الضحية
ألقي به من عل وسط اليم الهائج ،
تناقلت نبأ وقوعه الهوام المتربصة ،
شعر بخطر الغرق والهلاك ، حاول التجديف بأطرافه ،
إلا أن بلل ثيابه كان في عون أعدائه الذين
يتتبعون من مواقعهم أشواط فشله في إنقاذ نفسه ،
صخب الصياح والصفير ابتلع نداء طلب النجدة ،
تشابه العدو والصديق ، الكل يصيح والجميع يلوح ،
ولا يدري من يبتهج بهلاكه ولا من يتألم لفراقه .
قاوم برهة ثم استسلم وهوى إلى القعر ،
حسمت أمرها هوام البحر ووزعت أشلاءه بينها
لتفادي أي تأخر في التهامه .
فتقاطرت عليه ـ في سباق ـ للفوز بانتزاع أطرافه .
وفضلت أخرى اقتطاف مقلتيه ثم انتشال مخه بأفكاره .
على الضفاف تنازع أمر جثته من كان يدعي محاولة انقاذه .
فقرروا نسيانها وسط اليم ،
مخافة أن تعود إليها روحه العنيدة من جديد .
محمد الطيب |