[align=center][tabletext="width:900px;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2018/04/06/18/210650847.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]
الفصل الخامس والعشرين : الانتقام هويّتي !
حالما وصل ليث إلـى مسكن عدوه .. سار بخطوات سريعة بحثاُ عنه
وكل من اعترض طريقه أصيب بجروح بالغه من قبله ، كان يهجم عليهم
بكل قوته مُستهدفاً المناطق الحيوية الحساسة، بيد أنه أدّخر سلاحه الناري
بالرغم من قدرته على استخدامه في انتظار اللحظة المناسبة ،
وعندما وصل حيث كارلا وجوده ينهال ضرباً على ويل الذي بدا
أسيراً لدى رفاقه من كل صوب
"تبـاً لك ! يا لك من أخ سيء عديم الفائدة ! "
دُهش ليث لعلمه أن ويل هو شقيق كارلا فلم يكن ليخطر على
باله ذلك ، تابع التنصت بحذر
"وهل يفترض بي مساعدتك ؟"
"بالطبع .. لولا أنني قد قطعت عهداً لوالدايّ بحمايتك لقتلتك
مذ زمن "
" ولولا وعدي لهما بملازمتك دوماً لهجرتك مذ زمن "
حدق كلٍ منهما في وجه الآخر بغضب فأعلن كارلا :
" أنت لم تكن هكذا من قبل .. كنت تحبني .. تحبني حبا جماً ! "
"إلـى أن أتى ذلك اليوم "
" الذي قتلت فيه أخـاك الآخر ، ولكن هيا فهو لم يكن بأخِ فعلي
كما أنـا"
" لعل هنالك صلة دم بيننا إلا أنني لا أعتبرك سوى مجرد رجلٍ
عابر لا غير ! "
" همم! نسيت أنك كنت تلتصق به كأنه أباً لك"
" ذلك صحيح فهو لم يكن أخاً فحسب بل أباً وكل عائلتي وأنت
سلبته مني ! "
أراد أحدهم أن يُغْفّل ليث ولكنه فشل .. وأحدث الأمر جلبة فاستفسر
كارلا :
" منْ هنــاك ؟ ولما هذه الضجة ؟!"
خرج ليث من مكانه :
" إنهم ذبـابك .. كان لابد لي من مُبيدٍ فعال"
اتسعت عينا كارلا دهشةً :
" أوه ! .. يال المفاجـأة ! كارلوس هنـا وبزي.. "
قاطعه ليث مُكملاً:
" شرطي! ..أجل هذه هي وظيفتي الحقيقية وشخصيتي الأصلية"
رفع كارلا حاجباً لأعلى مُستفسراً بسخريه :
"همم ! وترى إلام ينوي شرطينا هذا ؟"
"مـاذا تعتقد ؟"
أجاب كارلا بمكرٍ و خبث :
"قتلي ربما"
"بل مؤكداً"
"تخلص من هؤلاء إذن "
تحرك رجاله وأحاطوا به لمنع إي سبيل للهرب كخطوةٍ أولـى ..
فنظر ليث إليهم ثم لكارلا قائلا :
"ما عضلاتهم إلا للمشاهدة "
وبعد دقائق أصبح لا وجود لأحد سواه و كارلا وويل ، فاستفسر كارلا :
"حسناً أخبرني ما سر ثورتك هذه؟"
"أنت أعلم بسرها"
" همم ! دعني أخمن .. لأنني قتلت شخصاً عزيزاً عليك .. ذلك
العجوز المُسن؟"
" بل لأنك سلبتي شخصين! "
" لا أعلم الآخر الذي تدعيه .. إلا أن الانتقام لا يبدوا أسلوبك "
"ولكنه بــات هويّتي الآن ! "
تنازع الرجلان وتقاتلا .. قتال رجلٍ لرجل دون أسلحه .. بل فقط
بالاعتماد على قدراتهم الجسدية ..حتى خارقت قواهما للنصف ..
