف بذراعي حتى يوقفني أمامه .
سألني بصوت ناعم خافت : كيف حالك ؟!. لم يتسنى لنا الحديث بالأمس معا صحيح ؟!.
هززت كتفي ببرود وأنا أنظر لعينيه الزرقاوين الرائعتين : لا , لكن هل شاهدت أبي .. أني أريده ...
و كنت أريد الذهاب لكنه أوقفني بيد ثابتة غير مؤذية .. اقترب مني اكثر وهو يسأل بتوتر مخفي لاحظت بعينيه اللمعة الحمراء :
_ السيد جاك عاد للأعلى بينما كنت تستحمين كي يتجهز هو أيضا .. تبدين لي شاحبة , تعالي و تناولي الإفطار...
وضع ذراعه بأكملها خلف ظهري و قادني عائدة للمطبخ .. قلت أهمس استوقفه عند الباب : هل يمكنك الطلب منه المغادرة ..
حدق بي كثيراً وعرف بأني أقصد كتلة الجليد تلك , ثم وافق بهدوء : أجل بالطبع .. أريدك فقط أن تكوني مرتاحة ..
دخلنا المطبخ ولكن دانييل لم يكن هناك... همس ليون : لا شك بأنك سمعنا... هذا أفضل...
وافقته ببرود ... فجلست كي آكل , لكن ليونارد سحب الكرسي و قربه مني وهو يقرب مني القهوة و الأطعمة ...
رفعت حاجبي و حدقت به , قلت بضيق : أني بخير , لا تتصرف هكذا...
سألني بنعومة وهو يتكأ على ذراعه : ما كان سبب صراخك بالأمس ؟!.
ضاق جبيني و أنا أشرب القهوة المرة , همستُ ببرود : لم يكن شيئا مهماً لقد استفزني ذلك المعتوة !.
توسعت عيناه قليلا لكنه تبسم و قال : أنه ليس هكذا غالباً ,... لكني اعترف بأنه يتصرف بغرابة.. حقيقة أنه يتصرف بمزاج ناري منذ أن توفيت جدته قبل سنة .. كان يحبها جداً...
لم أنظر إليه , مضغت شطيرة الجبن , و قلت بهمس بارد : و ما ذنبي أنا ؟!. أني أسألك .. أنا لست أفهم مالخطأ الذي ارتكبته حتى حدثت كل هذه الفوضى , مالذي اقترفته؟! ما الخطأ ؟!!.... ثم هو ليس الوحيد الذي توفي له شخص عزيز.
فجأة بدأت معدتي تفور و غضبي جلب الدوار و الصداع لرأسي... توقفت بسرعة عن الأكل لألا أتقيأ الآن !!.
_ كلآرآ... اهدئي.... لا تغضبي !.. المهم أن تسترخي فقط .!
قال ليون بصوت مضطرب ... نظرت إليه وأنا أضع يدي على فمي و أنفي كي اتمالك نفسي... هناك شيء غريب يدور بداخلي..!!
قلت بصعوبة من بين انفاسي : أني... هادئة... أنا فقط .. أشعر بالـ... بالبرد قليلاً... !
وضع ليونارد ذراعه خلف ظهري و مد يده إلى جبيني , كانت يده باردة .. قربني منه و جعلني اتكأ على كتفه... مسح على جبيني قليلا و شعرت بالهدوء يأتي...
_ لا يفترض بالجو اليوم أن يكون باردا جدا عليك ...
اخذت انفاس عميقة و رددت وأنا مرتاحة على كتفه القوي : لا أدري .. أشكرك لمساندتي..
_ اسمعي يا كلآرآ... هل نكون اصدقاء ؟!.
ابتسمت له و أنا أرفع رأسي قلت موافقة : أجل ..
_ فتاة طيبة .. أنا اعهد إليك بأنني سأكون الصديق الأفضل الذي يعتمد عليه ..
لف ذراعيه حول ظهري و ضمني قليلاً... شعرت بسعادة رهيبة و ارتياح عميق .. لدي صديق قوي .. مصاص دماء !.
_ آسف لمقاطعتكما الودية .. لكن السيد جاك يهبط الدرج الآن.
