[align=center][tabletext="width:900px;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2018/04/06/18/210650847.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]
الفصل الثالث والعشرين : إخراج قاتلٍ محترف
حالما شاهد كارلا مفاجأته هتف عالياً مُستمتعاً بالأمر :
" أوه .. لدينا زائر ، في الوقت المناسب ! "
وكأنما أصيبت جين بشلل في جميع جسدها .. لم تتمكن من الحراك
و تأثير الصدمة ظل مفعولها يقرع عقلها قرعاً قوياً حتى آلمها ذلك
وبجهدٍ جهيد تمكنت من العودة للواقع
"همم ! يبدوا لي أنكِ ما زلت بأرض الخيــال .. يــا رفــاق أمسكا بها"
إلا أن جين تمكنت من الإفلات والهرب فهدر كارلا في رجاله غاضباً :
"الحقـا بها بسرعه ! إيـاكم أن تدعوها تهرب "
أشار بيده لاثنان آخران بجانبه بالتوقف :
"أما أنتما جيرال و كين ابقيا هنا"
نظر أحدهما للأخر بقلق ثم أردف:
"ولكن سيــدي"
قاطعه كارلا معللاً :
" أربعة رجالٍ عار عليهم ألا يتمكنوا من الإمساك بفتاة صغيره ! "
ثم نظر إلى ويل .. الذي فقد الوعي نتيجةً للضرب المبرح
الذي تلقاه فقال :
"قوما بحمل أخي وعودا للملجأ"
" وماذا عنك سيدي ؟"
"سأنتظر بقيتكم لأرى النتائج"
تحرك الرجلان وغادرا المكان ، بينما ظل كارلا قابعاً بمكانه ،
إلى أن عاد رجاله بالفتاة
"جيد .. للحظة كدتم تخيبون ظني .. لنعد للملجأ"
ردوا بصوتٍ واحد في قلق :
"ولكن سيدي .. هنـــاك"
"أعلم .. هو لن يراها بالتأكيد .. فلا تقلقوا"
صرخت جين بغضب والدموع تتساقط من عينيها
"دعوني وشأني ! إنني أكرهكم"
نظرت إلى كارلا نظرة حقد ثم أشارت بأصبعها في وجهه وأكملت :
"وأتمنى لك الموت وبالطريقة نفسها "
حدقت بكارلا مطولاً بعينين متمنيه بهلاكه اليوم قبل الغد ،
إلا أنه زاد من غضبها ببروده :
"لا ألومك على ذلك عزيزتي ، إنني راغب في التخلص
منك أكثر منه الاستفادة"
"لن أفيدك في شيء ! "
"سنرى ذلك"
"لست خائفةٍ منك"
" ولكنك تخافين على والدتك "
سكتت جين ونظرت إليه في خوف:
"أجل ، تعلمين أنني قادر على فعلها ، قد أعجْل بجعلها
التــالية ، ما رأيك ؟"
تجنبت جين النظر في عينيه دون أن تجيب على سؤاله :
"إلا في حالة كنت فتاة لطيفة ومطيعة دون إي فعلٍ أحمق
ومتهور .. الأمر متوقف عليك"
بعد دقائق معدودات .. أصبحوا في الملجأ .. وأمر كارلا رجاله بإدخالها
في غرفة والبقاء لحراستها حتى يطلبها في الغد ،
وحاولت جين كثيراً أن تهرب أثناء مراقبتهم لها ، وفي كل محاولة
تقدم عليها كانت تتلقى ألماً مُصاحباً لفعلتها ، ولأن كارلا أمرهم
بردعها عن الفرار بإي وسليه شرط ألا تقتل ، كان الضرب ثمنها
لتدفعه بالمقابل ،حتى تلقت من الأوجـاع ما يكفي لجعلها جالسه
بمكانٍ واحد ..ومع مرور الوقت هدأ الحال وكفت جين عن إطلاق
المحاولات البائسة في سبيل الحرية ،أن هناك طريقةٍ واحدة قد
تخرجها من المأزق ، إلا أن نسبة تحققها ضئيلة جداً فظلت متيقظة
إلى منتصف الليل ، تتظاهر بالنوم لدى تفقد أحدهم أحوالها حتى
مر وقت طويل لم يعاود أحدهم المراقبة عليها بيد أنها استمرت
على حالتها حتى فجر اليوم التالي للتأكد بأن خطتها قد تنجح .