وبلغ التعب نصيبه من كلٍ منهما كضريبة ..عندها طرح كارلا سؤالا
آخر بفتور وتراخٍ :
"حسناً .. كارلوس أخبرني منْ كان العزيز الآخر الذي تدعي بسلبي إياه ؟"
" شخصاً تعرفه أكثر من نفسك وتحبه جداً"
"حقاً ؟، لا وجود لأحدهم بحياتي "
" ذلك صحيح لأنك قتلته إلا أنه كان كذلك عندما كان حياً يتنفس "
"ماذا تعني ؟"
"على سبيل المثال .. رينو ألم يكن واحداً"
بانت الصدمة والدهشة على كلٍ من كارلا وويل .. فرد كارلا مزمجراً :
"ما الذي قلته ؟"
" الحقيقة التي يؤلمك تذكرها "
"منْ أنت ؟"
"قل لي أنت من أكون ؟ ، ألا تشاهد شبهاً قوياً ، في
وجهي .. صفاتي .. عزيمتي ربما ؟"
أخيراً لاحظ كارلا الأمر
"مستحيــل ! "
"بلى إنه كذلك "
"متى علمت بالأمر ؟"
" منذ اليوم الذي رأيت فيه ذلك الوشم المميز على ذراعك اليسرى
الذي تخفيه دائماً ، كما تعلم والدي يملكه أيضاً في نفس المكان "
"همم ! ولأجل هذا تحولت لذلك الرجل مشوش الفِكر ؟ ، ترى هل كانت
فِكرت قتلي هي الشاغل حينها ؟"
قال ليث بتراخٍ مستفز :
" أصــــبت ! ،ماذا عنك ؟ متى توصلت لاكتشاف هويتي الأصلية ؟"
" في اليوم الذي غدوت فيه مشتت الذهن "
" عجباً ! في ذات اليوم بدأت الأقنعة بالتساقط ! "
" إلا أنك الوحيد الذي أضاع فرصته الذهبية ولست أنـا "
ثم أخرج مسدسه وخدع ليث وطلق النار عليه ، إلا أن ليث تمكن من تدارك
الموقف بسرعة فأصابت الطلقة كتفهِ الأيمن ، رغم ذلك سقط على الأرض
مُتأوهاً من الآلم و أراد كارلا إطلاق الأخرى لتصيب منطقة الرأس أو
القلب لإنهاء اللعبة إلا أن ويل تدخل حائلا بينهما ، فهدر كارلا به غير
قادراً على التحكم في انفعاله :
"ما الذي أصابك أيها الأبله؟! ، ابتعد عن طريقي وإلا قتلتك! "
"لن أدعك تفعلها هذه المرة "
"أعلم بأنك تشعر بالعطف عليه لأنه ابن رينو .. ولكنه ليس هو ! "
"مع ذلك نفس الدم يجري في عروقه ! ولن أجعلك تقتله كما فعلت
برينو، على الأقل وقتها كنت صغيراً ولم أكن حاضراً أما الآن
يمكنني منعك! "
" في هذه الحالة ، أنت لست بأخي ، وداعاً ويليــام "
هـمّ كارلا بإطلاق النار على ويل ، و أُطلـِقت الطلقة بِيّد أن السلاح كان
لليث وليس كارلا، فأصابت موضعاً خطيراً ما بين الرئتين ونزف كارلا كثيراً
حتى خرّ على قدميه راكعاً ثم سقط على الأرض وهو يحاول التنفس ،
إلا أن عيناه لم تفارق ليث لحظة ، وكأنه يطالبه بتفسير ..فأشار ليث
إليه بسلاحهِ الناري..
" كنت قد وضعت به طلقةٍ واحده لا غير ، وبالمقابل عزمت ألا
أستخدمها إلا برجل واحد ، ولم أضع فرصتي الذهبية آنذاك كما ظننت
بل تعمدت إضاعتها بسبب الوعد الذي قطعته لوالدي ألا أصبح رجل
عصابات مثله وأحذو حذوه ، لذا ها أنا أقف أمامك بصفتي شرطي
الآن لا رجل عصابات ، قد أكملت هدفي الذي لطالما سعيت لتحقيقه "
عند سماع آخر كلمات ليث حتى لفظ كارلا أنفاسه الأخيرة مودعاً حياته ،
وأصبح لدى ليث سُلطة لإخضاع.. ومع مرور الوقت تقلص عدد أفراد
عصابات حتى بات عدّهم على الأصابع بسهل ، خاصةً أن إلهامها قد رحل ،
وبوجود شرطي كليث لا سبيل لهم غير الاستسلام ..
إلا العدالة أخذت مجراها وحكم على ويل بالسجن مدة عام مع الأعمال
الشاقة، نظراً لشروعه وأفعاله بالمجموعة إذ كان الحكم مخففاً
بحقه بما أنه كان ليناً القلب ولم يرتكب جرائم قتل ،
و ذات يوم في صباح مشرق ومفعم بالحيوية .. حيث تسلل
ذلك الضوء الذهبي إلى نافذة جين التي كانت نائمة وما أن شعرت
بنورها حتى قفزت من سريرها وتوجهت مُسرعة نحو الخارج ، وبينما
كانت في طريقها للطابق الأسفل تذكرت شيئاً نسيت بأمره ، و هو
المرور على مكانٍ آخر بجوار غرفتها .. فألقت نظرة إلى غرفة أخرى كانت
فارغة وبات الآن شخصاً يملكها ، فتحت بابها بمهل دون الطرق ..
ثم عبرت داخلها وعدّلت ضبط مُنبهاً موضوعاً بجانب الفراش ثم جلست
على حافته تترقب ردة فعل النائم .. وماهي سوى بضع ثوانٍ حتى
فزع النائم وطار النوم من عينيه وأصبح يحدق بها بغضبٍ شديد ..
فحيته باستمتاع وحماس :
"صبــاح الخير ليـــــــــــث ! "
" ألم أطلب منك أن تطرقي الباب قبل الدخول إلى غرفتي؟"
"بلــى "
"وألم أحذرك من العبث بأغراضي الخـاصة ؟"
"بلـى"
"ومع ذلـك .. أنتِ ! "
" آه ! أحب إثارتك و إغاظتك لأنك تبدو أكثر ظرافة عندما تغضب "
حدق ليث مطولاً في جين ثم أردف :
"تبدين على غير العادة اليوم .. ماذا هناك ؟"
" ماذا تعني ؟ .. لا شيء بي تغير "
"أنتِ في غاية السعادة ؟"
"ألا يحق لي ذلك ؟ عجبا ! "
"لم أقل شيئاً ولكنه كم غير طبيعي .. تكاد سعادتك من شدة توهجها
أن تنافس تلك الشمس التي بالخارج ! أتساءل ما السبب ؟"
"لا يوجد سبب"
رمقها بنظرة جانبية ثم أستطرد :
" أهــا ! فهمت .. ذهبي الشعر سيخرج اليوم .. إذن فقد مضى
عام يا للعجب ! "
ثم نهض من السرير بسرعة وسار للخارج نحو الدرج لأسفل فركضت جين خلفه
" أمي .. أمي أين أنتِ ؟ أحمل إليك أنباءاً سارة"
"توقف أيها الأحمق ! ما الذي تنوي فعله ؟"
"بث الخبر السعيد .. ألا يبدوا الأمر واضحاً ؟"
" أي خبرٍ سعيدٍ هذا لتذيعه لأمي ! "
أجاب ليث بلامبالاة مُستمتعاً:
" أمر سعادتك بخروج ذهبي الشعر من السجن .. أهناك غيره؟ "
" إن فعلت ذلك .. ضربتك ضرباً مُبرحاً .. فلا أساس لما تقوله ! "
" أوه .. أتنكرين إذن ؟ من الجيد أنك لا تجيدين الكذب تلك هي
الخصلة الوحيدة الجيدة بك يا جين افتخري ! "
"آه الرحمة ! أرجوك هلا غربت عن وجهي وذهبت لعملك ! "
" أوه لا .. لا لا لا .. لا تتحدثي إلى أخاكِ الأكبر هكذا ؟"
"رائع ! الآن ابدأ باستخدام سلطتك الأخوية أيضا .. حسنا أنني
متأهبة للقتال"
رفعت قبضتيّ يديها في محاولة للاستعداد ، فنظر ليث إلى
صغرهما فأردف :
" آه لقد مللت تخسرين دائماً ومع ذلك لا تستسلمين "
"لن أخسر هذه المرة"
"بلى"
" كلا"
"بلى"
"كلا"
" بلى .. بلى"
صرخت جين عالياً بغضب :
"قلت كلا يعني كلا ! "
أطلت ماري برأسها من المطبخ ثم قالت:
"لما كل هذه الجلبة منذ الصباح الباكر ؟"
ثم تقدمت نحوهما وأردفت :
" لديّ مفاجأة لكما "
رد ليث بحماس
"ونحن أيضاً أيتها الأم"
"حقاً أخبراني ، أنا متحمسةٍ للمعرفة "
نظر ليث إلى جين خلسةً فوجدها مشتعلة من الغضب تنظر إليه ..
