عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 09-02-2018, 03:06 PM
 
فضي













فتحت عينيها اثر ذلك الالم العاصف الذى الم بجسدها خاصة اقدامها وظهرها، حركت عينيها متفقدة الاجواء والاشجار ناصعة الخضرة ،ابتسمت لانتهاء رعب ذلك اليل الذى كاد يصيبها بالجنون لاصوات الحيوانات المختلفة، نظرت للوجه القابع بجوارها بانفاسه الدافىء وابتسمت بحياء ،قضائها ليلة كاملة بحضنه امر رائع بالنسبة لها فلطالما كابرت على ذلك مع انها تتوق للامر منذ لقائه.

فكت الخيط الذى يربطهما برفق ففزع ماكور لحركتها وامسكها بسرعة ظانا منه انها ستسقط،ضحكت بخفوت على شكله المرهق ثم ابعدت يديه قائلة: لا تقلق انا مستيقظه.
اصدر تأوها منزعجا ثم ارخى راسه على هيكل الشجرة ،اخذت غريل تتحرك ببطىء وحذر حتى نزلت الشجرة باحترافية،صفقت بحماس فخورة بما انجزت:واوو أرئيت هذا ماكرو.

تمتم بخمول وهو يغمض عينيه محاولا النوم:لا تبتعدى.
ابعدت انظارها عنه متفحصة المكان بحماس،نسيت خوفها وقلقها وبدا تسير ببطىء وهى تتامل العصافير المزقزقة فوق أغصان الشجر...انتهى بها الامر وهى مشذوهة تتامل تلك الاشجار الكثيرة الممتلة بالفاكهة.

لعقت شفتيها بشهية ثم ركضت تتسلق احداها لتملئ جوعها،استقرت بقلبها تاكل من الفاكة بلذة وهى تتمتم بسعادة: اين انت ماكرو ،تعال واستشعر هذه اللذه
قطفت اثنتين وامسكت واحدة بفمها بينما حشت الثانية بجيبها واخذت تتسلق نزولا كما صعدت،انطلقت راكضة من حيث اتت تنادى بجنون: ماكرو ماكرو...

هلع هوا لصوت صراخها البعيد مما تسبب بسقوطه ولولا الحبل المربوط لنتهى مكسورا على الارض،صرخ بجزع واخذ يفك الحبل الذى يبعده عن الارض مجرد سنتيمترات قليلة.
سقط برفق ووقف بعلجة راكضا باتجاهها برعب من توقف صوتها المفاجا، اخذ يركض وهو يتفحص الارجاء بحثا عنها وصوته يصدح باسمها.

توقف يلهث بتعب ليجذبه صوت ذلك الانين القريب، نظر للامام ليراها واقفة تستند على احدا الاشجار بيد بينما الاخرى تعتصر بطنها بقوة، هلع لها متفقدا وضعها: ماذا جرا لك؟
توقف امامها ليرى الشحوب مكتسيا وجهها وجبينها مغرقا بقطرات العرق كما عيونها ذابلة بشدة، امسكها من عضضيها وهزها برفق: ماذا بك؟
لفت انتباهه يدها التى امتدت له بفاكهة اشبه بالتفاح فتلون وجهه وعلم خطبها، هز راسه متمتما برعب: لا تقولى انك اكلت منها.

رفعت يدها له اكثر ولكنها انهارت قبل ان توصلها ليده،احتضنها هو وجثى بها ارضا يهزها بفزع ويضرب وجهها برفق: لا غريل لا لا تموتى، لا استطيع العيش بدونك،ارجوك افتحى عينيه ارجوك.
ترقرقت دموعه لحالها وسب نفسه الف مرة لعدم مرافقتها،نظر للفاكة بجوارهم فالتقطها بسرعة والقاها بغيدا بغل:فلتذهبى للجحيم.
اخذ يتفحص اطرافها ووجها ليتفاجا ببرودتها فشهق بعدم تصديق ليصرخ بهلع:غرييييل
.
.
.
فتحت عينيها بارهاق متفحصة تلك الظلمة،تمتمت بهمس: اين انا؟
اعتدلت ببطىء وهى تشعر بان هناك سكاكين تمزق بطنها،اعتصرت بطنها بين يدها تأن بالم وهى تنظر حولها بخوف، المكان اشبه بالخيمة والجو مظلم كما لا يوجد اى صوت حولها.
اقشعر بدنها ونطقت بحذر: ماكرو...

