مرَت ثلاث فُصول على بِنائهم لذلكَ الكوخ الخَشَبي في تلكَ الغابة، كان كملجأهم من المَلل وللدِراسة والإستِعداد لإمتِحان القُبول.
بعدَ تخَرجهم ذهب آكورا إلى جامعة طوكيو ليَدرس هناك!
ويوي لديها مشروع في المدينة وقد غادرت مُنذ شهر!
أما إيمي فهي أكثَرهم إنشغالًا فبالإضافة لدراستها هي من ينفق على والدتها وشقيقتيها!
الوحيدانِ اللذان كان بإمكانهما الإجتماع لم يتقابلا منذُ ثلاثة أسابيع، على عكس كثرة محادثاتِهما!
دخلت ساتو إلى ممسكةً بحقيبتها: مضى أسبوعان على آخر زيارة، لقد نَقصت الأشياء هنا!
كان الكوخ يضم خزانة وثَلاجة بالإضافة لأريكة أمامها طاولة خَشبية وتلفاز!
جلست على الأريكةِ وفتَحت هاتفها، ضغطت عدة أزرار حتى دخلت المفكرة تتأمل آخر ما حَفظته..
"حسنًا لنلتَقي غدًا في الكوخِ، الساعة السادسة تمامًا!"
نظرَتْ إلى زاوية الشاشة حيثُ كتب 5:56
نبست بحماس
"بقيَّ 4 دقائق، سيد المواعيد لن يتأخر دقيقة"
تحولت الستة إلى سبعة ثم ثمانية، لم تكد تصبح تسعة حتى فَتحَ الباب.
رفعت رأسها بلهفة تتأمل القادم، إبتسمت لرؤية خصلات شعره المصبوغة بالأشقر قد طالت وغطت جبهته كلها!
جذب نظرها الوشاح الأحمر الذي يلف عنقه وينافس وجهه بلونه!
تمتمت بسخرية
"أحمق من لا يزال يرتدي الصوف هذه الأيام، لقد أصبح الجو دافئًا وولى البرد!"
تمتم بضجر
"لم أشئ القدوم بدونها، فهي منكِ على كلِ حال"
إبتسمت بسخرية تطرد توترها
"ليس عليك لفها إذًا، أم أنكَ تشعر بالبرد؛ هل تود مني أن أوقدً لكَ المدفأة!"
رفع حاجبهُ يتحداها
"إن وجدتيها! لقد أعدتها للمنزل منذُ أسبوع لأنها لم تعد ذاتَ فائدة هنا!"
تقدمت بضجر بعد أن رمت حقيبتها والهاتف على الأريكة
"لا تكن جادًا هكذا؛ فهذا ممل!"
أمسكت بالوشاح ولفته عن عنقه، لم تنتهي قبل أن تنتبه أنه ينظر إليها، إلى عينيها!
إبتعدت بتوتر هاتفة
"لست طفلًا، إخلعه بنفسكَ"
رفعَ حاجبه يفكر، ثم قال
"متى طلبت منكِ خلعه!"
صمتت لثوان فيما هم يبعده عن عنقه! تمتمت بهدوء قاطعة الصمتَ بجراة
"أنا فقط أردت إسترجاعه حتى أحصل على هديتي التي إنتظرتها شهرين!"
تقدم منها ولف الوشاح على رأسها مغطيًا وجهها! قال بسخرية
"سيساعد على إخفاء وجهكِ المتوتر!"
رفعت يدها بضجرٍ لتبعد الوشاحَ عن وجهها ولكنه أمسكها قائلًا
"إنتظري لحظة!"
توقفت وكفها على الوشاح،
أخرج من جيب سترته علبه حمراء! فتحها ليظهر الخاتم المتربع في وسطها والذي يتقدمه ألماسة صغيرة!
أمسك بيدها ودسه في بنصرها متمتمًا بنوعٍ من الإحراج
"إن قبلتِ ستكون هذه هديتكِ الثانية لي هذه السنة! وإن لم تكوني مستعدة أو ما شابه فإعتبريه هدية الكريسمس التي ضاعت!"
صمت دوى في الكوخ لدقيقة، تمتم بسخرية مخترقًا الصمت
"آه يمكنكِ إبعاد الوشاع عن وجهكِ!"
تمتمت مترددة
"وجهي أسوء من قبل!"
عاد الصمت يتجول بينهما فيما يعيشان حالة صخبٍ داخلية
أحدهما متوتر لا يدري كيف يرد والآخر قلق ومرتبكُ وربما خائف!
بلعت ريقها وسحبت يدها من يده فيما تركها بسرعة متمتمًا
"آسف!"
رفعت يدها وأبعدت طرف الوشاح عن عينها اليمنى تنظر إلى الخاتَم، بهدوء وتلعثم قالت
"إسمع هدية الكريسمس ستكون معي خلالَ هذا الأسبوع وإلا لن أتحدث معكَ لأسبوع! ما بكَ بقي 10 أشهر للسنة القادمة أتفكر بجمع هديتين بواحدة"
إبتسم بسعادة وحماس
"غدًا أعدكِ"
أبعدت عينها عن الخاتم ترمقه بشك ليقول مغيرًا الموضوع
"إكتبي رواية تحتوي على نهاية كهذه"
تمتمت بملل
"أتغير الموضوع!"
هتف نافيًا
"أبدًا"
إبتسمت وأردفت
"إن كتبت رواية بموقف كهذا لن تكون النهاية بل البداية"
إبتسم إبتسامة هادئة وأومأ موافقَا.
.
•إنتَهى.