عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-20-2018, 02:22 AM
 
ذهبية :سأرحل إلى الأبد.





منورة القسم عزيزتي

أهلا بكِ

لون





.















الإستيقَاظ لِمواجهةُ يومٍ جَديد هوَ أول مُشكلة أواجهُها بِيومي، فَهذا يُصبح صَعباً لِلغاية بَعد لَيلة طَويلة دونَ الرَمش، فَقط البُكاء ورؤية الكوابيس.

أستَيقظتُ بِألماً بِرأسي يَكاد يَقسمُها إليَ نَصفين، مِن كَثرة تَفكيري بِما يَحدُث ليّ بِكُل يَوم بِحياتي البَائِسة يُصيبُني بِالأكتئاب.
فَأنا أُقتُل كُل يَوم وأنا لازلتُ أتنَفس، أواجهُ الكَثير دونَ البَنس بِشئ حَتي أُصبحُ أقويَ.



عُدت مِن جَديد لِلأستلقاء عَلي فِراشي وأنا أُحملق بِالسقف بِصمت وأستَمع لِصُراخ والدَتي بَأني يَجب أن أنهَض ولَكن لا أكتَرث كَما تَفعلُ هيَّ!
الإكتئاب يَتسلل إليكَ بِهدوء، يَبدأ الأمرَ بِمشاكل صَغيرة ولَكنيّ أختَرتُ تجاهُلها، حاولتُ إقناعَ نَفسي أنهُ مُجرد يَوم سَيئ ولَيست.. حَياة سَيئة.
ولَكنه كَسر تَوقعاتي.

بَدأتُ بِإرتداء قِناعاً إجتماعيّ أُحاول التَواصل بِه مَع النَاس حَتي لا يَزداد الأمرَ سوءاً.
ولَكن حَدث عَكسُ ذَلِك، أصبحتُ عالِقة بِدائرة مَليئة بِاليأس ورَفض كُل شَئ حَتي إن كانَ جَيداً.

فَهذا ما يَجب فَعلهُ، هَذا ما يَفعلهُ النَاس.
ولَكنيّ بَدأت بِالمُعاناة مِن إدعائي بِأنيّ بِخير حَتي أُستهلكَت طاقَتي أكثَر فَأكثَر.
مِما يَقودنيّ إلي الإبتعاد عَن عائِلتي وأصدقائي تَدريجياً حَتي أصبَحتُ أنعَزل عَنهُم تَماماً.

شَعور الراحَة أصبَح مَعدوم! وتِلك الأشياء الصَغيرة الَتي كانَت تُسعدُنيّ بِالماضي لَم يَعُد لَها قيمَة، حَتي أبسَط المُهمات أصبَحت مؤلِمة.
لِهذا السَبب لَم يَعُد لَديّ مُحفز بِالحياة، لِما سَأستمر بِالمُحاولة إذا كَان لَيس لَديّ شَيئ لِخسارتهُ؟

فَجأة بَدأتُ أعيشُ بِحياة بَطيئة، والأيامُ مُتشابهة، مُجرد ضَوضاء بِعقليّ والثُقل يَملأُ عَينيّ والألَم يَجثم فَوق جَسديّ وأشعُر أنيّ لَن أكونَ سَعيدة أبَداً.
لازلتُ أستمَر بِالأنطواء وتَدمير كُل علاقاتيّ حَتي أصبحتُ أشعُر بِالذنب عَلي ما فَعلتهْ أو عَلي ما لَم أفعَل، جُزءاً بِداخلي يُريد إصلاح الأوضاع ولَكِن الجُزء الأخَر يَرفُض بِسبب إقتناعهُ بِأنهُ الواقع.
الفَشل لَيسَ خياراً ليّ، فَبِالنهاية أختارُ أن أصبح وَحيدة في عُزلتي حَتي لا يَسألنيّ أحَد أيّ سؤال.
فَهمتُ أخيراً ما تَدور حَولهُ الحَياة، إنهُ فُقدان كُل شَيئ.
فُقدان الناس، عائِلتُك، حَتي فُقدان ذاتُكَ القَديمة حَتي تُصبح غَير مُبالي بَأيّ شَيئ.