لم تجد اجابة فرفعت وتيرة صوتها مكررة اسمه، ثوان وظهر شىء يقف على اربع اقدام امام باب خيمتها الصغيرة لتتراجع للخلف برعب، سمعت شهقته المتفاجاة تلاها اسمها ،فرفعت حاجبها بتعجب لتجده ينقض عليها طارحا اياها ارضا،صرخت برعب : اااا ماكرو
تفاجأت به يحتضنها بقوة: لقد اشتقت لك كثيرا،ظننت انني سافقدكِ.

اتسعت عيونها واخذت تحاول رؤية تفاصيله بذلك الظلام لتتمتم بدهشة: ماكرو..؟
لكزها بكتفها بعد ان ابتعد عنها قليلا: لقد افزعتنى عليك،كدت اموت خوفا من فقدك.
رمشت تحاول استيعاب موقفها فهى شبه خاملة مما حصل كانت تشعر وكان نصف عقلها لم يعمل بعد،هزت راسها فابتعد عنها تماما وجلس بجوارها لتعتدل هى وتحدق به بغرابة، قالت بضياع: ماذا جرا بطنى يالمنى جدا.!
تنهد بحزن ثم اجابها بهدوء: لقد اكلت فاكهة سامة.
ابعدت نظراتها عنه محدقة بفتحة الخيمة الصغيرة تسترجع بذاكرتها تفاصيل ذلك الحادث وكيف ان طعم تلك الفاكه الذى لا يقاوم دفعها لاكل اربعة منها.

ابتسمت بغباء: لم اتوقع ذلك ابدا "نظرت له مكملة" وقد احضرت لك اثنتين معى.
ضحكت بسخرية فجاراها هوا: اتريدين قتلى ههه.

قالت بتعجب: اين نحن وماذا حصل معنا؟
اخذ هوا يتأمل تفاصيل وجهها بشوق ثم نطق بهدوء: حملتك واخذت ابحث عن احد لينقذك،كنت كالمجنون حتى قابلت شابين مرا بنفس تجربتك فأنقذاك.

رمشت بتعجب: شابين!
أوم أ براسه: ااا شاب وفتاه وقد اعطياك الدواء المناسب لذا تحسنت.
هزت راسها بتفهم ثم ارتمت بمكانها تضع كفها على بطنها المتالمة بخفة ،تحرك من مكانه متمتما: ساكون بالخارج احرس خيمتك، ارتاحى حتى تشفى
راقبته بعينيها حتى خرج ثم تنهدت بتعب:ااه لقد مللت،متى ينتهى هذا.


ظلت بمكانها تنظر لاعلى وفى عقلها الف فكرة وفكره،كيف وصلا لهنا ، وماذا لاقيا بطريقهما، وبالنهاية تلك الفاكهة،ايقنت انه لول لم تعاند وتكابر لما وصلو لهنا، ولو استمعو لكلام حكيم الممالك لما دخلو مستنقع الآثام،حيث لا طعام فيه او ماء،اشمئذت حين تذكرت اول بركة ماء صادفا كان لونها احمر وكانها بركة دماء لا ماء.
لوت فمها بألم تتذكر شكل تلك الفتاة المتبرجة والأشواك قد مزقت جسدها الذى كانت تتباها به ،ماذا استفادت من حياتها غير كسب الذنوب ،وعندما وقعت بالمهالك لم يتجرأ اى احد على مساعدتها، انه طريقها الذى اختارته لنفسها فلتتحمل اذا نهايته.
اعتدلت تحدق فى الارض بندم عاجزة عن تصديق حالها الذى كانت عليه ،تبرج وسفور ،كبر وغرور ،بعد عن الطاعات ونسيان للذات، تذكرت نصائح والدتها ومحاولاتها لارشادها وما كانت تلاقيه منها من ادعاء للحرية.

نزلت دمعاتها حارة على خديها مخرجه معها جل اثامها وذنوبها، مسحتها بعد فترة ووقفت متوجهة لمحل جلوس رفيقها لتخبره بما قررت،انخفضت وولجت من تلك الفتحة لتبصر المكان حولها بروعته التى يضفيها ضوء الفجر عليه،ابتسمت تلقائيا ثم نظرت له يطالعها بسرور ،سارت له وجلست بقربه فحوطها بيده وقبل جبينها.

