[align=center][tabletext="width:900px;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2018/04/06/18/210650847.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]
الفصل الثاني والعشرين : مفاجأة !
في مكان آخر :
" كارلا إلى أين تقودني ؟"
" اهدأ يا ويل .. فالصور أبلغ من الكلام"
سارا إلى طريق مختصر يقود لذات المكان الذي أراده كارلا ..
ثم وقف فجأة ونظر لويل فاستفسر ويل :
" ماذا ؟ .. هل وصلنا ؟"
"أجل"
" وأين ذلك المكان والرجل الذي تقصده ؟! "
" إنه نصب عينيك مباشرةً "
"هذا المحل ؟! ..محلٍ لنحت الأخشاب ؟! "
فكر قليلا ثم تذكر شيئاً آخر مهم فأردف :
" أوليس هذا نفسه هو عنوان ليث الذي منحته لي سابقاً "
" بالضبط ! ذاكرتك قوية .. هيا سِر للداخل ! "
" لا لن أدخل ،لاشك أنها إحدى مُزْحك السخيفة! "
رد كارلا بصوتٍ حازم وجاد :
"وهل أبدو لك كذلك الآن .. هيا ؟"
"مهلاً.. ما الذي تريده من ناحت ؟"
"ويل ! لماذا تطرح الكثير من الأسئلة اليوم ؟
سِـر للداخل وستعرف كل شيء بنفسك! "
كان كارلا على النقيض منذ آخر مرة قدم فيها لماركو .. في مظهره الحقيقي
إلى جانب تلك الرفقة السيئة الملتفة حوله ورهن إشارته ، جعلت
العم يرتاب بشأنهم ، إلا أنه تصرف معهم كزبائن بلطف
"مرحبا هل أساعدكم بشيء ؟"
رد كارلا بحمــاس :
"بالطبع ماركو .. ستساعدنا كثيراً جداً"
جفل ماركو وقطب جبينه فعلم كارلا ما يدور في ذهنه فأردف :
" أنـا أعرفك ماركو ، ولكنك لا تعرفني"
" و كيف ذلك ؟ ، أنـا دائماً ما أتذكر زبائني "
" عجباً ! إلا أنك لا تذكرني .. هذا الوجه "
وأشار بيده لوجهه .. إلا أن العم لم يتمكن من التعرف إليه وألتزم
الصمت فاستمر في محاولاته :
"حسنا .. لقد خيبت ظني لا شك أن تنكري كان مميزاً ..
لينسيك هذاال وجه الجذاب"
" تنكــر ؟! "
" لقد مللت من اللهو! ، فلنوضح الأمور ماركو ، أنا ذلك الرجل
المحترم الذي قابلته منذ فترة قصيره ، إذ طلبت منك صنع تمثالٍ
صغير على شكل ذئب .. أتذكر؟ "
لم يتعرف العم عليه بالرغم من محاولاته ، إلا أنه حسب لكل مشكلةٍ
حلاً فأخرج ورقتهِ الأخيرة التي تميّزه
"لا بأس .. عل هذا التذكار يكون أكثر نفعاً مني "
فطلب من أحد رفاقه أن يسلمه التمثال ..