فَفي الصَفعة الأوليَّ صَرختُ كَثيراً! وفيّ الصَفعة الثانية قابَلنيّ الإنهيَار، ولَكِن في الصَفعة العاشِرة.. لم أفعَل شَئ سِوي أنتظارُ الحاديَة عَشر!
أحتقارُ الذات وأنعدامَ الطُموح، شُعوران مُزعجان، بِالبداية أخبَرتُ نَفسي أنهُم مِثل الصُداع لَن يَستمرو كَثيراً.
وفيّ النهايةَ أدرَكتُ أنهُ لا يُمكنُني الإستمرار بِهذه الطَريقة، ولَم يَتبقي أماميّ سِوي خيَارين..
إما طَلب المُساعدة أو الإنتحار، وقَريباً سَأقوم بِالإختيار الثانيّ.

وَقفتُ بِشُرفة غُرفتي وأنا أُراقِب السَماء الكاحِلة، فَأنا أُحب مُراقبتها كَثيراً حَتي أصبَحتُ أُريد أن أكونَ جُزءاً مِنها.
فَالسماء هادِئة، ومُظلمة ولَيس بِها ضَوضاء كَالتيّ بِرأسيّ، لِما فَقط لا أُصبح مِثلُها؟

أستَنشقتُ دُخان سيجَارتي وزَفرتهُ بِهدوء تَحت أنظاريّ المُراقبة لِجُل تَحركاتهُ، بَدأتُ بِالتفكير لِما لا تُصبح جُروحِنا مِثل دُخان السيجارة؟ تَدخُل بِسهولة وتَسبح قَليلاً حولَ رِئتاي مِن ثَم أزفرُها لِلخارج لِتبتعد نهائياً وبِكُل سهولة!
بِماذا أُفكر الأن بِحق الرَب! أطفَأتُ السيجَارة ودَلفتُ إلي غُرفَتي وخَطوت خطواتٍ ثَقيلة نَحو دَرج سَطح المَنزل، لَقد قَررتُ أخيراً وسأنفذهُ الأن!
أصبَحتُ أتَقدم بِخطواتٍ ثَقيلة ونَظراتي لا تُفارِق قَدماي العَاريتين وهُما تَتلامسان تِلك الأرض الخَشِنة والبارِدة، رَفعتُ رأسيّ بِهدوء وأنا أنظُر إلي السَماء الكاحِلة وصَديقاتُها النُجوم.
فَكرتُ بِداخلي أنهُ رُبما إذا أصبَحتُ نَجمة لَن أسقُط مَهما واجهتُ، فَأنا نَجمة!
أخفَضتُ رأسيّ بِبُطئ وخُصلات شَعري البُندقية أنسدَلت عَلي وَجهيّ بِفعل الهَواء، أبعَدتُهم عَن وَجهي المُتعرق بِهدوء ونَظرتُ لِلأسفل، أشعُر بِالخوف بَعض الشَئ فَأنا بِالكاد أستَطيع رؤيةُ الأرض!
ولَكن.. رُبما إذا قَفزتُ مِن فَوق تِلك الهَاوية سأتخلصُ مِن رهاب المُرتفعات، صَحيح؟



لَم أشعُر بِشئ سِويَ بِإبتعادي عَن سَطح المَنزل وخُصلات شَعري تَتطاير بِالهواء بِحُرية وأصبحتُ مَشلولة عَن الحَركة، ولَكن.. لَن أبكِ مُجدداً أو أتألَم! فَأنا سَأرحَل ولَن أعود.




"الإنتحار لَم ولَن يَكُن حَلاً لِجُل مشاكلُنا"
النهاية.





----------------------------

تمت وبِحمد الله، سَأرحَل.

.

__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي

التعديل الأخير تم بواسطة لون السحاب ; 04-20-2018 الساعة 03:56 PM
رد مع اقتباس