كما لو كان ثقبًا يبتلعُ الأرواح؛ أو ربما يمنحُ الأرواح! ربما الإثنين معًا!
لن يكرهه أحد فهو البدر الأبيضُ نورُ الليل الوحيد! لكن ثمة يومٌ في كل عام يتحول إلى اللون الأزرق كأنه آتٍ من سماء النهار! يصبحُ لعنة أبدية قاسية لا حلَ لها!
إعتادَ سكان الإمبراطورية على التخَلص من كل مولودٍ في هذا اليوم من العام، يضحي الوالدينِ بملئ إرادتهما بمولودهما لو خَرج للحياة تحت القمر اللازوردي المشؤم؛ وحتى كل مولودٍ ولدَ باليوم السابق أو الموالي لظهور القمر اللازوردي أو أي مولود يملكُ عينين لازورديتين فاتحتين!
مؤكد أنّ المولد الذي يبقى سيكون روحين بجسدٍ واحد؛ روحُهُ وروحٌ شيطانٍ يكره الوجود، لا يمكن طرده فقد يموت صاحبها، إن فَقدَ روح تتبعُها الأخرى!
سبق أن عاش مِن البشَر مَن ولدوا تحت القمر اللازوردي لكنهم عانوا الكثير، مَلكوا قدراتٍ خارقة للطبيعة بعضها لم يكُن مرغوبًا به! قَتلوا وآذوا، حاولوا التَمرد والعصيان، قامو بكلِ مَحظور؛ لم يرحموا نصفهم الآخر! لا يدركون شيء من أفعالهم حين يعودون!
قد يرونَ أنفسهم بالسجن أو ملطخين بالدماء أو قد فقدوا شخصًا عزيزًا! لكن لا يدرون عن السبب.
لهذا يرى الآباء أن قتل كل مولود ولد تحت القمَر اللازوردي رحمةً له، وإلا سيعاني الكثير كما عانى أجداده!
منذُ أكثر من مئة عام لم تعد تلكَ الظاهرة تعوم في الأرجاء وإنقرضتْ بحرص الآباء والإمبراطورية، جميع النساء تحاولن تفادي الولادة في ذلكَ اليوم لكن لا يمكنهن فعل شيء عندما يقرر الجنين عبور الحياة إلى الموت!