نظرت بعيدا عنه مترددة وخجلة من فتح الموضوع معه،حركت يديها بتشتت ثم تمتمت: عندما ننجو من هنا ساكون شخصا مختلفا.
نظر لها بعدم تصديق وادرك صدقها لتهربها من النظر بعينيه فغمرت الفرحة قلبه وقال بسرور : هذا رائع وانا ايضا ساتغير ،تعلمت ان الدنيا ليست لعبا فحسب،هناك عقاب لكل خطا كما وهناك ثواب لكل جيد.

نظرت له بإنشراح: رائع.
نظر لخيمة ذلكان الشابان ينبعث منها بعض الهمس ،ثم تمتم بشرود: على الاقل نحن افضل من غيرنا لم تجرنا الاثام لطرق غويصه،لازلنا انقياء.

ضمت نفسها بندم: قد نهوا شىء ويكون فيه هلاكنا،
وقد نكره شىء ويكون فيه خيرنا،لقد تعلمت من هذه التجربه التى كنت ناقمة من خوضها...الحمد الله انه ارانى الصواب من الخطا.

لم يستطع ماكرو ولا غريل التعبير عن السعادة التى غمرت قلبيهما،ظلا صامتين وحسب يتلذذا بشعور لطالما تمنياه ...شعور الرضا عن النفس والتفائل بان القادم اجمل.

خرجت فتاة شقراء من الخيمه والغضب بادن على وجهها،صرخت بحنق ونفاذ صبر: الى متى ستظل هكذا جد لنا طريقا للخلاص من هنا لقد مللت من كسلك.
تبعها مخاطبها الاسمر بهيئته المحرجه وصوته سابقه:ماذا عساى افعل هذا المكان ملعونه لا نهاية له ابدا ،بسببك سنظل عالقين هنا للابد.
صرخت هى بجنون: بل بسببك لو سمعت كلام ذلك العجوز وتزوجتني لنجونا.

ضحك هو بسخرية: اتزوجك هه انا اتزوجك.."نظر لها من اعلاها لاسفلها مرتدية قميص نومها الزهرى لا يستر سوى القليل من جسدها ثم تمتم بثقة " عندما افكر بالزواج لن انظر لواحدة مثلك تلهو مع كل شاب ليلة.

نزلت كلماته على ثلاثتهم كالصاعقة، جرأته وثقته كانا كفيلين ببث الرعب بقلب غريل وادراكها ان شىء سيئا سيحدث.
تمتمت الفتاة بعدم تصديق: ماذا تعنى؟
فقال بكل منطقية: ان ارت الزواج ساختار المصونة العفيفه من تصون عرضى ومالى ان غبت لا تناظر اقل ثغرة لهتكهمتا.

ارتعشت الفتاة وهى واقفة بمكانها غير مستوعبة لموقفها بينما ابتلعت غريل ريقها بتوتر وغاصت فى براثين وعيها تتامل كلامه الذى وقع عليها كالصخر.

نظر الشاب لها بتمعن واخذ يتفحصها فانقبض قلبها وشعرت وكان نظراته سهام سامة تمزق جسدها ،وقفت بسرعة لتجاور ماكرو الواقف منذ ظهورهم وتمسك بكفه بتوتر بينما وضعت اليد الاخرى على صدرها محاولة اخفاء عريه.

لوى ماكرو فمه بغضب لنظراته التى لا تنتهى كما وقلة حيائة وخروجه دون سترة، هم بالتقدم له ولكن غريل لم تترك يده وذادت تمسكا بها،نظر لها فوجدها قد تكفلت بامره ومنحته رعب نظراتها التى تخيف اشجع الشجعان.
ابتسم برضا ولكن ما لفت نظره هوا ركض الفتاة للداخل، تعجب لذلك وظن انها ستنفجر باكية ولكن خروجها بسرعة ادهشه وارعبه فقد خرجت وهى تحمل سكينا بكفها تتوعد رفيقها بنظراتها.

تراجع هوا وغريل للخلف بصدمة بينما ذلك المغرور واقف يرمقهما بسخرية غير منتبه لما خلفه.
صرخت الفتاة بعصبية: كيف تلعب بى هكذا قلت بانك ستتزوجني لاحقا اتظننى ساتركك حيا بعد كل هذا الكلام.

