متل ما رح تشوفو إنّه تصنيف هالقصّة هو كوميديا، تصنيف جديد عليّ كليّاً
طول عمري متعودة ع الكآبة وما بعرف إلا أكتب عنها
لكن حبيت أجرب الكوميديا وبشوف ايش ردّة الفعل تجاهها
أنا قصدت أعملها وونش وت.. لكن اللي صار إنّه الالهام انقطع بنص الطريق
والأحداث كانت عم تطول.. وانشغلت شوي فقلت بعمل منها جزئين أو تلاتة على
بس إن شاء الله بكملها بسرعة
شي تاني حبيت أنبه إله وبحكم إنها قصّة كوميديّة فأنا استخدمت أسلوب بسيط جدّاً
قائم على السّرد والحوار فقط.. يعني ما رح تتغلّبوا أثناء القراءة
وبالنّسبة للتصميم العسول هاد فهو من العسولة سوهان
يسلمو سوهان.. نردلك ياها بالأفراح
أتمنّى تستمتِعوا
عنوان القصّة: Tiny pleasure l إمتاع صغير
الفئة العمريّة: أي حدن بعرف يقرأ
القائد للبقيّة، حازم ولطيف ويُعتمد عليه
أذكاهم الشخصيات، مفكّر ودائماً لديه حلول
كثيرة كلام وحركة ع الفاضي
تناوبت أرقامُ السّاعةِ الرّقميّة الموجودة على الطاولةِ الصّغيرة بجوار سريرٍ
يتكوَّرُ أَحَدُهم تحتَ غطائه، إلى جوارِ تلك الطّاولة هناكَ مكتب صغير عليه
العديدُ من الكتب والدّفاتر وحاجيات أخرى. وأمامه كرسي عليهِ حقيبة مدرسيّة.
وعندَما أشارت السّاعةُ إلى تمامِ السّابعةِ انطَلَق المنبّه بالرّنين،
لحظاتٌ وتسلّلَت يَدُهُ بِكَسَلٍ من تختِ الغِطاء، أطفأتِ المنبِّهَ ثُمّ انسَحبت
هدوءٌ لفترةٍ بسيطة تفجَّرَ مع قُدومِ كائِنٍ صَغيرٍ بحجمِ قارض بشعرِ أبيضَ وعينينِ
كالمجرَّة يحمِلُ سيفاً صغيراً أسود، قامَ بإمساكِ حافّة الغطاء والرّكض به كاشفاً عن
الطفلِ الّذي يتقوقعُ تحته بخمول
ناداه بإلحاح: هيا يا يوشي إنّه موعدُ الاستيقاظ.
قفزت أخرى، بنفسِ حجمِهِ وهيئته، بشعرٍ أسود وتعتمِرُ قبعة كبيرة، عن الطّاوِلةِ إلى
وسادةِ يوشي ووقفت بالقرب من وجنته وقالت بنبرةٍ مُتفاخرة بينَما تُمِّرُ سكينَها
أمامَ عينيها بشرّ: دع أمرَهُ لي ليدر، سأقطِّعُ له وجنته بسكيني الكبير.
بسكينِها الكبير بالنّسبةِ لحجمِها الصّغير بَدَأت تَخِزُ وجنة يوشي، ولم يَكُن لسكينِها أيُّ
نَفَخت وجنتيها وتوقّفت، ثُمَ انضمَّ لهُما فردٌ آخر، وَقَفَ إلى جوارِها يرتَدي معطفاً
طويلاً أبيض، قالَ وهو يَضَعُ يَدَهُ تحتَ ذقنه:
لقد سَهِرَ حتّى وقتٍ متأخِّرُ وهو يقومُ بواجباته المدرسيّة.. لن يصحوَ بسهولةٍ الآن.
- هممم.. أنا أرى أن يقومَ جزءٌ منّا بتحضيرِ حاجاته، وآخر يعدُّ الفطور، حتّى
يتمكّنَ البقيّةُ من إيقاظه، ولا يتأخّر بإعدادِ نفسه.
تابَعَ آمِراً: سمارت، لونلي وسبيك سيُجهِّزانِ حقيبةَ المدرسة. ريد وبريف سيُعدّانِ الفطور. أنا، آيس و..
تابَعَ بنبرةٍ ألطف: وشاي سنوقِظُ يوشي.
قالت سبيك بنبرتها الرّنانة وهي تضَعُ يديها على خصرها:
آيس الّتي ستوقِظُ يوشي بحاجةٍ إلى من يوقِظُها.
