عرض مشاركة واحدة
  #182  
قديم 03-03-2018, 02:15 AM
 
ذهبي









أمَل في الحصول على شَيء أَو في حدوث أمر مُرتَجَى
هذا هو معنى الانتظار الذي يبغضه غالبية الناس , بينما لو بحثوا في طياته فلربما كانَ خيراً ..

ما لذي يدفع البشر للاستعجال ونحنُ كثيراً ما سمعنا بأن في كل تأخيره هي خيرٌ لنا قد يظهرُ أثرها قريباً أو بعد زمن طويل .
ما المهم فيه هو أن الأمل المتعلق بتلك الكلمة إما أن يبقى ثابتاً أو قد ينقطع
ولكن حذاري فإن كان مهزوزاً فإنه سيختفي بالتدريج وننسى كل شيء عنه.
جميعنا ذقنا طعم الترقب المرّ .. وحلّوه ما إن تحينَ جائزته ...

فلماذا لا ندعُ الزمنَ يُسيرُ أيامنا ونرضى بحكمِ ما يحدثُ في طياتها وإن طالَ ما نريده ونتمناه !؟ .

•••

ملامحُ البشاشة كانت ملازمة لها وهي ترتقبُ مجيئه وظهوره من خلفِ الباب .
ولكن طالَ الانتظار وكانت نتيجته بأنْ ذبلتْ الحماسة في عينيّ الصغيرين فبدت معدتهم تُقرص من الجوع .

بعد طولِ ترقبْ فتحَ الباب ،
خفقَ قلبها النابضُ سعادةً وأسرعت في خطاها وابتسامة حبّ احتلت مكانها بينَ شفتيها .
ولكن خاب ظنها ما إن رأت مقدمَ غيره ! ..
تبدلت بشاشتها إلى حزن قاتم وبدت تصدق إحساس قلبها بعدمِ حضوره رغم أنه وعدها بمجيئه الليلة مبكراً .

لاحظ القادمُ الجو الكئيب الذي كانَ يعشعشُ في الأرجاء والذي كان مصدرُ انبثاقه هو ميدوري التي انعقدَ حاجبيها وهي تنظرُ له بخيبة أمل حتى أنه أُلْجِمَ عن إلقاء التحية .
سارع مستفسراً ليعلم سبب ما يحدث .. فالصغيرين اكتفيا بتحيته من أماكنهما بابتسامة على غيرِ المعتاد بينما بدأ ظهور الفتورِعلى وجهيهما والنعاس الذي أخذ يستوطنُ أعينهما .
ـ ما لذي يحدثُ هنا !؟ .

استفاقت من حزن قلبها على آخر أمل كانت تريده في ظهوره ، اقتربت وقد أخفت تقاسيم ما تشعر به بستار الابتسامة .
ـ مرحباً إيفان .. لقد تأخرت في المجيء .
لم يطمئن قلبُه لجملتها ، كل ما يراه أنها تبدوا شاردة الذهن وكأن هناك ما يأكل إحساسها بالواقع .. فمنذُ متى هو يأتي إليها بخبرٍ مسبق ؟! .
وضع يده على كتفها علهُ يعيدُ إليها حاضرها .
ـ .. بل أنتِ من تأخرت انظري كم الساعة الآن .

اكتفت لين الصغيرة من اللعب وبدأ التعب يسري في جسدها بعد وقتٍ استنفذت فيه جميعُ مرحهها ، كذلك الحال مع توأمهما الذي أخذ يتهادى بالفعل وهو يرمشُ بعينيه .