"لا وقت لدي لأضيعه إمـا النجاح أو النجــاح لا خيار للفشل! "
في مكان آخر حيث المركز :
كان جاك هنري منصباً على كومة من الأوراق المكدسة على
سطح مكتبه ، وبدا في حيرة من الاختيار أيهم يبتدأ بها أولا حتى
سمع طرقاً على الباب خرق تفكيره
"من هنــاك ؟"
"إنــه أنــا"
تعرف جاك على صاحب الصوت بسهولة لأن شخصاً واحداً دائما
ما يجيبه هكذا
"تفضل بالدخول .. ثينو"
دخل عليه ليث وعلامات الامتعاض على وجهه
"آه .. ألن تنسى هذا اللقب البته ؟"
"البته .. سعيداً لرؤيتك .. ظننتك أصبحت رجل عصابات بالفعل لولا
معرفتي الشخصية بك لعزمت أنك واحد منهم بهذه الملابس المخيفة "
"كدت أصبح كذلك لولا وعد قطعته .. بالمناسبة كيف تسير بقية
الأمور هنا ؟"
"على ما يرام بالرغم من عدم وجود شبيه لك للأسف ..
أخبرني بالتفاصيل ؟"
جلس ليث قبالته ثم روى له كل ما يعرفه عن العصابة وغيرها
من العصابات الأخرى وجميع المعلومات التي حصل عليها متجاوزاً
الدقيقة التي تخصه هو ..
"هكذا إذن .. كما توقعت عصابة كارلا لها تأثير مدمر على بقية العصابات
الأخرى إن تمكنا من إيجاد دليلٍ قاطعٍ فقط .. ليث هل سلاحك
الناري يلازمك ؟"
"لا ، أحمل واحداً إلا أنه ملك كارلا .. ويصيبني الغثيان بمجرد لمسه ! "
لم تفت على جاك جملته المليئة بالكراهية إلا أنه تعمد تجاوز
الأمر حتى لا يزعجه
"وأين الآخر .. الرسمي ؟"
" تعلم أنه ليس بحوزتي منذ أرسلت لهذه المهمة .. لأنهم قد
يشكون بأمري"
" آه .. صحيح .. وأين هو الآن ؟"
"بالمنزل"
" اذهب لإحضارهِ إذن .. ثم عد إلى هنـا"
"أهو مهم تواجده ؟"
"أعلم أنك تكره أن تضطر لاستخدامه بيد أنه لأمر ضروري"
"حسنـاً .. أنـا ذاهب"
"توخى الحذر"
غادر ليث المركز في طريقه للمنزل ، وحالما وصل إلى هناك شاهد
جلبة كبيره .. النساء تولول ..وأطفالهم يصيحون ويبكون ،
والرجال يواسون بعضهم بعضا بينما هناك سيارة الشرطة والإسعاف
أمام منزله .. أصابته الحيرة والقلق فحث قدماه على المضي بخطوات
كبيرة ومتسارعة نحو المحل متجاوزاً ذاك الشعور بداخله الذي
ينذره بالسوء .. ولأن الشرطة من أتباعه وبقيادة ماثيو ..
