التكمله الثانيه
للكاتبه "Joice/جويس."
نظرت الى الطريق المعبد أمامي بخوف يشوبه شيء من القلق...قررت أن أحرك قدمي باتجاهه لكنها أبت الانصياع لأوامري...لا اراديا مني توقفت هناك بجانب الطريق أبحلق في اللامكان...
خائفة من العودة اليه...خائفة من الذهاب اليهما....
مشاعر تضاربت في صدري لم أستطع منعها من التوقف...نظرت الى خلفي بقلق...أأعود اليه؟!...لكنه سيسخر مني...
لم أعرف وقتها ما سأفعله غير أن قدمي سبقت الأخرى في السير....
بدون وعي مني سرت عائدة الى منزلي الذي غبت عنه...
مشيت ببطيء و ببعض الارتباك...كنت خائفة مما سيقولان...خائفة من أسلتهما...خائفة من صب جام غضبهما علي...
طرفت بعينيي قليلا لأرى باب المنزل أمامي...
بعد فترة من التردد حزمت أمري و طرقت الباب ثلاث طرقات متتالية...
تقهقرت الى الخلف بتوتر زاده الصوت القادم من خلف الباب...
فتح الباب و أطل رأس شخص منه...شعرت وقتها برغبة في العودة اليه...لا أدري لما أرغب بالهرب منهما
أطلت أمي و خط أسود تحت عيناها دلالة على كثرة بكائها علي...
احتضنتني فور ما رأتني...بادلتها العناق شاعرة بالأمان الجم...و رغم ذلك لم تغادر عيني الطريق...أردت حقا العودة اليه...
عدت لأنظر الى المنزل فوجدت أبي واقفا عند المدخل و نظراته الموجهة نحوي لا تبشر بالخير...
*****
جلست على الأريكة بجانبي والدتي محوطة يدها حول كتفي و تربت على شعري بيدها الأخرى...و قبالتي يجلس والدي...مسدل جفينه على عينيه...عاقد حاجبيه و ضام يديه الى صدره...كانت جلسته تبث الرعب فيّ فتململت في جلستي شاعرة بعد الارتياح...صمت مطبق...جو مكهرب...أنفاس حارة خرجت من بين شفتي فتمتزج مع الجو البارد...
أخيرا نطق و حطم حاجز الصمت الى أشلاء: أين كنتي؟!
كلمة واحدة كافية لارتعاش بدني...نبرة صوته الجادة جعلت الخوف مسكني الوحيد...
أجبت بتلعثم محاولة اختيار الكلمات المناسبة لإيضاح لهم اين كنت: ك...كنت...ع...عن...عند...مصاص دماء
نطقت بكلماتي الاخيرة بسرعة و أنا مغمضة عيناي بقوة خوفا من ردة فعلهما...
بعد فترة من الذهول عاد والدي يسألني: كيتي...اجيبي بصدق....أين كنتي؟!
تنهدت بانزعاج و أجبت: عند مصاص دماء...و لدي الدليل لأبرهن لكم صحة كلامي
أبعدت شعري الناري عن رقبتي لتبرز آثار أنيابه...و أريتها لأبي و أمي و يا ليتني ما فعلت...
شهقت والدتي و وضعت يدها على فمها بينما والدي فقد غضب و نهض صارخا بعدما جلست في مكاني: اياك ثم اياك و الخروج لوحدك مرة أخرى...أفهمتي؟! منذ اليوم لن تغادري المنزل
كأن كلماته رصاصة اخترقت جسدي...جحظت عيناي...و فغر فاهي...و تسمرت في مكاني اثر وقع كلماته علي
خرج من الغرفة مخلفا ورائه الصمت المسيطر و الدموع الحارة التى نزلت من علي عيني بتمرد...
*****
مرت ثلاثة أيام منذ ذلك الوقت و انا لم ابرح غرفتي قط...
لم يسمح لي الذهاب الى المدرسة ايضا...
كل ليلة أذهب الى النوم أبكي بصمت...لأني أخلفت وعدي...و لأني أريد لقياه...
في الليلة الرابعة دخلت والدتي الغرفة في الوقت الذي لم أرد أن أراها فيه....
جلست على سريري سامعة صوت شهقاتي...
قالت: أتحبينه الى درجة البكاء عليه؟!
اجبتها بعدما انقلبت على قفاي: أجل...كما أني أخلفت وعدي و سيأتي غدا أو بعد غد و يقتل الجميع...
ابتسمت بأريحية و قالت: ما قلته لي الان قوليه لوالدك
- مستحيل...انه لا يرغب برؤيتي حتى
- انه والدك و سيتفهمك أعدك...فقد أخبريه بما تشعرين و سيفهم
- ماذا ان لم يفهمني؟!
- أوه صغيرتي...حاولي و ستعرفين اجابة سؤالك
ابتسمت بهدوء و قلت: حسنا
ربتت على رأسي مبعثرة شعري مع ابتسامة تراقصت فوق شفتاها و غادرتي بنفس الابتسامة...