ابعدني ليونارد بهدوء وهو يغمز لي مبتسما .. بادلته الابتسام الشديد , ثم تعمدت النظر لمخرب اللحظات الجميلة بعبوس رهيب و نظرة باردة تنافس نظرته... كان يقف قرب المدخل , و عينيه بلون الذهب المحترق الثائر...!!
غريب لقد اعتدت على لون المعدن البارد ... مالذي يغضبه إذن... هع ×) !
جاء والدي و قبلني سريعا على رأسي وهو يجلس , ثم تابعنا افطارنا و ليون لم ينهض من جانبي بل بقي يتحدث إلينا , و والدي يتكلم بطبيعية ..
ذهبنا للمدرسة أنا و دانييل هذا معي , ليونارد وتيـرآ سيلحقان بنا بعدة مدة ..
سرنا في فناء المدرسة المليء بالطلاب .. حياني أليكس تاركا رفاقه فترة .. حدثني بحماس بالرغم من أنه توتر قليلا من دانييل , لكنه تجاهله .. و قال بأن بنهاية هذا الاسبوع والده سيقيم حفلة و أن جديه يريدان رؤيتها و رؤية جيني ...
ثم غادر ... جلست جانباً أراقب الجو الجميل , كنا مبكرين جداً ولم يبدأ الصف بعد .. بينما وقف دانييل خلفي صامتاً هادئاً...
بعد دقيقة ظهر ظل أمامي , فرفعت رأسي و أخذت أحدق بفتى يبدو بمثل عمري , جميل الطلعة جداً , بشعر أشقر جدا و عينان زرقاوتان جميلتان وجسد رشيق...
كان واقفا أمامي يتبسم لي ..
قال بحرج خفيف : هاي ..آ كلآرآ ... كلآرآ مونـد !
فوجئت قليلا منه أنه يعرفني ! , لكني قلت بلطف : اهلاً...
قال بحرج وهو يضع يده خلف عنقه : لا شك بأنك لم تذكريني , لكني أتيت هنا قبل أسبوع .. ولم أصدق عيناي عندما رأيتك قبل أيام قليلة...
قلت بحرج : آوه آسفة لم ... لم اعرفك ^^".
كنت أشعر بأن دانييل يراقبنا , تابع الفتى بلطف : أنا .. مارك شلتون .. كنا معاً قبل سنة ..في .. صف الفيزياء كنا شريكين بتجربة الكهرباء !.
ضيقت حاجبي اتذكر..... آآآه عرفته , فحدقت به بدهشة أكبر و قلت مصدومة : لكن...لم تكن... أعني... مقوم الأسنان , والنظارات...آه ..آسفه لقد...
ضحك بلطف وقال محرجاً : لقد عالجت عيني فلم أعد بحاجة للنظارة و... بالطبع فككت المقوم..^^" .
يبدو بأني احرجته جداً , فقلت اسفة : آسفة يا مارك .. تبدو أفضل بكثير... كيف حالك.
سعد جداً بقولي , فجلس بجانبي و قال بحماس لطيف : لقد انتقلنا مؤخراً أنا و والداي وافتتحنا محل هنا لبيع الكتب .. لم أرك لفترة طويلة ... ثم علمت بانتقالكم ... لم نلبث نحن أيضا حتى انتقلنا .. و أنظري ...
ضحك قائلا بسعادة : أنه القدر لقد وجدتك هنا .. كيف حالك ؟! هل يعجبك المكان , أنه بارد قليلا .. لكنها بلدة لطيفة !.
ضحكت أنا أيضاً , حسنا لم أعرف الفتى سوى لفترة قصيرة , لكنه يعرفني و يبدو بأنه متهم بي... شعرت بالاحراج ...
قلت بحرج خفيف : نعم أنت محق , أنا سعيدة لأني وجدت شخص أعرفه من قبل معي هنا ..
_ هل تشعرين بالوحدة ؟!
_ نعم أني وحيدة...
_ كــلآرا >< !
قاطعنا صوت دانييل الحاد من خلفنا , فلتفتنا جميعا , لكنه هو سار ببرود حتى وقف أمامنا بغضب واضح , اربك مارك وهو يقف ..
وقفت أنا أيضاً بتوتر من هذا المعتوة سيسبب مصيبة و لأني مضطرة لأعرفهما على بعض...
قلت بضيق وأنا ارمق عينيه الذهبيتين منذ الصباح : مارك هذا دانييل , .. دانييل أنه...
