قصة من واقعي أنا...
عندما كنت صغيراً
كان يلفت انتباهي رجل مسن بثياب رثه
و مهما وصفت لكم المنظر ربما لن تستوعبوا
منظر تلك الثياب التي أبلتها السنين
و بيده عصأ يتكئ عليها تارة
و تارة يطرق بها الأبواب لا للسؤال
حاشا و كلا
بل ليبيع من مزرعته ما يسد به
قوت يومه هو و أهل بيته
كنا نحبه جداً لأنه يستريح
بيننا و يغزو بنات أفكارنا بألغازه
الظريفة فأصبح محط أنظارنا
في كل اوقات مروره..
الذي لم يغب عني الآن
هو صوت لسانه و هو يلهج
بذكر الله
تلك الطرقات لن تنساه
و كذلك الأبواب
بل حتى التربة التي مر عليها
كان لسانه رطباً بذكر الإله
عندما تسمعه و لو لمره
تحس بذلك الإحساس
إلا أنه لا يقف برهة
عن ذلك...
بعد وفاته و عندما تذكرته يوماً
سألت عنه أبي و عن ما كنت ألاحظه
من ذكره المتواصل و لسانه الرطب
بذلك
فقال لي
إنك لم تنم بالقرب منه و إلا لذهلت
من سماع ذلك اللسان كما و لو أنه
لم يخلد للنوم
حيث في بداية سكناهم في المكان الذي
نعيش فيه كانت البيوت قليلة و أحياناً
ينامون أمام البيوت التي ربما لم تكن
إلا غرفة هنا و أخرى هناك
فيقول أنه كلما تقلب في فراشه
يذكر الله و لا يغيب عن أسماعنا
ذلك...
عندما أتذكره يخشع قلبي لتلك
العظمة و العزة و المثابرة
رحمك الله أيها الرجل الغني بذكر الله
و لعل من فضل الله عليه أن أتذكره
خصوصاً في هذه الأيام الفاضلة
و أدعو له بالرحمة و المغفرة
و أتقرب لله بالدعاء لأمثاله
اللهم ألهمنا ذكرك و شكرك و حسن عبادتك
و ارزقنا لساناً رطباً بذكرك
فهو غنانا و أنت غنى عنا🌹🌹🌹
التعديل الأخير تم بواسطة قارب الغروب ; 08-20-2018 الساعة 02:55 AM |