(إيليا)
- في تلك اللحظة التي اختفت بها من المدينة وهربت مني عرفت بأنني سأعثر عليها لأراها من بعيد وأقتل نفسي بعدها أو
- أو ؟
- في اللحظة التي أراها بها لن أعود أنا سأمسك بها بقوة وأربطها وأعذبها حتى توافق على الزواج بي أو أقتلها
.
.
الجزء الثاني (مشاعري أنا )
.
.
سمعت صوتاً لم أعتد عليه " متى ستستيقظين ؟ " خفت بل ارتعبت وأنا أتذكر ما حدث ، هل سأفتح عيني لأرى طفلتي بعيداً عن هذا الكابوس أم ستكون النهاية ؟ ، سأرى الدماء أم أني تحت الأرض في قبري ، بطبع أنه قاتل متسلسل بتأكيد قتلني ، مرت دقائق حتى سمعت صوت أقدام تبتعد ، فتحت عيني ببطيء ، رأيت سقفاً أبيض ، أغمضتها بسرعة ، ليس منزلي ولم يكن ديق فليس قبري ، أتمنى لو مت .
" رأيتكِ تفتحين عينيكِ ، يكفي كسلاً "
ذلك الصوت مرتاً أخرى ، تذكرت نفس صوت من هاجمني ، فتحت عيني لأراه أنه شاب طويل وأنيق في أوائل العشرين من عمره ، تكلمت مترددة
" من أنت؟ ، لماذا أنا هنا ؟ "
نظرت لأرى ما حولي ، غرفة كبيره بيضاء اللون لا يوجد فيها سوى السرير وطاولة وكرسيين
" ألا تتذكريني ، أنا حبيبك "
لم أنتبه لِما قال ، وضعت يدي على الجرح في بطني ، ومع شعوري بأن أحشائي ستخرج من الألم
" لا تقلقي لقد عالجتك بطريقة مثالية ، فتخصصي الجراحة "
تداركت ماذا قال قبل قليل (حبيبك) من حبيبي !
قلت متأملة أن يقول الكمرة الخفية " لا أعرفك لتكون حبيبي ، أنت القاتل المتسلسل فوتو ؟ "
تغيرت ملامحه اللطيفة إلى ملامح قاسية
" أنتِ خنتني معه ، حتى أنكِ خُنتي عائلتك لتتزوجيه "
ضغطُ بيدي على رأسي لعلي أتذكر هذا المخلوق ، لم أتذكره ولا أريد ذلك ، شعرت بيد تمسك ذقني بقوة وترفعه
" أتتذكرين عندما كنا صغار جميع من في الروضة أزعجوني وكرهوني لشخصيتي وذكائي إلا سما اللطيفة كانت تعطيني ألعابها ،، وبعدها أصبحنا أصدقاء وأحببنا بعضنا ، ولكن بعد 6 سنوات تركتي أمريكا وعدتي بدوني فتفرقنا ، سافرت لأراك قبل سنه حينها سمعت بحبك لذلك الغبي"
دفع وجهي بقوة وأكمل بحزن استفزني " لماذا؟ "
لم أفهم ، لماذا لا أتذكره ، لقد تذكرت كان زميل عادي لعبت معه في الروضة وعندما أزعجوه الأطفال لتباهيه بمال والده ولضربه لهم أصبح وحيد دون أصدقاء فحزنت عليه ولعبت معه.
