عرض مشاركة واحدة
  #73  
قديم 07-14-2018, 01:53 AM
 







الحياة فيض من الذكريات تصب في بحر النسيان أما الموت فهو الحقيقة الراسخة#نجيب_محفوظ

[في منزل عائلة هي جين]

كانت والدته قد أعدت على منضدة الطعام الصغيرة بعض الأصناف المفضلة لة و تجلس على أحدى المقاعد متتوقة بشوق لقدومة رغما غضبها الشديد علية لتأخرة الدائم في الرد على رسائلها ، أما والدة فقد كان يشاركها الجلوس على المقعد المقابل للذي تجلس هي علية و لم يحبذ بدء تناول الطعام حتى يأتي هي جين ليشاركهم تناوله

حضر إلى المنزل بعد مرور ساعة كاملة من أستقالتة لسيارة الأجرى برفقة شين وو ، ودعة أمام الباب قائلاً:

"سنتوقف إلى هنا ، أراك في وقت لاحق"

"إلن تدخل معي؟أمي قامت بطهو طعام لذيذ من أجلي اليوم"

"ربما في المرة المقبلة"

"حسنا أذن ، إلى إللقاء"

"أقضي وقتاً جيداً برفقة عائلتك"

دخل هي جين إلى المنزل و هو يجر حقيبة سفرة السوداء خلفة ليقول بنبرة صوت واضحة عند مضية نحو غرفة المعيشة:

"أمي ، أبي ، لقد عدت"

عندما سمعت والدته صوتة المتسرب نحو الغرفة نهضت بلهفة شوق عميقة تجرها إلى رؤيتة

"أنه هي جين ! ، لقد أتى !"

أما والده فقد بقي مكانه لكونه مؤقن بأنه سيأتي من أجل رؤيتة

قابل هي جين والدته عند غرفه المعيشة المتصلة بالمطبخ بأبتسامة عفوية أرتسمت بين ثغرية

"مرحباً يا أمي ، كيف حالكِ؟"

أبدت والدته غضبها أمامة بشيء قليل من القسوة لعادتة البغيضة على التأخر في الرد على رسائلها

"لا تقل مرحباً و تتبسم أمامي بكل براءة هكذا ! ، إلا تعلم كم يثير قلقي تأخرك في الرد على رسائلي ؟!"

تحولت أبتسامة هي جين العفوية إلى تعابير يطغوها عبوس طفيف

"أسف ، منذ ذهابي إلى هناك و أنشغالي ببعض الأمور لم أعد أمسك بالهاتف كثيراً ، هل كنت مقصراً إلى تلك الدرجة في حقكِ؟"

"بالتأكيد ! ، هل كنت تظن بأن تأخرك في الرد سيجعلني سعيدة؟!"

"أسف ، سأرد عليكِ فور وصول رسالتكِ إلي في المرة المقبلة"

"هذا يجب أن يكون وعداً منك !"

"أعدكِ بذلك"

"لقد أعددت لك الطعام الذي تحبة لذا تعال إلى المطبخ ، والدك ينتظرك"

"أرى ذلك"

مضى هي جين للجلوس برفقة والدته على مقاعد المنضدة وقد بدا سعيداً للغاية عند رؤية الطعام لتمكنة بعد مرور زمن طويل أن يتناول طهي والدتة ، أشتاق لهذة الأجواء العائلية الدافئة ليبدء يتناولة برفقة والديه بمزاج جيد جداً

سأله والده بأهتمام حول دراسته و تصرفة مع زملائة في المدرسه أملاً بذلك أنة قد تغير و لو قليلاً عن سابقة

"كيف حال دراستك؟ أ أمل بأنك تركز عليها جيداً و تتصرف بشكل جيد مع الجميع"

أجاب بعفوية بعد أبتلاعة للقمة طعامه:

"أنها جيدة ، و الجميع يتصرف بلطف معي لذلك لا توجد مشاكل حتى الأن "

سألتة والدته أيضا بأهتمام حول حياتة الدراسية هناك:

"هل تعرفت على أصدقاء جيدين هناك كما طلبت منك مسبقاً؟"

"أجل ، لأكون واضحاً أكثر حياتي أصبحت مختلفة ، حينما ذهبت ألى هناك ، لم آضطر لأستعمال قبضتي كثيراً و لم أتدخل في شجارات ، عندما كنت أدرس هنا ، كانت حياتي المدرسية صاخبة و مليئة بالشجارات الغير منتهية"

والده و قد بدا يشعر بشيء من الفخر أتجاهة بسرور يرتسم بين شفاهة:

"هذا يعني بأنك أصبحت فتاً ناضجاً الأن"

هي جين بشيء بسيط من شعور الفرحة:

"حقا؟ أتسأل إذا كان الأمر كذلك"

"هذا تقدم جيداً منك ، أنظر إلى وجهك إيضا لقد أصبحت وسيماً أكثر مما ما قد مضى ، ربما حان الوقت لتبدء بالبحث عن فتاة لتخرج برفقتها"

"لكنني لا أرغب في المواعدة حالياً"

"لماذا؟هنالك الكثير في مثل سنك من يتتوقون من أجل لحظات كهذة"

"لأن لدي الكثير مما أود القيام بة حالياً ، ربما مستقبلا ، بالمناسبة يا أبي ، أريدك أن تخبرني الكثير عن أخي بعد الأنتهاء من تناول الطعام"

"حسناً لك ذلك"

بالنسبة إلى إيانو فقد كانت تشعر بالضجر و هي تجلس في غرفتها الصغيرة فوق سريرها الفوضوي الخشبي الملتصق بالجدار ، غرفتها تحتوي على دمى قطنية مختلفة بإحجامها و أشكالها موضوعة بجانب كل من سريرها و فوق خزانتها السكرية التي تشارك لونها مع أثاث الغرفة ، منزل عائلتها كان كافياً ليحتويهما رغم صغرمساحتة و تواضع تصميمة