ـ إني أشعر بالجوع والنعاس .
نطقت بها وهي تضعُ يدها الصغيرة على معدتها ، تنظر إليه بأعينها التي تحاربُ بها النوم .. تريدُ إجابة إما أن تنام أو تأكل ؟! .
ضاقت عينيه ما إن سمعَ ما قالته.. فهل يعقل أنهما باتا الليل جائعين بطوله .
استطاع أن يلحق لير الذي كادت رأسه تلامس الأرض بعد أن ابتلعه النعاس , حمله بذراعه واليد الأخرى أمسك بها يد أخته وسارَ بهما نحو طاولة الطعام.
أجلسهما بقربه وبدأت يداه تبعد الأغطية التي تخفيّ أنواعَ الأطعمة المطبوخة , رأى أصنافه المتنوعة و التي بردت بالفعل وسَكنَ مظهرها
شعورٌ بالحزن غمر قلبه عليها خصوصاً على جملتها بأنها جائعة .. فهتفَ قائلاً لها .
ـ عزيزتي لنأكل الآن .. كان يجبُ عليك البدء بتناول الطعام .
في خضم نعاسها الشديد أومأت برأسها نافية هامسة بصوتِ يكاد النوم يبتلعه .
ـ إننا ننتظر أخي رولند .. لقد وعدنا بالمجيء هذه الليلة لتناولِ العشاء .
التفت سريعاً بغضب طفيف نحوها حيثُ لا زالت في مكانها ساكنة شاردة وعيناها معلقة على الباب .. وكأنما هي بالفعل تعرفُ أنه لن يأتي .

ـ ما لذي دهاكِ كيفِ لك أن تنسي الطفلين !! .

قالها معاتباً وهو يحمل ملعقة ليغرف بها الطعام ويقربها من فم لين ..
ولكن قد أغمضت عينيها بالفعل وغطست في عالم النوم كما الحال مع أخيها الذي سبقها بأنْ نامَ على جذعه .

تنهيدة عميقة أخرجها وهو مستاء للوضعِ الذي يخيم .. لقد علم أن في الأمر شيئاً ,
ما كان يريد المجيء ولكن رؤيته للأنوار المضاءة في شقتها من الأسفل جعله يدخل الشك إلى قلبه .
استقام واقفاً وحمل الطفلين على ذراعيه .. دخل إلى الغرفة التي بقربه ووضعهما على سريرها وهو يشعرُ بالاستياء من أجلهم .

عاد إلى حيثُ التائهة في دوامة الترقب والذي لم يرها على هذا الشكل من قبل منذ زمن ..
فقط كل ليلة عندما تنتظرُ رولند الصغير قربَ عتبة الباب .. للمجيء عندما يغيبُ عنهم .

أمسك بيدها حتى يلتقطها من الحالة التي فيها .. أحست به وعادت إلى شعورها، أرادت أن تنطق ولكنه اصطحابها إلى حيثُ الأريكة وأجلسها عليها وجعلها مقابلة لها .
نظرَ إلى عينيها وقالَ بهدوء ولطف شديد وهو يضعُ كلتا يديه على وجنتيها لتستيقظ جميع حواسها وتنتبهَ لما يقوله .

ـ ميدوري إننا بمنتصفِ الليل .. لما لم تأكلي العشاء مع التوأمين أو تجعليهما يتناولان الطعام .. سقطا من غير شعور في النوم وهما جائعين .


اتسعت عيناها في ذهول وكأنها للتو عادت إلى واقعها .. وقفت مسرعة وقد غزاها شعورٌ بالذنب وهي لا تصدق مرور الوقت سريعا .
ـ يا إلهي .. أنا حقاً لم أشعر بذلك .
هتفت بها وهي تستقيم واقفة تريدُ السيرَ حتى تنظر إليهما لكنه أمسكها موقفاُ إياها .
ـ لقد ناما .., ولكنك ستكونين مسؤولة عن إيقاظهما وصنع إفطار لذيذ لهما تعويضاً على عشاء اليوم الذي لم يذوقا منه .

وضعت يدها على رأسها وأحست بتأنيب الضمير الذي أخذ يغزو قلبها فما إن نُلتهم بواسطة ما يشغل دواخلنا حتى ننسى للحظة الوقت والزمان الذي نحن فيه .
ـ كانَ علي أن أكون مدركة .. أنا آسفه .
ابتسامة ضاحكة ارتسمت على شفتيه وهو يتجه نحو مائدة الطعام التي لم يمسها أحد .
- من حسنِ الحظ أني أشعر بقرصة جوعٍ خفيفة لذا لنأكل سوية .
تبعت خطواته لتجلسَ أمامه نطقت وهي تمدّ يدها نحو أطباق الطعام لتأخذها وتأنيبُ الضمير لا زال يلازمها .
ـ سأقوم بإعادة تسخينها لقد بردت .

