عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 07-22-2018, 06:33 PM
 














أنا لن أكون طفلة بعد الآن
[2]




تجنبت الحديث في المساء و نحن على طاولة العشاء مع أي منهم بالرغم من أنني كنت أشمل بعضا من أحاديثهم ، لكن على ما يبدو كانت الآنسة "سيلفيا" تخطف كل الأضواء هذه الأمسية بفستانها الأزرق البراق كما لو كان قطعة من سماء هذه الليلة بفتحة ظهر عريضة ، تظهر بشرتها البرونزية الرائعة ...

و أحاديثها الممتعة عن كل رحلاتها ، و الأهم لقاءها الأول بوالدي في محطة البنزين ...

ها ها ها رومنسي جدا !

تهكمت بضجر مع نفسي و أنا ألقي قطعة من اللحم في فمي و أشغل تفكيري بالنظر إلى الكؤوس الكرستالية و الأواني الخزفية ...
لقد كان خبر زواجهما بعد ثلاثة أيام ضربة قوية لي ..

فأنا الآن وجه لوجه مع الأمر المحتوم ، دون سلاح أو عتاد ...!
نصف مني ساخط و ينوي النزال للفوز بوالدي قطعة واحدة لي فحسب !

و نصف آخر يحاول جعلي أتأكد أن والدي يستحق أن يعيش حياته كما يريد ...

و أنا لن أقف بالطبع في وجه سعادته حتى لو ضحيت بسعادتي لأجله !

نعم سمارا ، والدك سعيد من دونك و يبدو أن تلك الفاتنة قد أعادته للحياة من جديد ، لهذا تنحي عن طريقه ...

سقطت الملعقة من يدي محدثة صدى مزعجا شد إنتباههم لي ، نهضت من مكاني و أنا أمسح فمي بمنديلي و استأذنتهم للمرة الثانية للذهاب إلى غرفتي ..!

لا شك أن عمتي مستغربة من تصرفي الأرعن ، و ستعاقبني عليه حتما عاجلا أم آجلا ...

- لكــن ...

- لكــــني ...
- آه ! ..... أهـــي !

انفجرت أبكي بحرقة عند باب غرفتي و قلبي يحتضر و يصرخ كحيوان ضرير ، الألم داخلي لا يعرف الرحمة أو الشفقة و حان الموعد لإستيقاظه ...
أشعر أن والدي يكرهني ..
و كأنني حمل ثقيل عليه التخلص منه ...
لماذا لم يكتفي بوجودي في حياته فحسب ؟!!!
أنا حتما أشبه القرادة التي عليه أن ينتزعها و يسحقها بقسوة...!
ارتميت على سريري و انخرطت في البكاء و العويل حتى كاد رأسي ينفجر من الصداع الرهيب .. ولم أشعر بنفسي إلا و أنا أغيب في دوامة عميقة من النوم بدون أحلام تذكر ..





اليوم التالي

الساعة 07:18 صباحا





في الصباح الباكر استيقظت و أخذت حماما باردا ، و ارتديت بعدها ثيابا مريحة متدرجة بين اللونين الأزرق الفاتح و الأبيض .
نزلت السلالم و شعري المبلل و المربوط على شكل ذيل حصان يتمايل خلفي كذيل هرة مشاكسة ..
لقد أصبحت أفضل حالا الآن بعد ليلة هستيرية من البكاء ، لكن أشعر بالتوتر من أن أحدهم قد ينتبه لإنتفاخ عيناي و يكشف أمري أمام الجميع . سيكون ذلك أمرا محرجا !...

انتبهت بعد لحظات إلى السكون و الخواء الذي يثقل أركان الفيلا ، فكرت أن الجميع لا يزال نائما بعد سهرة أمس التي لم أحضر شيئا منها ..

لهذا قررت الخروج للحـ ...
- صباح سعيد يا صغيرتي !

