الموضوع
:
قضيةُ إستِحضَار الماضِي.
عرض مشاركة واحدة
#
3
07-06-2018, 11:33 PM
X
على كوكب قابل للحياة كان البشر يطمحون للوصول إلى السماء عبر الوقوف على تطورهم! وظَل التطور يكبر أكثر فأكثر!
كل شيء بات يتحكم بالبشر ليجعلهم أفضل، الأجهزة الذكية تحولت لشيء يعطي الأوامر! أوامره قاطعة بشكلٍ جعله كأنه العقل الباطن! لا شيء يعمل بلا الجهاز الذكي "RO.0" ، ولا حتى البشر.
جهاز "RO.0" أصبح كالهَوية؛ يحصل عليه كل مولودٍ كروحٍ له فبدونه يعتبر ميتًا! ليس كالهواتف أو ما شابه، هو فقط يساعد على البحث عن معلومة أو كتأدية واجب مدرسي او للعمل! يحصل على صلاحيات حسب الحاجة؛ فطالب المدرسة يحصل على إذن بالدخول لموقع التربية! وموظفوا الشركات يحصلون على إذنٍ لدخول موقع الشركة كعضو. وتحتاجه لإثبات وجودك أيضًا فبدونهِ أنتَ غير موجود!
مثال على حاجته للحياة؛ إن قرروا الخروج عليهم تمريره على كل بابٍ يقابلهم وعلى كل جهاز "Qn3" يمرون عليه في الشارع أكان ثابتًا أم متحركًا. وبما أنَّ الهاتف هو العقل هذه الأيام؛ إن لم تكن تنفذ أمره لن يعمل ببساطة!
سيحَدَدْ جدولُ الأعمال الخاص بيومكَ عند منصف الليل؛ وإن كان في جدولكَ مقابلة صديق سيكون في جدوله مقابلتَكَ تلقائيًا فالمنظم الرئيسي يربط الجداول ببعضها حسب الحاجة.
في النهاية أصبح المجتمع سعيدًا بهذا فالبشر أصبحوا ناجحين ولا راسب إلا بعض المتمردين في السجون الفارغة، كثيرٌ من السلبيات إختفى أساسها فلم يعد هناك الكثير من تضييع الوقت في جداولهم!
ذلك أصبح يتواجد في البلاد المتطورة؛ عواصمها وأهمِ مُدنها! بدأ التطور هذا من اليابان وعمها ثم إلى الولايات المتحدة وإلى كوريا الجنوبية والصين ثم أخذ يمتَد أكثر فأكثر وعم العالم بأكمله إلا القليل وبعض المدن في بعض البلدان.
في اليابان إشتاقت إحدى المدن للتقاليد القديمة! للحرية في التصرف بدون أن يُملى عليهم قائمة ليقوموا بها كل يوم! خرجوا بالمظاهرات وقاموا بتحطيم كل شيءٍ حديث لا يعجبهم وكل جهاز "RO.0" وإستأصلوا العقل الإلكتروني من المدينة! لكنهم لم يكتفوا ، ويطمحون إلى المزيد! إعادة الماضي إلى حاضرهم في العالم أجمع، توعية البشر بأنهم أصبحوا آلاتٍ تقوم بكل شيء حسبَ الأمر إلا التفاصيل الصغير كموعد دخول الحمام.
بين مجموعة رجالٍ يستعدون للإنطلاق كانت تقف صاحبة الزيلين ذات الثلاثة وعشرون عامًا، هتف أسود الشعر بغضب وهو ينظر نحوها
- عودي! بماذا ستفيديننا؛ بغض النظر عن توريطنا بفتاة علينا حمايتها سنتورط بجثة!
رمقته بهدوء ثم سارت لتتخطاه بعد أن أعطته ضربة بمقبض بندقيتها الغريبة في معدته، إنحنى بألمٍ وهتف
- حمقاء مختلة؛ مع أمثلكِ لن يتحقق هدفنا!
إلتفتت بنفاذ صبر
- كازومي! تصرف وكأنك لا تعرفني رجاءًا!
- ميتشيرو أيتها الحمقاء!
هتف بغيظ ثم إلتفت نحو قائد الكتيبة؛ تمتم بنفس حالته
- أنتَ من سمحَ بوجودها!
ضحك مبررًا
- بما أنها قريبة لك ستحميها لذا لا بأس!
رمى بندقيته المليئة بالتفاصيل والأزرار أرضًا هاتفًا بغيظ
- قالَ معهم سأفتح اليابا...
هتف أحد الجنود
- حضرة القائد سيروزوما: كل شيءٍ جاهز!
هتف سيروزوما بصوتٍ عالٍ وبكل حزم
- هيا بنا يا رجال!
إلتفت نحو كازومي مجددًا متمتمًا
- لديها شجاعة وثقة قد لا تجدها عند الرجال! حاول التأكد أنكَ أشجع منها وقادر على المواصلة حتى آخر أنفاسكَ كما تبدو هي!
إشتعل كازومي بنار غضبٍ سوداء هاتفًا
- هاااه ماذا تقصد أيهالعجوز اللعين! مكانتي تتحدثُ عني!
تحركَ سيروزوما فيما يقول
- هذا قاسٍ لم أبلغ التاسعة والثلاثين بعد!
أردف بجد وهو يرمقه بهدوء
- كازومي! شخص بحماسكَ وإصراركَ عارٌ عليه أن يكوت عنصريًا، عليكَ أنْ تدعمها لا أن تقِف ضدها خصوصًا أنها قريبتُكَ!
تمتم كازومي بضجر وهو يتبعه
- ليست قريبتي!
.
.
X
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى X
البحث عن المشاركات التي كتبها X