نهاها بابتسامة جميلة .. فيكفيه شعوره بلذاذته ولا يفرقُ عنده إن كان بارداً أو ساخناً لقد اعتاد منذُ فترة على ذلك حيثُ أيامَ الغربة منذُ أن قرر الإبتعاد وافترقَ عنهما .
رضخت له .. وعقلها لا زال شبه شارد مما دعاها للسؤال والفضول ينهشها عن الغائب الذي لم يظهر بعد .
ـ إنني قلقة .. لقد وعدني بالمجيء.. ولكنه لم يأتي .

أخذ يملأ فمه بطيباتِ الطعام التي أمامه وهو حزين على التوأمين اللذين لم يتذوقا شيء منه ..
سمعَ جملتها فنطق مجيباً إياها بكل صدق حتى لا تعلقَ نفسها أكثر .
ـ إما أن يكون في العمل أو أن سيد القصر الذي يعمل لديه قد عاد ضعي كل الاحتمالات .

ضاقَ صدرها ما إن سمعت إجابته التي لم ترق لها و تابع تناول طعامه بصمت يحملُ بداخله خبايا عميقة .
فماذا سيحدث لو انه لم ينتبه للإنارة المضاءة لبقيت ساهرة طول الليل ..
أوليستْ معتادة على غيابه ؟!
ألم تخبره أنه دائما ما يعمل ويجهد نفسه وكأنما هوَ في امتحانَ ! ، أليسَ هو نفسه من قَبَلَ بعمله ذاك !؟ .

استقام واقفاً وهو يرفعُ أطباق الطعام وقد شعر فجأة بعدمِ الرغبة في الأكل .
ـ اخلدي للنوم لقد تأخرت كثيراً .. أشكّ في أنّ ثلاثتكم لن يستيقظ صباحا .. سأقوم بتنظيف المكان لذا اسرعي لعلك تحظين ببعضِ الطاقة الكافية للغد .

تنهدت بيأس وعدم الرضى عن الواقع التيّ هيّ فيه ، فهل الحياة دائما هكذا قاسية معها لا ترحمُ عواطفَ قلبها ولا رغبتها الشديدة في القرب منه ! ،
هي بفضله تعيشُ أيامها الرغيدة هذه .. هوَ من رسمَ لها دربها .
.. حثّت قدميها على السير لتلجأ إلى النوم و تهربُ من حقيقة ما تفكر به ..
فإن لم تجده في الصباح فحتماً قد عاد وانتهت زياراته لهم .

أسقطت نفسها على الأريكة فإن نامت بالداخل فلربما لن تتمكن من الاستيقاظ, ثواني قليلة حتى ابتلعها النوم أيضاً ..
فقد كانت متعبة من كثرة الانتظار والسهر إلى هذا الوقت بالإضافة إلى كمّ الأفكار والتساؤلات التي أغدقتْ على قلبها وعقلها ..
ومالم يلاحظه إيفان هو تلك الدمعة التي انسابت من تحتِ جفنيها المغمضة وكأنما كانت حبيسة منذُ فترة .

بكل روية قام بترتيب المكان , فرزنَ بقية الطعام الكثير في الثلاجة فرميه سيعتبر هدرا ، أتمّ واجبه ..
وقرر النوم هوَ أيضاً داخل الغرفة التي يوجد بها التوأمين ..
على الأقل سيستيقظُ باكراً حتى يعدَّ الإفطار لهم ويجهزهما ..
فهو لن يثقَ بميدوري التي هي آخر من يستيقظ ! .

ـــــــ

في قصر ماليان .

انتهت الحفلة المبهرجة التي أقامتها أليسا بمناسبة عودته .. كما هي عادتها دائماً وأبداً ..
فمنذُ أن أراد أن يضع قدمه على أرضية قصره حتى أقبلت إليه تجره بابتسامة سعيدة متحمدةً الله على عودته و تزف إليه خبر مفاجئتها حيثُ الوليمة التي أعدتها من أجله وحفلة استقبالِ لمجيئه فكانت النتيجة فوضى عارمة في جميعِ أرجاء القصر .

