عيون العرب - ملتقى العالم العربي - عرض مشاركة واحدة

**اميرة نوتيلا** · #1 04-01-2018, 04:05 AM

موفقة

لون

....

مثل اي يوم عادي ，خرجت من المدرسة بضجر وكيف ﻻ وامامي سبعون واجبا ﻻحله，طول طريقي اشتم في تلك الشمطاء المتسلطة انحن ربوتات..!!!，استوقفتني تلك اليد التي شدت على قميصي，تحركت عيناي نحو ذلك الصغير ，انتبهت انه مد يده طالبا بعض المقرمشات الي تبدو واضحة في حقيبتي，تنهدتي وجلست على ركبتاي ﻻكون بطوله，اخرجت كيس المقرمشات واعطيته ياه，عندما سألته عند منزله اشار بانامله الي تلك الشجرة الي تغطيها بعض قطع الاخشاب，حاولت اخفاء اندهاشي واوصلته الى منزله ووعدته بأن اعود غدا بكيس اخر..
كعادتي الهوجاء تاخرت من المدرسة，حسنا ﻻ بأس بالذهاب لمقابلته اوﻻ，على كل حال فالحصة الاولى مع الشمطاء وبالتأكيد ستطردني，عندما اقتربت من تلك الشجر ，سمعت صرخات مستغيثة，رأيت طفلي الصغير يتعرض للضرب من قبل ذلك الطاغوت الذي من المفترض ان يكون والده，وﻻ شعوريا تحركت قدماي محاولة انقاذه بسرعة，عانقته بشدة وانا احمله，كنت احاول ادخاله داخل اضلعي ليكون بأمان，تمتم الرجل بكلمات غريبة لم اكن افهم منها شئ，ربما بسبب غضبه او لخوفي او ربما لانها لغة غير لغتي وحسب，ب
لسبب ما رمى تلك العصا بقربي وخرج غاضبأ，ارخيت جسدي اخيرا وسرعان ما خرجت تلك المرأة خائفة，جاءت بسرعة لتحتضن طفلها فلذة كبدها，استأذنت منها بعد ان اعتذرت عما بدر مني وباطبع لم انسى اعطائه كيس المقرمشات..
اصبحت رؤيتي له روتيني اليومي ，تطورت علاقتي معه واصبحت احضر له بعض الكتب التعليمية واعلمه ，حسنا لم اتوقع يوما ان اكون مكان الشمطاء تلك ولكن تعلميه ﻻمر ممتع，اصبحت احفظ جدول والده واتي عندما يخرج ，مرت سنوات كثر وكانت هذي سنتي اللخير هنا فالثانوية سادرسها بمدرسة اخرى，ودعت صغيري بعد ان جعلته يعدني بأنه سيدرس جيدا ，وبعد انتهائي من عامي الاول ，تم دعوتنا لحضور حفل تكريم بالمدرسة القديمة سيتم تكريمنا فيه والطلاب الجدد，لم افوت فرصة كهذه لمقابلة اصدقائي，طول الحفل كنا نضحك ونمرح，شعرت بتلك اليد تمسكني من فستاني，يبدو الامر مألوف للغاية，نظرت له فأذا هو طفلي الصغير ，لقد كبر فعلا!!!
رأيت والدته خلفه التي ابتسمت لي بأمتنان，بادلتها الابتسامة واستاذنت من اصدقائي لاتحدث معها，اخبرتني بأن زوجها قد توفي بسبب شربه الكثير وانها كرثت حياتها لتعليم ولدها بعد ان ﻻحظت حبه للكتب，قد تم قبوله هنا لذكائه الشديد，سعدت فعلا بما سمعت ，طفل الشجرة ذاك اصبح افضل بكثير..!!ابتسمت لها وهنائتها على خطوتها ولم انسى امنياتي له بالتفوق الدائم，وللاسف كان الحفل قد اعلن انتهائه ，استأذنت منها الخروج وركبت سيارة والدي بسرعة，مررنا بقرب تلك الشجرة الجميلة ساعترف قد احببتها جدا ，ترى كيف سيكون حال طفل الشجرة في المستقبل؟؟

[/I][/QUOTE]