رد دانييل بحده مفاجئة : لا يهمني من يكون !.
شعرت بصدمة شديدة فما بال مارك !.. قلت غير مصدقة : راقب كلامك من فضلك !.
_ لقد بدأ الصف , و أن كنتِ انتهيت من ذكرياتك مع رفيقك الحميم , لدينا أولوليات لنهتم بها !.
كان يحدق بي بحنق شديد و نيران تشتعل بعينيه بلعت ريقي سيقتلنا معاً , التفتُ إلى مارك المتوتر و امسكتُ بذراعه قائلة : لا تهتم بهذا الولد , لديه مشكلة مع اللباقة !!.
همس مارك : لا بأس , أراك لاحقاً إذن ..
ودعني و غادر سريعا... ثم مشيت أنا بسرعة أيضا للبناء متجاهلة ذلك المعتوة !!.. أنه لا معقول .. كيف يتحدث هكذا مع أناس غرباء مساكين ..!!
كنت اتجاهل هذا المتعجرف كلياً بالرغم من صعوبة الأمر فهو يسبب توتراً بكامل الجو , حتى أتى وقت الاستراحة ... فجلست عابسة في الخارج حيث الهواء البارد يريحني .. جلس دانييل بجانبي و قال بعجرفة كالعادة و تأمر ساخر :
_ اسمعي علينا أن نتحدث بشأن اصدقاءك العديدون , كلما سرنا قليلا ظهر لنا واحد ..
التفتُ نحوه بحده و قلت وأنا أتنفس بسرعة من شدة الغضب : لا شأن لك لو كان لدي مليون صديق ! , وبربك ألا يمكنك أن تتصرف بأدب قليل هذا لن يقتلك ! عليك أن تحترم الآخرين و تقدر مـ....
قاطعني بضيق و حده : توقفي عن ألقاء محاضراتك , أنا مللت منها منذ أمد , كما أنني أتحمل هذا الشيء الذي تدعونه بالمدرسة من أجلك , وقد تركت الدراسة منذ عشر سنوات !!
زفرت بحده و قلت له و أنا أحاول الصبر : دانييل , استرخ فقط اتفقنا , لن يؤذيني أحد منهم ...
رفع رأسه و قال ببرود : بشكل ما .. أنت من قد يؤذيهم !.. كوني حذرة من علاقاتك .. نحن لا نريد من أن ينكسر الختم إذا ما حطم أحدهم قلبك و رفضك !.
دار رأسي أهكذا يفكر هذا ال...!! , قلت ببرود : لن يحطم أحدهم قلبي , شكراً لاهتمامك !.
نظرت فجأة ووقع بصري على مارك , كان وحيداً , وهو جديد هنا مثلي, فنهضت بسرعة ..
_ أنتِ لن تذهبي إليه .. ابقي هنا...!
_ راقبني فقط.. أريد الكلام معه , كما أنه أصبح وسيما جدا خلال سنة...
قلت هكذا اغيضه و نجحت ... فقد نهض خلفي قائلا بحدة بينما أنا اسير : أنتِ !! سأراقبك و لا تظني بأني سأقف مكتوف اليدين !.
تجاهلت تحذراته و سرت بسرعة خلف مارك , ناديته بصوت لطيف : مــارك !.
فلتفت نحوي و شقت الابتسامة وجهه , قال بسعادة : هييه كلآرا , هل تناولت طعامك ؟!
قلت بلهفة : لا .. لتناول الطعام معاً ..!
يالا السعادة عندما أبدو طبيعية اكثر و أجلس مع شخص انساني جداً وليس مع أولائك الحرس مصاصي الدماء و الظلاميين و إلى آخره ..
اتذكر بأن مارك كان خجلاً جدا بذلك ولم يكن بطبيعته عندما كان يضع المقوم و النظارة ..
و الآن بعدما خلعهما كان يتصرف بطبيعية أكثر و عرفت سريعاً بأنه شاب لطيف لبق و وسيم حقاً ..!
بعدما تبادلنا الأخبار وعلم بوفاة والدتي و اصابتي دون ذكر التفاصيل, شعر بالأسف نحوي و فؤجئت بأنه يتذكر والدتي وقد قابلها مرتين أو ثلاث عندما كانت تقلني من المدرسة ..!
