"نجمة أخرى نجمة أخرى !"
قالتها بحماس وهي تحدق في السماء بسعادة ... أمسك بيدها مبتسما بأبوية .. في سره هو يخشى ان تسرقها منه السماء كما سرقته قال لها وهو يوقعها أرضا معه
"مونيكا عزيزتي ! توقفي عن القفز فالسماء لن تهرب منكي والنجوم كذلك " أما هي فلقد أستسلمت لترمي بجسدها على الأرض وعينيها الزمردتين لا تفارقان تلك النجوم أبتسمت بسعادة وكأنها المرة الأولى التي ترى بها النجوم رغم أنهما يفعلان ذلك سنويا "ماركوس قل لي أليست النجوم جميلة ... لقد تمنيت الكثير ماذا عنك ؟ "
اجبها ماركوس وهو نائم على الارض ببرود مدعيا عدم الاكتراث بكلامها " اما زلتي تؤمنين بذلك ؟ اكبري يا فتاة الامنيات لا تتحق بإنزلاق نجمة "
أجابته الأخرى وهي تعبث بشعره الاسود بمرح " بل تتحق ... لقد تمنيت شيئا في السنة الماضية وقد تحقق "
أبعد يدها عن شعره بإنزعاج وقال بتساؤل خفيف " حقا وماذا تمنيتي ؟"
ابتسمت وهي سارحة نحو السماء التي شكلت لوحة فنية بألوان ساحرة ومع لمعة النجوم انه لحقا السحر .... كان شعرها لا يختلف كثير عن تلك اللوحة فقط ينقصه تزيين النجوم .
عندما لم يسمع ردها تنهد بقلة حيلة قائلا " اذا كعادتك لن تخبريني بما تمنيتي حتى تتحقق "
أنتبهت لكلماته لتغوص بين أضلعه قائلة " في عامنا العشرين ... ومع إنزلاق الشهب ... وإختباء القمر ... ستكتب لنا الحياة قصتنا سويا ... سنغدو سويا .. ولن نفترق "
توقفت عن الكلام عندما رأته يضمحل أبتسمت بحزن لتضغط على شفتيها الحمراوتين قائلة " أريد أن أنضم إليك ماركوس ... أريد أن أكون معك "
ضحك الأخر بمرح قائلا " يا حمقاء سنلتقي العام القادم مجددا ... فقط سأذهب مع تلك النجوم من جديد .. سأراكي من فوق دائما "
تنهدت بتعب وهي تنظر للأسفل المنظر مخيف من إرتفاع كهذا ... ككل عام تتراجع عن فكرتها من أجله .. رغم أنه قد أضمحل وأختفى ولكنه سيكون معها في العام القادم سيبلغان كلاهما العشرين .
اخذت حقيبتها وجسدها يترنح مع انبعاث رياح خفيفة داعبت شعرها غادرت المكان بهدوء بعد ذهابه قائله بهمس "سنغدو سويا أعدك ." |