[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('https://f.top4top.net/p_935sjll12.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

للبحار الشاسعة و المحيطات تأثيرات نفسية تختلف من إنسان لآخر
فقد يشعر البعض بالراحة أثناء استماعهم لأصوات الأمواج الهادئة على الشاطئ
بينما آخرون تسري في أجسادهم تلك القشعريرة الباردة عندما يتخيلون ما يمكن أن يكون
تحت تلك المياه من مخلوقات لا نعلم عنها شيئاً ذلك الغموض في البحار قد جعل البشر
يسرحون بخيالهم حول ماهية ما يكمن في أعماقه.

[OVERLINE] - السلامُ عليكم و رحمة الله و بركاتهُ , [/OVERLINE]
كيف حالكم جميعاً ؟ تمنياتي أن تكونوا بأحسن حال ..
اليوم سأقدم بين يديكم أحد أساطير البحر الغامض ,
كثيراً ما جذبتني هذه الأسطورة فـ أحببت أن أنقلها لكم
بكل ما أعلمه عنها - مع تمنياتي لكم بالإستمتاع .





- راهب البحر , يُعرف أيضاً بـ سمكة الراهب , كان مخلوق بحري وجد على مسافة من الساحل الشرقي
لجزيرة زيلاند في الدنمارك و بشكل تقريبي جداً مؤكد في عام 1546 ميلادي ,
و قد وصف على أنه سَمكة شبيهه بـ أشكال الرُهبان و تظهر هذه السمكة على شكل راهب
بسبب تشكيل جسدها الغريب الذي يبدو كـ زي راهب ..و تم ذكر هذا الحيوان البحري في المجلد الرابع
من الكتاب الشهير [ Historiae animalium ] الذي يُسمى بـ التاريخ الحي بالعربية للكاتب لكونارد جينسر.





- يُعتبر ( راهب البحر ) عبارة عن وحش في الفلكلور الياباني , و يعد من أسوأ الكوابيس
التي قد تراود الصيادون و البحارة في اليابان , و المعنى لأسمه ( الراهب البوذي للبحر )
يعيش راهب البحر في قاع المحيطات و مهمته هي إغراق سفن البحارة الذين يجرؤن على لفظ أسمه
و يقال بأن رأسه دائرية كبيرة تشبه رؤوس الرهبان المحلوقه و جسده أسود ضخم و عيناه كبيرتان.
و يعدونه نوعاً من أنواع الشياطين التي تسكُن البحر و تتربص بالصيادين و تقوم بتغريق سفنهم
و بحسب الإسطورة عندما يغضب راهب البحر سوف يطلب من الطاقم أن يعطوه برميلاً كي يملأه بالماء و يغرقهم
و لتجنب ذلك المصير فكر البحارة بأنه يجب إعطائه برميلا مثقوباً كي لا يستطيع راهب البحر إغراقهم .







