عانقت وسادتها كما لو انها تريدها ان تغوص بين اضلعها ... حاولت اخفاء وجهها عن ذاك الرجل .. فبعينه الحمراوتان وتلك النظرة الحادة ليس لديها حل سوى التوقف عن البكاء
وقف عن الكرسي اخيرا وقد قال لها بصوت هادئ عكس ما يظهر على وجهه " بربك سيرينا انها المرة السابعة التي تخرجين فيها من المنزل !! "
أردف بصراخ "ألم أخبرك بأني زوجك لما لا تريدين تصديقي أستجعلين مجرد فقدان ذاكرة يقف بيننا "
بكت الاخرى بحرقة وهي تعتصر وسادتها أكثر لتقول بحنق " لا أستطيع .. أنا لا أذكر أي شئ عنك ... من المؤلم أن تكون بمكان لا تعلم فيه من تكون وماذا ستفعل وماذا سيحصل أنا فقط خائفة "
نظر لها وقد أعد كلماته جيدا لكن سرعان ما أومأ رأسه بهدوء لتغطي خصلات شعره السوداء عينيه المخيفتين " أحتاج ان تثقي بي .. فقدتي الكثير من الذكريات ولكن أرجوك أسمحي لي بصنع ذكريات جديدة .. سنبدأ من جديد معا ! "
لم تستطع تلك الشقراء إعطائه اي جواب فقط أكتفت بالبكاء بصوت خافت وهي تحاول جاهدة تذكر أي شئ عنه .. هو الوحيد الذي أهتم بها منذ خروجها من تلك الغرفة البيضاء ... ذكرياتها مشوشة .. فقط تسمع صرير تلك الشاحنة وهي تقترب من فتاة تشبهها .. دماء في كل مكان هذا كل ما تتذكره . |