مِنْ فَيْضِ الإِرْتِوَاء جِئْتُ حَافِيَة
مُحَمَّلَة بِكُلِّ أَنْوَاعِ الحَنِين
وَعَلَى حَافَّةِ النَّبْض
نَضَجَتْ قُطوفُ الرّوح
تَرْمِقُنِي تِلْكَ الجُفُون
بِنَظَرَاتِ العِتَاب
يَا حُلُمِي الأَخْضَر
خَلْفَ حَائِطْ زُجَاجِي
يَكَادُ بِلَمْسَةٍ وَاحِدَة يَتَحَطَّم
وَبَارِقَة مِنْ هُدوء
غَرِقَتْ فِي لُجَّةِ الصَّمْت
وَ دُموع نَجْمَة حَالِمَة
إِلاَّ مِنْ نَبْضَة مُتَمَرِّدَة
لَمْ تَبْرَح مِنْ مَدَارَاتِ العُمُر
وَذِكْرَى تَغْفُو عَلَى وِسَادَةِ الذَّاكِرَة
وَمِنْ مَنْبَعِ البَوْح
رَقَائِق مِنْ أَنِين
تَرْسُمُ دَرْباً
خَارِجَ حُدُودِ الهَذَيَان
تَفْتَحُ مَعْبَراً بِلاَ تَأْشِيرَة
لاَ يَكَادُ يَطَالُهَا مَدَى
وَلاَ يَسْتَوْعِبُهَا احْتِوَاء
وَمِنْ بَسَاتِينِ السُّكون
إِرْتِجَافَة تَتَكِىءُ عَلَى حَافَّةِ البُكَاء
وَعَبَرَات تَقْتُلُ الحَرْف
تُدْفِنُه دَاخِل مَتَاهَاتِ المِدَاد
وَالحَيَاةُ تُشْبِهُ غَيْمَة
مَلِيئَة بِالمَطَر
وَأَرْضُ الفُؤَاد تَنْتَظِر
هُطُولَ الغَيْث كَيْ تَرْتَوِي
وَبَرِيقٌ خَاطِف
مَزَّقَ أَشْرِعَةَ الأَمَل
وَمَرْكَبي تَأْبَى الإِبْحَار
تَحَطَّمَ مِجْذَافُها
عَلَى ضِفَّة أَحْلاَمِي المُتْعَبَة
مخرج:
سَتُزهِرُ الأَحْلاَمُ يَوْماً
وَيَكُونُ هُنَاكْ وَاقِعٌ أَخَضَر
وشكر خاص للأخ فيرموث على التصميم