– كان رئيسي في العمل يحكي لي دائماً تلك القصص الدينية والرمزية من القرآن بهدف استنباط العبرة منها، وهذا ما كان يمنحني شعوراً بعدم الارتياح. بالتالي حكيت له قصة الأمير أوديب لأمنحه الشعور بعدم الارتياح، وفي نهاية الأمر تصرفت على أني شخصية رئيسية في القصة التي حكيتها. كان هذا هو السبب الذي أبقى رئيسي في العمل في قعر البئر، بسبب قصة، أسطورة.
– الأيرانيون ليسوا مثلنا نحن الأتراك الذين نسوا شعرائهم وأساطيرهم في الماضي عن طريق تغريبهما، فكرت. خاصة شعرائهم، لا ينسونهم.
– لكني وجدت أن التشابه بين الإيرانيين والاتراك ساحراً. لم استعجل العودة إلى إسطنبول، تسكعت في شوارع طهران ومن شوارع التسوق إلى متاجر بيع الكتب (كان فيها الكثير من الترجمات لكتب نيتشه!) وجدت كل شيء مدهش. إيماءات الرجال في الشارع، وتعبيرات وجوههم، ولغة جسدهم، والطريقة التي يبقون فيها واقفين أمام الباب للسماح لبعضهم بالدخول، كيف يتسكعون دون هدف ويقتلون الوقت بتدخين السجائر، كان هذا يشبه سلوكنا، نحن الاتراك، تماماً. حركة المرور في طهران رعب كبير كما هو الحال في إسطنبول. عندما بدأنا في تركيا التوجه إلى الغرب نسينا إيران. دخلت في متاجر الكتب في شارع الثورة ووقفت مذهولاً من التشكيلة المتنوعة من الكتب.
من رواية “المرأة ذات الشعر الأحمر” أورهان باموك 2017