أمسك بيدي وهو يقول بتعاطف حقيقي وحزن بعينيه : آسف للغاية , لا شك بأنه أمر فضيع و مؤلم , لكن .. عليك المضي ..
قلت بخفوت : أني أمضي...
ابتسم لي مشجعاً فابتسمت ..
بعد ثوان سأل بفضول : ذلك الشاب .. الذي كان برفقتك .. اسمه... ما كان اسمه ؟!, أهو صديقك ؟!
رددت بلا مبالاة : دانييل .. دعك منه .. أنه... آه أوصاه والدي بي لذا هو .. يمكنك القول كأخ أكبر مزعج !.
فضحك قليلا ثم قال : أنه .. مهتم جداً بك .. و كأنه مستعد للهجوم , لكني لا أحب نوعه أبداً ..
قلت موافقة ببلاهة : نعم .. صدقني أنا مثلك .. لكني مضطره لتحمله ...
فكرت بأن دانييل قريب وهو لديه سمع خارق للطبيعة , هل جرحته بكلامي ..؟! على العموم هو يستحق لقد جرحني بالأمس...!
_ لا شك بأنه لأجلك أنت وحدك هنا ووالدك يثق به مؤكد , أذكر بأن السيد جاك لا يعجبونه الفتية بمثل سنك , لقد كان يرمقني بنظرات تحذيرية ..
ضحكنا معاً كثيرا و استعدنا الماضي , تذكرت جيداً مارك , و تذكرت بأنه كان يرمقني من وقت لآخر حقاً في العام الماضي , ت
وترت قليلاً ... أهو معجب بي ؟! , لكني أنا سعيدة به الآن و برفقته المرحة ...
قرع جرس بدأ الحصص مجدداً .. فسرنا معاً لفصول الدراسة .. ولم اشاهد دانييل حولي أبداً...
ودعني مارك قرب صفي و قال بنظرة عينين عميقة و صوت رقيق :
_ اتمنى أن نتحدث أكثر لاحقاً...
قلت بابتسامة : بالطبع ..
تبسم لي ثم غادر ببطء بينما ادخل أنا الصف اصطدمت بأحدهم , و قبضه قوية على ذراعي ..
سحبني بقوة ثم أجلسني على أقرب كرسي فعل كل هذا بينما أنا استوعب الصدمة و احك انفي و عيني ...!
جاء صوته الحانق الحاد : بالطبع هاه !... لا تدفعيني للحاق بذلك الولد و قتله !!.
حدقت به و قلت مرعوبة : الويل لك...
جاء صوت ليونارد من خلفه : دانييل !!. كن حذراً لقد بدأ الطلاب بالدخول...
حدقت بليونارد و رأيت تيّرآ تقترب منا .. قلت استنجد بها : تعالي و انظري , يريد قتل الفتى لأنه كلمني...
_ لقد أرادا أن يعيدا الكرة مجدداً... حتى يبدئا بالخروج معاً و ستقول لنا يومها أرجوكم اتركوني أريد بعض الخصوصية !!
حدقت بحنق به و ارتفعت ضربات قلبي , وقفت و قلت بحده أضرب كتفه بقبضتي : أغرب عن وجهي !. كيف يمكنك أن تفكر هكذا...!
قال ليونارد فجأة بهدوء : بصراحة أنا استطيع قرآءة العيون ..هو يتطلع للكثير معك.. مع أنه فتى جيد وليس بالنوع الخبيث !
قلت مقاطعة بانفعال : رباه , من الأفضل لي إذن أن تقيدونني بالمنزل حتى تجدوا طريقة أيها العباقرة بالتخلص من تلك الوحوش مهما كانـ....
امسكني دانييل من الخلف وهو يكمم فمي , قائلا بتحذير خطير قرب أذني : لا تدعيني أقيدك بالفعل ..
قال ليونارد بهمس حاد وهو يقبض على ذراع دانييل : نحن لا نريد مخالفة أوامر سيد الظلام ! , كما أنك تؤلمها !.
_ داني دعها ...هل تريد أن ينكسر الختم ؟!.
قالت تيّرآ بحدة ... فتركني بسرعة و أخذت التقط انفاسي و نحن جلوس , و ذلك المتعجرف المعتوة بقربي ...