*****
أشرقت شمس اليوم الرابع من المشرق فأرسلت خيوطها الذهبية لتتسلل من نافذتي و توقظني من نومي...
بعد ان ارتديت ملابس البيت العادية قميص ابيض ممزوج ببعض اللون الزهري و بنطال طويل اسود...
نزلت الى اسفل حيث يجلس والدي يشرب كوب من القهوة السوداء و يقرأ الصحيفة...
جلست بجانبه متوترة و انا ارمق والدتي التى اومأت برأسها بهدوء و قد كانت تعمل في المطبخ...
قلت بعد ان سحبت نفسا عميقا: ابي
نظر الي بطرف عينه و سرعان ما اعادهما الى الصحيفة يقرأ العناوين...
اكملت: انا احبه و اريد ان اذهب اليه
نظرة واحدة منه ألجمت لساني و اعادت رأسي الى الخلف لكني ازدردت ريقي وقلت بتوتر: ا...انا احبه و لا اهتم اني منعتني من الذهاب...سأذهب أي سأذهب....و هذا هو قراري النهائي...و انت اخبرتني فيما مضى انك ستوافق على الشخص الذي احبه...و ها انا احببته هو لا أحد آخر...و لا استطيع ان ابتعد عنه...يكفي اني اخلفت وعدي....
بحركة من يده توقفت عن الكلام...و شعرت بالإحراج من الكلام الذي قلته...
لحظات صمت مرت على الغرفة لم أشعر بها لسرعتها...حيث حطمها والدي بقوله:أ أنتي حقا تحبينه و تريدين رؤيته؟!
أجبته بحماس: أجل...أجل
تكملة تكمله2
ناظرني بابتسامة وقال: اذا ماذا تنتظرين اذهبي اليه الان؟!
ابتسامة تراقصت فوق شفتي غير مصدقة ما يقوله والدي...
بالفعل لو حدثته بما اشعر منذ البداية لتركني اذهبي اليه...
ارتميت بحضنه و قبلته على رأسه و قلت: أحبكما
ابتعدت عنه و ركضت نحو الباب لالتفت ناحيتهما و ارفع يدي ملوحة لهما: الى اللقاء
*****
ركضت عبر الطريق الذي قدمت منه لأعرج الى الغابة واثبة على قدماي...
بعد تعمقي بها توقفت امام القصر العالي...
أوشكت على الدخول و انفاسي باردة و سريعة...استوقفني صوت قادم من خلفي...
لالتفت متسائلة لأتفاجأ من انقضاض الكلبين علي...
صرخت ظنا مني انهما يريدان قتلي فأغمضت عيني بشدة...
لم أشعر سوى بلعق خدي...
فتحت عيناي لأبتسم منهما...انهما يلعقان خدي كأني غبت فترة طويلة...
لم انسى كيف اني كرهتهما في البداية و خفت منهما و لكن الان انهما لطيفان...
سمعت صوت صرير الباب الضخم يفتح لألتفت و ارمقه بقلق...
شعرت انه يدعوني الى الدخول...فأبعدت الكلبين عني و كخطى الآليين اتجهت اليه
ولجت القصر و انا التفت يمنى و يسرى باحثة عن نصفي الاخر
حتى سمعت صوته القادم من خلفي: أتيت الان؟!
نظرت خلفي لأجده واقفا على رأس الدرج يرمقني بنظراته الباردة
ابتسمت رغما عني و لا اراديا اتجهت اليه بسرعة...و الدموع تترقرق من عيني...
احتضنته بسرعة ليتفاجأ هو و انا كذلك...هذه التصرفات لا اراديا مني....كما لو ان جسدي مستولى عليه من قبل مشاعري فتحركه كيفما تشاء...
همست: أنا أحبك
لا أدري ما حدث وقتها...نبرة صوته كانت لطيفة حين اعاد لي نفس الكلمة...عانقني بهدوء و لطف...امتص دمي دون أي آلم...
كان لطيفا معي...سألني عن سبب تأخري لأخبره بما حدث...
لأول مرة رأيته يبتسم لي ابتسامة سحرتني و فجرت أساريري....
*****
ضحكت و قلت و انا اضربه في مرفقه: ما بك؟! لا داعي لتوتر
نحن الان في فصل الشتاء...مضى اسبوعان لم ارى فيهما والداي...فقررنا اخيرا الذهاب اليهما...و تقديم ساي لهما
اجابني بغلاظة و هو يبعد ياقة من الدانتيل عن رقبته: أخرسي...انتي لا تفهمين
ضحكت و قلت: حتى امير مصاصي الدماء يتوتر
ناظرني بغضب لأضحك بخفوت اقترب مني و قال: كلمة اخرى و سأغرس انيابي في جسدك دون هوادة
ابتسمت وقلت و وجنتاي مشربتان بالحمرة: افعلها...
اقترب من عنقي لغرس انيابه فيه...و قد نسينا تماما اننا امام باب منزلي...
ففتح والدي البا وقتها و رأنا و أمي من خلفه...صرخ والدي و احمر وجه والدتي
نظرنا الى بعضنا و ابتسمنا.