ذهبية: أشباح السراب | phantasm
أهلا بكِ
لون من عينين حملتا السخيمة على كل إنسي ، نظرت تتأمل غروب شمس ما أحبت ضياءها يوما...بياض شعرها ما تناسب أبدا
مع احمرار السماء ، وهي التي مقتت ذلك الوقت تحديدا.
تقبض عينها اليسرى بيدها محاولة تيسير ألمها دون جدوى ، أسنانها تصطك ببعضهما و وَميض غيض سرعان ما أخفته وهجرته
تفتح فاها تردد كلمات أعدتها كل يوم :
_ وداعا ، لا أرجو لقاء قريبا ... أما آن تخلعي زيف كبرياء تلبسته.
أيتها الشمس ‼ ألا فلتحملي رسالتي لعل البدر يأتي مسرعا ... تحررمن أسرك و كن سنائي في حلكة الغيهم.
أغمضت عيانها لبرهة تنتظر مطلع خليصها و هو الذي مُلك سلطة عليها.
ما تعرف أي لعنة بها أصيبت لكنها بهذا الشعور ولهت
ضحضحت لها الدنيا بعد انفراج عينها الوحيدة ، دجنة المكان أسكنت روحها الضائعة منذ أمد ...
حقا ، هي لا تعيش إلا في هذا الوقت ، إلا بين أحضان الظلام.
سفعها شيء سرعان ما أدركت كيانه :
_ سكارليت ، كدت أتساءل أين لك المآل ؟
أومأ شبيه التنين برأسه مبتسما بسخرية و الأخرى وجنتاها أمام مرآه توردت ، صيحة فرت من شفتيها حين احتضنته باستمتاع :
_ أين جمال العنقاء أمام لطافتك ؟‼
عانقته بطفولية بحتة و هو في نفسه عجز عن فهم أين ورثت ذوقها الجمالي.
تمتم بيأس :
_ سيد التنانين كان ... و أضحى حيوانا أليفا لها
أفلتته على مضض حين أبصرت قصر أنفاسه خشية أن تهلكه ، وَما كانت تقدر على سيطرة قوتها الجسدية أحيانا كثيرة.
وقفت من مجلسها ناظرة للنجوم ووحوش الغابة بدأت تتجمع حولها
ما مانعتهم عكس بشر كثير
_رائعة أنا أليس كذلك ... أعلم ، أعلم لا تخجلوا ‼
قالت بنرجسية و هي تتصنع العلو عليهم ، تقدم لها ثعلب و ذيوله الأربع من ورائه تلتف ، تربت على رأسه و هي في ذكرياتها تسرح.
" همسات صياح و ألم دفين وَ حقد حملته على ذات مهجورة. "
مدت يدها تصنع كرات حديدية تتلاعب بها من اللاشيء تنظر لها بشرود ، سبب رفضها هو هذا...
كسرها للواقع بتجسيدها لأوهام آمنت بها
_ لم تتغيري... كعادتك أنت بافية أبد الدهر.
أتاها صوت لم يبد عنها غريبا وَليس مألوفا كذلك ... انقبض جبينها بانزعاج حين علمت من يكون.
_ صائد وحوش بغيض ... فلتنفض لاشأن لك ههنا.
صوتها قطر قساوة و فاقد للرحمة. إرادة قتل ظهرت باهتة بين برودها. صائدوا الوحوش هؤلاء ، كيف تسعد بوجودهم و هم تهديد لرفقائها
حضورها كان مهيبا ، والفتى مقابلها كان قادرا على الوقوف بصعوبة. لولا تذكرة التنين لها لربما ما بقي حيا.
تزفر في وجهه وَ تدير رأسها ناكرة معرفته. عيناه تضيقان في ألم و يقول :
_ فظيعة أنت ... لان-تشان ، ألا تذكرينني حقا.
ما استغربت لفظه لاسم هجرته منذ زمن ، و لم تعجب خفاءه عن ذاكرتها فلطالما التقت الكثير و نستهم مع الدهر.
_ أوباش الخلق من أمثالك لأن أذكرك ولو قليلا إثم ليس بزائل.
احتدت عيناها فكانت كالذئاب و أسمر الخلقة يضحك بنقاء يثير بغضها
_ لك السخيمة على البشر ... أولم تكوني بشرا يوما ؟ بل ألست بشرا حتى الآن
" شيطان ، ملعونة ... ابتعدي
_ لا تقتليني أرجوكي
فتاة صغيرة ترتعش بخوف تقول لمن آمنت بأنه وحش وقتها
_ ما أردت إلا إنقاذك
تمتم الأخرى بيأس و ألم وَ من قالت بأنها صديقتها يوما تحتظن الجدار تريد الفرار
تلقي نظرة طويلة عليها و تسير بإحباط ... ما ألقت بالا لنفسها المغرقة بالدماء و لا لأشلاء قتلاها يوما "
همسات الماضي تعميها فلا ترى إلا دما ، تهرع للواقف أمامها و تمسك برقبته عن عنوة.