جفلت لصوت والدي الواقف خلفي في ردهة الفيلا و ضوء الصباح الساطع يندلق عبر الباب المفتوح على مصرعيه ، و على ما يبدو كان مستيقظا قبلي و على وشك الخروج للركض بسبب حلته الرياضية الخضراء التي يرتديها .
قبَّل جبيني بلطف و ابتسم مضيفا :
- لقد خلدت للنوم ليلة أمس باكرا و لم يتسنى لي أن أتكلم معك ..

لهذا ما رأيك أن نخرج معا للتنزه ؟! .

كان هذا أفضل شيء بالنسبة لي ، لهذا لم أتأخر في الرد بإيجاب و أنا أتشبث بذراعه الصلبة بينما هو كان يضحك سعيدا لحماسي الطفولي .

مشينا عبر الرصيف الحجري متخطيان نافورة جميلة تتوسط الباحة ، و اتجهنا نحو حقل الذرة عبر طريق طويل مستقيم و ضيق مخصص للمشاة ، تحفه الأعشاب الطويلة و الزهور بجميع أنواعها .
- سمارا ، هل كل شيء على ما يرام معكِ ؟.
نظرت نحوه باستغراب لتلك النبرة القلقة التي تعلو صوته ، لكنه تنحنح مرتبكا و أخفض رأسه ليضيف :
- أعني ظهور إمرأة أخرى في حياتي بعد كل هذه السنين ، أعلم أن ذلك الأمر يزعجك و يهز ثقتك بنفسك ، و لربما سيخيب ظنك بي..

لكن ...!

صمت قليلا و التفت نحوي بعد أن توقفنا عن المشي ليضيف بصدق و يداه حول وجهي :
- أنت تحتلين أكبر مكانة عندي بعد والدتك العزيزة يا صغيرتي ، و لا شيء في هذا الكون سيجعلني أغير رأيي ..
أغروقت عيناي بالدموع و شردت أحدق لوجه والدي الباسم بحزن بينما عيناه غائبتان في عالم من الذكريات السعيدة ...

كنت أود لو أمسك بيده لنهرب سوية إلى آخر العالم و نعيش بسعادة ، أنا متأكدة أنني لن أشعر بالوحدة مجددا بعدها . قاطع تفكيري صوته الجشن و هو يهمس بحنوة :

-"سمارا" ، أتمنى أنك لا تمانعين وجود "سيلفيا" في حياتي ، هي لن تجعلني أنسى حب "سيلين" طبعا ، لكنها إمرأة لطيفة جدا !

و أعدك أنك ستحبينها مع الوقت ...

مع ذلك الإلحاح الذي ظهر في عينيه المتسعتان ، شعرت أنه من واجبي أن أبث الراحة في قلبه بعد تلك الكلمات المطمْئنة التي أشعرتني أنني لا أزال -أنا و أمي- شيئا مهما في حياته.

قلت بنعومة و إبتسامة عريضة تعلو وجهي :

- لا بأس يا أبي ، أتمنى لك زواجا ناجحا !

اتسعت عيناه بعدم تصديق و سرعان ما رماني في حضنه الدافئ ضاحكا بسعادة دغدغت قلبي لوقعها ..
كنت أحتاج لسماع هذا الكلام ، و كنت أحتاج لبعض الوقت لنحيي هذه البهجة من جديد .

لقد كان هذا الحوار صفحة جديدة و بداية فصل جديد في حياتي .
فبعدها لربما ستتغير تماما و لربما سأتنازل عن الكثير من الأمور لأرضي نفسي و جميع الأطراف .
أجرينا سباقا مرهقا بعدها للعودة إلى المنزل قبل انتهاء موعد الفطور و كنت أتوقف هنيهة حتى ألتقط أنفاسي المتسارعة وسط قهقهاتي العالية ، ثم أحاول بيأس اللحاق بوالدي الذي يبدو كأنه قد عاد إلى ريعان شبابه بسبب لياقته المذهلة ، لأنه اعتاد على ارتياد نادي الرياضة كل عطلة نهاية الأسبوع بينما أنا أجلس في البيت لأجرب وصفة طبخ جديدة ..