كدت أبكي لكني تمالكت نفسي بصعوبة .. و عندما أوقفني الاستاذ لأجيب عن سؤال ما لم اسمعه قط ...و اجبت خطأ !!
ثم جلست اقاوم البكاء مجدداً... ألم يقل والد دانييل أن عليهم ألا يضايقونني !!.. أن ابنه يفعل بي الأفاعيل !!
خرجا للباحة في نهاية اليوم أخيراً ...
كان ليونارد و تيّـرآ بسيارة و أنا يجب أن أعود مع دانييل , لكن لا ... ركضت إلى ليونارد و ألقيت بنفسي بين ذراعيه ...
قلت بانزعاج شديد : أنت قلت بأننا أصدقاء .. هيا تعاطف معي و عد بي للبيت ..!
كان مندهش قليلا .. لكنه احاطني بذارعه وهو يفتح لي الباب الأمامي .. قالت تيّرآ بلطف و تفهم : اهتم بها ليون ..
ثم انحنت نحوي و همست : تمشيا في الخارج قليلا.. نحن سنكون بالمنزل فوراً .. هدئي من روعك حبيبتي .
ابتسمت بشحوب , بينما قال ليون بعبوس من خلفها : حسنا عزيزتي يمكنك الذهاب الآن, لقد ودعتِ كلآرآ .
أبقيت بصري على يدي , ولم أنظر لأي شيء... قادني ليونارد حتى الغابة التي بقرب منزلنا .. فتوقف بسيارته الداكنة الثمينة...
قال بلطف : هل ننزل ؟!.
عدنا للمنزل مشياً وقد نجح النسيم البارد بتهدئتي ...
كان والدي متوتراً و قلقاً بشأني .. لكن هدأ تماما بعدما رآني و ضمني قليلا .. بينما كان جيني مشتاقة لي كثيراً .. اخذتها و كدت احممها و ابدل لها ثيابها ..
لكن داليا قالت بلطف : لقد فعلنا هذا قبل قليل .. أنها تستعد لفترة من النوم...
و فعلا كانت صغيرتي ناعسة .. فصعدت بها إلى أعلى و فاجئني ظهور دانييل على الدرج .. افسح لي الطريق بصمت , ثم سار خلفي قليلا حتى باب غرفة أبي ..
وضعت جيني على السرير وهي تتثائب .. و انزلقت أنا بقربها أخذت ادندن لها بخفوت .. وكان جفني ثقيلان جداً... جداً...
شعرت بخطوات , ثم بأحدهم يرفع الغطاء فوقنا و يرتبه .. فتنهدت أنا بارتياح ..
فتحت عيني قليلا بثقل و لمحت دانييل يغلق الباب علينا .. تمتمت بخفوت " لا بأس الآن..."
حلمت شيئا غريباً , رأيت جدي بالتبني .. و كان يسير في ممرات المنزل , كان يحمل شيئا بيده فلحقت به و رأيته يقف أمام باب غرفة الرسم , فتحها بالأنبوب الذي وجدته قبلاً .. دخل و كانت معتمة قليلاً .. دخلت خلفه و قلت بتردد : جدي ؟!.
التفت إلي , لكن عينيه الخضراء الرمادية توسعتا رعباً وهو يحدق بي ... قال بصوت بعيد : كلآرآ انتبهي لنفسك...
قلت بخوف و عيني تقعان على قطعة زجاج النافذة المكسورة : ممـ ماذا ؟!.
لكني صعقت و أنا أحدق بعيني حمراوين مخيفتين منعكستين على الزجاج !!...
صرخت وأنا أنهضت : لااااااااااا !.
_ كلآرآ ؟!.
القيت بنفسي رعباً وأنا أحدق بالظلام إلى ذراعي شخص ما ..
أمسكني جيداً و هو يهدئني : ماذا ؟! ...ماذا ؟!.
التفت أنظر للشخص الذي يجلس معي على السرير في ظلام الغرفة .. قلت برعب وأنا أحدق بعيون دانييـل الذهبية :
_ أنظر إلي... أنظر إلي هل تحولت لوحش ؟!!!!. أنظر إلـ...
_ اهدئي ... اهدئي ...!! لا لن تتحولي لوحش ! .. تنفسي فقط !
