الموضوع
:
واحـــــــــــة عمـــــــــــــــر
عرض مشاركة واحدة
#
21
02-27-2018, 10:22 AM
عمر عيسى محمد أحمد
دعـــوة الجـــن في وادي الشياطيــــن !!
بسم الله الرحمن الرحيم
دعـــوة الجـــن في وادي الشياطيــــن
!!
واقع الأحوال أبى أن يرتدي ثياب المعقول والممكن .. وقد تعاظمت مشقة الحياة .. وحينها هرب العقل بعيداً ليلتمس دربا في الخيال .. وتلك نافذة تبرر الكثير من الأقوال والأفعال !.. وهنا ما زال القائل يردد الحدث .. وقوله يفقد الأثر والانفعال .. وتلك كلماته ترحل عبر العدم في لمحة البصر .. وتختفي قبل التواجد في الوجود !.. كالنقش فوق صفحة البحر بمداد الماء .. وكالإشارة في الظلام الدامس في حضرة الأكفاء .. لوحة مبهمة المعالم والتفاصيل .. الراسم لها مجرد فكرة عبثية المقام .. وفوضوية الاحتشام .. والصفحة لها مجرد بساط من البراءة الضالة !.. والحدث كأنه لم يحدث في لحظة من اللحظات !.. إشارات تؤكد أن القائل يشتكي الخلل في العقل .. وتلميحاته مبهمة نكرة تفتقد الحيثيات .. كما أن السامع للحدث هو أطرش بدوره وأبكم ولا ينتقي الكلمات !.. والأمر برمته يماثل خداع السراب زيفاً .. ذلك السراب الذي يخدع الأنظار بهياكل الأنهار والبحار والأشجار !.. وفي عمق السراب نشاهد كذلك هياكل الأنعام والجمال والحمير والبغال والأبقار.. والذي يلاحق السراب لا يلتقي بالواقع أبد الدهور !.. وشخصيات السراب أوهام تبكي لعدم الحقيقة .. والمحصلة مجرد نعيق في وديان الخراب .. ومجرد صيحات من الهراء تنتهي بأهلها عند عنابر المصحات .. ورغم كل ذلك فلا بد للقصة أن تروى في يوم من الأيام .. وأن يواصل القائل تلك الترهات .. ويقول ما يقول .. جلس عابساً متجهماً وقال : عجبا لقد حضرت بالأمس حفلة رقص وزفاف وعجاج .. كانت الناس فيها كالنمل في التعداد .. تمازجت فيها ألوان القزح بقدر يدهش الألباب !.. والأحضان كانت لا تخلو من رفقة تمثل الحسان والأحباب !.. كنا سكارى نتمايل رقصا بغير خمر أو شراب !.. وقد دامت الأفراح لساعات وساعات قبل أن تغلق الأبواب بحجة الضباب .. لقد أتى الآتون للحفلة ركباناً ورجالاً من كل الجهات .. وتغنى المنشدون فيها بكل ألوان النغمات .. ورقص الراقصون فيها بكل أشكال الرقصات .. وقد جرى فيها الكثير والكثير من المفاجآت .. لقد رأيت في الحفلة فلانا وفلاناً.. وبالقرب منهما رأيت العديد من أصحاب الهيلمان والصولجان .. وكذا رأيت في الحفلة الحسناء ست البنات .. والمفاجأة الكبرى تمثلت حين رأيت دبلة الخطوبة في أنامل تلك التي تقول عنها الشائعات .. كانت تتفاخر تيهاً ودلالاَ وهي ترقص بين الراقصات .. وتشير بالدبلة وتلوح بها للناظرين لها من كل الجهات .. وكأنها تريد أن تكتم أنفاس الشامتين والشامتات !.. وتخرس ألسن القائلين والقائلات !.. لقد التقى الكل في أحضان تلك الليلة العجيبة البهية الراقصة .. وكانت لحظات هناء وبهاء نادرة الحدث في الأوقات والأزمان .. والحفلة قد خليت من كل ألوان البكاء والأنات .. وتلاشت فيها علامات الدموع في الأحداق .. كما رحلت عنها علامات الانزعاج في الوجوه والوجدان .. توحدت فيها هيمنة السعادة التي غمرت القلوب .. وحينها تمايل الجميع رقصاً في انسجام ينفي أي لون من ألوان الشقاء .
...........
وضعوا الكفوف فوق جبين الحاكي المنتشي .. وتأـكدوا من مقدار الحمى ودرجة الحرارة .. ثم قالوا له : ( تمهل قليلاً يا ذلك الحالم الثرثار ) .. وقل ( بسم الله ) وأمسك قليلاً عن ذلك الكلام .. ثم عليك تلاوة آيات من القرآن الكريم .. لقد نالك الجن بمس عظيم .. حين وجهوا لك الدعوة ليلة الأمس لتكون في حفلة الرقص التي يقيمها الجن في وادي الشياطين .. ليلة أقامها الجن تكريما لك .. وقد أزالوا الحجاب عنك لتكون في زمرة الراقصين .. لقد اختاروك على علم لأنهم يدركون مقدار الضعف في قلبك .. كما يدركون مقدار الهيام في جوفك .. ولو أنك تمعنت جيداً في وجوه الراقصين من حولك لرأيت ملامح تجلب العجب .. وتلك أقنعة الزيف تغطي وجوه الشياطين .. وهي وجوه تماثل في جوهرها هياكل الأشباح والأراجيز !.. كما أنك لو تعمقت جيدا ونظرت في أقدام الراقصين من حولك لوجدت للأقدام أظلافاً تشبه أظلاف البغال والحمير !.. وتلك سيقان تغطيها أوبار كأوبار البعير !.. وفي حينها لو قلت ( بسم الله ) لاختفى الكل من حولك في لمح البصر .. ثم لوجدت نفسك ترقص وحيدا في خراب وفي أحضانك جيفة للحمير !,, وتلك القصة لا ترويها أبداً لأنها لا تجاري عقول العاقلين!.. ولا تطابق المنطق السليم .. أما فلان وفلان فقد ماتوا من قبل عشرات السنين !.. وتلك ست البنات أنت أدرى بأمرها حين دفنتها بيدك في مقابر الصالحين !!.. وحينها كنت تبكي وقد فارقتك شريكة الحياة إلى الأبد في جملة الراحلين !.. أما تلك التي تقول عنها الشائعات فقد تزوجت في حينها قبل سنين وسنين .. ولديها اليوم عدد من الأحفاد والبنين !.. فكيف تقول رأيتها في الحفل بالأمس وهي تتبجح بالدبلة وقد مات عنها الزوج من قبل سنين ؟.. وهي الآن أرملة تسافر في العمر المديد .. تجهل الفرق بين الخنصر والبنصر كما تجهل عدد البنات والبنين !! .. ورغم تلك القصة التي ترويها فإن العالم يعذرك ويحسدك يا مجنون يا شقي .. لأنك محظوظ وقد تلقيت كرت الدعوة من عالم الجن والشياطين .. في الوقت الذي فيه يعيش عالم الإنس في الحروب والدمار والقتال والشقاق والحقد الدفين .
التعديل الأخير تم بواسطة عمر عيسى محمد أحمد ; 02-27-2018 الساعة
11:21 AM
عمر عيسى محمد أحمد
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عمر عيسى محمد أحمد
البحث عن المشاركات التي كتبها عمر عيسى محمد أحمد