أرادت الأتصال على كانامي من أجل تمضية الوقت معة لكنها فكرت بأنة لربما يكون قد يقضي وقتة برفقة والدة ، أو قد يكون برفقة كل من هيكاري و هيناتا ، في مثل هذة الحال بالنسبة لها فهي لن ترغب بأن تبقى برفقتة أبداً لكونها على غير وفاق معهما لذلك لجئت إلى أرسال رسالة إلى هي جين عبر الرسائل النصية

"هل وصلت؟"

لم يجب عليها فقد كان مشغولاً بالبقاء برفقة والدية اليوم ، بعثت إليها رسالة من قبل ريتا أفراد عصاباتها

"هل أنتِ متفرغة؟إذا كنتِ كذلك دعينا نخرج لقضاء وقت ممتع"

تسألت إيانو في نفسها للحظك متناسية أمر عصابتها تماماً:

"لما أصبحت أنسى أمرهم كثيراً هذة الأيام؟الأمر يبدو و كأنني قد تخليت عنهم لكنني في الواقع أريد أن أقضي وقتي مع أناس بعيدة عن المشاكل مثل كانامي و أصدقائك أولئك ، و هي جين أيضا ، لكن ربما قد يحدث شيء مثير للأهتمام لو خرجت الأن"

أجابت على الرسالة في لحظة تفكير متهور منها لتبدء الأفكار السلبية تحاصر عقلها بقلق عميق:

"حسناً ، لكن لحظة ! ، ماذا لو كان الآمر سيكون عكس ما أتخيل؟! مثل الوقوع في الشارع أمام حشد من الناس ، سيكون ذلك محرجاً ، أنا أعرف حظي السيء لن يجعل الأمر على ما يرام"

نهضت من فوق السرير محاولة أنتشال هذة التخيلات الغبية بعيداً عنها

"سأذهب ، لا يجدر بي حبس نفسي في المنزل لمجرد القلق بخصوص ما قد سيحدث"

و أما بالنسبة إلى كل من هيناتا و هيكاري عندما وصلاً ، دخلا برفقة كانامي للتوجة نحو غرفه المعيشة التي تحتوي على أراك بيضاء جلدية أمامها تلفاز ذو شاشة سوداء كبيرة معلق على الجدار الرصاصي و أثاث أسود، قصد رؤية والدتهما هناك لكنها لم تكن متواجدة فيها

كانت تقف أمام ذلك الفرن الكبير في المطبخ الصغير الخاص بالمنزل و تهم بتحريك الطعام بملعقة كبيرة في داخل قدر كبيراً ، حتى دخلاً إليها ليرايها على حالها

هيكاري"أمي لقد عدنا إلى المنزل"

توقفت والدتها عن تحريك الطعام لتستدير لرؤيتهما بأبتسامة أرتسمت بين ثغريها:

"مرحباً بقدومكما ، أرى بأنكما قد أحضرتما صديقاً برفقتكما"

هيناتا"أجل ، أنة صديقنا كانامي"

"هكذا أذن ، أذهبا و أقضيا وقتاً وقتكما حيث أنتهي من أعداد الطعام"

هيكاري"سأبقى من أجل مساعدتكِ يا أمي"

"حسناً ، لكن بدلي ملابسكِ أولاً قبل القيام بذلك"

"حالاً يا أمي"

أحاط هيناتا بذراعة حول كانامي ليجرة بالسير معة على عجلة من أمرة و هو متشوق بشدة لطرح كثير من الأسألة التي تملئ عقلة الفضولي نحو تفكيرة بالخروج برفقة هيكاري

"تعال معي إلى غرفتي هنالك الكثير ما نحن بحاجة للحديث حولة"

"ماهو؟"

"ستعرف حالما نصل"

أخذة نحو الطابق العلوي عبر صعود السلالم الرخامية القصيرة المؤدية إلى ممر صغير يؤدي إلى غرفتة
وصلاً إلى الغرفة ، فتح هيناتا الأضواء و أغلق الباب ، كانت غرفتة تبدو مرتبة و نظيفة للغاية ، بجانب الجدار القريب من التلفاز الموضوع أعلى طاولة حديدية ، علقت لوحة كبيرة لأحدى شخصيات العاب المفضلة خلفة ، أثاث الغرفة كان مطلياً باللون الأسود و أما بالنسبة إلى الجدار فهو تركوازي مزين بخطوط بيضاء ، هم في الجلوس فوق سريرة أما كانامي فقد جلس على الإرض المفروشة بغطاء أزرق على الأرض بجانب السرير ليبدء هيناتا جلسة طرح الآسألة علية:

"مالذي كنت تفكر فية عندما أتفقت مع هيكاري على الخروج وحدكما؟"

"لا شيء ، كنت أفكر بقضاء ذلك اليوم كأي يوم عادي أخرج فية"

سأل هيناتا بشيء من الشك و الفضول يجرة أكثر للتأكد من مصداقية إجابة كانامي التي لم تقنعة:

"حقاً؟إلم تكن تخطط لشيء أخر؟"

أردف كانامي سألاً بنبرة مازحة:

"أجل ، لماذا؟هل تخاف بأن أقوم بإختطاف أختك منك؟"

هيناتا بقليل من أستياء يخالطة الخيبة:

"لا ، لقد كنت أفكر بأنك أخيراً قد بدئت تفكر بجدية حولها لا أكثر ، بجدية لقد خاب ظني فيك"

"أسف لذلك"

"على أيه حال هل حقاً تملك مشاعر أتجاهها؟"

"أنا لم أقل شيئاً كهذا من قبل ، لقد أخبرتك مسبقاً بأنني لن أتجرى بخطوة واحده نحوها و مازلت عند كلامي"

"أنت جبان حقاً على الرغم من أنني قلت بأنني موافق إذا كان أنت"

كانامي ببرود و بكل بساطة مردفاً:

"أجل أنا جبان ، هل أنت سعيد الأن؟"

"على هذة الحال لا يتطور شيء في حياتك أبداً"

"و مالذي تعلمة عن حياتي لتخبرني بشيء كهذا؟"

"أعلم بأنك كنت تواعد إيانو لكنها حطمت قلبك كثيراً عندما تخلت عنك و أعلم بأنك جيد كفاية لجذب الناس إليك ، و أعلم إيضا بأنك تحصل دوماً على أفضل الدرجات في الصف"

حين ذكر هيناتا أمر مواعدة كانامي لإيانو بدء غضب طفيف يجتاحة لضرب وترة الحساس لم يشفى منة بعد

"لا تذكرني بأشياء قديمة قد أنتهت !"