لم يوقفه أحد إلا أنه عندما نظر إلى ماثيو في عينيه، وجده متوتراً
وحائراً وعيناه لا تنظران إليه مباشرةً بل في الاتجاه المعاكس ،
كأنها تطالبه بعدم الاستفسار ، قرر أخيراً التقدم إلى الأمام فدفع
الباب بيدٍ مُرتجفة وأصبح بالداخل ، ليرى ذلك المشهد المؤثر ،
الذي تم تحت اخراج قاتلٍ متحرف اعتاد القتل حتى تفنن فيـه ،
إلى جانب إشراف رفاقه ، أثار الدماء على الأرض تكاد تصبح كنهر ،
تقدم ليث بضع إنشات من الجثة ثم خرّ راكعاً..
بقي لمدة طويلة يحدق بها ، تلك الجثة ، جثة عمه ماركو ،
دون إي ردة فعلٍ طبيعية تصدر عنه مما زاد قلق ماثيو عليه
فتقدم نحوه مواسياً :
"ليث إنني آسف على ما حدث، كما تعلم لقد كنت في اجازه بسبب
ظروف وبينما كنت أتجول اليوم بالجوار أتتني جماعة وأخبرتني
بما تراه الآن ولم أصدق ذلك إلا عندما تأكدت بنفسي"
ظل ليث صامتاً وكأنه بعالم آخر
"ليـــث ! كن متماسكاً يا رجل ! .. نحن بحاجةٍ إليك"
مجدداً لم تصدر ردة فعل من ليث ..حتى تلقى قبضةٍ قوية على خده
الأيمن فتأوه ألماً ، حينها تنفس ماثيو الصعداء إذ ظن مفعول الصدمة
قد تمكن منه
" جيد! تأوهك خيراً من صمتك"
أخيرا أجابه صوت مُتألم وغاضب في آن :
"منْ فعلها ؟"
" ليتني أعلم .. ما علمته من المواطنين هنا أنه فعل رجال عصابات"
" تبـــــــــاً لهم! "
ثم توجه للطابق الأعلى
"ليث إلى أين تذهب ؟"
غاب بضع دقائق ثم عاد يحمل غطاءاً أبيض بيد و بالأخرى سلاح ناري
كما أرتدى زيه الرسمي للشرطة ،وضع الغطاء على العم وطلب من
الإسعاف بالخارج إكمال عملهم ثم همّ بالرحيل فأمسك به ماثيو
" ما الذي تنوي فعله ؟ وإلى أين أنت ذاهب حاملا معك هذا السلاح ..
هل تنوي ؟"
"أجل .. سأبيد كل العصابات على وجه هذه المنطقة على
الأقل .. نهائياً! "
وضع ماثيو يديه على كتفي ليث وأدراه صوبه
" هراء ! لا تفقد أعصابك بل تحكم بها أنت رجل قوي ، أعلم انه شيء
مؤلم فقدان الأحبه، لقد فقدت عزيزاً في ظروف مشابهه "
بدا ليث متمسكاً بقراره فأكمل ماثيو الحديث لعله يردعه بطريقةٍ أخرى
" كما أنني أراك ارتديت زيك الرسمي .. ترى هل نسيت مهمتك ؟"
"إنني في طريقي لإبادتهم .. الزي لا يصنع فرقاً"
"ربما ولكن جاك لن يعجبه الحال ، خاصةً و رؤية أفضل رجاله يتحول
إلى سفاح و يقتل كل من هب ودب"
"اختصاصي رجال العصابات فحسب"
" إن يكن !،عددهم لا يقل عن المواطنين العاديين بكثير ، ليث فكر بعقلانية
أرجوك ! .. أرجوك لا نريد خسارتك "
هم ليث بالرحيل مجدداً إلا أن ماثيو لم يدعه
"حسناً ماثيو ، لن أتهور سأفكر بعقلانية ..هلا تركتني الآن؟"
بعدها غادر ليث المكان وقلبه ممزق على فراق عمه ماركو .. الأب الثاني
الذي لم يبح له يوماً بأسراره وهمومه
[/align][/cell][/tabletext][/align]