لهذا لم يكن صعبا توقع نتيجة السباق .
ارتميت بوهن على الدرج و مظهري بات فظيعا الآن و أنا أغرق في العرق ، بينما وقف والدي يحرك جسده يمنة و يسرة رافعا يديه عاليا فوق رأسي تماما و انطلق يرميني بوابل من العتابات اللامتناهية ..
و في ظرف ربع ساعة من الإستحمام و التجهز ، كنا أربعتنا نجلس حول طاولة الطعام المستطيلة المزدانة بأشهى الأطباق .
قالت " ميراندا" بلطف و هي تمرر الطبق لسيلفيا الجالسة قبالتها بجانب والدي بينما أجلس أنا إلى جانب عمتي التي تبدو هي كذلك بمزاج حسن .
- أتمنى أن ليلتك كانت جيدة يا سيلفيا ، فعادة ما يزداد نباح الكلاب هنا في الليل .
نظرت جهة سيلفيا و كانت تبدو رائعة في مظهرها البسيط و بابتسامتها الجميلة :

- لا شيء من ذلك قد حصل البارحة ، فالجو كان ساحرا و جميلا و نمت براحة كبيرة كالرضيع .
ابتسم الجميع بتألق و أضافت ميراندا بلطف :

- نحن لا نريد للعروس أن تتعب هذه الأيام و سنحرص أنا و سمارا أن تكوني أجمل عروس يوم زفافك ، أليس كذلك سمارا ؟!.

ارتجفت أوصالي بارتباك و جميع الأنظار مسلطة علي لكنني سرعان ما تنحنحت هامسة بخجل :

- بالطبع ، يسعدني ذلك !

اختلست النظر إلى والدي فوجدت وجهه عابسا و هو منشغل بقراءة جريدة الصباح .
سمعت صوت سيلفيا الهادئ و هي تقول فجأة بعد صمت هيمن على المكان للحظات :

-إن كان الأمر لا يزعجك يا سمارا ، هل تريدين أن تساعدينني في اختيار ديكور للحديقة ؟
ارتفعت عيناي بدهشة نحوها و كانت تبتسم نحوي بلطافة ، و كان لإبتسامتها نوع غريب من العدوى إذ سرعان ما ارتسمت على وجهي ابتسامة جميلة أيضا و أنا أجيب بلطف :

- نعم ، أنا أحب ذلك .
تنهدت بعمق و أنا أشعر نوعا ما بسلام داخلي ، فلا حاجة بعد الآن من أن أحمل لها الظغينة ما دام والدي لن يسمح لها بتجاوز حدود مكانتي في قلبه ...

و أنا أثق بوالدي أكثر من ثقتي بنفسي أنه لن يخذلني البتة.





كنا نجلس ثلاثتنا في الحديقة نشرب الشاي وسط جو رائع من الهدوء و السكينة .
سيلفيا تجري اتصالاتها المهمة لتهتم بتفاصيل الزفاف ، وعمتي ميراندا تطرز منديلا أبيضا جميلا مع ابتسامة هادئة ترسمها على ثغرها ، بينما أنا كنت أقرأ كتابي باستمتاع و على يميني فوق الطاولة الصغيرة كأس من العصير الطازج .
لحظات قليلة ، التحقت بنا إليزا رفقة رجل قصير برأس أصلع يلمع أسفل أشعة الشمس ، ابتسم من بعيد نحو سيلفيا التي لوحت له فلمع نابيه المطليان بالذهب ، بدا غريب الأطوار بملابسه المتعددة الألوان و بمشيته المختالة ...
لكنه بشكل ما لا يترك أي أثر مزعج لمن يراه ..