هيناتا بأستياء طفيف من سؤال كانامي السابق:

"إذا لا تسألني أسألة كهذة و كأنني لست صديقك !"

"سأعترف بأنني أخطئت أنتقاء ردي هذة المرة و لكن لا تذكريني بذكريات بغيضة كهذة"

"حسناً ، سأفعل حينما أجد نفسي لست مضطراً للقيام بذلك"

"يبدو لي أنك تستمع بالقيام بفعل هذا"

"تلك الذكريات لابد و أن تأثيرها مازال قوياً عليك و لكنني أجد بأنة لا بأس بالمحاولة مرة أخرى"

"الكلام سهل جداً لكن التنفيذ صعب حتى لو قررت المحاولة مثلاً ماذا ستكون ردة فعلها برأيك؟هل ستكون راضياً لو بكت؟"

"لا تقلق بهذا الخصوص ، سأجعلك تستمر بتدبر هذا الأمر وحدك و لن أتدخل أبداً"

كانامي بوجة يعتلية الأحباط:

"لن يكون الأمر رائعاً لو حدث ذلك"

"عليك أن تتحمل كل ما سيحدث حتى لو سار الأمر بطريقة سيئة"

"أنا لست مستعداً لخوض التجربة مرة أخرى حتى"

هيناتا بخيبة ممزوجة بآستياء طفيف:

"و لذلك أنت جبان"

كانامي بغضب طفيف و قد بدء يستفز من نعت هيناتا لة بالجبان

"ليس الأمر كذلك ! ، كل ما في الأمر بأنني لا أرغب بالمواعدة حالياً !"

مهلة من الزمن و هما يستمران بالحديث مراراً و تكراراً حول الموضوع نفسة ، أتت هيكاري لطرق الباب لتقول بصوت واضح تسرب إلى داخل الغرفة:

"هيناتا ، كانامي ، لقد أصبح الطعام جاهزاً"

أجابها هيناتا بصوت عال تسرب إلى خارج باب الغرفة

"حسناً ، سوف نأتي حالاً"

هم كل منهما للخروج من الغرفة معاً ليرى هيكاري واقفة أمام الباب و رائحة الطعام الملتصقة بملابسها قد كانت قوية كفية لتصل إليهما

"رائحة الطعام ملتصقة بملابسكِ ، يالخسارة ، لقد كنتِ تبدين لطيفه بذلك الفستان"

"لا عليك يا أخي ، سأعاود أرتدائة بعد الأستحمام"

تقدم كانامي إليها بنية العبث قليلاً معها ، أشتم خصلات شعرها المنسدلة على جبينها مما جعل التوتر يصيبها و سرت موجة رعشة شريعة بداخل جسدها لتقول لة بشيء طفيف من الأنفعال

"أنتظر ! ، لحظة ! ، مالذي تفعلة ؟!"

أجاب مازحاً و قد بدا مستمتعاً في أثارة ردة فعلها في حين أن ذلك قد أثار غضب هيناتا الذي كان متفاجئاً بوضوح يعتلي ملامحة للحظة من فعلتة

"لقد كنت أعبث لا أكثر"

"لا تعبث معي بهذة الطريقة البغيضة ! ، إلا تعلم كم هو من المحرج أن تكون رائحة الطهي ملتصقة بي؟!"

كانامي بكل برود"هكذا أذن ، أسف"

أمسك هيناتا كانامي من مقدمة ملابسة بأنفعال ثائراً ليجرة نحوة و الغضب مازال يكتسحة بعمق

'"لا تعبث معها أن لم تكن جاداً بخصوصها ! ، بالأضافة إلم تقل بأنك لن تتجرئ خطوة واحد أمامها؟!ماخطبك بجدية؟!"

أصاب هيكاري القلق من ردة فعل غضب هيناتا المفاجئة نحو كانامي و لم تعلم مطلقاً مايجول بينهما تماماً فشعرت بالحيرة حولهما و هي تستمر بالمراقبة فقط

"أخي ! ، مالخطب؟!لا داعي لكل هذا الغضب!"

كانامي بوجة عابس يعكس خيبتة من خذلانة لنفسة :

"أسف ، لقد خرجت عن طوري لوهلة"

أفلتة هيناتا قائلاً و قد بدء غضبة يخف"لا تعدها مرة أخرى ! ، لقد كنت متفاجئاً بجدية !"

تسأل كانامي بعمق حول فعلتة أمام هيكاري و قد بدا يغرق في شرودة ، تسأل مراراً عن السبب الحقيقي الذي دفعة للقيام بذلك و مالذي جعلة يخرج عن طورة فجاءة لكنة لم يجد أجابة واضحة حول الأمر سوى أنه يستمتع بمضايقتها لكنة سيجر نفسة عنها أميالاً رغماً عنة للحفاظ على كلماتة عندما أخبر هيناتا بأنه لن يتجرئ بالأقتراب نحوها

أما هيكاري فقد أخذت تستمر في نفسها بالتسأل بحيرة تدفعها حول معرفة ما يجول بينهما و عن السبب الذي دفع هيناتا لأبدء كل هذا الغضب المبالغ فية أتجاة كانامي

بالعودة إلى منزل هي جين بعد أنتهاء تناول الطعام برفقة عائلتة ، جلس برفقة والدة في غرفة المعيشة على الأريكة السوداء المريحة ليحادثة في جو هادئ بينما والدتة تهم تنظيف الصحون أمام مغسلة المطبخ

"أخبرني يا أبي ، كيف كان يبدو أخي؟"