اخذت اتنفس بتقطع وهو يمسح على ظهري ... حاولت التركيز على اعضائي .. قلبي يدق بقوة , اتنفس بسرعة , اشعر بالبرد و الحر بنفس الوقت ..
رأسي يدور و معدتي مضطربة ... لمست ذلك المكان الذي طعنني به الظل اللعين ... فشعرت بشيء غريب..
وكأن شيء ما دخيل يسير بدمي ...!.
قلت لاهثة لـ دانييل و كأنني أنبهه : هـ هناك .. شيء ما .. يدور بداخلي و أخشى أن... يفور و... ينفجر...!
اجابني وهو يشد يديه قليلا على ذراعي : لا يستطيع أن يفعل لك أي شيء... أنك أقوى منه و...
قاطعته برعب و أنا أرفع رأسي أنظر لعينيه أحاول اقناعه : لا تقل لي هذا الهراء... أنا ... لن أقدر... صدقاً .. لا أريد أن تكون النهاية بأن... بأن انفجر هكذا و يخرج الوحش و يؤذي عائلتي و... عندما يأتي الجِد لن استطيع أن أفعل شيئا !.
توسعت عينيه وهو يقول بنبرة غريبة و ابتسامة مكتومة : المشكلة في خيالك الجامح , أليس كذلك ؟!.
قلت بعيون أوسع وكأنني مجنونة : لا حقاً ! , وما تسمي ذاك الظلام ! .. اسمعني !.. عندما أبدأ بالتحول و تصبح عيوني مشقوقه و حمراء و وجهي أسود و اصدر اصواتاً مخيفة ... اقتلني فوراً .. لا يجب أن ينتصر الوحش في النهاية و.... .
شهقت رغما عني عندما رفع يديه و احاط وجهي بهما ..!!
قرب وجهه كثيراً و همس بنعومة وابتسامة خفيفة : أنتِ تخططين لكل شيء ألست كذلك ؟! , خططك لا تسير على الحقيقة كلآرآ موند .. استمعي لي أنا سأكون موجهك و دليلك .. ثقي بي فقط و ذلك الشيء سيتمنى لو أنه لم يولد قط ..أنه لا يعرف من تكونين أنت أقوى منه !
كنت أحدق بعينيه القريبتين جداً و كيف تتحولان لذهبي سائل دافئ يدور حول بؤبؤيه ..! لقد عاد لونه الجميل ..~
_ ...هل فهمتِ الآن ؟! , أتريدين العودة للنوم ؟!.
قلت بتوتر و للتو أنتبه لتقاربنا : أ .. لا .. كم الساعة الآن ؟!.
ابتعدت عنه بسرعة وهو يجيبني : أنها التاسعة !
عدتُ و حدقت به بصدمة : لقد تأخرت كثيراً وأنا بفراش أ أ...!
صعقتُ مجدداً و أنا أرى نفسي بسريري !!..
قال دانييل بهدوء يشرح : كان والدك مرهق يريد النوم , وأنت أطلت النوم كثيراً مستحلة كل السرير .. فقررت حملت لغرفتك .. لينام والدك و جيني هناك .. هم الآن نائمون , .. هل أنتِ جائعة أم تودين النوم ؟!
كنت جائعة ... فقلت وأنا أنهض ببطء : أني .. جائعة ربما القليل من الحليب يكفي ..
شعرت بالدوار و أنا على وشك النهوض , رأيت يده ممتدة إلي , يساعدني فتمسكت بذارعه كي اسند نفسي قليلاً
و شكرته بقلبي فقط ~
في المطبخ كانت تيرّآ و ليون يتحدثان و رأيتهما يصنعان لي الحليب و الشطائر لا شك بأنهما سمعاني .. حيوني بلطف هادئ و جلست على الكرسي بتعب وأنا امسح شعري المشعث...
قالت تيرّآ وهي تجلس بجانبي بينما دانييل يحدث ليون : يا عزيزتي , لقد سمعنا صوتك , هل أفقتِ من كابوس ؟!
رددت بقلق وأنا أنظر لها خلسة : نعم... اعتقد هذا.. لكن .. أنظري لعيني تيّرآ , هل ترين شيئا ما غريبا ؟!.
حدقت بعيني بدقة , همهمت ثم همست بهدوء : أنت بخير , لا تقلقي أنك محمية...