قلت مترجيه " لم يكن بيننا شيء ، دعني أعود لمنزلي ولن أخبر الشرطة عنك "
ضربني بخفه على وجهي " لا تقولي منزلي ، منذ اليوم هذا منزلنا "
" أرجوك أريد أبنتي "
عادت ملامحه اللطيفة ومن ثم تحولت إلى برود
" اسمي إيليا "
أنه مختل عقلياً ولن يتركني ، نظرت في الأنحاء
" لن يسمعك أي شخص ، يوجد عازل قوي فلا تتعبي نفسك بالصراخ
صرختُ فلا أريد أن أبقى هنا معه ، الموت أفضل لي " أقتلني "
ضحك ضحكه غريبة لم أفهمها وقال " لم أترك أي شيء حاد في هذه الغرفة حتى لا تؤذي نفسكِ
يا عزيزتي ، أخاف عليكِ من نفسك وتريدين أن أقتلك ؟ "
لم أستطع مقاومة دموعي أكثر من ذلك فستسلمت لها ، يبدوا أنه ليس هناك أي مهرب من هذا المريض ، حتى أنه طعنني وعالجني ، توقفت عن التفكير حين أحسست بشيء دافئ يلامس خدي ، نظرت لأصابعه تمسح دموعي ، فأبعدت وجهي بقرف
" ستعتادين على حبي لكِ "
" أنتَ لستَ إلا مجرم ، سفاح ، قاتل "
قال بحماس مقرف " لم أقتل أبداً ، مع أن جاك السفاح كان حُلمي ، سأصبح طبيباً مثله ، أنا متأكد بأن الطريقة بنتزاعه لأحشاء الضحية لم تكن لشخص إلا جراحاً "
نظرتُ له بحقد وكره فبادلني ببتسامة ، كيف يفكر هذا الشخص ، هل أتوقع ضربه أو ابتسامته أو عصبيه .. بماذا يفكر!
" أسف ، أنتِ مستغربه أني لم أقتل ؟ .. لستُ فوتو ، حين سمعت عن فوتو وطريقته في القتل فرحت كثيراً ، وتذكرت بأنه تم إرسال رسائل كثيرة للشرطة من جاك السفاح في ذلك العصر "
لمعت عينيه وأكمل " بتأكيد لم تكن الرسائل منه أو حتى أغلبها ، هناك معجبين به مثلي أرسلوها "
حرك أصابعه لتحتك معاً وتخرج صوت دلاله على أن فكرته رائعة
أكمل مبتسماً بفخر " لهذا عندما فكرت بذلك تذكرت سبب قدومي إلى هذه المدينة ، من أجلك أنتِ فقط ولهذا قلدته لكي يظن الجميع أنكِ ميتة "
نزلت دموعي مرتاً أخرى ، قدوته جاك السفاح وفوتو ، إنه قادر على قتلي
" سأذهب لأحضر لكِ الغذاء "
نظرتُ لظهره وهو يبتعد ، تمنيتُ أن أطعنه ويموت ، صعد الدرج وفتح باب في الحائط بالمفتاح الذي لديه ، إذا أنا في قبوه ، سمعتُ صوت الباب يغلق فسمحت لشهقاتي المكتومة بالخروج ، كل هذا بسببي إنه عقاب ، تذكرت حبي وأنا لم أكمل الثامنة عشره لشاب لا يكبرني إلا بسنه ، تقاتلت مع أمي حينها وبسبب قسوتها عاندتها وقلت لعائلتي أني سأتزوجه وأهرب معه لم أكن أقصد ذلك ، فضربتني أمي بقوة وقالت : " منذ اليوم لم يعد لي ابنه " ، هربت مسرعه دون أن أفكر بتغير ملابسي أو مسح كدماتي ، فتح لي الباب خائفاً علي ، فمنظري ببجامة النوم وعلامة الكف على وجهي ، قبل أن يتكلم ضممته وقلت
" لنتزوج " ، كنت أنانية وغبية وهو كان أحمق لم يرفض طلبي بل قال :
" عمي يريد أن أتزوج ابنته لهذا دعينا نسافر ونهرب ، سأدرس وأعمل لنعيش "
قلت متردد " لكنك لم تكمل التاسعة عشر "
" إذا هل أتزوج ابنة عمي؟ "
لم أحب الفكرة ، عائلتي ظالمة هذا ما فكرت به ، أريد أن أهرب معه وأعيش كما أريد ، وبكل جرأه عدتُ إلى المنزل لأخذ ما جمعت من نقود ، لم تتكلم معي أمي ولم أهتم ، رحب عمه بي فهو لا يرفض إي طلب لراني ، ليس كما تخيلت ، وعندما تزوجنا انتقلنا لمدينة أخرى رغبتاً مني بالابتعاد عن مدينة عائلتي ، استأجرنا منزلاً ولأن جامعته بعيده سكن في مهجع الجامعة ويزورني في عطلة الأسبوع ، وبعدها حملت بتارا التي جعلت حياتي نوراً ، أنجبتها في التاسعة عشر من عمري .