"لقد كان فتاً متوفقاً للغاية في دراستة مما جعله يصبح الأول في مدرسته دائماً ومحبوباً من قبل الجميع ، عقد عقدة مع الشركة عندما كان طالباً في أخر مرحلة متوسطة بعد أن أخبرني عن رغبتة بأن يكون نجماً بارزاً في عالم الموسيقى ، كنت أمانع ذلك بشدة لأنني خشيت أن يأثر ذلك على دراستة لكنة كان عنيداً كفاية ليثبت لي عكس ذلك ، قررت تشيجعة بعدها و كنت راضياً ، بل فخوراً بما يقدمة ، عندما بدء يشكو من سوء عقود الشركة ، أخبرتة بأن يتوقف في الأستمرار بها و أن يكف عن مواجه رئيسها لكنه لم يسمتع إلي ، كان مصراً على أصلاح الأمر بنفسه و لو تطلب ذلك منه أن يكون جريئاً ، تسربت الكثير من فضائح الشركة من قبلة لسوء المعاملات و تضارب جداولة الذي لا يسعة وقت لراحة جسدة ، عندما رفع دعوة قضائية و فاز فيها لم تكتمل فرحتة"

"أجل لقد قرأت هذه الأمور في المقالات المتواجدة في الأنترنت"

"لذلك لا أريد منك أن تصبح شخصاً مشهوراً ، هل فهمت؟"

"أجل أنا أتفهم ذلك جيداً"

"هل أنهيت عقدك مع الشركة كما أخبرتك مسبقاً؟"

أجاب هي جين متظاهراً بكل بساطة عدم إلا مبالة رغم علمة تماماً بردة فعل والدة المعتادة منه:

"لا ، لقد توقفت فقط"

سأل والده بشيء طفيف من الغضب:

"مالذي تنتظرة؟!"

"أن أعود للصعود فوق المسرح ، أنا بحاجة لأصلاح الكثير من الأمور، ما أقوم بفعله الأن هو التهرب من مواجة العالم ، كنت جباناً عندما وافقت على أكمال دراستي في اليابان و لم إلتفت إلى ما هو أهم"

"ليس هنالك ما هو أهم من دراستك ! ، لذلك أنهي عقدك عندما تتخرج و تعود إلى الشركة!"

نهض هي جين و هو سأم تماماً من تكراراً والده لذكر أمر دراستة اللعينة والتي كرههاً حد المقت لكونها كل ما يركز حولة دائماً ، أبدء أستيائة و غضبة الشديدين في لحظة أنفعال قرر فيها أن يكون صريحاً أتجاة والدة رغم الظروف المؤسفة التي قد تؤول إليها الحال

"أعلم بأنك تقلق بشأني كثيراً لكن إليس مبالغاً أن يكون كل ما تطلبه مني هو الأهتمام بدراستي فقط؟!أرجوك أدعم حلمي الذي أسير علية كم تدعم دراستي ! ، بجدية ! ، لقد أصبحت أكرهة ما يسمى بالدراسة لأنه كل ما تطلب مني الأهتمام به !"

والده و قد بدء يتحول غضبة إلى غضب عميق في لحظة أنفعال بالغ:

"أنا ، أخبرك بذلك من أجل مصلحتك ! ، تفهم ذلك !"

"لقد سئمت سماع ذلك مراراً و تكرارا، ! ، أنا لا أريد التهرب بعد الأن ! ، تفهم ذلك من فضلك !"

"مالذي ستنجية من العودة؟! ، ذلك لن يجب لك سوى المزيد من شعور العار!"

"سوف أواجة مصيري ! ، سواء كان الأمر سيسير بشكل سيء أم لا ! ، سأظل أغني دائما فوق المسرح !"

تسرب صوت ضجيج شجارهما الصاخب إلى أذني والدته في المطبخ فتركت أمر غسيل الأواني و أغلقت الصنبور على عجلة لتهم حالاً بقلق عميق يجرها بسرعة لتفقدهما في غرفة المعيشة

" عزيزي ! هي جين ! ، مالذي يجري هنا بالضبط؟"

تجاهلاً تواجدها تماماً و لم يشعراً مطلقاً بقدومها ليستمرا على حالهما الصاخبة

"هل أصاب الجنون عقلك؟! ، لما تصر على رمي نفسك إلى التهلكة هكذا؟!"

"أنا لست أخي ! ، حتى لو أنقلبت الشركة ضدي فأنا سأنسحب بهدوء و أبحث عن أخرى غيرها !"

"لا بد و أن شهرتك أن قد جعلت منك شخصاً أعمى بالفعل ! ، أنا لن أدعمك حول قرارت كهذه لذلك لا تحاول حتى محاولة أقناعي !"

"أنا سأم من المحاولة لذلك لن أتعب نفسي بالقيام بذلك !"

مضي هي جين بأستياء يضج داخل عقلة حول شجارة مع والدة

"أنتظر لحظه ! ، إلى أين أنت ذاهب؟!"

"إلى الخارج ! ، سأستنشق بعض الهواء !"

خرج هي جين من المنزل ليتوجه في طريقه نحو الشركة التي تفصلة ثلاثين دقيقة حتى الوصول إليها ، تأمل المبنى الشاهق ليسترجع ذكرياتة القديمة بندم واضح يعتلي تعابيرة و الحنين إلى تلك الأيام المزدهرة يعكس شعورة بين عيناة الممتلئة بالحسرة التي تتأكل روحه

"كيف يمكنني تخطي هذا الشعور الذي يرادوني الأن؟يالي من أحمق جبان لتهربي دون قول أي شيء"

في مدينة أيطالية و تحديداً في أحدى بقاع روما الهادئه ، كان سيونغ بين يجلس على مقعد دائري في أحدى الحانات الصغيرة التي يقصدها في العادة ، أمام منضدة بنية كبيراة يتأمل أنعكاس صورتة في كأس شرابة الزجاجي الصغير متعمق في الذكريات في لحظة شرود ، ليسترجع شريط مرارة أيام الشهره ، أخذ ساقي المشرب يحدق لنحوة ليسألة بأهتمام مقاطعاً شرودة:

"أرجو المعذرة إيها الشاب و لكن لما لم تتناول شرابك حتى الأن؟إذا لم يعجبك فيمكننا أستبدالة لك بشيء أخر"

أجاب بالغة الأيطالية التي أعتاد لسانه على التحدث بها لمكوثه الطويل في روما:

"ليس الأمر كذلك ، كل ما في الأمر أن عقلي كان مشغولاً في التفكير بأمر ما"

"هل أستطيع تقديم مساعدة بهذا الخصوص؟"

"لا أعتقد ذلك ، فقد تخلصت منها منذ زمن طويل"

"أذن لما تستمر في التفكير بأمرها؟"

"لأنها جزء من ذكرياتي بالطبع"

كان يكتفي بسماع حديث الساقي إليه عبر أذنة اليسرى لكونه فقد قدرتة على السمع من خلال أذنه اليمنى بعد في أحدى الحوادث المؤسفه التي قد مر بها

"هكذا أذن"

تذكر صديقة جي ها الذي كان ينتظرة في السيارة ليأخذه برفقتة لتوجه إلى توقيع عقد مع شركة فنية جديدة ، لطالماً كان قوته الداعمه و صديقاً وفياً في سرائة ، و ضرائة له منذ معرفتة به في نفس شركتة السابقة

[قبل ثمان سنوات]


في أحدى بقاع جانجام الغنية في ذلك الفندق الشاهق تحديداً و في تلك الغرفه الواسعة ، وقف سيونغ بين أمام خزانة ملابسه البنيه ليتنقي ملابسة بعنايه بعد أنتهائه من أخذ حمامه الصباحي ، الغرفه كانت بمثابة صالة كاملة لوسع مساحتها ، يملئها أثاث أسود أضاف لمسة رائعة حول المكان أما الجدران فقد كانت مطلية بلون سماوي مائل لرمادي

أتصل على صديقة جي ها عبر هاتفة ليسألة:

"مرحباً جي ها ، هل وصلت إلى مكان الفندق؟"

أجابة و هو ينتظر مجيئه داخل سيارتة السوداء الصغيرة :

"لقد وصلت بالفعل و أنا أنتظرك أمام موقف السيارات"

"حسناً ، سوف أتي حالاً"

أغلق الخط ، أرتدى بنطالاً أسود مع قميص كحلي ليرتدي فوقة سترة سوداء ثم هم بالخروج من الغرفه ليخرج من بوابة الفندق الرئيسية ليركب السيارة بجانب جي ها في المقعد الأمامي لكن قبل ذلك كلة ، قد أتصل علية ليجبة فوراً بعد سماع صوت رنين هاتفة ، صرخة صوت قلق عميق يتخلخة جزع تسلل إلى أجزاء جي ها داخل السيارة ليخبرة بكل حرص و بنبرة حادة "لا تأتي إلى هنا !! ، أهرب حالاً إلى أبعد مكان تستطيع التوجة إليه !! ، لكن لا تأتي مطلقاً !!"

سأل سيونغ بين بحده و قد بدء شعور قلق مريب يتسللة ليسأله:

"مالذي تعنية؟! ، كن واضحاً في حديثك !"

في هذة الأثناء مجموعة كبيرة من رجال العصابات يتردون بدلاً رسمية سوداء ، يقفون أمام سيارة جي ها الذي كان يخفض رأسه داخل السيارة ليحمي نفسه من الطلقات النارية إلا متناهية عبر مسدس أحدهم و قد أخترق باب سيارتة المغلق بأحكام عبر تحطميم مقبضة بالرصاص و كسر زجاج الباب ليدخل جالساً على المقعد بجانبه بكل تمرد و بجاحه ، صوب فوة المسدس حول رأسه ، رفع جي ها يده خلف رأسه ليسأله بأنزعاج و شعورة بالخطر المحدق يفترسة بقلق عميق ممزوج بالخوف ، أخذ يبحث عن حيله سريعه و مناسبة لنجده نفسه فيما هو يحاول تخفيف هذا الشعور قليلاً بطرح الأسأله عليهم:

"مالذي تريدونه مني؟ لا أذكر بأنني قمت بشيء يستحق أن تقتحمو سيارتي بتهجم هكذا"

كانت تلك الأبتسامة الماكرة ترتسم بين ثغري ذلك الرجل و هو يحادث جي ها بكل ثقة من أنة سينهي أمره بسهوله:

"نحن رجال رئيس الشركة الفنية الي كنت تعمل بها مسابقاً بجانب صديقك ذاك ، و لقد وصلتنا أوامر بأن نقوم بالتخلص منكما"

"كيف علمتم بخصوص مكانه؟"

"رئيساً يعلم جيداً بخصوص الفندق الذي يرتاده ، لذلك لن يكون من الصعب علينا أيجاده"

جي ها بغضب حاد يكتسح تعابيرة بوضوح:

"ذلك الرئيس الوغد ! , أذن فقد كنت ضمن القائمة السوداء في لائحتة !"

"هذا طبيعي جداً ، أولست من حرض ذلك الفتى على رفع الدعوة عليه؟ ، و الأن ودع حياتك"

أزاح جي ها كلتا يديه عن رأسه ليبدء خوض معركة النضال من أجل العيش ، و بسرعة خاطفة بواسطة يده ، أمسك بمعصم يد ذلك الرجل بأحكام ليدفعة بتحريك جسده بعنف للخروج من السيارة و أسقطة أرضاً بقوة مما جعل المسدس ينفلت عن يده على الأرض بمسافة قصيرة ، خرج جي ها لمواجه موقفة الصعب ، تجمع جميع الرجال حوله لكنة أستطاع تدبر الأمر جيداً عندما دهس فوراً على يد ذلك الرجل التي كانت تناضل من أجلس أمساك المسدس بقوة فجعلة يصرخ إلماً بأعلى صوتة و هو يشعر بصوت تحطم عظامة بوضوح يعتلي صوته ، أخفض نفسه إليه مما زاد إلم دهسه يده بشدة ليزداد علو أرتفاع صراخه أكثر برغبة من أنهاء هذا الأمر حالاً! ، أمسك بالمسدس عوضاً عنه ثم أبعد قدمة عن يده التي قد أصبحت مزرقة ليطوق عنقة بين ذراعية إلية بأحكام و سدد فوة المسدس حول رأسة

جي ها بنبرة تهديد حازماً و هو يرمقهم بنظراته الحازمه:

"لا تتحركو أكثر من ذلك ! ، و إلا سأطلق النارعلية !"