شربت الحليب بسرعة ثم نهضت واقفة قلت بتردد : سأذهب لرؤية غرفة الرسم !.
فجأة توسعت أعينهم وهم يحدقون بي .. قال دانييل بسرعة وحدة خفيفة : لا يمكنك !!
قلت و قلبي يدق بقوة : لماذا ؟!.
أجابني ليونارد بهدوء وعيون ضيقة : هذا لأن الغرفة محمية من الذين لهم علاقة بالظلام ..
هززت رأسي لا استوعب : لكن .. لقد فتحتها ذات مرة ... و لقد...
قالت تيّرآ بلطف : تعلمين بأنه قبل تلك المعركة لم يكن لك علاقة تماماً .. الغرفة قد تؤذي أي أحد يحاول دخولها منا ... سوى والدك ..
_ لكن السيد مونـد قد أضاع المفتاح ... و بالأمس اكتشفنا أن مفتاح الغرفة هو تلك السلسلة التي كانت بيدك كلآرآ ..
تحدث ليونارد بضيق طفيف ... ثم تابع : السلسلة قطعت و تلاشت بسبب الوحش و الجرس ضائع !.. لدينا فقط من تلك الغرفة سلاحك السري...
قلت : تلك الأنبوبة الفضية ...
قال دانييل بهمس بارد : ليست فقط فضة .. أنها رماد وحش ظلامي ميت , تراب فضة , و فولاذ مصقول ! هذا الشيء يتحول لسيف قاتل رهيب أن امسكته جيداً .. أين وضعته بأية حال ؟!
سألني بعيون مركزة .. بينما أنا أحاول جمع الحقائق التي سردوها علي .. حسنا كنت أعلم بأن الغرفة تلك ورآئها سر فضيع .. لكن بقيت بعض الأمور الغامضة .. هل جدي من فعل هذا...؟!
قلت اجيب دانييل أولاً : لقد وضعته في دولاب ملابسي .. ثم هل تعتقدون بأن جدي هو من صنع هذه الأشياء ؟!
قال ليونارد بهدوء : أن جدك براين كما يظهر لنا بأنه يعرف تماماً بوجود وحوش الظلمة , و وضع بعض الدفاعات , ما يحيرنا هو أنه انسان عادي جداً ...لكن لا نعرف كيف أو لماذا قام بقتل ظل ظلامي و أخذ رمادة ليصنع السيف ؟!
فغرت فمي كبيراً و تذكرت احلامي الغريبة عن جدي ... أغمضت عيني استعيد صورته ... لقد كلمني بوضع غريب ... قال شيئا ..
( .. أنه يريد الانتقام .. يريد أن يجعل والدك يعاني !. ) ~
فتحت عيني بقوة و شعرت ببرودة تسري بداخلي وشيء ما يقف في حنجرتي ... جلست على الكرسي بسرعة احاول التنفس جيدا ..
_ كـلآرا ؟! , صوت ليونارد .
همست ببطء : لقد .. رأيت حلماً من قبل ..
نظرت بتوتر نحوهم .. : رأيت جدي قلقاً .. وقال بأنه يريد الانتقام .. يريد الانتقام من أبي .. يعني ذلك الوحش !.
رفعوا رؤوسهم ينظرون إلي ... قال دانييل ببرود غريب : هه ظل أبله , أنه لا يستطيع .. كما أنني عرفت السبب ..
رفع يده يسرح شعره الداكن , ثم همس : راف , داليا تعاليا قليلاً ...
خلال ثانية دخلا من باب المطبخ الخارجي كلا الشابين الغريبين .. مرتديين الأسود بالكامل و رأيت بحزام راف ما يبدو كسيف ملفوف بشرائط سوداء غير واضح ..
قال دانييل لهما : ركزا جيدا على السيد موند و الطفلة هذين اليومين .. لقد شعرت تيّرآ بوجود شيء قريب يتكون , ليس هناك بوابة قريبة , ربما اتى من مكان بعيد .. ثم بالنسبة للظل المتحول الذي لست واثقا من قتله فهو يلاحق عائلة موند لأجل الانتقام من جدهم الذي قتل ظلا متحولا آخر ..