هذا عقابي ، بطبع أمي من تمنت أن يحدث لي هذا ، لماذا أصر على ظلمها ، أنا من أرتكب الجريمة بحق عائلتي ولهذا عوقبت وسأعاقب مدى الحياة .
سمعت صوت الباب يفتح ، دخل ومعه صينية طعام مليئة بأصناف الطعام الشهية ، وضعها على الطاولة
" تعالي لنأكل معا "
نبرته البريئة أزعجتني كأنه لم يفعل شيء ، لم أجبه ، تمددت وغطيت رأسي ، أريد أن أنام وأستيقظ لأرى غرفتي ، هرباً من هذا الكابوس أو على الأقل لكي لا أرى هذا المجنون ، سمعت خطوات تقترب وسرعان ما توقفت ، أنفاس سريعة توشك على الغضب لم تدم لثواني
" أسف نسيت أنكِ متعبه ، نامي اليوم وغداً سأراكِ "
كيف يفكر هذا الشخص ، انه مجنون ، لا يمكن التنبؤ بتصرفاته ، مرت الأيام وأنا محبوسة في هذا القفص ، لم أكل معه أبداً فعندما يخرج ألتهم كل ما يوجد من طعام ، أريد أن أعيش ، أريد أن أهرب لأرى تارا وراني ، سأتحمل من أجلكم ، من أجل حبيبي ومن أجل أبنتي .
سمعت صوت ضحكته ، فتح الباب وبيده ظرف بني ، لم أهتم لماذا يضحك ولكنه فاجأني برمي الظرف أمامي وضحك بسخرية ، خطر في بالي عائلتي ، ماذا حدث لهم ؟ ..أمسكت الظرف وحاولت فتحه بسرعة رغم توتري ودعائي بأنه لم يفعل شيء لعائلتي .
" تمهلي ، أنكِ ترتجفين ، سأفتحه لكِ "
أخذه مني وبعد ثواني قلبَ الظرف لتنساب منه الصور وتقع على الأرض
" لم يمر شهران على موتك " ابتسم منتصراً " ليس لديك مكان آخر "
مرت دقائق حاولت أن أستوعب الذي أراه ، نزلت دموعي فكما قال ليس هناك مكان للعودة ، راني كيف يمكنك أن تنساني بسهولة .
أحسست بيده تمسح دموعي ، هذه المرة لن أهتم لمن يمسحها فكل ما فكرت به أنها كذبه
" هذه كذبة ، هذه كذبه ، فوتشوب ، أنت كاذب "
قال ببرود " ظننت بأن هديتي ستعجبك ، سأريك شريط الفيديو "
أخرج الكاميرة وأراني فتاة جميلة (أعرفها جيداً) بفستان أبيض تخرج من السيارة ، يستقبلها راني ممسكاً يديها ، أبعدتُ وجهي حتى لا أكمل الفيديو
" أرأيتِ ؟ أنا فقط من أحبك بصدق ، لقد تزوج قبل أن ينتهي الشهران "
" أيمكنك أن تتركني لوحدي "
اقترب مني وضمني بقوة " أنا بجانبكِ دائماً ، تذكري ذلك "
بعد ساعات انتبهت بأني أنظر للحائط دون تفكير ، المجنون لم يكن هنا ، متى ذهب ! ، ضحكت على نفسي لأني لن أخرج من هنا إلا فارغة العقل مختلة عقلياً أكثر منه ، تذكرت راني الذي تناسى أمري بسرعة ، لم يهتم حتى لكلام الناس وتزوج ، لماذا فعلت ذلك ؟
صرخت صرخة عالية وبعدها أعلى ، صرخت وصرخت لعلى أوجاعي تذهب ولا تعود ، لعلي أرتاح ولكن مع كل صرخة يتألم وينشطر قلبي ، ومع هذا سأكمل صرخاتي .