وصل سيونغ بين إلى موقع ممر السيارات ليتفقد الوضع العصيب و رأى ما يحدث هنا من ضوضاء صاخبة

سأل بنبرة قلق عميقة ممزوجة بخوف واضح أعتلى تعابيره عند تفاجئه بتجمع أولئك الرجال بالقرب من سيارة جي ها و أستشعر حده خطورة الوضع القصوى:

"جي ها ! ، مالذي يحدث هنا؟!"

تواجد سيونغ بين الخالي من الأسلحة زاد الأمر صعوبة الأن على جي ها الذي مازال مسيطراً على الوضع ، سأل صارخاً بحدة و الغضب مازال يكتسحه بقلق جامح من أن الوضع سيكون أسوء من بكثير من مما هو عليه الان:

"إيها الأحمق !! ، لما أتيت إلى هنا الأن؟!! أهرب !!"

"لقد أقلقتني بصراخك لذلك لم أستطع البقاء مكتوف الأيدي !"

"أهرب بسرعة ! ، هولاء الرجال يحاولون قتلك !"

"ماذا عنك؟! ، هل ستكون بخير؟!"

"أنا في وضع مسيطر لذلك لا تقلق بهذا الخصوص !!"

رفعت أفواة المسدسات أمامه ،أستدار سيونغ بين إلى الخلف ليبدء بالهرب ركضاً بأقصى ما يملك من سرعة و شعور الخطر الشرس يتأكل أحساسه بقلق مفرط لقله حيلته حيال أمره , لم يكن يمتلك ما يدافع به عن نفسه لمواجهتم و قد بدء خاوياً تماماً من أي أسلحة

"كن بخير من أجلي"

قالها سيونغ بين بدء أستمرارة بالركض ، لكن ما هي إلا ثوان معدوده و قد أتخذ أولئك الرجال وضعيه مناسبه لضغط أزندة مسدساتهم واقفين مكانهم بثبات، أخترقت تلك الرصاصات بسرعه خاطفة جسد سيونغ بين مما جعلة يسقط أرضاً بقوة كالجثة الهامده و بركة من الدماء الغزيرة قد تسربت بأفراط من أجزائة المصابة مالئه الأرض

أجتاح جي ها غضب جامح أعمى بصيرتة عن كل ما حوله عند رؤية صديقة العزيز يتعرض لطلقات نارية عنيفة ، و ثار جنونة في لحظة أنفعال مطلق منه ليرفع جسدة تاركاً ذلك الرجل . أسرع إليهم مثل شخص أنتحاري مستعد ليلقي نفسه إلى التهلكة عازماً بالثأر بشدة ، أخذ يصوب بطريقة متهورة و طائشة للغاية طلقات لا متناهية نحوهم كالفاقد لعقله مما أحدث أصابات بليغة إلى بعضهم و بادورة هم أيضا بالأطلاق ، كانت طلقاتهم لكثرة عددهم الكبير كفيله بإنهاء أمرة سريعاً ليسقط على الآرض مصاباً بطلقات بليغة جعلت بركة من الدماء تتسرب من قبل جسدة معلنة بذلك مفارقة جسدة عن الحياة ، جعل بعض من هولاء الرجال الذين يبدو عليهم بأنهم بخير تماماً و معافين من الطلقات النارية ، الأمر و كأنه بدء أنهما تبادلا الطلقات النارية بينهما

حملاً كل من جثة سيونغ بين و جي ها إلى داخل سيارتة ، وضعاً بيد كل منهما مسدساً و أطبقاة بأحكام بأصبعاهما ثم تركاهما ليساعدو بقيه المصابين من منهم في النهوص ليسير بداخل سيارتهم السوداء الكبيرة و ثم يمضياً

لكن سيونغ بين لم يكن ميتاً حقاً ! ، مازال يتمسك بنفس ضئيل جداً و بصعوبة بالغة ليفتح عيناة ببطئ ! ، أدار نظراتة المنهكة نحو جثة جي ها الخاويه من روح الحياة ليمد يده الملطخة بالدماء إلى وجنتية قائلاً بنبرة شاحبة:

"لقد ناضلت جيداً ، شكراً على محاولة أخذ ثأري ، أ أمل بأنك قد ذهبت إلى مكان مريح أفضل من هذا العالم الفاسد"

أغمض عيناة فاقداً لوعيه بينما نبضات قلبة التي تتسارع بصورة ضئيلة ، تجاهد بكل مالديها من أجل الأبقاء على حياتة التي أصبحت تحت رحمة تهديد الموت

عند حلول الساعة 2:45 دقيقة ، في مشفى جانجام الدولي ، كان جسد سيونغ بين يرتاح في أحدى غرف العناية المركزه ، على سرير المشفى الأبيض و الأجهزة محاطة من حولة ، جسدة ملتف بالضمادات ، دخل في غيبوبة عميقة لم يعلم أحد من الأطباء إلى أي مدى من الممكن أن تمتد مما جعلة تحت مراقبتهم بصوره منتظمة، كان على خطى من مشارف زيارة عالم الحالات الصعبه و وقع في أفاق قاعها بالفعل ، أنتشر أخبار وفاتة المزيف على الرغم بأنة لم يتوفى بعد فعلياً بل كان ذلك صديقة العزيز جي ها و لكن تلاعب وسائل الأعلام القذر جعل الأمر بكل بساطه و كأنه هو من توفى لا جي ها ! ، ظهرت تفسيرات و تحليلات كثيرة خاطئة عبر مقالات الأنترنت مثل كأن علاقتهما كانت سيئه منذ زمن بعيد مما أدى إلى حدوث نزاع حاد بينمها و محاولة قتل بعضهما ، أو أن جي ها كان قدر دبر طريقة للتخلص منه لغيرته الشديدة من تقدمة الدائم عليه في شهرتة العالية ، البعض أعتقد أنه حي بينما الواقع عكس ذلك تماماً !

