الموضوع
:
نِضاآلْ#
عرض مشاركة واحدة
#
425
06-02-2018, 07:56 PM
SaRay
.
LAMSA
.
.
اغتِرابٌ روحيّ
أشعر وكأنني أُنتزَعُ من الأديم، روحي تُقتلَع من جوفي، كَياني عنها ينفصِلْ وإلى القاعِ ينحدر. العالمُ مقلوب، الشَّمسُ تُشرق لِأسفل!
تغطَى عن بصري الأفق عندما سُحبَت الستائر الداكنة، وحالما رمشتُ اكتمل المشهد. أراني الآن في غُرفة ضيقة، إلى يساري كان هناك مصباحٌ يخرجُ من الأرض، لأدركَ بعدها أنني أنا المُلتصقةُ بالسقف.. تحرّكت أحداقي لأسفل.. نظرتُ لنفسي المستلقيةِ بهَوانٍ في سرير فرديّ بأغطية أشد بياضًا من جُدران الغرفة، إلى كياني الأجوف وهو موصول بكل تلك الأجهزة الطِبيّة ذات الرنين المنتظم. هبطت، بسلاسة تامة لأتوقف أمام جسدي متمعنةً في وجهي. أهكذا أبدو من خلالِ أعيُنهم؟
بعد ان رتّبت الستائر، عاينت الممرضة الأنابيب المغروزة في ذراعي ثم خرجت. نظرتُ لجسدي الخامد مجدّدًا قبلَ أن أنطلق صوب النافذة لأفتحها على عجلْ وأقفَ بقدميّ الحافيتين على ناصيتها. هذا سرياليّ بحق.. السقوط في أحضانِ العدم، كُنتُ أهوي نحو السّماء والبعدُ بيني وبين الأرضِ يتّسع، أنا ميّتة أو شبه ذلك على الأقل ولكنني لم أشعر بالحياة كما اللّحظة!
حلّقت، صِحت بأعلى صوتي، تقلّب الليل والنهار حولي ولستُ أدرِ كم مضى عليّ من الزمن. حتى خطوتُ مرة أخرى عبرَ النافذة، وألفيتُ جسدي قابعا مكانه، بقربه جلست أمي شاخصةً في اللاشيء ووجهها هزيلٌ شاحبْ. عندها دخل شخص آخر، ملامحه غير مألوفة فلم أعرفه. ألقى التحية على أمي وجلس عند الجانب المقابل. نظر ناحيتي بعطف قبل أن تجذب والدتي انتباهه بسؤالها: " اعذر إلحاحي ولكن.. هل أنتَ واثقٌ تمام الثقة أنها لم تتعمّد إلقاء نفسها في طريقك؟ "
ووه.. هل انتحرتْ؟ حاولتُ سابقا تذكر كيف انتهى بي الحال هكذا لكن دون جدوى. لكن الآن وبعد التمعن في ملامح هذا الغريب غمرني صداع حاد، فلمٌ بالعرض البطيء اجتاح عقلي في ثانية، أنا أعبرُ الشارع بينما أدون شيئًا في كراستي ودراجة نارية تتجه بسرعة صوبي. لا أذكر من الاصطدام سوى الطنينِ الذي غمر أُذناي وألمٌ لا يُحتمل ينخر ساقي.
" لا. لقد حاولت تفادي الاصطدام أرادت أن تهرب لكنها لم تستطع. وأنا لم أنجح في السيطرة على دراجتي. أنا على يقين تام أنها لم تحاول الانتحار. " قالها بعينينِ واثقتين.
" هي دوما كانت هكذا، تأخذ حبوب النوم و تنغلق في غرفتها. لا شيء يختلفُ عن الآن. "
الأمهاتُ لا يكذبن. خرجت، تركتُني خلفي، أنا لا أريد العودة للحياة أنا بخير كما أنا وهم كذلك.
مضت بضعة أيام أخرى، جلستُ أراقب الغروب المعكوس لإحدى الليالي عندما قررت أنني أريد تفقد حالي في الجانب الآخر. كان هناك، يحمل بيده دفتري ويقرأ منه! اللعين كيف يجرؤ!
".. فإذا لم تجد من يُشاركُكَ الشغف أبقه لنفسك، خير من أن تجازف بتدميره.. "
أيقرأ لي؟! يقرأ لي سُطوري! عُدت في اليوم التالي ووجدته أيضًا والذي يليه، كان في كل مرة يخبر أمي "ستستيقظ، أنا أدين لها باعتذار. "
نمت في تلك الليلة، حالما باشرني النعاس أدركتُ أنني مُغادرة. العالم التّف بي، دارت السماء، انقلبت الشمس وأصبحت والعالم متوازيان.. ثم غفوت.
قرأ: " وأزدادُ انغِماسًا في الكونِ للحدِّ الذي ينتزعُني من هذا العالم.. "
"..فأغدو أكثر غُربة. " قُلتُها بصوتي مُتمّة السّطر، فنظر إلي وقد ابتهل وجهه. و إذ بأمي تهرعُ إليّ تحضُنني وتقبّل جبيني.
تمّت \ بقلم: سارآيْ
_
القصة هذي اكبر دليل على اني بكفة و العالم بكفة 😂
شاركت بها في إحدى الصفحات للفوز بكتاب. اليوم تم نشر سبع قصص و فُتح المجال للتصويت. طبعا قصتي ليست ضمنهم. و لكن ماعلينا مش هذي النقطة، قرأت القصص و كلها عن قصص حب فاشلة، خدعتني و انا فقير و بلا بلا قسم موتوني 😂 تراجيديا، سيجارة، الحرڨة و البوطي ...إلخ
يميلون للصنف الذي يثير اهتمام الناس و ليس لما يعبر عنهم كُتاب، كأشخاص، كوعيّ.
الحمد لله على نعمة الاختلاف.
لكن في الاخير لست اشعر أنها مضيعة، سكبتُ روحي فيها ككل مرة أكتب و هذا أفضل مافي الأمر
_
.
__________________
..
واتباد
| صراحة
| we♥it
| نِضاآلْ#
SaRay
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى SaRay
البحث عن المشاركات التي كتبها SaRay