الموضوع: زهرة الجحيم
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-05-2018, 11:22 AM
 
star1








" أنا هو شيطانك الذي حررته من قفصه
ولن تستطيع أن تلجمه مجددًا "

**************

" أريد قهوةً سوداء مره بسرعةٍ أكيمي "
قالت بلكنتها البارةٍ المعتادة بينما ترفع رأسها من بين أكوام العمل المتكدسة فوق مكتبها الكبير

لتنحي المعنية بالأمر مباشرة وهي تقول
" أمرك آنستي "
لم يكن التوتر ظاهرًا في تصرفاتها غير المتزنةٍ فقط
بل كان جليًا في نبرات صوتها المرتعشة أيضًا

خرجت بسرعةٍ من الغرفة هاربةً من تلك الهالة القوية التي تنبعث من الجالسة خلف المكتب الزجاجي
بينما لم تعطها الأولى أي ردة فعل

أعادت رأسها إلى كومة الأوراق محاولةً لمرة أخيرة أن تنهيها اليوم
مرت الدقائق وهي لا تتحرك عن مكتبها قيد أنملة
إلى أن قاطعها صوت طرقٍ خفيفٍ علي الباب
لابد أن أكيمي أتت بقهوتها المفضلة
" يمكنك الدخول أكيمي "
دخلت المدعوة بأكيمي الغرفة بهدوء كانت تصطنعه بطريقة رديئة
فهي لا تجيد التمثيل إطلاقًا
مازال توترها جليًا

وضعت فنجان القهوةِ الساخنةِ علي مكتب الأخري ثم هربت من الغرفة

إلتقطت أناريسا كوب قهوتها المرة لترتشف منه القليل
بينما يدها الأخري مشغولٌ بقراءة ملفٍ ما

ما يُحكي به وضعه في تصنيفٍ خاصٍ به
حتي في مجموعة ملفات سلك المخابرات السرية

لونه الأحمر الدموي يحكي دمًا أُراق ولم يجد له من يكفل أخذ حقه
لكنها قد كفلت إيقاع تلك المنظمة

المخلب الدموي كلمةٌ يرتعد الناس عند تجربه نطقها
ولكنها لم تفعل ذلك
ذلك الحساب الذي أقسمت علي تصفيته مع تلك المنظمة
أباد كل ذرة إحساسٍ سليمٍ كانت تنمو في جسدها
حتي غدت تلك الأنثى عديمة الإحساس والرحمة

الأنثي التي لقبت بين الجميع
وخصوصًا سلك المخابرات الذي تعمل به
ب زهرة الجحيم

قرأت الملف بتأنيٍ لتتأكد من أنها لم تنسي معرفة أي شئٍ عن تحركاتهم المرصودة

ثم وضعت الملف جانبًا بين كومة الملفات القليلة الباقية
وقررت إنهاء اليوم
يكفي عند هذه النقطة
نهضت من كرسيها الجلدي لتتناثر خصلات شعرها السوداء القصيرة بتمرد
عجبًا لتلك الفتاه
فبرغم كونها أنثي إلا أن أصغر أجزاء جسمها يرفض الإنصياع حتي لعقلها
عيناها البرتقاليتان المشعتان تشعرانك بالوخز البارد في أوصالك من تلك العاصفة الثلجية التي تجري بهما

قامت بنفض حبات الغبار الصغيرة التي إستقرت علي
معطفها الجلدي أسود اللون

بدأت معدتها بإصدار بعض الأصوات
لتضع يدها البيضاء الشاحبة عليها وهي تقول بتهكم
" اللعنة أنا جائعة "
مزاجها الآن متعكر وهي لا تعرف السبب
رغم أنها كانت هادئةً منذ دقائق فقط

حملت حقيبتها السوداء الجلدية الصغيرة
وهمت بالخروج من المكتب

بينما هي تمشي في تلك الأروقة الفارغة
كان عقلها ينسج الكثير من التوقعات لما سيحدث بعد ذلك
إقترب يوم لقائها مع مافيا المخلب الدموي لذلك
عليها أن لا تخطئ في أي تفصيلٍ صغيرٍ حتي

خرجت من المبني لتركب سيارتها السوداء وتدير المحرك وتنطلق إلي المنزل

******************
* أناريسا تتحدث *

الجو غائمٌ اليوم ويبدو أنها تنذر بهطول بعض الأمطار الموسمية الآن
في النهاية نحن الآن في الشتاء من الطبيعي هطول الأمطار

