02-24-2018, 04:04 PM
|
|
الخاتمة كنت مشتركة بهذه الأسطورة بالفعالية السابقة
لكن لضيق الوقت لم أستطع تنزيلها بالوقت
المناسب. أصدرت حديثاً دار النايا للنشر والدراسات في
سورية رواية تحت عنوان "عيشة القديسة" للروائي
مصطفى الغتيري استلهمها من الأسطورة التي شغلت
الخيال الشعبي المغربي وسارت بأحاديثها الركبان
ليصوغ فكرتها في قالب أدبي، وهي تدور حول
أربعة أشخاص اعتادوا اللقاء في مقهى وهم الأستاذ
سعد والجمركي والممرض ويحيى الموظف بالبلدية،
فيخوضون من خلال أحاديثهم اليومية، في موضوع
عيشة قنديشة، ولإثارة حساسية الخوف والهلع ارتأى
الكاتب أن يكون موعد حديثهم ما بين صلاتي المغرب
والعشاء. وإن كان المتحدثون مثقفون ومتعلمون ولكنهم
ما زالوا يتحدثون عن الوهم القديم الذي كان
يتخذ كغيره من المواضيع الخرافية مطية لهزم
الخصوم لقضاء مآرب في الخفاء والتخفي.
ويسافر بنا الراوي بعد جلسة ما قبل المغرب في فضاء
مظلم باتجاه الشاطئ الصخري حيث هناك تقبع
في مخيال البعض الأرواح الشريرة وعلى رأسها
عيشة قنديشة المغربية. وعلى إثر حادثة سير
لبطل الرواية الأستاذ سعد (وهو في طريقه لممارسة
هواية الصيد ليلا كما العادة) يسرح في عوالم تخيلية
لها علاقة بالزوجة والقنديشة حيث يعيش فترة زمنية
بين الحلم واليقظة والهذيان وارتفاع درجة حرارة
حُماه، ليجد نفسه من جديد بين أحضان الزوجة
والأصدقاء، ويعود لحالته الطبيعية، لكن متوكئاً
على عكازتين حيث يطغى على لاوعيه شبح
عيشة قنديشة من آن لآخر. مما يثير الاستغراب وجود أساطير خرافية مشابهة لأسطورة عيشة قنديشة في تراث شعوب أخرى مثل أسطورة أم الدويس في الخليج العربي وأسطورة ذات الفم الممزق في اليابان وأسطورة النداهة في مصر ولعل القاسم المشترك فيما بينها جميعاً هو تلاقي عدد من القواسم المشتركة، مثل عنصر الإغواء الأنثوي وعنصر الرغبة في القتل وعنصر المكان الذي يكون عادة نائياً وخالياً.
|
__________________
شكرا لكِ يُونا . على الطقم الأكثر من رائع |