البارت السابع والأخير.
قلت برعب بينما قلبي قد جن جنانه..ماذا قلتي تواً؟!!
نظرت لأسفل ونطقت بحزن..كما أسلفت تواً ..بلاك قد فارق الحياة
غضبت قائلة لها..ماذا تعني بأنه فارق الحياة؟؟لقد كان بصحة جيدة في البارحة وقبل قليل كان نائماً وتأتي وتقولي أنه مات!
الممرضة: أسفة..لقد فعلنا كل ما بوسعنا لأخراج السم القاتل..لكن لم تفلح أي وسيلة"!كما أن قلبه كان ضعيفاً للغاية..
-لم أفهم...أي سم؟؟
الممرضة: نعم..يبدو أنه تعرض للطعن من قبل والده..وذلك السكين كان مسموما
الوالد كان يعلم بهذا..ولهذا أراد أستعمال غضبه لقتل أبنه!!وأما عن قلبه فحدث ذلك مع أنتشار السم بشكل مفاجئ..أجرينا عمليات لكن لم ننجح بأخراج السم!!
-مستحيل..كل هذا كذب
بكل صراحة نطقت..لكنها الحقيقة..الأمر يعود لكِ أن كنتِ ستصدقين أو لا.
-لماذا؟؟ألستم أطباء؟؟يفترض أنكم تعلمون ما تفعلونه!أو أنكم لا تهتمواَ..أجيبي لماذا لم تنقذوه؟
الممرضة: لقد بذلنا أقصى ما لدينا..ولكن
-لاااا...أرفض تصديق ذلك..بلاك حي أنا متأكدة
أسرعت نحو غرفته متفاديا كلماتها خلف ظهري..وعندما وصلت وقفت مكاني مصدومة..أنهم يخرجونه من غرفته..
-لاا أعيدوه..سوف يشفى ويخرج من هنا
الطبيب: أظن أن الممرضة قد أخبرتكِ..لقد مات لا مجال لان يعود..أستسلمي للواقع
-لا..بلاك أنهظ أرجوك لا تمت..ألم تقل أنك سوف تنتظر زياراتي او أنك كذبت؟
لا يمكنك الرحيل هكذا..أرجوك أفق
لم يأتيني رداً..صرخت وبكيت بأعلى صوتي إلى أن شحب حلقي!
كان أسوء يوم بحياتي كلها..بقيت في الشارع جالسة بمفردي..وجدني زينو بالصدفة..
زينو: نانامي هل أنتي بخير..وجهكِ شاحب وعيناكِ قد حمرت!ماذا حصل لكِ؟؟
بجفاء نطقت..لا شيء أنا بخير
زينو: أعلم بألامر..بلاك قد
-أخرس...أنه حي..سوف يعود
زينو: لا يمكنكِ أن تتحدثي عن شخص مات بأنه حي..لقد أصبح جثة هامدة..لا مجال لأن يعود
-لا...لماذا حصل هذا له..أنا السبب لولم أقحمه معي لما حصل هذا
زينو: سوف أخبركِ شيء...لا تفكري بما خسرته بل فكري من هم معكِ الأن..لديكِ أصدقاء أوفياء وأم حنونه وأخت لطيفة..لديكِ أشخاص أتمنى أن يكون لدي مثلهم..لذا لأجلهم أبذلي مافي بوسعكِ بذله وتغطي هذه المحنة..فقط لا تجعلي الحزن معكِ أينما ذهبتِ..أتركيه وأبحثي عن السعادة
-القول أسهل من الفعل..بلاك كان صديقي فكيف لي أن أنساه..لقد فعل لي الكثير وريثما أنا لم أقم بشيء يسعده
زينو: لا...أنه مدين لكِ..أعتقد أنه أخبركِ،بسببكِ تخلص من المتمردين وأراح والده من الديون المتراكمة
-لكن
زينو: لا بأس..أنهضي..أنتي ليستِ الوحيدة التي فقدت عزيز..هناك الملايين ممن يعانون من أوقات محزنه..لذا أتركي العبوس فهو لا يلائمكِ
حينها تذكرت أن بلاك قال نفس الشيء..مسحت دموعي وأبتسمت له..
-زينو..لقد تغيرت
زينو: حقا؟
-نعم..ما السبب الذي غيرك لهذه الدرجة؟
زينو: في الحقيقة..لا أعلم أنا أيضا..ربما لأنني لم أحتمل رؤيتكِ تبكين وبمفردكِ..او ربما لأننا أصدقاء الطفولة
-فهمت.