انقضت عليه ولكنه استدار وامسك بكفها بقوة منتزعا السلاح منها،تمتم بحقد: انت من يجب عليه الموت لا انا،انا لم ابع نفسى مثلك.
صرخت بجزع وعجز فهم ماكرو بالتدخل ولكن غريل جزبته بسرعة وركضا مبتعدين ،قال وهو يحاول التوقف: علينا ايقافهما.
لم تبال به وتابعت سحبه:لقد فات الاوان قد يقتلك معها.
لاحظ مدى خوفها وقلقها فجاراها بانصياع متمتما بإشماذاذ: يستحقان ذلك
سارا وسارا والصمت ثالثهما لم ينبش اى منهما بكلمة،نظر ماكرو لها تسير بتهالك وبالها مشغول منذ ذلك الحادث،توقف وامسك بعضضها فانتبهت له بدهشة،تمعن بها بحزن ثم قال: لا تخافى غريل انا لست مثله.
نظرت له بضياع فاكمل محاولا طمأنتها: غريل انا اود....

صمت يتمعن بتفاصيلها الخلابة وعيونها البراقة،مترددا مما يختلج صدره،فابتلعت هى ريقها: تود ماذا؟
ابتسم بتوتر : اا يعنى ان لم تمانعى اود...." لوى فمه بقليل من الخوف" اود الزواج

تصنمت مكانها لثوان قبل ان تصيح بقليل من الحماس: زواااج...ومن الذى كان يقول لن اتزوج حتى اشيب؟
قهقه بسخرية فضحكت هى بسعادة:جيد انك افصحت لم استطع انا الافصاح.
هزت نفسها بسعادة وهى تغمض عينيها بإستمتاع فقال هو بشغب: الافصاح بماذا..؟
ابتسمت بخبث واحتضنته بقوة: بانى احبك.
احتضنها وهو يضحك بسعادة فاكملت هى: فلنتزوج.
اوما هو براسه ناظرا بعينيها:فلنتزوج.

ابتعدت عنه ناظرة للامام فأمسك بيدها وسارا مقرران تجاوز محنتهما معا ظهر بالقريب نهاية تلك الاشجار الكثيفة طريق ابيض جميل تطل من خلفه تلك القلعة الجميلة بالوانها الخلابه،ابتسما بإنشراح وقالت غريل برضا: للحلال طرقه التى تادى للسعادة.
نظر لها ماكرو:فليدمنا الله على طريقه

انفتحت ابواب القلعة مصدرة ضوءا ابيض ناصعا جعلهما يغلقان اعينهما لشدته...ظهرت من خلفه فتاة محتشمة بثيابها تقف امام باب القلعه.

دهش ماكرو وغريل لكينونتها،دمعت عينا غريل وركضت لها لتحتضنها متمتمه: شكرا لك.
بادلتها الفتاة امتنانها: قلبكما لين عرفت هذا منذ رأيتكما، مبارك لكما.
توقف ماكرو على مقربة منهما:انت تلك الفتاة الناصحة.
اومات الناصحة براسها بسعادة: انتما ضيفا مملكتي.

توسعت عينا غريل لظهور ذلك العجوز حكيم الممالك من خلف مخاطبتها فقالت بدهشة:ما انت؟
ابتسم حكيم الممالك قائلا:هذا البعد الموازى لروحيكما وانا الجانب الخير فيه....مبارك لكما

لم تستوعب غريل ما قال ونطق ماكرو بتعجب: كيف؟
ربتت الناصحة على كتف غريل:مبارك لكما فالتستمرا بدربكما.

انهت جملتها ليحتل المكان ضوء ابيض قوى جعل غريل وماكرو يصرخان ويغمضان اعينها بخوف...
فتحا اعينهما ليدهشا بمكان جلوسهما،قال ماكرو بعجب: أليس هذا المكان الذى كنا فيه قبل هلاكنا.
نظر لغريل تحدق به بتعجب بينما بادلها هو نفس نظرات العجب:انه عالمنا.

شدتها نظراته فنظرت لنفسها لتبتسم حين رات تلك الثياب الساترة تغطى جسدها، وقفت من مكانها بسرعة تتامل شكلها، رمقها ماكرو بإعجاب: تبدين اجمل من السابق.
حدجته بإدعاء للغضب: كل يوم تقول هذه الجملة سأريك....
ركض فلحقته وهى تضحك بسعادة متناسيان كل ما مر بهما، عاجزان عن فهم كينونته الغامضه.

"النهايه"



__________________
رب هب لى ملدنك ذرية طيبة




كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن:
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس