عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-14-2018, 04:00 PM
 
Thumbs up ذهبي~~حين تتعادل حبــات السمسم وزنا وقيمــــة !!




كتبت فصدقت
اناملك تخط ذهبا
أُورِيِلِينَادْ


بسم الله الرحمن الرحيم














حين تتعادل حبــات السمسم وزنا وقيمــــة !!
قال طرقت في القبر باب جاري .. فرأيت قبره مثل قبري .. ومقداره مثل مقداري .. وهو الذي كانت له في الدنيا مكانة غير مكانتي .. ومقاس غير مقاسي .. كان يمتطي الدرجات علواً في المقام حتى يرتقي فوق كتفي .. يأمر كيف يرجو ويشاء فكنت ألبي رغم أنفي .. كانت إشارات البنان تصدر عنه وكانت تلبية الطاعات تصدر عني .. ولو شاء كان يطلب الركوع امتثالاً حتى يمتطي فوق ظهري .. كان يجد الفرحة والهناء حين يرشق ألوان الاهانة لمثلي .. نظراته كانت فوقية تزدري الأحجام مثل حجمي .. يتفاخر تيهاً ودلالاً ويقول هؤلاء الناس دون وزني !.. ضريبة تعني واجب الطاعة على كل مجبر يواجه الأمر كأمري .. ولو مر بالقرب صدفة من حولي كان لا بد من وقفه إجلال وتعظيم دون أن يطلب مني .. كان لا يعرف للهفوات عفواً ولا يقبل عذري .. ولو أخطأت يوماً كان الوبال والعقاب الذي يجلب همي .. وتلك هفوة لو تكررت كانت تعني الكارثة التي تسبب قطع رزقي .. كم وكم كنت أجاهد النفس حتى أنال رضاه ويبذل الثناء عني .. كنت دوماً أراه ذلك العملاق الذي يقهر قلبي .. وكان دوماً يراني ذلك القزم الذي لا يبلغ المعيار وزني .. فيا عجباً من تبدل الأحوال في أزمان قبري .. فقد تلاشت الفوارق في عوالم البرزخ بينه وبيني .. أراه الآن يتوسد حجرا مثل حجري .. ويلبس كفناً مثل كفني !.. وتلك معايير التفاضل بين الخلائق قد تلاشت ولا تجري كما كانت تجري .. والأوزان أصبحت بصالح الأعمال التي كان يبذلها الصالحون في الدنيا من بدري .. والأحكام لا تسري في القبر كما كانت في الدنيا تسري .. فرب عزيز كان يملك الدنيا في كفه ثم كان يفرط في التعالي ويزدري .. ورب متواضع كان يزهد من مباهج الدنيا ثم يجتهد بصالح الأعمال ويقول ربي أغفر لي .. فإذا بواقع الأحوال يؤكد أن رفعة المكانة في الدنيا لا تعادل في الآخرة نقطة الجدري .. وأن جولات التفاضل في الدنيا لا تعادل في الآخرة مخلب القمري .. فتلك عوالم البرزخ إما الهناء في روضة من رياض الجنة حيث المؤمن الصالح فيها يلتقي .. وإما حفرة من حفر النار الأجساد فيها تكتوي .. والقبر يمثل أولى منازل الآخرة حيث منه الدرجات ترتقي .. فإما إلى علياء في رحاب الجنان التي في أحضانها المؤمن يرتمي .. وإما إلى درك الجحيم حيث الأتون الذي في عمقه الكافر يصطلي .


رد مع اقتباس