مرت الأيام ببطيء شديد وفي كل مرة يحضر الطعام أتذكر مشهد السيارة حينها أتمنى الموت أو حتى شيء لأكسره ، لم أكل لأيام فقد مرت أيامي وأنا أنظر للحائط أو للسوار الذي ألبسه فهو الشيء الوحيد من منزلي ، نسيت شكل المجنون ، مهما تكلم لم أسمعه حتى سمعت صوتاً قوياً لسقوط الطاولة ، نظرت له ، عيونه تستشيظُ غضباً ، الطعام يملئ الأرضية والطاولة مقلوبة
" اكتفيتُ من ذلك ، منذ اليوم ستأكلين من يدي "
وضع الطعام في الطبق ثم اقترب مني ، حاولت المقاومة لكنه ثبت رأسي وأدخل الطعام ، لكماتي الضعيفة وصرخاتي لم تجدي
" سأطعمك حتى تنتفخي ، سأجعلك تنسي ذلك الخائن ، سأجعلك تندمين على هروبك معه "
نزلت دموعي بعد كلاماته ، من قال بأني لم أندم ، ظننت بأنه الوحيد الذي لن يصدق موتي وسيبحث عني أو عن جثتي ليدفنها ، كم كان تفكيري غبي
" أريد تقويم لأعرف الأيام "
ابتسم لي كأني أعطيته جائزة
" وأخيراً طلبت مني شيء ، أحبك "
ذهب مسرعاً وعاد بنفس السرعة مع التقويم ، علق التقويم بجانب السرير
" أعجبكِ ؟ "
" آه "
" دعينا نتزوج "
نظرت له بدهشة ، ماذا يقول ! ، هل جُن تماماً
" أنا امرأة متزوجة "
" زوجك تزوج ، سأغير أسمك لنتزوج ونسافر للخارج ، لدي طائرة خاصة وفيلة كبيرة لكِ وحدك وأفضل ما فيها أنها بعيده عن البشر "
إنه سجن آخر ، سيغلق علي حتى في الخارج وفي طيارته ! ، سأبقى هنا حتى أهرب
(لا يهم لا يهم لا يهم) بقيت أرددها في نفسي دون أن أعرف سبب تفكيري بهذه الكلمة.
قال ليقنعني " لكني أحبك "
" أكرهك "
تغيرت ملامح وجهه ، بدأ يخيفني حين يفعل هذا الوجه (عيون حادة ، حركة ضغطه لأسنانه مخيفه)
" تقصدين أنكِ تحبينه ، مهما فعل ستبقي حبيبته "
خفت من نبرة صوته فحاولت مجاراته " لم أقل هذا "
قال بصوت عالي " أنتِ لي أنا فقط ، لي أنا "
اقترب مني وفتح أزرار قميصي ، لم أستطع المقاومة ، كان أقوى مني بمراحل فستسلمت له مع أن دموعي لم تستسلم ولن تتوقف ، كيف لا استسلم ولقد فقدت كل شيء لم يتبقى إلا إنسانيتي وها أنا أفقدها ، فور خروجه من الغرفة ذهبت للحمام ( أكرمكم الله ) فتحت الدش واغتسلت رغم برودة المياه إلا أني شعرت بالحر والظلم ، أشعر بالاختناق (هذه لم تعد أنا ) ، بعد الحمام لم تتغير نفسيتي ، أشعر بالقرف والكره ، الكره لنفسي ، كم أكرهك يا سما ، أكرهك ، موتي .
