ـ
ـ وأني أخشى أن تُقام بنا مجازرو وتتساقط الجثث وتندلعَ النيران
وما نجده جواب ؛ هو أنا جثة لا أستطيع الكلام فتخور القوى فجميع الطرق
لا تذهب بناء الى مخرج! وما هي الا حقائق وادله تهوي كشهابٍ
يهوي ليلا ويطلعُ فجرا كالمعجزه ولكن هذه الادله لا تكون المعجزه
فهي نابعه من عدت كلمات ؛ أنا جثه لا أستطيعَ الكلام .
أعَاد رأسه للخلفَ وهو يُمرر أنامله بين خصلات شَعره الكثيف
جَميع كل تلك الجرائم لا تَعود بأدله !
هي فقط تحدث خفيتاً عَن الانظار وتطلعُ بنَا فجرًا بالكوارث
فتقرع الابواب وتثقل الانفس ؛ الجميعً يريد النجاه جميعُنا أنانيُن
نريد ونريد ولكَن لا نقوم بالفًعل فقط حديث ويهرب سريعاً من فاهنا
ليُنكر بعد ثوانٍ معدوده !!
وُضَعت النقاط أخر حديثه لنفسه فقد قُطعت بسبب أقتاحم احدهم
المكان حتى دون طرقَه للباب كأنما يحتاج لأعادة تعليم اللباقه .
ـ ألم تجد أدله تُبعثر بها هذا الهَلع ؟
رفَع مقلتيه لتقعَ بخاصة الاخر : الان ؟
أمالً رأسه قليلا : أجل ..؟
ـ فَي الواقع لا .
ـ ألمً ترد تحقيق العداله ؟
ـ سَابقاً ؟ أجل ..
ـ والان ؟
أغلقً مقلتيه حتى لا ينتج منها جواباً أخر : لا رغبه يَا صاح .
ـ حسنا لن أتفوهَ بحرفِ أياً كان وقَعه عليك .
ـ ماذا تريد !
لفظها بهدوء مترقباً كُل انشٍ من هذا القابعَ امامه والذي داهمه في ساعاتِ غابره
وضَع الورقهَ امامهَ : بأمكانك الاطلاعَ.
سَحب الورقه من أمام الاخر ليمسحها بناظريه
وما لبثَ حتى أغلقَ مُقلتيه بشده ؛ انه الان يرى نفسه كمن يُقلب روحه
ذات اليمين وذات الشمال دونَ حولهٍ منه ولا قوه ومن سَلب الارواح
باسطً ذراعيه مًترقَباً ؛ ويحَ هذا العجز المسَيطر ويحَ هذا الضَعف المُخيم ..
تَمردت ضَحكه ساخره من هذا القابعَ امامه : ماذا ؟
ألست من قالَ تواً أنه لا رغبه ؟
وَقفَ ايَكاروس وهو يسَلك خطاه نحو الباب : للحديث بقيه !
خرجَ مسرعَ كأنما يُريد الفرار مِن الموت الى جَوفه .
لَحقَ به أحد الجنود ؛ رويدك ايكاوس رويدك
أستدارَ له كاملاً وهو يتنفس بثقل ومقلته تُعلن انه هنالك وحشَا كاسراً
قد تحرر ولَن يُستعَطفَ قلبه حَتى وان ظهرت له
حسناءً تُهبطو سماءً على ركبتيها كي تقَطف لها وردةً أغرتها !
خرجت أحرفَه بزمجره : أما خُلقَ بينكم رجُلً ليتبعَني ؟
أما خُلقً بينكم من تحلى بالشَجاعه ولو لثانيه ؟؟
رائ الصَمت المُخيم حتى أن ذلك الجندي تراجعَ ادراجه فهو لا يقوى
لاقوةَ اليوم لا قوة ! ولا عاصمً لهم من هذا الموت فرائحته قد أستبقت حظوره !
تمتمَ وهو يخرج خارجَاً وينتطي درجاته الناريه : ويحكم ، ويحَ هذا الجَبن الذي أقتلعَ انسانيتكم .
أنَطلقَ نحو الموقَع ؛ فما وردَ بالورقه أن هنالكَ جثه متَفحمه تنتظره
أخرج سجائره ووضَع وحدةً من هن بين شَفتيه لِيشعلها
وهو يقود بسرعه كبيره تكاد أن تُقارن بسَرعة البرق ..
وهو بذاته تركَ ذهنه يسَرقه بعيدً نحو ذلك الوجعَ الذي أستقطنه
نحو جثثَ لا توجد حولها أدله نحوَ طريقَ يغلقَ بعدة كلمات
: أنا جثه لا أسَتطيعَ الكلام .
وفيَ ذات الوقت الذي أنطلق به ايكاوس نحوَ هدفٍ مجهول ..
وقفَ مُبتسماً بِخًبث وهو يقترب من مقعد أيكاوسَ ليجلسَ به
مُمرراً لسانه لِي يُبلل شَفتيه مرتشَفًَ بعد ذلك من قهوة ايكاوس البارده جدا :
وداعًا أيها المُخلص ايكاوسَ فأنت الانَ جثه لا تَستطيع الكلام .