07-15-2018, 05:55 PM
|
|
"تابعت بنبرةٍ طفوليّةٍ ودلال وقد اتّضَحَ لها أنّني لم أفهم ما ترمي إليه:
تعلم.. تلكَ كانت مُدّةً طويلة.. وقد اشتقتُ لك.
لقد كانَ هذا مفاجئاً.. ما أصابَني من ذُهولٍ قد طغى عليهِ شيءٌ من السّعادة..
كانَ بودّي لو أضمُّها بين ذِراعيّ لكنَّ التوتُّرَ كان لا يزالُ هو المُسيطر..
اكتفيتُ بمسحِ شعرِها ومداعبةِ ذقنِها النّاعِمة
بلحظةٍ أخرى تمنّيتُ لو لم أعرِفها.. ولم أُحِبّها، ولم أسمع منها تلك الكلمات..
تمنّيتُ لو يكونُ الجميعُ عدوّاً وتقومُ بحرقه.. تنكِّلُ بأجسادِهم وتفرِّغُ ما بقلبِكَ من حقدٍ لم يترُك
للحبِّ مجالاً لأن ينموَ فيه..
لم تبزُغ عليَّ الشمسُ في اليومِ التّالي وما أحسستُها ستُشرِقُ بعدَ ذلك قَط..
كطفلٍ تائِهٍ رُحتُ أبحَثُ عن جُثّتِها بينَ عشراتِ الجُثث..
وفي كلِّ خطوةٍ.. دعوة.. ألّا أجِدها بينَهم..
لكن عَجَباً لدُنيا تخونُ اللّقاءَ شوقاً للوعةِ الفراق..
رأيتُها وأحسستُ بأشلائي ستتمزَّقُ،.."
- الـفَـقـيـد..! - "إنّ أسوأ أنواعِ العبوديّةِ هو أن تكونَ عبداً لجانِبِكَ المظلم، لا يكونُ التخلُّصُ
من قيدِها إلّا بتبديد ذلك الظّلام.. وتبديدُ الظّلامِ يحتاجُ إلى الإيمان.."
- الـفَـقـيـد..! -
" بَدَأت حديثَها وفي كلِّ كلمةٍ تحكيها تتلذّذُ حلاوةَ المشهد، وأحسستُ بها تُحاوِلُ
خَطْفَ بعضَ لَقَطاتِه لتحتَفِظَ بدفئِها في أحضانِها..
كانت بحديثِها كعاشقةٍ أضرَمَ ملاكٌ نارَ الهوى بقلبِها ليُغادِرَهُ لا يخلُفُ لها غيرَ الرّماد.
بَدأت حديثّها من آخِرِ نقطةٍ استطعتُ أن أستشفّها عبرَ ملامِحها السّاكنةِ سكونَ هزيمة:
أجل! رماد.. فما لَبِثَ رمادُ عينيه أنِ استقرّ بقلبي.."
- الـفَـقـيـد..! -
|