وصلت إلى المنزل الخاص بي سريعًا قمت
بركن السيارة في مكانها المخصص ودلفت إلي حديقة المنزل الواسعة
كان البستاني يسقي النباتات في تلك اللحظة التي دخلت بها
لكنه ما إن لمحني حتي هرب مسرعًا كالعادة
تجاهلته
فإن نظرت لكل شخصٍ يهرب مني لن ينتهي هذا اليوم
صعدت بضع سلالم قبل أن أدخل للمنزل الأساسي
خلعت معطفي الأسود ثم قمت برميه علي وجه أحد الخدم بعشوائية
ثم تركتهم وإتجهت إلى غرفتي

****************
* الرواية *

دلفت إلى غرفتها المظلمة
لا فرق لديها إن أشعلت الضوء أم لا
ففي النهاية لقد صبغت غرفتها كاملةً باللون الأسود
رمت نفسها علي سريرها الحريري دون أن تكلف نفسها حتى عناء خلع ملابسها أو الإستحمام

تقلبت علي سريرها بضجر فهي لا تود النوم الآن و في نفس الوقت
هي لا تملك شيئًا لتفعله عملها برمته يبدأ غدًا
قاطع تفكيرها العميق صوت هاتفها المزعج

مدت يدها لتلتقطه من جانبها علي السرير
نظرت إلى شاشة هاتفها التي تلمع بإسم
آراتا
ضغطت علي زر القبول ووضعت الهاتف علي أذنها
مستعدةً لإستقبال الأخبار الجديدة

" مساء الخير أناريسا ساما "
قال المتصل بلكنه هادئة لكنها إحتوت بعض الخوف الدفين
" مساء الخير آراتا
كيف يسير العمل لديك؟؟ "
قالت هي ينبرتها الجامدة المعتادة
" العمل هنا ممتاز وكل شئٍ يسير علي قدمٍ وساق
نحن فقط ننتظر أوامرك الجديدة
غدًا هو اليوم الموعود لإستعادة مجدك
آنستي
وأخيراً ستدمرين رئيس مافيا المخلب الدموي "
هذه المرة شابت نبرته بعض الجدية والحماس

لتشق إبتسامةٌ خبيثةٌ ثغر الأولى وهي تقول
" لا تقلق آراتا ما هو حقٌ لي سيعود لا محالة
ولن أسمح لأيٍ كان بأن يقف في طريقي
رئيس مافيا المخلب الدموي سيعلم جيدًا مع من كان يلعب "

ليردف الآخر بهدوء
" بالتأكيد آنستي
نحن طوع أمرك حتي الموت ولن نتخلف عنك أبدًا "
إبتسمت هي مجددًا ثم أغلقت الخط بدون أي كلمةٍ أخري

************
مستلقيتٌ علي سريرها الحريري
بإبتسامةٍ خبيثة بينما مازال عقلها
ينسج العديد من السيناريوهات للأحداث القادمة

إلا أن صوت معدتها الصاخب قاطع تفكيرها للمرة الثانية اليوم
لتتنهد بضجر
ثم تصرخ
" جينييييييييي"
هزت صرختها أرجاء منزلها في لحظة
وفي تلك اللحظة التي تبعتها
فتح باب غرفتها ذو اللون الأسود بقوة
وتقدمت أحدى الخادمات تلهث من قوة ركضها نحو الأولي هنا
إنحنت بذعر وهي تقول
" آنستي
بماذا يمكنني أن أساعدك ؟؟!"
حبات عرقها الكريستالية
بللت شعرها البني القصير ثم سقطت أرضًا
أردفت الأولي ببرود
" أمامك ربع ساعة وأجد طعامي جاهزًا
وإلا ودعي حياتك البائسة
لأنني سأدمرها "

قالت بنبرةٍ مرعبةٍ مع تعابير وجههٍ تجمد أوصالك في لحظات
تمامًا كما حدث مع الأخري
التي شل لسانها تمامًا عاجزًا عن الرد
مما دعاها إلى الإيماء برأسها موافقةً علي ما قالته أناريسا
إحتاجت بضع ثوانٍ أخري حتي تستعيد السيطرة علي ردات فعل جسدها
ثم هروبا خاجةً من الغرفة
أو بالأحري من ذلك الوحش الذي يعيش في الغرفة



__________________
توقف عن إنتظار الأشياء لتحدث قم وإنتفض وإجعلها تحدث



التعديل الأخير تم بواسطة Crystãl ; 10-04-2018 الساعة 07:15 PM
رد مع اقتباس