نهضت سيلفيا مبتسمة و هي تقول مرحبة :

- أهلا بك يا سير "ألخاندرو" .
انطلق يثرثر بالإيطالية حتى بدا لي كأنني أشاهد ممثلا بمسرحية شاعرية و احتضن سيلفيا لبرهة ضاحكا ، ثم بدا من طريقة حديثه وأنظاره التي تجوب المكان بدهشة كمن وقع في الحب للتو ! ...
لا بد أن الحديقة قد نالت على إعجابه !
ضحكت "سيلفيا" بمرح و التفتت جهتنا تقول بلطف :

- "ميراندا"و "سمارا" ، أعرفكما إلى السير "ألخاندرو" ، إنه مصمم ديكور .
ابتسمت نحوه بلطف إلا أنه لم يكتفي بذلك بل انحنى ليقبل كلتا ظاهر يدانا بطريقة لبقة أحرجتنا .
جلسنا من جديد و بدأ ألخاندرو يتحدث باسهام و حماس شديد، بينما تتكفل "سيلفيا" بترجمة حديثه ، حتى آلفنا الجلوس معه و أُعجبت كثيرا بروحه الشغوفة و المرحة .

بعد ساعتين من الحديث و الفضفضة ، نظرنا أنا و "سيلفيا" إلى كثالوج تصميماته و اتسعت عيناي دهشة لمدى روعتها ، لقد سمعت حديث "سيلفيا" بهذا الشأن مع عمتي قبل قليل و أنه صديق قديم لعائلتها و أنه لن يحلو حفل زفاف من دون لمساته ، لكنني تأكدت من الأمر للتو فقط .
همست نحوي "سيلفيا" و نحن لا نزال نتطلع إلى صفحات الكثالوج بنهم و كأننا نتذوق أطباق شهية ، الطبق التالي ينسينا في ما قبله .
- أنا أحب زهور التوليب كثيرا و لكن "جوش" مولع بالورود الحمراء ...
أقطبت حاجبيها بحيرة و أردفت :

- لا أعلم ما علي فعله بهذا الصدد ؟! هل أختار التوليب أم الورود ؟.
نظرت نحوها بهدوء و فكرت أن والدي حقا يحب الورود الحمراء ، فقد أحبتها أمي كذلك .
و قد اعتاد أن يحضر باقة لها في كل مناسبة سعيدة حتى باتت عادة جميلة لم يتركها حتى بعد وفاتها ، و راح يزين قبرها بالورود في كل زيارة و يسألها إن كانت رائحتها تعجبها و يخبرها أنها كانت أجمل وردة قد رآها في حياته .

تنهدت بحزن و عيناي غارقتان في بياض الأرضية قبل أن ينتشلني صوت "ألخاندرو" و هو يقول بإنجليزية رديئة ، لكن كانت كافية حتى نفهم قصده :

- أتركي الأمر لي فقط ، سأتكفل بذلك .

ظهرت ابتسامة مطمئنة على وجه "سيلفيا" و هي ترفع رأسها نحوه .

زفرت أنا الأخرى بارتياح ، كنت حتما سأقع بورطة إن سألتني "سيلفيا" عن رأيي في الموضوع .
اخترنا في الأخير تصميما كلاسيكيا ساحرا و كنت أرى في عينيها سعادة و حب كبيرين ، حتى أني شعرت بنفسي أنجذب نحوها و أعجب بروحها اللطيفة .

عاد والدي بعد أن تكفل ببعض الأمور و أقبل نحونا رفقة عمتي التي استأذنتنا منذ مدة الذهاب لغرفتها لتستريح قليلا و تشرب دوائها ..
فلم نبارح مكاننا حتى أوشكت الشمس على المغيب وسط جو عائلي مغدق بالضحكات و الأحاديث الممتعة .






نزلت أرتدي فستانا قصيرا و مريحا بلون المشمش الدافئ و خفٌ منزلي ظريف ، بينما شعري كان كعادته يتراقص خلفي في ذيل طويل يصل إلى نهاية ظهري .

أقبلت نحو غرفة الطعام ذات الجدران الزمردية و الطاولة المستطيلة التي تسع لإثني عشرة شخصا .

وجدت الجميع متحملق حولها بابتسامات مشرقة و ملابس أنيقة كأنهم على موعد لحفل فاخر ، لاحظت أن عمتي كذلك قد ارتدت عقدها المصنوع من الياقوت الفاخر الذي ترتديه سوى في المناسبات .
ألقيت عليهم التحية بخجل و اتخذت مكانا إلى جانب عمتي و "ألخاندرو" يجلس في الجانب الآخر منها ، بينما والدي و "سيلفيا" يجلسان قبالتنا .