انتهى التقويم ووضعنا تقويماً أخر ، مرت 9 شهور على وجودي هنا ، كأني في زنزانة تحت الأرض ، سجن لا يدخله ضوء الشمس ، حتى أحاسيسي ومشاعري لم أعد أفهمها متى سأحزن ومتى سأفرح ؟ ، هل هناك شيء يدعو للفرح ؟ أصبحت غريبة أطوار ، بطني أنتفخ يبدوا بأني حامل ، حين تأكدت ضحكت بهستيريا كأني لم أضحك من قبل ودموعي تنساب على خدي ، كيف أعبر عن ذلك ، لم أستطع أن أفهم ، لماذا ؟ ، لا أريد هذا المخلوق .
" وأخيراً سيكون لي ابن ، ماذا سنسميه "
أحسست بالقرف من فرحته فلم أجاوبه
" ألم تملي من تكبرك وعدم النظر لوجهي "
قلت بهدوء لكي يصمت " ثابت وإن كانت فتاة تاله "
" ثابت أنه اسم غريب ، لماذا اخترته ؟ "
" ليثبت ويبقى صامداً أمام الصعاب "
" أحببت الاسم ، حبيبتي رائعة وذكية "
إنك معتوه ، حزنت وخفت عليه منك قبل أن يأتي وكرهته وسأكرهه إن بدا مثلك ، سأدعو ألا يشبهك والأفضل أن يموت .
حين جاء موعد الولادة اتخذتها فرصه لأقنعه أن أخرج للولادة
" لا تخافي لقد درست كيفية التوليد "
عرفت انه ليس هناك مهرب وبعد أن ولدت الطفل سمعت صوت بكاءه ، وضعه بجانبي ، لم أرد أن أرى الطفل لكن حين التقت عيني بعيون هذا الملاك أحسست بالفرحة ، كيف تمنيت موته كيف تجرأت وهو من سيخرجني من هذه العتمة وسينير المكان في هذا السجن .
بعد ولادتي لثابت شعرت بالحياة ، أمضيت وقتي بالاعتناء به حتى إيليا فرح ولعب معه في بدايتها ، لكن كما اعتقدت لن يستطيع أي شخص التنبؤ بتصرفاته
" إلا متى ستبقي تعتنين به ؟ "
نظرت له مستغربه لانزعاجه المتكرر من ثابت
" لم تهتمي أبداً بالرد علي ، دائما ما نظرتي للحائط ، ولكنك حالياً تحملينه دائماً وتعتنين به "
سحب مني الطفل بقوة والتف ليخرج ، لحقته بسرعة محاوله أخذ ثابت منه ، دفعني بقوه فأمسكت قدمه ، ليس هناك حلاً إلا الترجي
" لا تبعده عني ، ألا يكفي بأنك حرمتني من أبنتي "
" أنتِ لي وحدي ، لا تحبي شخص أكثر مني "
" لكنه أبنك "
" أنتِ أهم ما في حياتي "
نظر لثابت وأكمل " انه طفل غير محظوظ سيموت اليوم "
دفعني بقدمه وخرج ، لم أستوعب كلامه ، سيقتله ، هل سيفعل !
