الموضوع
:
جبروت طاغي:جبران خليل جبران موسوعة الأدب والفن
عرض مشاركة واحدة
#
4
02-23-2018, 11:49 PM
باندورا
الأديبة مي
"مي" هو الاسم الذي اختارته تلك المرأة القلقة، التي تبدو، كالبحر، تارة هادئة وشفافة، وأخرى ثائرة. ولدت عام 1886، من أب لبناني وأم فلسطينية. رحلت أسرتها عام 1908 إلى القاهرة. أتقنت لغات عدة، وأظهرت مواهب استثنائية في النقد والأدب والصحافة. حولت دارتها في القاهرة إلى صالون أدبي، وراحت تستقبل فيها كبار الأدباء والمثقفين، كـ "طه حسين" و"عباس محمود العقاد" و"يعقوب صروف". اكتشفت جبران عام 1912، عبر مقالته "يوم مولدي" التي ظهرت في الصحافة. وأسرها أسلوبه. وقرأت "الأجنحة المتكسرة" وأعجبت بآرائه حول المرأة فيه. تراسلا، وتبادلا في رسائلهما الإطراء وتحدثا عن الأدب. روى لها همومه اليومية، وطفولته وأحلامه وأعماله. وانعقدت بينهما علاقة ألفة وحب. وطلب منها عام 1913 تمثيله وقراءة كلمته في حفل تكريم شاعر القطرين "خليل مطران". كانت "مي" حساسة جداً وحالمة. ولما انقطعت رسائل جبران عقب قيام الحرب العالمية الأولى، تعلقت بذكرى مراسلها البعيد ورفضت كل الطامحين إلى الزواج منها. وتمنت في مقالة لها أن تكون بقرب ذلك الوجه الذي يمنع البعاد رؤيته.
خاتمة
لم يلتقيا قط، غير أن الكاتبين شعرا أنهما قريبان أحدهما من الآخر، وأحس أن "خيوطاً خفيفة" تربط بين فكرهما وأن روح "مي" ترافقه أينما اتجه.
في عام 1921، أرسلت له صورتها، فأعاد رسمها بالفحم. واكتشف بسعادة أنها امرأة مليئة الوجه، ذات شعر بني قصير، وعينين لوزيتي الشكل يعلوهما حاجبان كثان، وشفتين ممتلئتين. وجد في نظرتها البراقة شيئاً معبراً يجتذبه، وفي ملامحها بعضاً من الذكورة، صرامةً كامنة تضفي عليها مزيداً من الجاذبية: "مي" تجسد الأنوثة الشرقية. كان في هذه المرأة كل ما يعجبه، غير أنها بعيدة جداً. ولم يكن يشعر أنه مهيأ بعد لترك أمريكا فيتخلى عن حريته. هذا الحب الروحي، الفكري، أعجبه. ولكن هل فكر بمجرد ما لكماته من وقع على قلب مراسلته؟.
في عام 1923، كتب لها يقول دون كلفة: "أنت تعيشين فيّ وأنا أعيش فيك، تعرفين ذلك وأعرفه". كانت "مي"، كلما بدت عبارات مراسلها أكثر جرأة أو شابها بعض سخرية من تعبير اختارته دون قصد منها، تلجأ إلى "مقاطعته" وتلوذ بصمت يستمر أشهراً أحياناً. مشاعرها الحقيقية كانت تبوح بها في مقالاتها. وإن كانت قد خصت أعماله بمقالات نقدية مدحية، فقد نهرته في أخرى. وفي مقالة بعنوان "أنت، الغريب"، عبرت عن كل هواها نحو "ذاك الذي لا يعرف أنها تحبه" و"الذي تبحث عن صوته بين كل الأصوات التي تسمعها".
في رسالة له عام 1924، عبرت له "مي" عن خوفها من الحب. ورد عليها جبران: ".. هل تخافين ضوء الشمس؟ هل تخشين مد البحر وجزره؟...". فاجأه موقفها. وبدا أنه اختار التراجع لإنقاذ حريته أو وقته، مفضلاً عدم الانطلاق في علاقة قد تتطلب منه ومنها تضحيات كبيرة. أدركت "مي" حينذاك، بمرارة، سوء التفاهم بين رغبتها وفكرة جبران عن علاقتهما. وأسفت أنها كانت على هذا القدر من الصراحة والمباشرة. وصمتت ثمانية أشهر، رآها جبران "طويلة كأنها أزل".
بقي جبران على علاقة وطيدة مع ماري هاسكال، فيما كان يراسل أيضا الأديبة مي زيادة التي أرسلت له عام 1912 رسالة معربة عن إعجابها بكتابه " الأجنحة المتكسرة". وقد دامت مراسلتهما حتى وفاته رغم انهما لم يلتقيا أبدا.
