عرض مشاركة واحدة
  #172  
قديم 05-16-2018, 04:29 AM
X
 
ذهبي


طرق الباب بملل؛ ضربته البطيئة جعلت صوت الطرقة توحي بضجره، اتاه صوت لا مبالي
- تفضل.

فتح الباب ودخل بهدوء متمتمًا
- يومٌ سعيد.

كانَ مكتبًا مغلفًا بالهدوء، مكتبٌ عادي يقابله أريكتين، في زاوية أخرى يوجد كتب وملفات وأوراق مصطفٌ بعضها فوق بعض؛ غلب اللون الخشبي الداكن على كل شيء.أغلق الباب خلفه وتقدم؛ ليقول الأكبر سنًا
- مالأمر، رازاوا.

قال فيما يجلس على الأريكة البنية
- أريد إجازة.

همهم متفهمًا وسأل
- ألم تحصل على واحدة من شهرين؟

أجابه بملل فيما يشير للخارج
- أجل حصلت لكن طعمها راح مع هذا.

إستفسرَ المدير
- هذا؟

فسر رازاوا بضجر
- صخب باقي الموظفين وإزعاجهم يجفف دمي في جسدي، ألن يذهب طعم الإجازة.

أومأ المدير متفهمًا وقال بهدوء جاف فيما يخرج ورقة من الدرج
- أسبوعٌ يكفي!

رفع حاجبه بإستفهامٍ متمتمًا
- أسبوع! ليست إجازة مرضية!

سأل بضجر
- كم تريد إذًا!؟

- شهر!

أخرج المدير ورقة أخرى من الدرج وقدمها من رازاوا قائلًا
- وقع.

قطب رازاوا وهو ينظر نحو الورقة
- إنها لطلب الإستقالة.

أومأ المدير وقال
- هذا العمل مزعج وفوضوي ومتعب وأنت تريد إجازة مؤبدة.

هتف رازاوا بصجر
- سيدي!

تمتم المدير باستفهام
- ماذا!

تنهد رازاوا قائلًا
- لم أطلب أكثر من إجازة شهر.

إقترح المدير بكل هدوء
- إسمع، خذ إجازة لـ74 عام وإن عدت بعدها لكَ كل ما فاتك من أجر؛ راتب 74 عام ستأخذه بلا أي جهد.

تمتم مستفسر ونظرته المستسخفة تتربع على وجهه
- ولما 74 عام بالتحديد!

أجاب المدير
- أنقصت عمركَ من مئة أي أنك حين تعود سيكون عمرك مئة عام.

أومأ رازاوا متصنعًا الإعجاب ثم قال مستسخفًا
- حينها وإن كنتُ حيًا يستحيل أن تكونَ كذلك!

رمقه المدير بنظرة جامدة للحظة
- لا تقلق سأترك وصية.

تمتم رازاوا برجاء منسحبًا من ذلكً
- صدقني الجلوس معهم في نفس المكان متعب ثم إتي أبذل جهدًا وأستحق آجازة.

تمتم المدير بهدوء
- أسبوعين ولن تأخذ غيرهم لـ 5 اشهر على الأقل.

تنهد رازاوا بقلة حيلة ليضيف المدير
- سأتعامل مع البقية بشأن الإزعاج ولن أنسى أن عملكَ يحتاج تركيزًا لذا سأحاول إبعادكَ عنهم.

إبتسم رازاوا برضى
- عندها لن أطلب إجازة حتى أتزوج!

قهقه المدير بسخرية سرعان ما تنحنح وقال بضجر
- حسنًا إنقلع وعد بعد إجازتكَ.

نهض رازاوا وإنحنى بإمتنان ثم خرج، لقد نجح في جعل المدير يبعده عن البقية؛ على الأقل مكانته تستحق ذلك! هو يدرك إحتياجه لعمله ويدرك إحتياج مديره له، إنه يثبت نفسه لنفسه.

__________________

-

-
لا تَبُح بما في داخِلكَ لنَفسِكَ فهي لا تَحْفظ الأسْرار.

نُقطَةة إِنتَهىٰ •
رد مع اقتباس