صرخت بأعلى صوتي " ارجع لي ثابت ، من كذب عليك وقال بأني أحبك "
بعد صرخاتي التي لم يسمعها أحد جلست بهدوء ، هل تعودت على الإستسلام ؟ ، أتمنى أن أعثر على سكين وأغرسها في قلبه ، نظرت ليدي المنتفخة (سنتين تغيرتُ من الخارج قبل الداخل ، انتفخت من الطعام ، أطعمني رغماً عني ، ولا أتحرك كثيراً فدائما ما أكون نائمة)، ألم يمل من لعبة حبسي ، هل قتل ابنه ؟ ، هل يمكنني الموت ؟ ، أغمضت عيني < بعد دقائق فتحتها رأيت عائلتي أمي وأخي وأختي يستقبلونني لأدخل المنزل ، رن جرس الباب ، دخل راني ومعه تارا ، ابتسمتُ كم أنا سعيدة ، رن جرس الباب مرتاً أخرى ، فتحته وإذ بي أرى جثة طفل صغير مليئة بالدماء ، انه أبني > استيقظت من الكابوس على صوته
" هل أنتِ بخير ؟ "
شربني القليل من الماء ، نظرت له وتذكرت ما حدث
" أين أبني ؟ ماذا فعلت به ؟ "
قال بعدم اهتمام " قتلته ، ستنسيه ، لهذا لا تخافي "
جسمي لا يتوقف عن الارتجاف ، اقترب مني وضمني
" لا تحزني أنا أسف ، أسف "
لم يعد لدي قوة لأبعده عني بل خفت أن أبعده وأرى ردة فعل مخيفة
" أرجوك أنا أترجاك ، أقتلني ، أقتلني "
زادت ضمته قوة كأنه يريد كسر أضلاعي و الانتقام لكلماتي ، أحسست بقطرات ماء تسقط على كتفي ثم سمعت صوت بكاءه
" أنا فعلاً أسف ، عقلي ، أفكاري ، لقد قتلته دون ندم ، أخاف أن أفكر يوماً في قتلك ، أصبحت أخاف من تفكيري ، لا أعرف نفسي "
أبعدته وابتسمت لكلماته ، ابتسمت ابتسامه لم أعرف حتى أنا مغزاها ، هل أصبحت مثله ؟ هل أصحبنا الثنائي المجنون ؟ لم أعد أفهم نفسي لهذا سأتكلم بكل ما يخطر ببالي فليس هناك ما أخسره
" أنت مختل عقلياً تستحق الموت ، الموت بأبشع طريقة ، اقتلني وانتحر "
نظر لي دون أن يتكلم فأكملت محاولة إقناعه
" هذه أفضل طريقة لنرتاح ، فكر جيداً "
وقف " سأذهب ، ولا تفكري بأني من الممكن أن أقتلك "
ليته يذهب دون عوده ويجعلني أتعفن هنا دون أن أراه ، فقط أنتظر الموت ، ذهبت للحمام فتحت صنبور المياه ، لن انتحر هذه المرة فكم مره حاولت ليأتي هو مسرعاً لينقذني ، لا أريد أن يمنعني من الحمام .
مرت سنه أخرى وتلتها سنه وسنه ، 6 سنين لم أخرج من هذا المكان وفي هذه السنين زاد وزني وكبر بطني وأفخادي وحتى وجهي أصبح الضعف ، أكملت الخامسة والعشرين من عمري ولكني أحس بأني أتممت الخامسة والثمانين .
تحققت أمنيتي لقد اختفى ، مر أسبوع دون عودة ، لم أكل إي شيء خلال الأسبوع سوى الماء والملح ، ترك لي الملح لحالات الطوارئ ، ذات يوم دخل مسرعاً ، تنفسَ بصعوبة ووضع حقيبه على الأرض ، اقترب مني وضمني
" من الممكن أن أهرب وأغيب لشهور ، الشرطة قادمة ولا أريدهم أن يروا الحقيبه ، دعيها هنا ، سأرسل لكِ "
لم يكمل جملته بسبب صوت جرس المنزل ، صعد مسرعاً وبتأكيد لم ينسى إغلاق القفل حتى لا تعثر الشرطة على المكان ، شعرت لأول مره بالأمل فالشرطة قريبه ، نادِت بأعلى صوتِ
" أنقذوني ، أنقذوني "
لم يسمعوني ، إن حُبس وغاب هل سأبقى لأموت (تحققت أمنيتي) ، فتحت الحقيبه ولم أستغرب لِما رأيته ، نقود ومسدس وسكين وأكياس من البودرة ، شعرت بالتعب الشديد فلم أكل منذ أسبوع وستمر شهوراً دون طعام .
.................................................................................................... ........
انتهى الجزء الثاني
اتمنى أن تستمتعوا بقراءة الرواية واخباري بأرائكم