08-12-2018, 06:36 PM
|
| |
يوما ما أثناء جلوسك في لحظة تأمل أو شرود,لحظة حقيقة أو كذب أو ربما لحظة ضعف و إنهيار,
يحدث لك ذلك الشئ الغريب و تتفطن إلى أنك لا تريد أن تكون في محل أي أحد من هؤولاء الموجودين
من حولك,لا تريد أن تكون في محل ذلك الغبي الذي لقنته درسا لن ينساه و لا في محل والدك أو أخوك
أو أي فرد من أفراد عائلتك.و ترفض أيضا أن تكون في محل ذلك القاضي و لا هذا المحامي أو ذلك الشاهد
الأبله بل و ترفض حتى أن تكون نفسك.كل ما تريده في تلك اللحظة هو الهروب بعيدا,بعيدا جدا في محاولة
بائسة منك للخروج من الجحيم الذي تعيش في خضمه.و فجأة تحس بذلك الألم الشديد يعتصر قلبك و يعذب
خبايا روحك معلنا لحظة التغيير,حينها تعلم أن كل شئ سيتغير,بل إن كل شئ قد تغير بالفعل و أنه من الآن
فصاعدا من المستحيل أن تعود الأمور إلى نصابها أبدا.إلا أن الأمرّ و الأقصى أنك سرعان ما تتيقن أن كل شئ
قد إنتهى بدون رجعة و تتمنى للحظة لو أن حياتك كانت فلما من نوع ما كي تضغط زر إعادة التشغيل لكي
تبدأها من جديد و لكن الحقيقة غير ذلك فما حدث قد حدث و ما إنكسر يستحيل إصلاحه من جديد و مع ذلك
فإن الشعور بالحنين يدب بأوصالك و تحاول جاهدا أن تعلم متى بدأ كل هذا,لتتفطن أنه قديم جدا,أقدم مما كنت
تتوقع فهو تراكمات و تراكمات.عندها فقط تتيقن أن الفرص و التجارب تأتي مرة واحدة في حياة المرء و مهما
حاولت جاهدا أن تستعيد نفس الإحساس الذي أحسست به سابقا يزداد يقينك من أن حدوث ذلك أصبج مستحيلا الآن.
- الوردة السوداء -
|