لم تفكر للحظة أنّه عائد من رحلة عمل وأنّه ضغط على نفسه حتى ينجز العمل في وقت ضيق لكِ يعودا سريعاً للاطمئنان على حالة أخيها .
لم تلاحظ علامات السهر في عينيه ولا تقاسيم الإرهاق على وجهه .. بل بالعكس تماماً خلقت فوضى عارمة وصداعاً رهيباً أخذ يسكن في رأسه .

ناوله قرص دواء حتى يخفَ ألم رأسه .. كان مستلقِ على سريره في إرهاق تام .. فلم تغادر إلا قبل قليل وبشقِ الأنفس حتى أنها رفضت العودة ..
لم تفلح محاولات بيْن في جعلها تعود ولم يقنعها سوى والدها الذي جاء معتذراً.. فهوَ يعلم مقدار التعب والجهد الذي بذله معه .. فغادرت بوجه عبوس حزين ! .

ابتلعَه وهو يأملُ أن يجعله ينام بأريحية .. وناوله كأسَ ماء بارد عله يقوم بإذابة الإرهاق الذي يشعر به .
كان هادئاً على غير العادة فهو لم يصرخ على أحدهم وهذا اعتيادي.. فأول يوم يأتي فيه من سفر تكون حالته هكذا تماماً بسببِها .

شعرَ بالحزن عليه وهو يراه يدلك جبينه بإصبعه محاولاً إبعاد ما يُلمّ به مما جعله يقولُ للمرة المليون عله يستمعُ له ويعملَ بنصيحته .
ـ لماذا لا تخبرها !؟ يجبُ عليكَ سرد مالا يعجبك في تصرفاتها .. هي لم تعد طفلة لقد أصحبت فتاة يافعة ولم يتبق سوى بضعه أشهر على إعلان خطبتكما رسمياً .
فتح عينيه بسخط شديد ونظرَ إليه بحده هو حقاُ ليسَ بمزاجِ جيد ليرد عليه لذا اكتفى بكلمة واحدة .
ـ اخرس ... .

تنهد بعمق كبير فمنذُ متى يصغي إليه ! ، هوَ لن يستمع له أبداً حتى تقعَ مشكلة كبيرة وستكون تلك الفتاة المدللة هي السبب .
خرجَ بنفاذ صبر هو حقاً منزعج فكل ما قاله صحيح ... لينظرَ أولاً إلى نتاجَ ما تفعله هي لا تفكر مطلقاَ في الخطوة قبل أن تتخذها .
إن محبة الغيرِ في قلوبنا قد تجعلنا نتغاضى عما يفعلونه ولو كانَ بحسابِ ما يضرنا ولا ينفعنَا ولكنْ إن زادَ الأمر عن حدّه فقد يؤثرَ يوماً على هذه العلاقة .
لطالما كانَ التفاهمُ والتناغم مصدراً لبقاء أي علاقة .. سواءً كانت في بحرِ الحبَ أو عمق الصداقة ,
وأجلّ ما فيه هوَ الصدقُ فيما نقوله ونعبر عنه بدونِ تجريحِ أو إيذاء .

أوليسَ التغاضي عن أخطاء الغير على حسابِ أنفسنا قد يولدُ علاقةَ رسمية مبنية على الاحترام فقط لا غير خاصة وإن كان قريبا !.
قد يدفعُ بكل الحب إلى الحضيض والعمق المظلم حتى يختفي بالتدريج .
وياليتَه يفهمُ كل ذلك ويحاولُ مخاطبتها على الأقل ..