نظرت للسماء..فأذا بها زرقاء اللون جميلة المنظر ملئتها النجوم اللامعة..وفجأة أمطرت..بدون وعي مني أمطرت عيناي دموعا..لكن زينو لم يلاحظ ظنا منه أنها قطرات المطر..
ظللت لمدة هكذا مغلقة عيناي..فكنت أتخيل بلاك يلهو أمامي فطالما أخبرني أنه يحب المطر بشدة....فلو كان حي على الأرجح أنه كان سيكون سعيداً جداً..أرقد بسلام بلاك..سوف تظل بقلبي حياً..لن أنساك أبدا ما دمت حية!
زينو: هل أوصلكِ لمنزلكِ..فالجو بارد أضافة إلى أن الوقت متأخر"
-حسنا
ركبت بجانبه ومن حين بدأ القيادة إلى وصولنا لم ننطق بكلمة..
ودعته ودخلت المنزل فأذا بالشرطي جالس في صالة..
نهضت أمي سريعاً وضمتني إليها
لٱمي: حمقاء لقد قلقت عليكِ
يومي: أين كنتِ؟
-أنا أسفة..
شهقت بغير وعي مني..فشعرت أمي بي
لٱمي: ما الأمر..لما تبكين؟؟هل فعل أحدهم شيئا لكِ؟؟من هو أخبريني
-لاا..كل مافي الأمر أنني
عجزت عن القول بأن قلبي ملئه الحزن..
الشرطي: أهذه أبنتكِ؟
أجابت يومي عوضاً عن أمي..نعم نأسف لأزعاجك بهذا الوقت
الشرطي: لا داعي للأسف..نحن موجودون لأجل مواطنينا..اذا أستاذنكِ
غادر الشرطي بينما نطقت يومي: اذا،ماذا حصل لتعودي بهذا الشكل؟؟
-لقد رحل..
يومي: من هو الذي رحل؟
-شخص ما!
لٱمي: اتعرضتي للخيانة من قبل بلاك؟
-لاا..لقد رحل ولن يعود أبدا
يومي: أيمكن أن صديقكِ توفي؟
أبتسمت ونطفت بجفاء..أجل اليوم..سوف أذهب لغرفتي ولا أريد أن أكل
يومي: أنتظري نانامي
لٱمي: أتركيها..لأبد وأنها عانت..وجهها شاحب للغاية وعيناها قد حمرت..وأضافة أن ملابسها مبللة..وهذا،يدل على أنها بكت كثيراً في الشارع..
يومي: هكذا اذا..أتساءل كيف سوف تستمر فكلانا قد عانى مثلها صحيح؟؟
لٱمي: نحن عائلتها..علينا بدعمها..وأن لم نفعل فمن سيفعل
يومي: أجل أنتي محقة..
فتحت نافدة غرفتي لينعشني الهواء البارد..على الرغم مما قاله زينو كان صواباً لكني..لا أظن أني أمتلك القوة لتفادي هذا الحزن..أنه عميق جدا..أشعر بخيبة أمل كبيرة..رحل شخصاً غالي جداً على قلبي..ماذا سأفعل الأن!!هل يجب أن أستمر هكذا؟ هل حقا تجاهله والأستمرار بالحياة كأن شيء لم يكن هو الخيار الصائب؟؟لم أعد أدرك ما أفعل! ربما يجب علي فعل هذا!
تسلقت لفوق النافدة مبتسمة..أنتظرني بلاك سوف أنظم إليك أنا أيضا!
فتحت علي يومي فاذا بها تصرخ بأسمي..أمسكت بيدي فقد كنت على وشك الموت..فلو تأخرت ثانية واحدة لأنتهى أمري..
يومي: أيتها الحمقاء ما الذي كنتي تفكرين به؟
-أتركي يدي..لا أريد حياة بائسة كهذه..
يومي: وهل تعتقدين أني سوف أقول حسنا وأترك يدكِ..حمقاء لا تفكري بما فقدته بل فكري بما تملكين..لديكِ أنا وأمي وصديقاتكِ أضافة لزينو أنتي لستي وحيدة..