كانت المعنيّةُ بالكلام تنامُ على مكتب يوشي متوسِّدةً ممحاته، فمُها مفتوح ولُعابُها
هل يَجِبُ عليه الذّهابُ إلى المدرسةِ كلَّ يوم؟ ماذا لو تخلَّفَ يوماً؟
ليسَ وكأنّها نهايةُ العالم! ليسَ وكأنّه سيعود حامِلاً علمَ الكونِ من يومٍ واحد!!
الأطفالُ بحاجةٍ إلى الرّاحة أكثر، على المدرسةِ أن تخصِّصَ يومَ عطلةٍ إضافياً و..
همست بريف لِليدر: هي لن تصمت.. صحيح؟ هل عليَّ قطعُ لسانِها بسكيني الحاد.
- أجل عندما يُصبِحُ حادّاً.
كلَّمَ الجميع: هيّا جميعاً إلى العمل..
الفريقُ الأوّل المكوّن من سمارت، الّذي يعرِفُ كلَّ ما يخصُّ المدرسة يَقِفُ فوقَ
مكتب يوشي الدّراسيّ، ولونلي الّذي لا يعرِفُ شيئاً، يتكوَّرُ على نفسِهِ خلفَ قنينةِ
ماء، وسبيك الّتي لا تُجيدُ سوى الكلام تتحرّكُ على أرجاءِ المكتب دونَ هدفِ
وتستمرُّ في الكلام، بدأوا بتجهيزِ أغراض يوشي.
- لنبدأ بتجهيزِ المقلمة..
بَدَأ بسحبِ المقلمةِ الكحليّةِ من سحّابِها بصعوبةِ إلى منتصف المكتب..
- لونلي! أحضِر قلمَ الرّصاصِ إنّهُ بالقربِ منك، سبيك هاتِ الممحاة..
وأسرعَ هو نحوَ قلم الحبر.
نَهَضَ لونلي من عزلته وجَلَبَ قلم الرّصاص، وذهبت سبيك لجلب الممحاة وهي
تكلِّمُ نفسَها: آيس الكسولة، إنّها تنامُ على الدّوام، ستصبِحُ عجوزاً قريباً..
أمسكت بالممحاةِ الّتي تتوسّدُها آيس وسحبتها فجأةَ وبكلِّ قوتها، فأفلتت الممحاةُ من
تحت رأس آيس، فتدحرجت سبيك إلى الخلف:
وقَرَعَ رأسُ آيس في الطّاولةِ بشدَّة وصوتُ الدّويِّ كأنّهُ انفجارُ قنبلة..
علَّقَت شاي بنعومة من بعيد على ذلك الصّوت: يا إلهي!! هل هذا انفجارُ بركان؟!!
- بل دِماغُ آيس.. لا تخافي
نهَضَت آيس متفاجئةً، نظرت يساراً ثمَّ يميناً، زَحَفت بجسدِها نحو سبيك المتدحرجة
وتوسّدتها!! ركلتها الأخرى بعيداً ونهضت تنفِضُ الكيمونو الأخضر خاصّتها:
هل أنتِ دُب؟! وإن يَكُن.. هذا ليسَ وقتَ السُّبات!!
ناداها سمارت: هل انتهيتِ؟ إنِ انتهيتِ فاجلبي الممحاة.. لم يتبقَّ غيرُها.
تمتمت بغضب بينَما تُصارِعُ الممحاةَ لحملِها: ماذا يظنُّ نفسه؟ ذاك الفيلسوفُ
حَمَلَتها وأخيراً وعندَما وصلت المقلمة وضعتها فيها رمياً ونَفَضت يديها.
نَظَرَ سمارت إلى بطاقة برنامج الحصص اليوميّة الملصقة على الحائط.
- علينا ترتيبُ الكتب الآن.. اليوم هو الثُّلاثاء.. أوّلاً الرياضيات..
قَفَزَ إلى حقيبة الظّهر على الكرسي ودَخَل إليها وصاحَ من داخِلها:
الرياضيات موجود.. ماذا غيرَ ذلك سبيك؟
بَزَغَ برأسِهِ من داخل الحقيبة وقال: ناوِلاني اللغة الانجليزيّة.
ركضا ذهاباً وإياباً، اصدما ببعضِهما في المنتصف ثمَّ انتبها إلى الكتاب الموضوع
بينَ كومة أخرى من الكتب حملاهُ عالياً بسرعة لكنّهُ كانَ ثقيلاً فأطاحَ بهما
عاودا حملَهُ بتأنٍ مشيا به ورمياهُ إلى سمارت الّذي حاوَلَ بدورِه التقاطَهُ لكنَّهُ طَرَحَهُ
فُجِعت سبيك وغطت فما بيدها من الصّدمة..
عقَّبَ لونلي على ذلك: وأخيراً.. لحظةً صمتِّ بها.. الرّحمة لروحِكَ سمارت،
لم تتسنَّ لك رؤيةُ هذه اللحظَةِ التّاريخيّة.