"ها هو ذا أمامك .. هل تذكرت الآن ؟"
بدت الدهشة على ماركو وهو يقول :
"لا أصدق ذلك ! أنت .. ولكن لماذا ؟! "
"بل صدق فكل شيء ممكن ، أمـا عن السبب، ببساطة من أجل معرفة
معلومة عن شخص ما ..تعرفه أنت معرفة قويـــه "
"ما زلت أسألك لماذا تفعل كل هذا ومنْ أنت ؟"
"أكره هذان السؤالان فلا تطرحهما! .. وأجب على أسئلتي
فحسب دون التساؤل، على كل حال ما علاقتك بالسيدة للتو ؟"
"مجرد زبونه"
" ولكنني لم أر إي تمثال منحوت لديها .. فهل كل زبائنك هكذا ؟"
"إلام تلْمّح سيــد .. "
"كــارلا "
" سيد كارلا"
انتبه ماركو أن الاسم مألوف ..وسرعان ما تذكره
"سؤالي واضح .. ما علاقتك بتلك السيدة ؟"
"ولماذا يشغلك أمرها ؟"
"ماركو إنك تختبر صبري! .. وله حدود كما تعلم"
"إن أجبت على سؤالي .. أجبتك "
" همم ! تعجبني شجاعتك .. فلنقل إذن أن لديّ ذكرى سيئة معها "
قاطعه العم مكملاً حديثه :
"بسبب صديقٍ عزيز"
حدق كارلا مطولاً بالعم قبل أن يجيب :
"شيئاً من هذا القبيل .. والآن أجبني على سؤالي ؟"
"إنها زبونة فحسب.. تعرفت عليها حديثاً وذلك كل ما في الأمر"
"ما علاقتها بليــث ؟"
" ليث ؟! "
"أجل لا تقل بأنك لا تعرفه .. لأنني حينها سأفرغ هذا
المسدس في مقدمة رأسك"
"هل تعتقد أنني أخاف الموت ؟"
" لا .. تبدوا شجاعاً ولكن ليث يهمك بالطبع صحيح؟ "
تدخل ويل بينهما كعقبه :
"كارلا ما الذي تفعله ؟ .. فلتخفـض سلاحك ودعهُ في سبيله"
" إنه المفتاح الأخير .. لن أفرّط فيه"
" لن أدعك تفعلها ! "
"حاول منعي إذن ؟ .. رفاق"
أحاط بويل رفاقه من كل صوب حتى غدا غير قادر على التصرف ..
فانهال عليهم بالضرب عشوائياً ففعلوا الشيء ذاته دفعةٍ واحدة ،
وأستمر الحال إلى أن خارقت قواه للنصف حيث سقط على الأرض
غير قادرٍ على الحركة ، نظر إليه كارلا ساخراً :
" أرأيت .. دائما ما تعصي أوامري في أوقات أكره فيها
المقاطعة .. فهل عدت إلى رشدك ؟"
أجابه ويل وهو يحاول الإفلات من رفاقه :
"ما زلت على قراري لن أسامحك إن قتلته! "
" لأنني قتلت أخاك الآخر من قبل ؟"
ثم وضع الطلقات بالسلاح وأصبح جاهز للإطلاق فصرخ ويل عاجزاً :
"كــــارلـا ... لا! "
حاول ويل التملص من رفاقه ولكن دون فائدة ، كانوا ست ينهالون
عليه بالضرب في آن واحد ،مما صعّب على ويل فرصةٍ للدفاع حتى عن
نفسه جيداً.. بينما صوب كارلا المسدس في وجه ماركو
"إنني أمنحك الفرصة الأخيرة .. أخبرني فقط ما علاقة ليث بتلك المرأة
وأجعلك حُراً طليقاً "
" كأنك ستفي بوعدك ، أعرف أمثالكم ، توعدون ثم تخلفون
وهل يؤتمن خائن قد قتل أعز صديقٍ له من قبل ؟"
بان طيف ابتسامة ساخرة على كارلا وهو يقول :
"أخبرتك بقصتي إذن ، رائع ، عبقريه!، دائما ما تجيد تلفيق التهم "
" لم تقل لي أنك قتلته ، فهي لا تتوقع أنك الفاعل رغم كل
شيء فعلته له ما "
"ولمـاذا تعتقد أنت ذلك ؟"
"لأنك رجلٌ حقود وغيور وأنـاني، أردت أن تكون الوحيد له
في حياته فقتله عندما انشغل عنـك بحياته الخاصة "
وضع كارلا مسدسه تحت ابطه ليصفق للعم مظهراً أعجابه له ،
ثم أعاده إلى يده مرةً أخرى :
"أحسنت .. أنت مثير للاهتمام فوحدك من أجاد وصفي وبدقه"
"وصفك ليس بصعب التخمين"
"سأقول لك وداعاً على ما يبدوا .. صديقي "
"سيبدأ العد التنازلي لموتك .. فور قتلي ! "
"هه! فليتمكن من لمسي منْ تقصده ذلك إن علم بخبرك "
وأطلق كارلا النار غير آبهاً باعتراضات ويل .. وسقط العم ماركو جثةٍ
هامدة على الأرض وتلك الابتسامة لا تفارق وجهه وكأنها تخبره بأنه
سيلاقي حتفه عن قريب ، إلا أنها لم تدهشه بقدر تلك الشهقة التي
خرجت رغماً عن صاحبها خلفه ، فأدار رأسه حباً للاستطلاع فكانت
المفاجأة بانتظاره
[/align][/cell][/tabletext][/align]