ابتدأت "إليزا" بإحضار الطعام بمساعدة خادمة جديدة كانت قد أحضرتها عمتي "ميراندا" مع أربعة خدم آخرين لمساعدتنا في التحضير للزفاف الذي أوشك قريبا جدا .

و كانت التحضيرات قد ابتدأت اليوم من تنظيف للغرف المتبقية للضيوف و حتى تغيير شراشف الطاولات و تنسيق الزهور بالحديقة . قال والدي فجأة و هو يوجه حديثه لي بعد صمت وجيز :

- "سمارا" ، عليك أن تبدئي بتوظيب أشيائك منذ اليوم ، فنحن سنغادر بعد أن نعقد قراننا . لقد تكفلت اليوم بجواز سفرك و وثائقك حتى لا تصادفنا أية عراقيل .
نظرت نحوه بتوجس و شيء ما داخلي قد صرخ متألما :

- هل سأغادر أنا أيضا ؟!

همست بتوتر و قد جف حلقي ، صحيح أنني كنت أعرف الجواب مسبقا لكن أبي زاد الطين بلة حين قال مبتسما بأريحية :

- أنا لن أتركك هنا مجددا ، ستأتين للعيش معي في إيطاليا.

اختلست النظر إلي "سيلفيا" التي كانت تتناول طعامها بطمأنينة و أناقة دون تعابير تذكر على وجهها ، ثم وجهت أنظاري نحو عمتي لأتفاجأ منها تركز النظر نحوي بقوة و كأنها تحاول الولوج إلى كياني لتعرف ما يدور في الداخل . طرأ سؤال ضروري في عقلي فلم أتوانى عن طرحه سريعا بشيء من الإحراج :

- لكن ماذا عن شهر العسل ؟.
رفعت "سيلفيا" عينيها نحوي و ركزت النظر قليلا قبل أن تجيب عن سؤالي بابتسامة كما اعتدت منها :

- ستسعد أمي كثيرا بضيافتك ريثما نعود من شهر العسل يا عزيزتي ، و نحن سنغيب لمدة أسبوع واحد فقط .

شعرت بسكين ساخن يحرقني قبل أن يترك بي جرحا غائرا ، تطلعت إلى والدي بنظرات مستغيثة ، هل نسي تماما خوفي من الجلوس مع الغرباء لوحدي ؟!

سمعت صوت كرسي "ألخاندرو" يسحب و هو يستأذن للخروج ، حتى لا يبدو كالمتطفل وسط نقاش عائلي .

أقطب والدي حاجبيه بانزعاج و كأنه يلوم نفسه على إفساد متعة الأمسية ، لكن لا بد من الحديث عن الموضوع عاجلا أم آجلا . تدخلت عمتي و هي تقول بهدوء :

- "جوش" ، لماذا لا تتركها هنا حتى تنهيان شهر العسل ؟!

- سأكون مشغولا جدا بأعمال الشركة بعد العودة من شهر العسل ، و لن يتسنى لي العودة إلى هنا إلا بعد أربعة أشهر أو خمسة ..

و أعتقد أن "سمارا" ستكون محتاجة إلي في أول سفر لها بالطائرة ! .

تنهدت بعمق و صدري قد بدأ يضيق تدريجيا كأن صخرة كبيرة تضغط عليه ببطء .

سيكون علي أن أقنع والدي بأن سفري معه لن يكون سوى عرقلة لمشروعه نحو السعادة ...
قلت بقوة بعد صمت وجيز و ثقة نابعة من أعماق قلبي :

- أبي ....!

أنا لن أذهب معك ، أفضل الجلوس هنا مع عمتي على أن أكون طفيلية في حياتكما .






تمت

آسفة على التأخر فدائما تأتيك العراقيل من حيث لا تدري...
إنتظروني في الفصل الثالث و الأخير قريبا

دمتم في حفظ المولى و رعايته





__________________



رد مع اقتباس