كأنها تتوعده بالعقاب في حال أفشى السر فتردد في البوح
" هناك مشكله يــا أمــاه ، إن أخبرتك عنها هاجمني قط بمخالبة الحادة"
" أوه ! هيا كأنك تخشى القطط، منذ متى ؟!"
" معك حق .. في الواقع أن ابنتك... "
وضعت جين يديها على فم ليث تمنعه الكلام وتعجبت ماري لفعلها فسألت :
"مـاذا هناك يا جين ؟"
" لا شيء، كل ما في الأمر أن على هذا الأخ العزيز الذهاب لعمله"
" ولكن مازال الوقت مبكراً"
" وإن يكن هناك عمل ينتظره "
تخلص ليث من يديّها :
"حسنا .. فهمت ما ترمي إليه يا أمي ، لذا أنا ذاهب لآخذ حماماً دافئ "
"أما أنا أمي فسأذهب لغرفتي لترتيب بعض الأغراض"
صاحت ماري بغضب :
" أو لا ترغبان بمعرفة مفاجأتي ؟ حسناً سأتناول كعكة التوت بنفسي
ووحدي ! "
ثم سارت في طريقها للمطبخ فردت جين ثم ليث
"آه كلا لن تفعلي فهي لنا "
" سآخذ حصتي الآن ، قبل حدوث ذلك"
سار ليث في طريقه للمطبخ بينما صعدت جين إلى غرفته، إلا أن ليث
وقف بجانب والدته وهمس في إذنها قائلا :
" أمي لا تغضبي المفاجأة أن ابنتك معجبة بشاب ، وكما تعلمين تبدوا
خجلة لتعترف لك ، ذلك فقط كل ما في الأمر"
صاحت ماري بانفعال غير مدركة للأمر :
"جين ! جين عزيزتي معجبة بشاب منْ ؟ أخبرني بسرعة منْ يكون ؟"
سمعت جين انفعال والدتها بشأنها فعلمت بفعلةٍ ليث فصاحت بغضب :
"ليـــــــــــث ! "
" أوه لا ، لقد علمت بالأمر"
رآها وهي آتيه نحوه فقال :
"آه من الجيد وجود حمام بالأسفل هنا "
أسرع إليه ثم دخل وأغلق الباب بسرعة خلفه .. فلم تتمكن جين
من إمساكه فأردفت :
" أنت لن تقبع به طويلاً .. أأكد لك أن أعمل جاهدة على تحطيم كل
ذرة عظام في جسدك ..لنرى إن كنت ستتمكن من الإفلات "
وها قد عادت الحياة لمنزل ماري .. مع اكتمال العائلة .. بانضمام ليث
الذي كسب أمـا و أخت .. وعم الهدوء والسكون أرجاء المدينة ،
ولم يعد هنالك ساعٍ للانتقام .
[/align][/cell][/tabletext][/align]