-صحيح أنتي محقة..لكني لا أريد هذا..رجاء أختي أتركي يدي ودعيني أرتاح
يومي: سوف أرفعكِ
-لا..أتركيني
قمت بقرص يديها ألا أنها أبت أن تتركها
يومي: لا ..يديكِ تنزلق..تمسكي بي أيتها الحمقاء..هذه ليست نهاية العالم
-أختي أنا أسفة بلغي لأمي تحياتي وللفتيات أيضا
أبتسمت لها..أنزلقت يدي من يدها
يومي: لاااااا نااانامي
أسرعت الى الخارج فأذا بي أحتضر..
يومي: أمي الأسعاف بسرعة..
أسعفانني سريعاً..ما هي سوئ دقائق حتى وصلت سيارة الأسعاف..وتم حملي للمستشفى
لم أعد أدرك ما فعلته..ظننت أن لو قفزت من أعلى النافدة فسأموت..لكني لا زلت حية..لماذا؟؟أشعر بشعور مؤلم للغاية
لا أستطيع التنفس..هذا جيد قريباً سوف أنظم لبلاك..
خرج الطبيب بعد ساعة من الغرفة العمليات..وعلى وجهه نظرة حزن
نهض كلاهما سريعاً متمنيتان أن أكون بخير..
الطبيب: أنا أعتذر لكن..الفتاة لم يعد قلبها ينبض بالحياة..جسدها بأكمله محطم وعظامها مسكورة أضافة للدماغ غير سليم فقد تضرر بشدة..وأيضا لم يكن لديها أمل بالحياة..أقدم لكم خالص أعتذاري
جثت أمي على ركبتيها بينما أختي عيناها مفتوحة لأخرها
يومي: نانامي أيتها الحمقاء..أنا أكرهكِ..
لقد تركتنا خلفك بهذه الطريقة القذرة.
لماذا فعلتي هذا؟؟ حمقاااء
حل صباح يوم التالي وتم دفني..ذرف الجميع دموعاً..تم أعلام الفتيات عن أمري من قبل أختي..ولأول مرة يذرف زينو دموعا مخبئها تحت قبعته..فتم أبلاغه هو الأخر..لم أكن أدرك إلا بعد فوات أني كنت محبوبة من قبل الجميع..لكن ما حصل قد حصل..أنا حزينة على هؤلاء الذين تركتهم خلفي لكني سعيدة بنفس اللحظة أني أخيراً أستطيع الأنظمام لبلاك..
أصبحت أمي بحالة يرثى وأختي لم تعد تدرك ما ستفعله لاحقا..وفي النهاية اتفقا على الذهاب أمريكا ليسكنوا مع عمتي وعائلتها..فقد أخذت أختي الأذن سلفاً من زوجها رفقا بها وافق على جعلها تفعل ما يحلو لها فهي حرة ولا يحق له التدخل في حياتها..هذا ما يعتقده..
الشخص الوحيد الذي لم يدخل لقلبه السعادة هو ليون..صديق بلاك الطفولة
بعدما سمع خبر وفاته من قبل زينو جن جنانه..ولم يهدأ قط بالرغم من أن زينو أعطاه مهدئ لأعصاب إلا أنه زاده جنوناً..تم نقله للمستشفى وأشرف عليه طبيب
كل يوم يحاول أن ينتحر لكن محاولاته باتت فشلاً بسبب أنقاذ الطبيب له..
بعد أيام قليلة أستعاد ذاته وهاهو يقف في سطح المستشفى مبتسم ينظر للسماء..
ليون: لا أستطيع أن أنتحر..أعتذر بلاك عليك بأنتظاري لفترة أطول..لن أخيب ظنك بي أبدا وستظل صديقي الذي أردته..أرقد بسلام
هبطت دموعه بهدوء بينما ربت الطبيب على كتفه قائل..أحسنت بالصمود..فقدان صديق أمر صعب لكن لابد من تغطي هذه المحنة..واصل حياتك فالعالم موجود..
أكتفى بأيماء بسيط دليلاً على موافقته
ليون: نعم أنا أعدك..سأستمر في الحياة لن أتوقف..ومع ذلك عدم رؤيتي لصديقي شيء محزن لكن حزني لن يغير شيء..سوف أعيش وأعود لذاتي لن أسمح لنفسي بأن تقع في الظلام البائس..
الطبيب: هذا جيد...
بالرغم من الصعوبات التي واجهت الجميع إلا أنهم أستمروا بالعيش..
النهاية
تمت