من أقواله الشهيرة :
الوحدة عاصفة هوجاء صمَّاء تحطِّم جميع الأغصان اليابسة في شجرة حياتنا ولكنها تزيد جذورنا الحيِّة ثباتاً في القلب الحيِّ للأرض الحيَّة.
إذا كنت لا ترى إلا ما يظهرهُ النور ، ولا تسمع إلا ما تعلنهُ الأصوات بالحقيقة لاترى ولا تسمع.
ما أشبه بعض أرواح الناس بالاسفنج انك لا تستقطر منها الا ما امتصته منك أنت.
إن ما تشعرون به من ألم هو انكسار القشرة التي تغلف إدراككم وكما أن قشرة النواة الصلدة يجب أن تتحطم وتبلى حتى يبرز قلبها من ظلمة الارض الى نور الشمس هكذا انتم ايضا يجب أن تحطم الآلام قشوركم قبل أن تعرفوا معنى الحياة .
إن القلب بعواطفه المتشبعة يماثل الارزة بأغصانها المتفرقة فإذا ما فقدت شجرة الارز غصنا قويا تتألم ولكنها لا تموت بل تحول قواها الحيوية إلى الغصن المجاور لينمو ويتعالى ويملأ بفروعه مكان الغصن المقطوع .
رحّالة أنا وملاّح، ومع مطلع كل يوم ينكشف لي في روحي إقليم جديد.
قد تنسى مَنْ شاركك الضحك، ولكنك لا تنسى أبدًا مَنْ شاطرك البكاء.
الوحدة عاصفة ساكنة تحطّم أغصاننا الميتة.وهي مع ذلك تضرب بجذورها في أقصى أعماق القلب النابض من الأرض الحية.
أنت رحوم إذا أعطيت، و لكن لا تنس وأنت تعطي أن تدير وجهك عن الذي تعطيه فلا ترى حياءه عارياً امام عينيك.
الفلسفة والأدب والفن لغات، واللغة وعي واقعي للأفراد وللأمم.فمن خلال اللغة تعي الأمة نفسها بأنها واعية.الفلسفة والآداب والفنون، إن هي إلا أبجدية التساؤل، نتعلمها طول العمر، إذ لا مكان، في خريطة التقدم المعاصر، لأية أمة دون فن ودون آداب، ودون فلسفة والآداب والفنون، إن هي إلا أبجدية التساؤل، نتعلمها طول العمر، إذ لا مكان، في خريطة التقدم المعاصر، لأية أمة دون فن ودون آداب، ودون فلسفة.
غريب أنك تقصر شفقتك على بطيء القدمين دون بطيء الفكر.. وأعمى العينين دون أعمى القلب.
لتعط كل إنسان وفق حاجته، فالخالق لا يعطى الملح للعطشان، ولا الحجر للجوعان، ولا اللبن للفطيم.
ما أكثر ما عزوت لنفسي جرائم لم أقترفها قط، كي لا أحرج الغير في مجلسي.
اللؤلؤة هيكلٌ شادَه الألم حول حبة من رمل ترى أي شوقٍ شادَ أبداننا وحول أية حبّات.
الى الروح الذي عانقت روحي.الى القلب الذي سكب أسراره في قلبي الى اليد التى أوقدت شعلة عواطفي.
أملي أن تكوني المرأة التي تهجع فيّّ أماً صغيرة.
إن البلبل لا يحوكُ عُشًا في القفص، كيلا يُورّث العبودية لفراخه.
إن الذين يناولونك حية حين تسألهم سمكة قد لا يملكون غير الحيات ليُقدموها فهو إذن من جانبهم سخاء.
إن القلوب العظيمة، لا يمنعها حزنها من أن تغرد مع القلوب الفرحة السعيدة.
أن الله لا يريد أن يكون معبوداً من الجاهل الذي يقلد غيره.
إن كنت لا تسمع إلا ما تعزفه الأصوات ولا ترى إلا ما يبعثه النور، فأنت في الحقيقة لا تسمع ولا ترى.
أنت رحوم إذا أعطيتولكن لا تنس وأنت تعطيأن تدير وجهك عمن تعطيهلكي لا ترى حياءه عارياً أمام عينيك.
إنك قد تنسى انسانا شاطرته الضحك والفرح ولكن لا يمكنك أن تنسى أبداً شخصاً حزنت معه وبكيت.
إنها تعطي لتحيا، لأن الامتناع عن العطاء سبيل الفناء.
__________________
شكرا لكِ
يُونا .
على الطقم الأكثر من رائع
التعديل الأخير تم بواسطة باندورا ; 02-24-2018 الساعة
12:11 AM
باندورا
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى باندورا
البحث عن المشاركات التي كتبها باندورا