[بعد مرور شهرين]

أفاق سيونغ بين من غيبوبته ، فتح عيناة ببطئ ليجد نفسه محاطاً بالأجهزة من حولة و لم يستطع أبداً تذكر أي شيء من ما قد حدث معة مسبقاً أو حتى أسمة و من يكون , بمعنى أخر أدق قد أصيب بفقدان ذاكرته لمده مؤقته ، تراودت العديد من التسأولات المهمه في ذهنه عن نفسه و سبب تواجده هنا , و كيف ألت الامور به أن يصبح طريحاً على فراش المشفى فيما الطبيبه تنتظر بتعب واضح على محياها التي أرهقها عمل مراقبة لحظة أفاقتة

حينما شهدت رؤية لحظه فتحه لعيناة نهضت فوراً بسرعة من على الكرسي ، أتسعت حدقة عيناها على أسد وسعما بصدمة أنفعالية طفيفه أمترجت بدهشه بالغه قد أخترقت دواخلها و أخذت ثوان ظئيله لتستوعب أفاقته

"أخيراً أفقت !"

لم يستطع أستيعاب أو تفسير رده فعلها حتى و هو ينظر إليها بعلامات أستفاهم تحوم حول رأسه , كل ما يهمه هو الأن معرفه أسمه و نفسه بالأضافه إلى سبب بقائه في هذه الغرفه الممتلئه بالأجهزه الطبيه الحديثه

"أنتظر قليلاً و لا تتحرك خطوة واحده ! ، سأذهب لأزف أخبار أفاقتك إلى الطبيب المسؤول عنك !هل فهمت؟!"

أنصاع لكلامها مثل طفل مهذب و هو واثق بأن ذلك الطبيب الذي ذكرته يحمل بعض الأجابات المهمه عنه ، بقي رفيقاً وفياً للصمت في هذة الغرفة الكئيبة ، مخلصاً للأجهزة المحاطة به حتى أتت الطبيبه بالطبيب المسؤول عنة من أجل تفقدة بعد أفاقته ، أقترب نحو السرير ليتواصل معه عبر التحدث مراراً و تكراراً لمعرفة الحال التي إلت به لينتهي الأمر به بأن يكون مصاباً بطلقات نارية ، لكن سيونغ بين لا يتذكر شيئاً مطلقاً ليفيده به

"أنا لا أتذكر شيئاً أبداً و لا علم من أكون أو ما قد يكون سبب توا"

"لقد وجدتك مصابات بلطقات بليغه داخل سياره يندلع النار بداخلها و برفقتك شخص يعاني من نفس الوضع أيضا فأتصلت على سياره الأسعاف , و بينما كنت أنتظر وصولهم حاولت أخراج أحدكما منها , كان من الصعب جداً علي أن أخراجكما معاً لذلك أخترتك أنت لأن نبضات قلبك كنت تنبض بنسبه ضئيله فيما صديقك قد فارق الحياة قبل أن تتأكل النيران جسده"
تألم قلب سيونغ بين متمزقاً على سماع هذه الحقيقه المريره و شعر بأسف شديد أتجاهه صديقه جي ها الذي لا يتذكره مطلقاً , أنساب الحزن يفيض بدموع حارقه إلى أسفل خديه ليجهش بالبكاء متحسراً عليه على الرغم من أنه لا يعلم مالذي يعنيه له جي ها الذي أصبح غريباً عليه
نقل إلى غرفة الفحص من أجل أجراء الفحوصات اللازمة لتفقد حالتة ما بعد الأفاقة , بعد مرور مهلة طويله من الزمن أضطر للبقاء بعضه شهور أخرى ليبقى تحت مراقبة مساعدي طبيبه ، أضطر للخضوع إلى أعادة التأهيل الجسدي إلى حين أسترداده لعافيته بشكل كلي

[بعد مرور أسبوعان]

تدفق شريط بعض ذكريات سيونغ بين بأفراط مما جعل نصفها ذكرياته الحزينه و السعيده تقبل واضحه في أن واحد و كأنها حدثت في الأمس فقط ، أجتاحه إلم فضيع أشتد في منطقة رأسه لتسلل كلتا يداه إلى شعره الأسود و يبدء بشده بقوه شديده ، أعتلت صرخاته المدويه أرجاء الغرفه مثل شخص مجنون و فاقداً للعقل كلياً مما أضطر إلى أستدعاء الطبيب المسؤول عنه ليأتي إلى الغرفه من أجل تفقد أمره في غرفة الملاحظات

الألم يرن أقوى فيشتد أكثر قوة مع كل ذكرى تتدفق ، يتعذب بمرارة كما لو أنة يتعرض للسعات حارقة تمزق أشلاء روحه فتمرد سيل من الدموع الجارفة إلى وجنتيه

مضى الطبيب نحو السرير الذي يستلقي عليه سيونغ بين و هو ما يزال على حالة التي خلقت قلقاً عميقاً في نفسة ليسألة:

"مالخطب؟! ، هل أصابك خطب ما؟! ، أرجوك أهدء من فضلك و أخبرني بما تشعر !"