عيناها تريد محقه
_ لا تستنفدن فرصك عندي يا فتى ... لست شخصا صبورا
الوحوش زمجروا وراءها متأثرين بمشاعرها وَ رفيقها ينظر للبشري بحقد :
_ حياتك إلى الآن ... ليست إلا رحمة منها بك و تقديرا لماض شاركتها فيه يوما
[ شاركتها ] قال و أدرك أن ما جمعهما انطوى وَ رحل ، ابيض وجهه خوفا و تردد في قول بضع أحرف :
_ سأرحل ‼
رحل فارا ، و أي ندم أو شفقة أكنه لها هجراه وَ هو يشعر بضرورة محق الموبوءة هناك.
اختفى عن مرمى بصرها حين ابتسامة باكية محطمة علت ثغرها :
_ ويلك يا نفس ألا تعلمين ... أنك بفعلك هذا ستهلكين ... ويلك من وحش وضيع
ضحكة مرهقة بلغت مسمع جمعها و شرارة الجنون بنفسها مسيطرة
_ لا تهلكي النفس فلست لها تملكين ، تحملينها مالا تطيق لهو رزء عظيم.
ربت شبيه التنين على رأسها و للبشر متلبس في لحظة ما أدرك مصيرها ، عيناه احتدتا فكانت أشد من الحسام حين عاتبها و ملامح الرقة ما عرف أنها قد ظهرت خفية
_ ألم يكن رزءها أن وكلت أمانيها إلى بشر لعين
استوجس سيد التنانين منها خيفة ... تكاد تفقد الفتاة رشدها بفضل معشر البشر.
_ في حياتي 90 لم أعرف فيها سلاما ... كلها شك ، قلق و ألم دفين ..
أي ذنب اجترحته حتى يرفض وجودي
تمتم بتعب أنهك فؤادها و طرد راحة تستلذ مذاقها
_ لم يخدعني ... لم يفتح لي باب أمل حتى يحطمه ؟
لم يرغب قتلي و فنائي ؟
يسرح الدمع من مقلتيها و هي تتشبذ برفيقها كالغريق المتمسك بحبل النجاة
تظلم وتسود ملامحها فزمجرت كالشياطين و بشريتها سلختها و ما كانت قد أذاقتها إلا مريرا
_ لأذيقنه شرا مستطيرا ... لأصببكم يحموما و لأشربنكم سعيرا
تهدأ لوهلة و ابتسامة لم تصل عيناها تطل وجهها :
_ تيها ... تيها يا بني البشر
فإن الشيطان قد جاء يقتلنكم تقتيلا
ما منعها طويل الشعر جانبها ، و هو أراد يوما تستفيق فيه صغيرته
_ أجل ، فلترفضي قوما رفضوك
يهمس لها بحنو لم تألفه و غادر المكان ، بقيت وحدها حتى بلغت الشمس ذروتها.
تحس بحرقة في بشرتها و لكنها لم تلق بالا ... هي تشعر به
[ خلاصها ] ... القيود التي سجنتها يوما ، فكاكها آت لا محال
تعطش للدماء بان في عينها الزرقاء و الأخرى التي قطن فيها قلبها
ترى معشرا منها يدنو صارخا :
_ ما تغونه هنا ، فلنقتل الوحش و نولي سريعا
[ شيطان ]
تردد كلمة سمعتها طيلة حياتها ... ولأول مرة صدقتها
هي ما تحتاج أن تكون بشرا تعيش
أحاطوا مختلفة العينين في شرودها ، ما أرادوا الاقتراب و اكتفوا برمي السهام و النيران
يريدون حرقها.
ما نفع ذلك ... ولا حتى أسلحة صائدي الشياطين
أنى لهم قتلها هي التي كانت أوهامها حقيقة و ما آمنت يومها بكونها بشرا أو وحشا وضيعا
رفعت يدها لهم موجهة ، وكانت تبتسم بمجون :
_ سحقا لكم و هلاكا ... الشيطان الذي أطلقتم فزين أفعالكم.
من أدنى الجحيم أنادي ، من مسها الشيطان فلتهلكي قوما آخرين
و ما أدركت أن قرنان أعلى رأسها تنمو ... و زرقة عينها استحالت دموية.
تجسدت صواعق و ريح مهداج ، فما استطاعوا لا قولا و لا فرارا
بصق الجمع الدماء ، شبح الموت حولهم يحوم. نظرت لهم ببغض :
_ تبور ، تبور ... أأنتم الذين عنيتم بقتل هذا الشيطان اللعين ، والله لأخسفن بكم الأرض أكيدا
و لتذرفن الويل وعيدا ... سلموا الروح فلن يكون لكم من اليوم نهضة.
لن يكون يوما قريبا
أمسكت الجسد المهتاد عن السقوط و رمقت الموتى هناك ببرود ...دلفت الغابة و تسترت بالظلام.
جاء الليل و لا أثر للحياة كان بصيرا
ما رأت من جدوا في الخروج فاختقت ... و كأن لم توجد يوما
تلتجأ إلى أضغاث الشجر الآيك ... هي التي ما صارت بشرا و لا وحشا
[ غريبة ] عادت مع رَفيقها فاتنست له وحده
سكارليت [ فقط ] لا تدري إلى أين المصير
__________________ _ وَ إن كانت زيف حقائق لهلكت وَ قلبي قد شغف المجل
التعديل الأخير تم بواسطة لون السحاب ; 05-17-2018 الساعة 09:00 PM |