عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-24-2018, 12:05 AM
 






تُعتبر فترة المراهقة من أهم و أخطر الفترات في حياة الإنسان الطبيعية ،

فهي فترةٌ حرجةٌ تتطلب الكثير من الرعاية و الاهتمام ؛ لأنها الفترةٌ الانتقالية في حياته ،

ففيها ينتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرجولة و الرشد الذي يُبنى عليه التكليف ،

و قد تكون المراهقة عند البعض مرحلة توترٍ و قلقٍ و اضطرابٍ ،

بينما يجدها آخرون مرحلةً زمنيةً عاديةً ، يمكن اجتيازها بمزيدٍ من الحرص و الحذر ،

فما هي المراهقة ، و ما هي مخاطرها، و كيف يتم التعامل معها لتخطيها بنجاح ؟





يمكن توضيح مفهوم المراهقة من خلال التعريفات التالية:

المراهقة في اللغة:
مأخوذ من مادة رهق ، بمعنى قارب ، ويُقال فلانٌ مراهقٌ:
أي مقاربٌ للحلم والبلوغ ، و راهق الحلم أي قاربه ،
و المعنى المأخوذ من اللفظ هو المقاربة من النضج و الرشد.


المراهقة في الاصطلاح:
هي المرحلة العمرية التي تبدأ بالبلوغ و تنتهي بالنضج الكامل و الرشد ،
و يتخلّلها تغيرات بيولوجية و نفسية تظهر على المراهق ،
و يختلف المدى الزمني في بدء المراهقة وانتهائها من شخص لآخر،
كما تختلف مظاهرها تبعاً للشخص أو البيئة المحيطة به.


المراهقة في علم النفس:
يُعرّف علماء النفس المراهقة بأنّها مرحلة الاقتراب من النضج وليس النضج نفسه ؛
لأنّه في هذه المرحلة يحدث النضج الجسمي و العقلي و النفسي للفرد دون الاكتمال الفعلي ،
فالنضج الكامل قد يحتاج زمناً طويلاً يمتد إلى العشر سنوات من عمره.


المراهقة في الشرع:
بين الشرع أنَّ الإنسان يمر بمرحلتين من حياته:

المرحلة الأولى: مرحلة ما قبل البلوغ ،
و في هذه المرحلة فإنّ الفرد غير مطالب بالتكاليف الشرعية ،
و لا يترتّب على أفعاله العقاب في الآخرة.

المرحلة الثانية: وتبدأ من البلوغ ،
و في هذه المرحلة يتحمّل فيها الفرد المسؤولية كاملةً عن أفعاله ،
و يترتّب على ذلك الثواب و العقاب.




مخاطر النمو السريع للمراهق
يحدث في مرحلة المراهقة كثير من التغيرات الجسمية السريعة التي تطرأ على المراهق ،
فسرعة النمو الجسمي أو ما يُعرف بالتدفُّق النمائي يترتب عليه العديد من المخاطر التي قد تؤذي المراهق أو من يحيطون به،
ومن هذه المخاطر:

فقدان التآزر الحركي لدى المراهق،
فتصدر عنه حركات عشوائية غير متّزنة ؛نتيجة النمو غير الاعتيادي لأطراف جسمه،
فيصعب عليه إصابة الأهداف التي يريدها، فكأنّ ذراعيه ليست ذراعيه التي اعتاد عليها.

عدم القدرة على ضبط الصوت ؛ نتيجة عدم قدرته على التحكم بالأحبال الصوتية ،
فيُصبح صوته خليط من صوت الأطفال من جهة وصوت الرجال من جهة أخرى ،
و نبرة صوته تجمع بين الرفيع والغليظ، وهذا قد يُعرّضه لسخرية الآخرين منه ،
فيزيد ذلك من ارتباكه وصعوبة اجتياز المرحلة لديه.

فقدان الانسجام الوجداني ونشوء أحاسيس مُتضاربةً غير منسجمةً ، فمرّةً تظهر السعادة تغمره و ابتسامته تملىء المكان ،
و مرّة تجد التشاؤم والحزن يُخيّم عليه فاقداً الأمل في الحياة يحتاج المعين والمنقذ الذي يقف إلى جانبه،
وكلّ ذلك نتيجة التدفق الهرموني لجسمه، وازدياد إفراز الغدد الصماء في الدم.

إحساس المراهق بالغرور، فشعوره بالقوة التي يمتلكها دفعته للشعور بأنّه أقوى ممن يحيطون به؛
أقوى من الأم و الأب والمدرس، و هذا الأمر له مخاطره ؛
فهو يدفعه للدخول في مشاجراتٍ ومُصادماتٍ يظن أنَّه الأقوى فيها وأنّه الغالب وبدون منازع،
فلا يلبث أن يكتشف عكس ذلك، وأنّه بالغ في تقديره للأمور.

ظهور الانحرافات الأخلاقية والسلوكية المُتطرّفة مع أفراد أسرته؛ كالغضب،
والعناد، وسوء في الطبع، والمشاجرة المستمرّة مع الأخوة.





رد مع اقتباس