لم يستجب سيونغ بين إلية و بقي على حالة الصاخبه حتى وقع طريحاً لوعية بعد أن أستنزف كل طاقتة السلبية في الصراخ ، أشتد قلق طيبة أكثر من سابقة ليهم حالاً و الخوف يستوطن جوارحه لتفحص حالته بأستخدام سماعته الطبيه ، و أجهزتة الصغيرة المعلقة بين جيب معطفة العلوي ، بدت حالة سيونغ بين مستقرة ، كان مجرد أغماء طفيف و لم يتغير شيء حول حالته الصحيه المستمره في التحسن نحو الأمام

الساعة 4:29 أفاق في أسترخاء و سلك جهاز الأنبوب مغروز بيده بينما الطبيب يجلس على الكرسي الأبيض بجانب السرير الذي يستريح مستلقياً فوقه ينتظر لحظه أستفاقته ، حينها بدئت جلسة طرح الأسألة

"أخبرني مالذي كنت تشعر بة منذ قليل؟"

بدء عقل سيونغ بين مشوشاً و هو يبحر في رحلة البحث عن الكلمات المناسبة لوصف حالته بصعوبه في التركيز على سؤال الطبيب فأكتفى بالأيماء بواسطة أصبع يده حول رأسه

"رأسي"

"مابة رأسك؟"

"تذكرت شيئاً"

"أتقول بأنك قد بدئت بأستعادة ذكرياتك؟"

أكتفاء بهز رأسة دلالة على الأجابه

"هذا تقدم جيد ، أخبرني مالذي رائيته بين ذكرياتك؟"

"أشخاص"

"هذا فقط؟"

هز رأسه مرة أخرى دلالة على الأجابة بنعم

"دماء ، فندق ، أسلحة ، رجال بملابس سوداء و أمور كثيره خطره"

"هل هناك شيء أخر؟"

هز رأسة نافياً بالأجابة على الرغم من أنة يتذكر كل شيء جيداً لكنه لم يكن في مزاج جيد للغوص في الحديث أكثر

"هكذا أذن"

[أخر ثلاث أسابيع]

تدفقت دموع حارقة بين وجنتي سيونغ بين في أحد تلك الأيام لأكتمال تجمع ذكرياته جميعها بحلاوتها و مرارتها ’ ألم خانق يضيق بأفاق قلبه الرقيق بينما يشكي حالة إلى طبيبه و أخذ جسده ينتفض بخوف لتلك الذكرى المأساوية

"لقد تذكرت الأن كل شيء , كنت أتأهب للخروج برفقة صديقي لتوقيع عقد عرض مع شركة ما ، لكن تعرضنا لهجوم طلق ناري ، أصيب كل منا و لم أستطع النهوض لمساندته ، لقد قاوم بكل طيش محاولاً الأخذ بثأري منهم"

أشتد الحزن بالغاً ذروته وسط حديث صوتة المبتل بدموع الحسرة

"أتذكر أنني مددت يدي إليه في أخر لحظه ، كنت أظن بأننا سنفارق الحياة في أن واحد لكنة سبقني للقيام بذلك دون وداع لائق و تركني وحيداً في غربه المشفى"

أفاق سيونغ بين من فقاعات ذكريات الماضي ليعود لزمن حاضرة ، ترك شرابة على ما هو فوق المنضدة ليدفع إلى صاحب الحانة المبلغ و من ثم شق طريقة خارجاً ، فضل العودة إلى شقتة الصغيرة بدلاً من اللجوء إلى سكرات الشراب خشية أن الخضوع إلى أفتعال أمور مشينة بلا وعي منة ، شقتة تقبع في منطقة سكنية نحو الطابق العلوي ، جميع غرف السكن الأخرى المجاورة لة متشابة لبعضها البعض بلونها الأبيض و بابها الرصاصي

دخل إليها ، كانت غرفة المعيشه ذو تفاصيل بسيطه و جدرانها مبنيه من الخشب الأبيض الناعم ، بها أثاث بني يأخذ حيزاً كبيراً من أركان الغرفه ، توجة نحو الثلاجة المركونه في المطبخ الصغير المتصل بالغرفه ليهم بفتحها و من ثم أخذ علبة شراب مسكر و بعضاً من الوجبات الخفيفة ، بدء يتناول وجباته الخفيفه بعقل شارد عن ما حولة بشأن أستمراره في العمل في متجر لوحات فنية قد أتخذة مصدراً لرزقة ، أخذ يمسك بعلبة شرابة ليحاول فتحها بلا تركيز زارة فجائة ليعيقه فلم يستطع و بدء الصداع يرن مشتداً في منطقة رأسه ليضع يدة حول منطقة ألمه ، ما يشغل عقله فعلاً هذه الأيام ترك عمله و العودة إلى كوريا قبل إن يتفاقهم ضعف تركيزة ، ود أيضا رؤيه والديه هناك لمرة أخيره لكنة خشي أيضا إن تتمزق قلوبهم الضعيفة وجعاً على حاله كما قد تتمزق حين يروه حياً أمام أعينهم ، مما جعلة يلقي بقبضة يده الأخرى ضربة قوية فوق الطاوله ينفس عبرها عن غضبة

"تباً !! إليس هنالك خيار يجعلني أستطيع العودة دون اللجوء إلى أن أكون قلقاً بشأن ردة فعلهم؟!"

أنتهى الفصل.

الفصل حزين 😿💔 ، مر زمن طويل لم تراودني فية مشاعر الحزن وأنا أكتب

شعور الفقد مرير جداً

رحمك الله يا فقيدي الغالي و حفظ لي ما تبقى من أحبائي😔

1-هل سيحافظ كانامي على كلماتة أم أنة سيخرج عن طورة مرة أخرى مستقبلاً؟

2-ما رايكم بما جرئ بين سيونغ بين و جي ها قبل ثمان سنوات؟

بالنسبة لي لم يعجبني ضعف موقف سيونغ بين و لكن أرى من المعقول أن يحدث ذلك لكونة خاو اليدين من الأسلحة 😿💔 ، أرى بأن الأمر كان يسير أفضل مع جي ها لولا تدخلة 🌚💔

3-هل سيعود سيونغ بين إلى كوريا أم أنة سيبقى بقية عمرة في إيطاليا؟

4-رايكم حول ما حدث بين هي جين و والدة؟

5-لقطة أثرت بكم أو حركت شيئاً داخلكم؟

أ أمل كما هي العادة دائما بأنني قد وفقت في طرح هذا الفصل و أنة قد نال أعجابكم

دمتم بود.
__________________
صفحتي على الكيريوس كات هنا
مدونتي في بلوجر هنا
رد مع اقتباس