10-16-2018, 05:03 PM
|
|
***** وَمآزِلتُ أبكِي ، دُمُوعِي علَى الثَّرَى تَسِـيلُ .. نَهـرًا قَد شَـكّـلت ، مَآرآهُ السّبِيـلُ .. مَــآ لِي زُهُورًآ ، سِوَى جُدْرانًـآ تَسِيرُ .. أشْفَقَت عَلَيّ ، فَكَوّنت أرْجُلًا تَميلُ .. ومَآ زِلتُ أدعُو رَبِّي ، يَآ رَبي مَآ لِي غَيرَك .. فارْحَمنِي برَحمَتكَ ، أنتَ الرَّحِيم الرّآحِمُ المُجِيرُ .. شَهِقتُ بِصَمتٍ ، فَسمعَنِي ربُّ السّمَآءِ .. هُـو أعْلَـم بحَآلِـي ، ومُجِـيبَ الدُّعَـآْءِ .. صَبرًا صبرْتُ ، عَلى الرَّمْضَــآءِ قعُدْت .. تَــحتَ قَيْظٍ شَـديدٍ ، أعْبَثُ وأسِــيرُ .. أسْمَع جِرْسَ النّآسِ فِي الأسْوآقِ .. ورمَـآج الطّيْرٍ ، وضحْكآت النَّجْلآءِ .. حَتى خِلتُ نَفسِي إثيُوبيًّا ، عَلى أرْضِ سِينَآءِ .. فَتَنفِينِي حَيثُ يُـوجدُ وَآقِعـي المَريـرُ .. فَيَزْدَرِينِي من حَولِي ، وتَسْتصْغرنِي الزُّهورُ .. كالأحْتَف علَى الطرُقَآتِ أمشِي بلَا موْئلٍ .. فأنَآمُ برُكنٍ بعِيدٍ ، فأجِدُ نَفسِي في رَخَآخٍ .. أرْتَدي مَآ يَرتدِيه الغَنيُّ من اسْتَبْـرَقٍ .. وقَميصًا خِيطَ إليّ ، لِبَآس حَرِيـرُ .. وَيدعُوني شخْصٌ إلَى بيْته ، فَيحطّ لِي القَرَى .. فـألتَــهمُـه جوْعًــا ، وأذهَـبُ إلَى الكَـرَى .. فَأنَآم عَلَى ريشِ النَّعَـآمِ ، بجَـآنبي يُوضع النَّمِيرُ .. وحَآرِسًا يحْملُ فَيْصلًا ، السَّـيفُ الأثِيــرُ .. فتُوقِظُني أَشعَّة الشَّمسِ ، والعَبَقُ العَبيـرُ .. عَفْوًا ، فَأنا كالمِتْرَآس ، يَلعَب بهِ الجَمِيعُ .. كَشخْصٍ بلا شرَفٍ ولا آثَالٍ أنا ، أزدرِد ريقِي .. فأَجعَل ما يَحملُهُ ،، طَعـآمِي وتِريَــآقِـي .. إلَـى أن يَطرُق القَمرُ أبْـوآب السّمَـآءِ .. فَيُعانِق ظَلامهَآ الأَرضَ ، ويَشقّ الأفقَ إلى الفَضَآءِ .. فيتَهدَّجُ صَوتِي ذُعْرًا ، مَآ لي أُبًــا ولا أُمَّـا .. ولَآ حَتى حَصِيفًا كَرِيمًـا ، يُسكِتَ عَوِيـلًا .. عَويلُ البَطنِ ونَزفهَـآ ، فَيُشفَى بِهِ الضّمِيرُ .. أنَآ ذلِكَ المُتشَردُ الأسمَر ، الطِّفلُ الصّغِيرُ .. ذُو البَطنِ النّحيفِ ، قَتلَه الحَيفُ ، الطّفْلُ اليَتِيمُ .. لَعبَت بِـي الأيّآمُ ، فَجعلت طَلبِي .. عَسيـرُ .. |
__________________ |