- تروى القصة في زمن بعيد جداً في قرية صغيرة تقع على الحدود البحرية حيث كان في تلك القرية
يعيش رجلاً صياد مع أبنه و كانا يكسبان قوت يومهما من الصيد ف كانا كل يوم ينطلقون بقاربهم الصغير
المتواضع إلى البحر لإصطياد السمك و كان دائماً صيدهم وفير ولا بأس به , و لكن لا شيء يدوم
مرت الأيام و أصبح السمك قليل و كل الصيادين يشتكون من قلة السمك , فكان الأب و أبنه لا يكسبون الكثير من السمك
رغم أن هذا هو قوت يومهم هو الصيد و بيع السمك في سوق السمك , ففكر الأب ملياً كيف يمكن أن يصطاد
بشكل أكبر و أين يختفي السمك ؟ ففكر و قال لأبنه لابد أن السمك لاحظ و حاول الإبتعاد عن أماكن الصيد
فقال الأبن و ماذا عسانا أن نفعل لسنا الوحيدون من يشتكي هُنا ؟ فقال الأب : الحل يا بني هو أن نذهب بعيداً و ندخل إلى قلب البحر
فقال الأبن لوالده : أبتي أن الأمر خطر و ماذا لو كان الجو به تقلبات ؟ فقال الأب : أما أن نفعلها أو نبقى هكذا حتى الموت
فما عسى الأبن أن يفعل إلى أن يستمع إلى والده , بزغ نور الفجر و إنطلاق كُل من الأب و الإبن بقاربهم الصغير
في رحلة البحث عن السمك و كانت الأسماك قليلة حتى في بعدهم هذا ف تفاجأ الأب و عاد الأبن و الأب
أدراجهم خائبين رغم كل هذا التعب , ففي صباح اليوم التالي خرج الأب لينظر إلى البحر فسمع رجال
يتحدثون عن أسطورة [ راهب البحر ] و كيف أن هذا الراهب قد يعطيك ما تريد من قاع البحر أذ قلت أسمه في قلب البحر
و لكن بعد أن يطلب منك طلب ولا أحد يعلم ماهي هيئة طلباته ,
سمع الأب القصة ف أنطلق مهرولاً إلى منزله ليخبر أبنه بأنه سيذهب إلى قلب البحر مرة أخرى و سيحصل على السمك مهما كان
أستغرب الأب من قرار والده المفاجئ فقال أبتي لا نعلم ماهي أحوال الطقس اليوم , قال الأب : و من يهتم بالطقس
هيا فالتصعد يا بني فلدينا يوم حافل , تفاجأ الأبن من حماسة والده هذا الصباح رغم أنه كان مُحبطاً الليلة الماضيه
أنطلق الأبن مع والده و كلاهما على أمل , و كان البحر هادئاً على غير العاده و هذا يعتبر نذير شؤم
عند بعض الصيادين ففكر الأبن و قال : أبتي لما لا نعاود أدراجنا ؟ فقال الأب : لا تتستلم عند نقطة الوصول
فقال الأب لأبنه : أسمع يا بنيّ اليوم سوف تتحقق أمنيتنا في الحصول على السمك الوفير ..
تفاجأ الأبن فقال : كيف ؟ قال الأب : فلتشاهد ما سأفعل , فنادى الأب في قلب البحر بأعلى صوت
يا راهب البحر يا راهب البحر لقد أتيتك لكي تلبي لي طلبيّ فهل أنت بقادر , وفي وسط الهدوء
حيث لا صيادين حول قارب الأب و أبنه , صمت قاتم لا أحد يرد , فقال الأبن : أبتي هل جن جنونك راهب البحر حقاً ؟
أبتي أنه مجرد خُرافة لا صحة لها , فقال الأب : صه فلتنصت فقط . فنادى مرة أخرىّ ..
و إذا بالسماء بدأ لونها ينقلب إلى الأسود و إذا بالريح بدأت تعوي و إذا بالأمواج بدأت تتلاطم
و تمايل قاربهم الصغير و فقدو السيطرة , و يصرخ الأب أنها حقيقة , و يصرخ الأبن : فلنعد يا أبتي
فإذا بـ غيمة سوداء كثيفة تخرج من قاع البحر , بل ليس ب غيمة أنهُ راهب البحر ,
و بصعقة الأب و الأبن , تحدث الراهب وسط العواصف : كيف تتجرأ أن تنطق أسمي ؟
قال الأب : أنت حقيقة أنت حقيقة , قال الراهب بصوت عارم بالغضب : كيف تتجرأ أن تنطق أسمي ؟
فقال الأب : أنا أريد أن أحصل على السمك الوفير , فقال الراهب : هل تستهين بي ؟
فقال الأب : لو أنا أستهين بك لما طلبت منك ذلك , قال الراهب : لا أعطي بدون مُقابل
فقال الأب : و ماذا تريد ؟ قال الراهب : كل ما تملك . قال الأب : أنا رجل فقير و لو أني أملك شيئاً لما أتيت هُنا لطلب منك
فقال الراهب : القارب و أبنك و روحك كل شيء , فأنا مهمتي هي أغراق السُفن ايها التافه .
فقال الأب : أتوسل إليك أي شيء إلى هذا , و بعد محادثة طويلة بالإقناع و صراخ الأبن
في قلب البحر , فقال الراهب : أنت روحك ستكون لي و إبنك سيعود بالقارب إلى الشاطئ مع السمك
و إن عاد مرة أخرى إلى قلب البحر ليبحث عنك سيموت , فما كان خياراً للأب إلى بالقبول , فكان الأبن يبكي و يصرخ حزناً
فقال الأب بكل حزن : موافق , فإذا بعاصفة و رياح شديدة لا يكاد يتحملها بشر , تحمل جسد الأبن و ترميه في البحر
و في صباح اليوم التالي , وجد الأبن نفسه على الشاطئ بدون القارب فنظر بفزع إذا هو يجد بقايا قاربه محطم و ما وعد [ راهب البحر ] إلا كذبا
فما كانت تلك الإسطورة إلى كجمرة تحرق قلب الإبن كلما سمعها و زاول الصيد في البحر ..
فقرر الإبن أن يصحح أسطورة [ راهب البحر ] بأنه وحش و مهمته إغراق السُفن و إنتهاك أرواح البحارة و الصيادين ولا توجد حقيقة لتحقيق الأماني .





- راهب البحر هو مُجرد سمكة ناردة توجد بصعوبة في البحار و هذا هو شكلها الحقيقي .



- زاول الكثير مهنة الصيد و هم برعب تام من أسطورة راهب البحر خصوصاً في اليابان .
- كثير من البحارة يزعمون بأن هذه الأسطورة حقيقة و موجودة و أن أرواح أصدقائهم البحارة الذين توفو في البحر
أخبروهم بالحلم بأن راهب البحر موجود في ظلمة أعماق البحر يترقب السفن لإغراقها .
- يعتبر هدوء البحر بالنسبة لـ البحارة و الصيادين اليابانيون شؤم , لأن في إعتقادهم أن الهدوء يسبق الكارثة .
- كثير من الصيادون اليابانيون يضعون برميلاً مثقوباً من الأسفل تحسباً لظهور راهب البحر في تلك الحقبة الزمنيه.
- ترتبط أسطورة راهب البحر بـ الفكر الياباني لإعتقادهم بأن البحر هو المثوى الأخير للأرواح و خصوصاً للذين ماتو بدون أن يعتني بهم أحد.

إذا أردتم أن تعرفوا بعض الأسرار , فلتنصتوا جيدا لهؤلاء الذين يسافرون في البحار و المحيطات بعيدا..
هم من امتزج واقعهم بخيالهم جراء ما مروا به و شاهدوه في تلك المحيطات , غالبا تنتهي حياتهم غرقا في ظلام تلك الأعماق.

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]