خَرَجَ سمارت من الحقيبةِ كأنّهُ خارِجُ من ساحةِ حرب؛
منكوشَ الشّعرِ ، ملابِسَ غير مرتبة وعينٍ متورِّمة: لم أَمُتْ بعد..
نَفَضَ رأسهُ فعادَ شكلُهُ إلى طبيعته، قَفَزَ إلى الطّاولةِ وقالَ:
الفريقُ الثّاني المكوّن من بريف وريد كانا يُعدّانِ الفطور.
تُحاوِلُ بريف باستخدامِ سكينِها الصّغيرة تقطيعَ البيضِ المقليّ، تَضَعُ السّكينَ
فوق البيض، تضغَطُ عليها بقوّة ولا تفلِح، تَقِفُ فوقها وتضربها بقدمها ولا تفلح.
قهقه ريد الواقف إلى جوارِها وهوَ يَضَعُ يديهِ على خصره ويرفَعُ أنفه إلى السّماءِ
بفخر، وعباءته الخمريّة ترفرف:
وأشارَ إلى صحنِ سَلَطة كانَ قد أنهى تقطيعه توّاً.
صَفَرت بإعجاب: كيفَ فعلتَ ذلك؟
ردَّ بفخر: بذكائي الحاد.. هوهوهو
بعينٍ ناعسة ونبرة مشمئزّة قالت: اوه هاد لدرجةِ قطعِ الخضار.
- تلك تسمّى آلةُ تقطيعِ الخضار، كل ما عليكِ فعلُه هو وضعُ الخضارِ في مكانها
المخصص والقفز فوق الزّرِّ الأخضر.. ماذا عن استخدام ذكائك لتقطيعِ البيض؟!
بنبرةٍ ساخرة ردّت: لا.. أخشى أن يتّسِخ..
وبغضبٍ وصراخِ أردفت: ريد أيُّها المتفاخر.. اغرب عن وجهي.
أمّا الفريقُ الثّالث المكوّن من ليدر وشاي وآيس النائمة كانَ عليهم إيقاظُ يوشي.
باستخدامِ دميتها كانت شاي تدغدِغُ أنفَ يوشي، وليدر يناديه:
يوشي.. يوشي.. ستتأخَّرُ عن المدرسة، لقد تأخّرتَ بالفعلِ عن موعد
قَفَزَ سمارت بجواره وقالَ: أنا لديّ فكرة..
رفَعَ صوته محدِّثاً يوشي: يوشي.. الفتاة الجميلة من فصلِكَ تتصل بك..
هبَّ يوشي من فوره محملِقاً ويتلفَّتُ باحِثاً: أين؟ أين؟
ابتَسَمَ سمارت بمكر: هل نسيت؟ هي لا تملِكُ رقمك.. أنتَ لا تمتلِكُ هاتفاً حتّى.
حَدَجَهُ يوشي بنظرةٍ قاتلة وعيناه تلتهبانِ غضباً، أرادَ إمساكَهُ ورميهُ بعيداً
لكنَّ ليدر قاطَعَهُ : لقد تأخّرت.. ذاك المديرُ سيترُكُكَ واقفاً لدى البوّابةِ اليومَ بطولِه.
فَطِنَ لذلك: آآعع اللعنة.. لا تذكِّرني..
تحرَّكَ بسرعةِ البرقِ بينَ الخزانةِ والمكتب والسّرير، ارتدى ملابِسهُ بلمح البصر،
حملَ حقيبته على ظهره وقال: أنا ذاهب..
تزامَنَ ذلك مع قدوم ريد وبريف، قالَ ريد منبِّهاً:
سَقَطَ ريد أرضاً وأظلمت الأجواءُ حوله إلّا من بقعة ضوء فوقهُ وحده وقال بحزن:
قلبي.. قلبي الصّغير لا يحتمل.
قهقهت بريف: هل جَرَحَه ذكاؤُكَ الحاد؟!
قالَ لونلي الواقف على المكتب منبِّهاً بنبرةٍ مريبة: هيه سمارت، هل وضعتَ ليوشي
- يوجدُ هنا مذكَّرة ما للرياضيات!!
أسرَعَ الجميعُ وتحلَّقوا حولَ المذكرة
- هذه المذكرة؟! لقد سَهِرَ يوشي ليكتب عليها واجِبَ الرّياضيات!
أتمنّى ما كون خبّصت بأوّل محاولة لي في الكوميديا
ولو خبّصت عادي
انتظروني قريباً بباقي الفصول
وشكراً لكل من مر من هُنا
ومرّة أخرى شكراً لكِ سوهانتي Love you