تناسى الأمر ما إن لمح ذلك الشاب ينظفُ مع زملائه بقايا الفوضى بعد أن خرجَ من غرفة سيده الصغير ...
اقترب منه وقد اشتاق له بالفعل فقد أصبح فرداً منهم كأخِ وليسَ زميل عمل فقط , لم يكن لديه الوقت الكافي لتبادل الكلام معه منذُ أن جاء لذا بادرَ إليه قائلاُ .
ـ أهلاً بعودتك .
أحس بتلك اليد التي تمسك كفته وعرف مصدر ذلك الصوت حيثُ كبيرُ الخدم , التفت إليه بلطف مجيباً إياه .
ـ مرحباً .
لاحظ جرحه الذي أصيبَ به والذي لا زالَ يلتئم .. فنطق بقلق وهو ينظرُ إليه .
ـ هل كنتَ بخير !؟ .
وكأنما أصبحَ هوّ الأب لجميعهم يشتاقُ لغيابِ أحدهم .. ويقلقُ إن رأى أمارات التعبِ والإرهاق ..
يحبُ مشاركة الحديث معهم , تناولِ القهوة والكعك في وقت فراغه مع أي شخصِ منهم .. هم عائلته وأصدقائهم الذي هوَ مصدرُ ثباتهم أمامَ تصرفاتِ سيده الفضه والثقيلة .

خشيَّ قلبه إن كانَ قضى أياماً شاقة .. وكان ذلك إحدى نتائجها لكن إيماءته النافية وهو يغطي عليها بأنامل أصابعه جعلته يطمئن .
ـ.. لقد قضيتُ وقتاً طيباً مع الجميع .
إجابة مبهمة هي ما يتلاقاها منهم .. وكأنما هوَ وصديقه الذي التقى به على شاكلة واحدة .. لا يحبونَ كثرة الكلام ولا التحدثَ فيما يحصلُ لهم .
يرى في خبايا أعينهم قصة غريبة فيها عبيرٌ من الحزن الذي يخيمُ في أرجاءها , يتمنى لو يبوحا له أو يُلقي بكلمة من أعماقِ قلبه حتى يزيلُ الحزن والظلام الذي يغلفُ محيطهما .

ـ كيف هوَ حالُ الآن ؟! .
وصلَ إليه صوته الهادئ الذي يتساءل عن حاله وقد بانت فيه لمحة طفيفة من القلق .. تنهيدة عميقة أطلقها وقد يأسَ منه بالفعل .
ـ ما إن يحصل على الراحة حتى يدبّ النشاط فيه .
اقترب أكثر منه وهمس في أذنيه وهو يعلم ما سيحصل بعد ذلك , وكأنما بفعله ذاك سيحكي قصة رعبِ .
ـ استعد فما إن تعودَ طاقته وقوته فإنه سيقومُ بالمستحيل حتى يعوضَ عن الأيام التي لم يكن فيها موجوداً .
ابتسامة ضاحكة فيها خيبة أمل ارتسمت على شفتيّ شانون بعدما قالَ جملته فهو يرى ميلان كالطفل في تصرفاته وخصوصاً عناده ويا ليته يستمعُ لبعضِ نصائحه ولكن هيهات .

ـ لننتهي من التنظيف سريعاً حتى نحصل على بعض النوم .
هكذا أعلنَ كبيرهم حتى يسرعونَ في وتيرة عملهم , فرفعَ الجميع أيدهم في دلالة على سماعهم إياه وأكملوا ما عليهم ..

كذلك رولند الذي ارتسمت على شفتيه ابتسامة صغيرة لا تكاد تلمح وهو يعودُ للعمل .. فهوَ حقاُ مخلصٌ في عمله وهوَ الأنسب تماماً لقيادتهم .
ولكن مالم يعلمهُ وسوفَ يجربه هوَ كيفَ سيتصرفُ ميلان غداً ،
هل سيبقى مثل روتينه السابق أم ستزداد المشكلات والخصامات !؟ .
هل ستحمل الأيام المقبلة أحداثاً سيستطيعُ كلاهما التصادم بما يجولُ في دواخلهم ؟!

عندما يحينُ ذلك ستنبلجُ مشاعرَ مختلفة كانت مطويةً بعمق الذكريات وستفتحُ جروحٌ كان لا بدّ لها أن تلتئم قبل أن تختزنَ بعيداً .

[/CENTER]

نهاية الفصل العشرون .
رد مع اقتباس