كان رافييل ينظر نحوي بعيون مخيفة لا تطرف وهو يحدث دانييل : آها , يبدو بأن السيد براين قوي للغاية كي يقتل متحولاً شرساً , لكن .. لماذا قتله ؟!.
قالت داليا بنبرة متحيرة : حقا !.. كيف قام بشري عادي بقتله ؟!
نظروا نحوي فجأة جميعاً .. قلت بتعلثم لأني ادرك بأن كل هؤلاء ليسوا بشراً تماماً : هل .. ستحققون بهذا ؟!. هل تظنون بأن جدي قتل ظلا بالفعل ؟!.
قال ليونارد بابتسامة خافتة : آووه أنه مثير للأعجاب , و للدهشة لا شك بأن جدك فريد من نوعه .. كيف قتل متحولاً متوحشا بهكذا بساطة.. نظن أن الحدث هذا من زمن بعيد .. ربما دانييل لم يولد بعد !.
وحدقوا بـ دانييل الذي قال ببرود : المهم بأننا نريد معرفة ماعلاقة هذا بالبوابة المتنقلة هنا !.
وهو يشير بعينيه علي شعرت بأني شيء لا اهمية له , لمَ يفعل هذا بي ؟! >< !
أنه يستطيع أن يكون رقيقاً معي أو مهذباً على الأقل لكنه يرفض هذا وكأنه فعل سيء ~~"
فجأة تحدث رافييل بصوته الغريب الخافت وعيونه التي بلون محمر مركزتان علي : الحقيقة تعود إليها ! , هذه الفتاة ستدرك كل شيء لو قامت بالتذكر جيداً .. متى بدأت المشاكل ؟!
هل يسألني ؟!... حدقت به ببلاهة قليلاً .. ثم ادركت بأنه يسألني .. رددت بتوتر : لا أدري ...
قالت داليـا ببرود وهي تنظر للسقف مفكرة : البوابة توجد بصعوبة و يلزمها قوة رهيبة كي تتكون , كما أنه لها شكلين أو ثلاث نعرفها .. أما .. أن تكون بفتاة ! فهذا غريب و خارق لطبيعتنا !
همس ليونارد بشيء ما قرب دانييل الذي هز كتفه و رمقني بنظرة غامضة ..
بينما تحدث رافييل بغموض مجدداً : البوابات تفتح و تقفل بالطبع , لكن بهذه الفتاة كانت مفتوحة دوماً و تتنقل معها بجسدها ! إلى أن أقفلها سيد الظلام !
_ أن البوابة مرتبطة بها . بشخصها و روحها ! .. قالت تيرآ بتفكير ..
قلت مداخلة فجأة جعلتهم يحدقون بي كلهم : لكني لم اشعر بها سوى منذ فترة وجيزة .. اعنى عندما بدأت احس بالظلال !.
سألني رافييل بعيون لامعة مخيفة : متى هذا بالضبط ؟!
و سأل دانييل خلفه مباشرة : حدث شيء ما قبل أن تبدأي بالشعور .. مالحدث الغريب الذي تذكرينه ؟!
كيف يستجوبوني بهذا الشكل أنهم يفزعونني وأنا لن أقدر على التذكر أبداً ~~"
فجأة تعاطفت معي داليـا وهي تقف قربي وتقول بنعومة لهم : لا شك بأن كلآرا منهكة و نحن نضغط عليها , عليك أن تنامي جيداً عزيزتي ..
وابتسمت لي , فقلت محرجة : أجل ... تعرفون النوم... يجب أن أنام قليلاً !.
قال دانييل ببرود واحتجاج : و لكنك للتو افقتِ !.
حدقت به بعيون حادة .. فلوح بيده بملل : حسنا , لترتاحي قليلا .. ولا كوابيس اتفقنا !.
احرجني قليلاً لكني قلت هامسة وانا أغادر المطبخ : أجل , تصبحون على خير .
لفتت نفسي تماماً بالأغطية , و راحت الأفكار تدور ..
هذا غير معقول ! , جدي براين قتل ظلا , لا شك بأنه يدافع عن نفسه أو ... يا ألهي ... يحمي أبي !.
ومالذي يريده ذلك الوحش من أبي !...
و كيف اصبحت علامة البوابة كما يصفون بي ؟! , رافييل يقول كلاماً غريباً .. مالذي يتوجب علي تذكره ..؟!
[/CENTER]